اجمل قصص دينيه

كتابة منيره القيسي - تاريخ الكتابة: 19 مارس, 2019 11:29
اجمل قصص دينيه

اجمل قصص دينيه نقدم لكم متابعينا الكرام مجموعة من اجمل القصص الدينيه المتنوعة التى نقدم من خلالها حكمة وعبره بطريقة ممتعة وشيقة.

قصة اصحاب الكهف


ذُكرت قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، حيثُ ذكرها الله تعالى مُفَصَّلة، قال تعالى: “نحنُ نقصُّ عليك نبأهم بالحق إنَّهم فتيةٌ آمنوا بربِّهم وزدناهُم هدى”)، وهم مجموعةٌ من الشباب وقيل إنَّهم في زمن ملك يقال له دقيانوس تركوا ملَّة قومهم القائمةَ على الزيغِ والضلال والشرك وعبادة الأصنام وآمنوا بالله -سبحانه وتعالى- بعدَ أن كشفَ لبصائرهم الحقَّ وألهمهم الرشد والهدايةَ.

اللجوء إلى الكهف

لجأَ قومُ أصحاب الكهف إلى مضايقتِهم، وهم قد ضاقوا ذرعًا بشركِ قومهم أيضًا، فقرروا أن يعتزلوهم ليسلموا من كفرهم وشرِّهم، فلجأوا إلى كهف بعيد عن المدينة وقد وصف الله تعالى حال هذا الكهف، قال تعالى: “وتَرَى الشَّمسَ إذَا طلعَت تزاوَرُ عن كهفِهِمْ ذاتَ اليمِينِ وإذَا غربَت تقرِضُهُمْ ذاتَ الشمَالِ وهُمْ في فجوَةٍ منهُ ذلِكَ منْ آياتِ اللَّه مَن يهدِ اللَّهُ فهُوَ المهْتَدِ ومَن يضلِلْ فلَن تجِدَ لهُ ولِيًّا مرشِدًا” )، فبيَّنت الآية أنَّ الشمس عندما تطلعُ تدخل إلى الكهف ثمَّ تخرجُ رويدًا رويدًا وكذلك عند الغروب تدخله وذلك حتى لا يفسد الهواء في الكهف وينال أصحاب الكهف من الشمس الدفءُ وغيره، وأمَّا كلبهم الذي رافقهم فقد بقيَ رابضًا أمام الباب لم يدخل معهم الكهف، قال تعالى: “وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد” ).

البعث بعد الرقاد

وقد بعثَ الله تعالى أصحاب الكهف من نومهم بعد ثلاثمئة سنة وتسع سنين، وعندما أفاقوا لم يعرفوا كم المدة التي ناموا فيها، قال تعالى: “وكَذلِكَ بعَثناهُمْ ليتسَاءَلُوا بينَهُمْ قَالَ قائِلٌ منهُمْ كمْ لبِثتُمْ قالُوا لبِثنَا يومًا أوْ بعضَ يومٍ قالُوا ربُّكُم أعلَمُ بمَا لبِثتُمْ فابعَثُوا أحدَكُمْ بورقِكُمْ هذِهِ إلَى المدِينَةِ فليَنظُرْ أيُّهَا أزكَى طعامًا فليَأْتِكُمْ برزْقٍ منْهُ وليتلَطَّفْ ولَا يشْعِرَنَّ بكُمْ أحَدًا” )، فذهبَ واحدٌ منهم ليشتري لهم طعامًا وشاهد التغيُّرات التي حدثت خلال تلك المدة التي ناموا فيها، فاستغرب أهل البلدة من هذا الشخص بسبب لباسه الغريب والمال القديم الذي معه، فأخذوه إلى حاكم البلدة لأنَّهم خافوا أن يكون جاسوسًا، وقيل أيصًا: إنَّه أخبرهم بأمره وأمر من كانوا معه، فذهبوا معه إلى مكان الفتية.
فلمَّا اقتربوا من الكهف دخل إلى إخوانه أصحاب الكهف فأخبرهم بحقيقة الأمر وبالفترة التي رقدوا فيها فعلموا أنَّ هذه حكمة الله وقدره وماتوا بعد ذلك، أو قيل: استمروا راقدين، واختلفَ القومُ في أمرهم، فمنهم من أراد أن يسدَّ باب الكهف ببناء وآخرون كانوا يريدون أن يبنوا عليهم معبدًا مباركًا، قال تعالى: “وكَذَلِكَ أعثَرْنَا عليْهِمْ لِيعلَمُوا أنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ لا ريبَ فيهَا إذْ يتنَازَعُونَ بينَهُمْ أمرَهُمْ فقالُوا ابنُوا عَليهِمْ بنيَانًا ربُّهمْ أعلَمُ بهِمْ قالَ الَّذينَ غلبُوا علَى أمرِهِمْ لنتَّخِذَنَّ عليْهمْ مسجِدًا”، وقد اختلفَ الناس في عددهم، فقال تعالى: “سيَقولُونَ ثلاثَةٌ رابِعُهُمْ كلبُهُمْ ويقولُونَ خمسَةٌ سادسهُمْ كلبُهُمْ رجمًا بالغيبِ ويقُولُونَ سبعَةٌ وثامنُهُمْ كلبُهُمْ قلْ ربِّي أعلَمُ بعدَّتِهِمْ ما يعلمُهُمْ إلَّا قلِيلٌ فلا تمَارِ فيهِمْ إلَّا مرَاءً ظاهرًا ولا تستَفْتِ فيهِمْ منهُمْ أحَدًا” )، والله تعالى أعلم ).

