احاديث عن الصداقة في الإسلام

كتابة رويدا الشامسي - تاريخ الكتابة: 15 مايو, 2021 7:57 - آخر تحديث : 21 يناير, 2023 5:09
احاديث عن الصداقة في الإسلام

احاديث عن الصداقة في الإسلام قصص عن الصداقة في الاسلام حق الصديق في الاسلام كل ذلك في هذه السطور التالية .

احاديث عن الصداقة في الإسلام

– جاء في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال:[إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً]،، إذ قال الإمام النووي في هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام، شبه الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، للدلالة على فضل الصالحين ومجالستهم الذي يتصفون بالورع والتقوى والأخلاق، ونهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن مجالسه الأشرار، وأهل البدع، والنميمة.
– جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: [المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلينظُر أحدُكُم مَن يخالِلُ]،، إذ حث النبي صلى الله عليه وسلم على النظر بعين البصيرة إلى أمور وأوضاع من يصاحب، ويتنبه من مصادقة من لا يرضى عن دينه.
– جاء في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: [لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يَأْكُلْ طعامَك إلا تَقِيٌّ]،؛ إذ قال إلامام الخطابي في تعليقه على هذا الحديث ما نصه: حذر النبي صلى الله عليه وسلم من صحبة من ليس بتقي، وزجر عن مخالطته ومؤاكلته؛ لأنّ المطاعمة توقِع الأُلفة والمودة في القلوب.

أهمية الصداقة في الإسلام

نظر الإسلام إلى علاقة الصداقة نظرة رضا وتشجيع على الحفاظ عليها والالتزام بالأخلاقيات المرتبطة بها، كالوفاء والإخلاص وستر المؤمن لأخيه، ولا أوضَح ولا أبيَن على ذلك من علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، إذ يآثر أحدهما على نفسه الآخر فيحميه ويدفع الأذى عنه كما يقف إلى جواره في السراء والضراء، وكذلك كان السلف الصالح والصحابة الكرام، فالصداقة رابطة روحية تزيد من ترابط أبناء المجتمع وتصهر الفجوات بينهم وترقى بهم.[٧]وفيما يأتي تعرف على أهمية الصداقة في الإسلام:
– تقوم الأخوة بين الأصدقاء والتعاون على البِرّ والتقوى والإرشاد له وفعل الخير.
– تعد الصداقة الحقيقية سرّ السعادة والدعم المعنوي والراحة النفسية، إذ إنها تُخفّف الكثير من الهموم والأوجاع.
مشاركة الأصدقاء حالات الفرح والحزن، وتقديم المساعدة للصديق إن احتاج لها.
– ملء وقت الفراغ مع الأصدقاء الصالحين الذين لهم دورٌ كبيرٌ في التخلص من الوحدة والقلق والضغط اليوميّ جرّاء العمل أو غيره.
– قد تثمر الصداقة أفكارًا ومشاريع بين الأصدقاء تنفعهم وتحسن دخلهم الماديّ، كما يُمكن أن يتعاون الأصدقاء لتقديم خدمة أو أي مساعدة لأي شخص أو تقديم خدمة مجتمعية.
– تحقيق مفهوم التكافل بين أفراد المجتمع، وتوحيد فئاته على الخير.
– تنتج الصداقة في الكثير من الأحيان أفكارًا تشاركية بين الأفراد، وذلك عند تبادل الأخبار والخبرات والتجارب بين الصديقين، فيساهم هذا في الشروع بعمل مشاريع اقتصادية ناجحة تزيد من الدخل وتدفع عجلة الاقتصاد.
– تعين الصداقة الأفراد على السعي لطريق الجنة ونيل رضا الله، وتحميهم وتبعدهم عن النار وغضب الله.

الصداقة في الإسلام:

