الاحتباس الحراري

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 14 فبراير, 2022 9:07 - آخر تحديث : 19 فبراير, 2022 11:55
الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري وكذلك أضرار الاحتباس الحراري، كما سنقوم بطرح نتائج الاحتباس الحراري على الإنسان، وكذلك سنقوم بذكر أسباب الاحتباس الحراري، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

الاحتباس الحراري

تُعرّف ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ظاهرة الاحترار العالمي (بالإنجيزيّة: Global Warming) أو ظاهرة الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse)، على أنّها ارتفاع في معدّل درجة حرارة الهواء الجوّي الموجود في الطبقة السفلى من سطح الأرض، وذلك خلال القرن أو القرنين الماضيين.
وتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بعد دخولها إليه، ممّا يرفع درجة حرارة الأرض ويجعلها أكثر دفئاً، ويتم ذلك من خلال امتصاص غازات الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض ممّا يساهم في ارتفاع حرارة الأرض.
بعد مقارنة مجموعة من البيانات المتعلّقة بمختلف الظواهر الجويّة كدرجة الحرارة، ومعدلات هطول الأمطار مع التغيّرات الحاصلة في المناخ كالتركيب الكيميائيّ للغلاف الجوي، والتيارات البحريّة، تبيّن أنّ تلك التغيُّرات المناخيّة تحصل كل فترة زمنيّة معينة منذ بداية العصر الجيولوجيّ بشكلٍ طبيعي، لكن خلال الثورة الصناعيّة زادت التغيّرات المناخيّة بفعل الأنشطة البشريّة.
فخلال القرن الماضي ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحيّة العالميّة من (0.3 إلى 0.6) درجة مئوية، وهي تمثّل أكبر زيادة في درجة حرارة سطح الأرض خلال الألف عام الماضية، ومن المتوقع زيادة أكبر في درجات الحرارة خلال هذا القرن، إذ أنّ متوسط درجة الحرارة العالميّة في الوقت الحالي تبلغ 15 درجة مئوية، ويتوقع علماء الطقس زيادتها من 2-4 درجة مئوية بحلول عام 2100.
إنَّ ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالميّة لا يعني بالضرورة أنّ جميع مناطق العالم ستصبح أكثر دفئاً، فالاحتباس الحراري لا يدل على ارتفاع درجة الحرارة بنفس المقدار في كل مكان، لكنّه يدل على ارتفاعٍ عام في متوسط درجة الحرارة العالميّة.
وما تجدر الإشارة إليه انّ الاحتباس الحراري العالمي يقدّم وصفاً للزيادة في درجات الحرارة العالميّة فقط، بالرغم من وجود دراسات تبيّن أنّ أثر الاحتباس الحراري يتعدّى مجرد الارتفاع في درجات الحرارة، إذ إنّ له أثراً رئيسياً في حصول التغيّرات المناخيّة في جميع أنحاء العالم، وفي أنماط الطقس العالميّة ممّا يؤثر على عناصر الطقس كمعدلات هطول الأمطار.

أضرار الاحتباس الحراري

يؤثر الاحتباس الحراري على صحة الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق تأثيره على الطعام الذي يتناوله، والمياه التي يشربها، والهواء الذي يتنفسه وتغيرات المناخ، وعادةً ما يظهر أثر الاحتباس الحراري على صحة الأطفال والحوامل وكبار السن وذوي الدخل المنخفض بشكلٍ خاص، وفيما يأتي أضرار الاحتباس الحراري على صحة الإنسان.
– التأثير على الصحة البدنية والعقلية. زيادة مخاطر الأمراض والوفاة بسبب الحرارة الشديدة وسوء نوعية الهواء.
– تأثير بعض الظواهر كالفيضانات والجفاف والعواصف، والتي تهدد حياة الإنسان وسلامته.
– زيادة المشاكل الصحية عند الأشخاص المصابين بأمراض تتأثر بشكل سلبي بعوامل المناخ أو الطقس.
– زيادة احتمالية التعرض لضربات الشمس والجفاف بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والأوعية الدموية الدماغية.