الصَّحابي الذي قتله الجنُّ


ورد في عددٍ من الرّوايات أنَّ أحد الصَّحابة -رضي الله عنهم- توفِّي مقتولاً من الجِنّ، وهذا الصحابيّ هو سعد بن عُبادة رضي الله عنه؛ فقد جاء في الرّوايات في بعض كُتُب تاريخ الصّحابة وتراجمهم، أنَّ سعداً بن عبادة -رضي الله عنه- وُجِدَ في مُغتَسَله ميتاً، وقد اخضرّ جسده، وجاء في بعض الرّوايات أنَّه بال في جحر، والجحور مساكن الجِنِّ، فقتلته الجِنُّ، وفي تتبُّع علماء الحديث لهذه الروايات، تبيَّن أنَّها لم تصحَّ، رغم ورود هذا الخبر في عددٍ من الرّوايات وتكرارها في عددٍ من المراجع، وهذا ما جعل القصَّة تُشتَهر، ويشيع أنَّ الجِنّ قتلت سعداً بن عبادة رضي الله عنه، لكنَّ تتبُّع أسانيد هذه الأخبار والرِّوايات أثبت عدم صِحّتها، وضعف الأسانيد التي أوردتها.

سعد بن عبادة

سعد بن عبادة هو الصَّحابيّ الجليل سعد بن عبادة بن دليم الخزرجيّ الأنصاريّ، وكنيته أبو ثابت، وقيل: أبو قيس، شهِد -رضي الله عنه- بيعة العقبة وكان أحد نُقبائها، وهو زعيمٌ لقبيلة الخزرج من كُبرى قبائل المدينة المنوّرة،وكان معروفاً بجوده وسخائه وكثرة إطعامه للطّعام، وكان من وُجَهاء الأنصار، وحاملاً لواءَهم، وصاحب رايتهم، وقد استشاره النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو وسعد بن معاذ -رضي الله عنهما- بصفتِهما سادة الأنصار، استشارهما في غزوة الخندق بإعطاء قبيلة غطفان ثُلث ثمار المدينة المنوّرة حتّى يعودوا عن تحالفهم وتحزُّبهم مع كفار قريش ضدَّ المسلمين، فأجاباه: إنّه إن كان يأمرهم بذلك أمراً فسيفعلون، وإن كان يستشيرهم فلن يعطوا ما كان حقاً لهم وللمسلمين لأعدائهم، وهم -أي المسلمون- في قوّةٍ ومَنَعةٍ بالإسلام وأعزَّت به، ففرِح النَّبيّ برأيهم وسُرَّ له.
ولم يكن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- مُكثِراً لرواية الحديث، فمجموع ما رواه عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- من الأحاديث هو عشرون بالمُكرَّر،ومن فضائل سعد بن عبادة -رضي الله عنه- فضلاً عن كرمِه وسخائِه وما قدَّمه للإسلام، دعوةُ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- له ولآل بيته، فقد روى قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنهما- قوله: (زارَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في منزلِنا فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، قال: فردَّ سعدٌ ردّاً خفيّاً، قال قيسٌ: فقُلتُ: ألا تأذَن لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فقالَ: ذَرْهُ يُكثِرْ علَينا مِن السَّلامِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، فردَّ سَعدٌ ردّاً خفيّاً، ثُمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ، ثُمَّ رجَعَ رسولُ اللَّهِ، واتَّبعَهُ سعدٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ أسمَعُ تسليمَكَ وأردُّ عليكَ ردّاً خفيّاً؛ لتُكثِرَ علَينا منَ السَّلامِ، قالَ: فانصرفَ معَهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأمرَ له سَعدٌ بغُسلٍ فاغتسَلَ، ثم ناوَلَهُ مِلحفَةً مصبوغَةً بزعفرانٍ أو وَرسٍ فاشتَملَ بِها، ثمّ رفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَيهِ وهو يَقولُ: (اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتَكَ على آلِ سعد بنِ عُبادَةَ)، قال: ثُمَّ أصابَ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مِن الطَّعامِ، فلمَّا أرادَ الانصِرافَ قرَّبَ لهُ سعدٌ حِماراً قد وطأ عليهِ بقَطيفَةٍ، فركِبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال سعدٌ: يا قيسُ اصحَب رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال قيسٌ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اركَب، فأبَيتُ، ثُمَّ قالَ: إمَّا أن تركَبَ وإمَّا أن تنصَرِفَ، فانصرَفتُ).

