أهمية الرفق كما سنتحدث كذلك عن أنواع الرفق ومقدمة عن الرفق وفوائد الرفق كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
أهمية الرفق
-الرفق: هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل واللطف وحسن الصنيع، وضده العنف والشدة, والرفق -أيها الإخوة- نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل، من أعطاه الله إياها، فقد فاز بخيرٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة، ولذلك امتن الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه رفق ولان لإخوانه المسلمين، فجمعهم الله عز وجل على رسوله بهذا الرفق وبهذا اللين، فقال عز وجل: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]
-قال ابن كثير رحمه الله: أي لو كنت سيئ الكلام، قاسي القلب عليهم، لانفضوا عنك وتركوك، ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم تأليفاً لقلوبهم.
-فالدرس الأول من هذه الآية يا إخواني: أنك إذا سألت ما هو الشيء الذي يجمع قلوب الناس وأنفسهم في مجتمع واحد على رجل واحد تكون كلمتهم واحدة ويداً واحدة؟ إنه الرفق واللين الذي قال الله تعالى عنه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ [آل عمران:159] وإذا سألت عن سبب تفرق القلوب الذي ينتج عنه تفرق الأجسام والتنازع الذي يحصل بين أفراد المجتمع، فاعلم يا أخي المسلم بأنه العنف والحدة والغلظة التي هي ضد الرفق، ولذلك قال عز وجل: وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
-ولذلك كان وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن قول الله عز وجل: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128] فهو إذاً بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ، أما صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة من قبلنا، فهو ما رواه البخاري رحمه الله تعالى بإسنادٍ صحيح إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أن هذه الآية التي في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الأحزاب:45]
-قال: (في التوراة مقابل هذه الآية: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاباً في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن ليعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتحوا بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً). رواه البخاري.
-فالشاهد من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قوله: ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخابٍ في الأسواق، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس فظاً، ولا غليظاً، وهذه الصفة في الرسول صلى الله عليه وسلم هي التي جمعت عليه الصحابة، وفتحت له قلوب الناس، فكانوا معه يداً واحدة، يأتمرون أمرهم على قلب رجلٍ واحدٍ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل رجل يريد أن يؤلف الناس على الإسلام أن يلين لهم ويرفق بهم، وهذا الخلق العظيم من الأخلاق التي يحبها الله عز وجل، فلذلك روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) قال ابن حجر رحمه الله في كتاب الأدب من صحيح البخاري عن هذا الحديث: يعني: أن الرفق يتأتى معه من الأمور ما لا يتأتى مع ضده، تأتيك بالرفق أشياء، وتنفتح لك مغاليق أمورٍ لا تنفتح لك بغير الرفق مطلقاً.
أنواع الرفق
1-الرفق المكتسب
هو الذي يتعلمه الإنسان من البيئة التي يعيش فيها أي من خلال البيت والمدرسة والأنشطة التي يطبقها، وللرفق المكتسب أنواع عديدة.
2-الرفق الفطري
هو الشعور الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في جميع المخلوقات، لذا فمهما بلغ الشخص قمة القسوة فلابد أن تجد بداخله شيئًا من الرحمة.
فهناك من يظهر الرفق والعطف والحنان في أقواله وأفعاله وهناك من يظهر القسوة في أقواله وأفعاله أيضًا، ولكن خير الأمور الوسط.
من أمثلة الرفق الفطري العطف واللين المزروع في قلب كل أم سواء كانت إنسان أم حيوان.
مقدمة عن الرفق
الرفق يعتبر من السلوك الاسلامي الراقية، ويعتبر اللين من مكارم الاخلاق. حيث يعتبر اللين من الصفات الجميلة. حيث تضمن هذه الصفة سلامة العرض وراحة الجسد وجلب المكارم، وتعتبر صفة الرفق من صفات الانبياء.
فوائد الرفق
1– يعد الرفق هو دليل على صلاح العبد وحسن خلقه وهو من الصفات الهامة التي تساعد الإنسان في الوصول إلى الأخلاق الحسنة.
2– الرفق يساعد في الحصول على محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس لأن الشخص ذو القلب الطيب يحبه الكثير من الأشخاص.
3-يعتبر الرفق دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام وهو من أفضل وأهم الصفات التي لابد وأن توجد عند المسلم.
4– الرفق يساعد في تنمية روح المحبة والتعاون بين جميع الأشخاص لأنه بالرفق يعم الخير والحب والتعاون بين جميع أفراد المجتمع.