نتائج الاحتباس الحراري على الإنسان

1- التأثيرات على الاقتصاد:
يُسبّب ارتفاع مستوى سطح البحر تراجع المياه الجوفية العذبة لمسافة كبيرة إلى الداخل بعيداً عن الشاطئ، وبما أنّ أكثر من نصف السكّان يعيشون على بعد 100 كيلومتر من البحر في المناطق الحضريّة، فهذا يؤثّر في اقتصاد المناطق الساحلية والجزر المنخفضة.
2- التأثيرات على الزراعة:
أثبتت الدراسات أنّه على الرغم من أنّ زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجوّ يجعل نموّ النباتات أسرع، لكنّه في نفس الوقت يؤثّر على الدورة العامّة للغلاف الجويّ وقد يُغيّر من أنماط الهطول المطريّ، كما يُغيّر محتويات التربة الرطبة في مختلف القارات، وبما أنّ آثار الاحتباس الحراريّ على المُناخ غير معروفة بالكامل فإنّ آثاره على الغلاف الحيويّ غير معروفة أيضاً بشكل واضح، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ للاحتباس الحراري تأثيرات سلبية على الزراعة، مثل: تناقص غلّة المحاصيل، وتقلّص مساحة الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة والتي تكون غالباً الأراضي الساحلية والنهرية، بالإضافة إلى المجاعات ومشاكل سوء التغذية التي تتبع ذلك.
3- تفشّي الأمراض المعدية والحساسيّة:
وذلك بسبب زيادة نمو النباتات المنتجة لحبوب اللقاح، وارتفاع مستويات تلوث الهواء، والظروف الجوية التي تؤدّي إلى انتشار مُسببات الأمراض والبعوض.

أسباب الاحتباس الحراري

تمر أرضنا بظاهرة طبيعية، وهي تأثير الاحتباس الحراري، والتي من خلالها تعكس الحرارة من الأرض إلى الغلاف الجوي. ومع ذلك، يتم الآن امتصاص الحرارة المنعكسة مرة أخرى في الأرض بسبب العديد من الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى تغير المناخ والاحتباس الحراري إذن ما هي هذه الأنشطة التي ساهمت في الاحتباس الحراري؟ هيا نكتشف.
1- استخدام الوقود الأحفوري
يعد حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، بالطبع، أحد أهم أسباب الاحتباس الحراري عندما يتم حرق هذا الوقود الأحفوري، فإنه يطلق ثاني أكسيد الكربون وكذلك أكسيد النيتروز في بعض الحالات في الغلاف الجوي، وهو أحد الغازات الدفيئة التي تزيد من درجة حرارة الأرض.
2- التخلص من النفايات السامة
الطريقة التي نتخلص بها من النفايات لها تأثير قوي على بيئتنا وكوكبنا. تُطلق النفايات التي تُملأ في مكبات النفايات أو تُحرق في المحارق كميات هائلة من غازات الدفيئة مثل الميثان التي تساهم بشكل مباشر في ظاهرة الاحتباس الحراري.
3- إزالة الغابات
تعتبر الأشجار من أكبر الهيئات المنظمة لثاني أكسيد الكربون. تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتطلق الأكسجين. بهذه الطريقة، يمكن أن تقلل بشكل كبير من كمية ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض.
ومع ذلك، مع زيادة إزالة الغابات، يتم فقدان هذا الانخفاض في النسبة المئوية لثاني أكسيد الكربون هذا يؤدي مرة أخرى إلى زيادة كبيرة في ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي الاحتباس الحراري.
4- استخدام الأسمدة
منذ عدة عقود، استخدم الناس الأسمدة الطبيعية للزراعة التي لم تضر التربة وكذلك الغذاء المنتج ومع ذلك، مع ممارسات الزراعة المكثفة الجديدة التي انتشرت بسرعة في العقود القليلة الماضية، استخدمنا الأسمدة الكيماوية. تنتج هذه الأسمدة أكسيد النيتروز، وهو أيضًا مساهم كبير في غازات الاحتباس الحراري.
5- الإفراط في استغلال الموارد الطبيعية
كل هذه السنوات، كنا نأخذ الموارد الطبيعية المتاحة كأمر مسلم به من الوقود والمعادن إلى الماء الذي نشربه، كنا نستخدمها بتهور. والآن أصبح هذا الإجراء بالذات سببًا للاحتباس الحراري. وقد ساهم الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية إما في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو تثبيط العوامل المحايدة لغازات الاحتباس الحراري. في كلتا الحالتين، فقد أصبح أحد الأسباب الرئيسية لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.



371 Views