قصة طالوت وجالوت


ذكر القرآن الكريم العديد من القصص التي تُعين المسلم على التفكُّر في قدرة الله تعالى على تغيير أحوال البشر من عِزة إلى ذلة، ومن ذِلة إلى عِزة، كما توضِّح القصص سبب تقدُّم الأمم وتراجعها، والسبب الأساسي في ذلك هو تقوى الله تعالى والاستعانة به في السرّاء والضرّاء، ومن قصص الأمم التي ذكرها القرآن الكريم، قصة قوم لوط وقوم ثمود وقوم عاد وقوم فرعون وبني اسرائيل، وسيتم توضيح قصة طالوت وجالوت ومضامينها في هذا المقال.
بنو إسرائيل
إسرائيل هو النبي يعقوب بن إسحق بن إبراهيم -عليهم السلام-، وذريته هم بنو إسرائيل الذين عاصروا الكثير من الأنبياء والرُّسُل، وفي تكرار ذكر قصصهم في القرآن الكريم حِكَم عظيمة، فقد فضّلهم الله تعالى على العالمين، فلما فرّطوا في آتاهم ضُرِبت عليهم الذِّلة والمسكنة وغضِب الله عليهم، وجعل منهم القِردة والخنازير، وفي ذلك عِبرة للأمم بأن الله تعالى لا يفضل أمة عن غيرها بسبب النسب، بل إن ميزان الفضل عند الله هو اتّباعه واتّباع أنبياءه -عليهم السلام-.
وردت قصة بني إسرائيل في كثيرٍ من مواضع القرآن الكريم، فقد مرّ على بني إسرائيل العديد من الأنبياء والرُّسُل، منهم من ذكر لنا الله تعالى أسماءهم ومنهم من لم يذكر، وفي زمن نبيٍ لهم لم يذكر الله تعالى لنا اسمه، حدثت قصة طالوت وجالوت، فقد كان بني إسرائيل يمرّون في مرحلة من الهزيمة والاضطهاد أمام أعدائهم؛ وذلك بسبب فقدانهم للتابوت الذي فيه بيقية مما ترك آل موسى وهارون -عليهما السلام-، وقيل هي الألواح التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- وعصاه، وقد كانوا يأخذونه معهم الى المعارك لتحلّ عليهم السكينة ويحققون النصر، لكن عندما سُرق منهم ساءت حالهم وأصبحوا مشرّدين، فطلبوا من نبيهم أن يطلب من الله تعالى أن يبعث لهم ملكًا يقاتلون معه ليخرجهم مما هم فيه.
وعد بنو إسرائيل نبيهم أن يقاتلو في سبيل الله، وتوقعوا أن يعيّن الله ملكًا من وجهائهم ليقودهم، لكنهم فوجئوا عندما عيّن الله تعالى طالوت ملكًا عليهم، واستنكروا ان يقودهم رجل فقير ليس من بيت الملك، فقال لهم نبيهم بل هو من عند الله وقد أنعم الله عليه بالحكمة وقوة الجسد، وأن دليل ملكة أن تأتي الملائكة بالتابوت الذي فقدوه، وكان ذلك دليلًا على أن طالوت ملكًا من عند الله، فوافق القوم على مُلكه مُكرَهين.
خرج الجميع إلى الحرب خلف ملكهم الجديد، فأراد الله أن يختبر إيمان المقاتلين، فقال طالوت للمقاتلين إنهم سيجدون نهرًا في طريقهم فمن شربه منه لمجرد التذوق قد نجح في الاختبار وسيتابع مسيره للحرب، ومَن شرب حتى الارتواء قد خسر وطُرد من الجيش، فشَرب أكثرهم ولم يتحملوا العطش وبقي معه قِلة من المؤمنين، وبعدها حصل اختبار الايمان الثاني عندما وصلوا إلى موقع المعركة ورأوا أعداد جيش جالوت الكافر، فتخلّف أكثر الجنود عن الحرب بسبب خوفهم، وتابع من آمن بأن النصر من عند الله تعالى وقد كانوا الأقلية، فالتقى الجيشان وقتل داوود -عليه السلام- جالوت بالمقلاع وانتصر جيش طالوت، وقد كان داوود -عليه السلام- غلامًا صغيرًا في ذلك الوقت.