في الإسلام هناك اهتمام كبير بتركيز العلاقات الإنسانية على أساس ثابت يخدم عقل الإنسان وقلبه وحياته، لأنّ علاقة الإنسان بالإنسان تترك تأثيرها على الكثير من جوانب حياته الداخلية والخارجية، باعتبار أنّ طبيعة العلاقة تخلق جوّاً من الألفة والمحبّة والحميمية بما يجعل الإنسان ينجذب إلى الآخر انجذاباً عقلياً وشعورياً. ولهذا فقد تحدّث الإسلام في الكتاب والسنّة عن مسألة الصداقة فيما يحتاجه الإنسان إلى هذه العلاقة، باعتبار أنّ الصداقة تمثّل الإنسان في الصديق الذي يساعد الإنسان ويعاونه ويكون موضع سرّه وأمانته وأنسه، لأنّ الإنسان لا يطيق الوحدة بل يحبّ أن يعيش مع الآخر لأنّه اجتماعيّ بالطبع.
وربّما كانت علاقة القرابة لا تملأ كلّ ذات الإنسان، فقد يحتاج إلى من يكون قريباً له في العقل وفي الروح، ممّن يمكن أن تكون قرابته أكثر من قرابة النسب، لأنّ قرابة النسب تمثل هذا التواصل في الآباء والأجداد، وربّما لا يحمل التواصل بين هؤلاء في داخله تواصل العقل بالعقل والقلب وبالقلب والروح بالروح، ففي الحديث عن الإمام عليّ (ع): “ربّ أخٍ لكَ لم تلده أمّك”.
وعلى ضوء ذلك، ولخطورة تأثير الصديق في الصديق، أراد الله من الإنسان أن يعرف كيف يختار صديقه؟ وقد تحدّث الله سبحانه وتعالى عن الصداقة بشكلها الإيجابي كما تحدّث عنها بشكلها السلبي في كتابه المجيد. أمّا الصداقة في شكلها الإيجابي فهي الصداقة المبنيّة على التقوى، وهي أن تصادق الإنسان الذي يعيش تقوى الفكر فلا يفكّر إلّا حقاً، وتقوى القلب فلا ينبض قلبه إلّا بالخير، وتقوى الحياة فلا تتحرّك حياته إلّا في الخط المستقيم. وإذا كان الإنسان تقيّاً فلابدّ أن يكون ناصحاً لصديقه لأنّ الدين النصيحة. ولابدّ أن يكون الوفيّ لصديقه لأنّ الوفاء يمثّل عنصراً من عناصر الإيمان، وإذا كان الإنسان تقيّاً فلابدّ أن يعين صديقه وأن يساعده وينصره وأن يؤثره على نفسه لأنّ ذلك من عناصر أخوّة الإيمان. ولهذا حدّثنا الله سبحانه وتعالى أنّ صداقة التقوى تتحرّك في الحياة لأنّ علاقة مبنيّة على التقوى هي علاقة تبدأ بالله وبرسوله وبأوليائه، وترتكز على قاعدة الإسلام في عقائده كلّها وشرائعه ومناهجه وأهدافها، فما دمت مسلماً تقيّاً فإنّ هذه هي العروة الوثقى التي لا تنفصم لأنّ الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان الذي يسلم وجهه لله وهو محسن المستمسك بالعروة الوثقى.
ثمّ يحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن أنّ هذه الصداقة سوف تستمر إلى الآخرة، لأنّ صداقة الدنيا التي ترتكز على قاعدة الإيمان بالله وتقواه تجد مكانها الرحب في الآخرة، لأنّ الآخرة هي مواقع رضوان الله ونعيم الله. وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة (الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف/ 67). فالمتقون هم الذين تبقى صداقتهم وخلّتهم خالدة لأنّها انطلقت من الموقع الثابت فلا زوال لها بالموت بل تمتدّ لتكون حياة المحبّة في الدار الآخرة كما كانت حياة المحبّة في دار الدنيا.

الصداقة كما وصفها النبي الكريم

لأن الصديق يتأثر بصديقه في أشياء كثيرة منها الإيجابي ومنها السلبي، فقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حسن اختيار الصديق، وألا تكون تلك الصداقة قائمة على مصلحة أو منفعة مرجوة، وإنما هو حب وأخوة في الله، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ‏”‏المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل‏”‏‏.‏
والإنسان يتأثر – بوعي أو بغير وعي – بمخالطة رفيقه وصديقه، ولذلك ينبغى له أن يُحْسن النظر فيمن يختاره للصداقة والخُلة، فالمراد بالنظر هنا التدقيق فى إختيار الأصدقاء والرفقاء والجلساء؛ لأن الإنسان يُوزن بميزان مَن يُخالطه قال أحد الصالحين:
إذا كنت في قوم فصاحب خِيارَهم ** ولا تصحب الأردا فترْدى مع الرَّديِ
والصديق الصالح هو الذي يرشدك إلى طاعة الله تعالى، فالمتّقون يجتمعون على طاعة الله تعالى ويفترقون على طاعة الله تعالى لا يغش بعضهم بعضًا، ولا يخون بعضهم بعضًا، ولا يدل بعضهم بعضًا إلى بدعة ضلالةٍ أو فسقٍ أو فجورٍ أو ظلمٍ، لقد اجتمعوا على محبة بعضهم في الله تعالى، وهذا هو الصدق في المحبة.
ثم إن حصل من أحدٍ معصية ينهاه أخوه ويزجره لأنه يحب له الخير.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”المؤمنُ مِرءَاةُ أخيه المؤمن”.
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شبَّه المؤمن بالمرءاة، معناه يدل أخاه لإزالة ما فيه من الأمر القبيح، يقول له: اترك هذا الفعل القبيح، لا يتركه على ما هو عليه بل يبيّن له الجليس الصالح كحامل المسك إن لم تصب من عطره أصابك طيب ريحه.
ومن الصفات التي يجب توافرها في الصديق أن يكون تقياً صالحًا، وهذا هو المعيار الذي يجب أن تضعه أمامك دائمًا، معيار الدين والتقوى والصلاح في اختيار الصديق فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد إلى ذلك بقوله: “لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقى”، والله سبحانه وتعالى يقول: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
وكذلك يجب أن يأخذ الصديق بيدك إلى الله، فلا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، ويدلك على الله مقاله، يقول تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.



1219 Views