مواضع ذكر طالوت وجالوت في القرآن

وردت قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم بالتفصيل في سورة البقرة فقط في هذه الآيات من سورة البقرة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّـهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٢٥١﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٥٢﴾”. 5

قصة سد مأرب


ارتبط ذكر سد مأرب في التاريخ بقصة شهيرة، قامت أحداث هذه القصة في اليمن في مملكة سبأ، حيث عاش هنالك رجل يُسمّى على اسم المملكة “سبأ”، وهو سيد قومه، يتبع لحكمه كثير من القبائل في تلك الفترة، وهو صاحب مال وبلاده غنية بالماء والكلأ، حيث أن الماء عند تلك الأمة كان يمشي بين جبلين عظيمين، فما كان من سيد أولئك القوم إلّا أن أمرهم ببناء سدٍّ عظيم بين الجبلين يحبس الماء خلفَه، وهذا ما حصل، حتّى ارتفع الماء إلى أعلى الجبل محسورًا بالسد العظيم الذي تم بناؤه، وسمّي السد سد مأرب وقد توفَّرت المياه وعرّشت الأغصان وتكاتفتِ البساتين عند ذلك السد، وعاش أهل تلك المملكة برخاء وراحةً.
وقد وردَ ذكرهم في كتاب الله تعالى، حيث قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ”ولكنّهم بعد أن كانوا على طريق الاستقامة والصلاح، حادوا عن عبادة الله تعالى، وبطروا نعمته، فسلبهم الله النعمة التي كانوا فيها، قال تعالى: “فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ”فقد أرسلَ الله تعالى إلى ذلك السد جرذًا صغيرًا وهو حيوان يُطلق عليه اسم حيوان الخُلد أيضًا، وهو حيوان صغير حفر في أساسات السد وقواعده الأساسية التي قام عليها، وقد حاول أهل سبأ أن يمنعوا الجرذان عن السدّ ولكنهم فشلوا، فهذا أمر الله الذي لا مردّ له، فقد حفرت تلك الجرذان في أصل السد حتّى تسرّب الماء في السد وضعفت قوة السد فانهار سد مأرب وسقط، وتحوّلت النعمة التي عاشوا فيها إلى عذاب ونقمة، وهذا لأنهم كفروا بنعمة الله الذي قال في كتابِهِ: “وأمّا بنعمة ربك فحدّث”
وقال تعالى في سورة سبأ: “فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ” فلمّا هلكت بساتينهم وأموالهم، وخربت بلادهم ارتحلوا من تلك البلاد ونزلوا في الحجاز ونزل قوم منهم في بلاد الشام وتنصّروا هناك، فتفرّق شملهم في المدائن بعد أن كانوا في عيش رغيد، وهذه سنّة الله تعالى في الأمم الجاحدة بنعمته سبحانه وتعالى



686 Views