التعامل مع كبار السن في الإسلام

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 24 فبراير, 2022 6:28
التعامل مع كبار السن في الإسلام

التعامل مع كبار السن في الإسلام وكذلك آداب التعامل مع كبار السن، كما سنقدم مظاهر احترام كبار السن، وكذلك سنقوم بذكر منزلة كبار السن في الإسلام، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

التعامل مع كبار السن في الإسلام

1- محاولة تغيير روتينهم اليومي، وإسعادهم:
ومن أهم الأمور التي ترفع روح كبار السن، محاولة تغيير الروتين اليومي الذي يشعرون به، وخاصة أنهم لا يعملون لوصلوهم لسن التقاعد، وذلك من خلال أخذهم للتنزه بأماكن مخصصة لهم من وقت لآخر، حيث أن تغيير الأماكن، واستنشاق الهواء النظيف، يمنحهم طاقة وحيوية ونشاطه، ويكسبهم طاقة إيجابية، وبالتالي يشعرون بالسعادة، والتخلص الإحباط والحزن، كما يساعد ذلك على تغيير الحالة المزاجية إلى الأفضل، وشعورهم بالتفاؤل والأمل.
2- السؤال عنه باستمرار:
يجب الاهتمام بالسؤال عن كبار السن بصفة مستمرة، وخاصة مع من تقدم عمرهم، ولمن يعيشون بمفردهم بالمنزل، حيث يشعرون بالعزلة، والوحدة، ويحتاجون دائماً لمن يتحدث معهم، ومن يودهم، ويسأل عنهم، ويقوم بزيارتهم والاطمئنان عليهم، لهذا يجب تخصيص وقت كافي لزيارتهم بشكل مستمر، وفي حالة انشغالك عن زيارتهم، يجب التحدث معهم تليفونياً باستمرار، حتى يشعرون بالاهتمام، وبأنهم ذات أهمية في الحياة، ولكي يشعرون بالراحة والاطمئنان.
3- طريقة الكلام مع كبير السن:
يجب توخي الحذر عند النقاش والحديث مع من يتقدم عنك عمراً، بمعنى ابتعد تماماً عن أسلوب الإجبار، آو الأمر، او أي أسلوب يشعره أنه ضعيف، غير قادر على التركيز، أو التصرف، كما يجب الابتعاد عن أي حديث تجعله يشعر بأنه أقل خبرة عنك، وذلك لاعتقاده بانه أكثير خبرة عنك نتيجة فرق العمر، وكثرة التجارب والمواقف التي مر بها في جميع مراحل حياته، كما يجب توخي الحذر عند إلقاء نصيحة تفيده، واستخدام الأسلوب البسيط المتواضع الذي لا يجعله يشعر بحساسية من نصيحتك.
4- الإنصات إليهم، والتركيز معهم:
يواجه الكثير منا مشكلة الملل لحديث كبار السن، وخاصة كلما زاد فرق السن، وذلك بسبب فرق السن، واختلاف الزمن، والتفكير بين الأجيال، كما أن عدم التركيز لحكاياتهم، او عدم الاهتمام والانصات إليهم، يسبب لهم إحراج شديد، ويغضبهم، لهذا يجب مراعاة تلك النقطة، والاستماع إليهم بتركيز، ومحاولة مناقشتهم، وذلك لرفع روحهم المعنوية، وحتى يرتاح كبير السن وخاصة إذا كان حديث كبير السن عن شكوى معينة، فالانصات إليه يريحه ويخفف الحمل على قلبه.
5- الحفاظ على مشاعر كبير السن، وعدم تجريحه:
كبير السن دائماً يشعر بالحساسية تجاه أي أحد، وذلك بسبب ضعفه، وعجزه، وخاصة عند تعرضه لأمراض أو مشاكل صحية كبيرة، فأي كلمة بسيطة حتى وأن كانت عن دون قصد، قد تجرحه، وتسبب له إحراج وغضب ويأس، لهذا يجب أن تكون دائماً حذراً عند التلفظ بأي لفظ يسبب له الشعور بذلك، واجعل دائماً لسانك يتلفظ بكل المعاني الإيجابية، التي تشعرهم بالقوة، والتفاؤل، والحماس.
6- مساعدة الكبير:
كبير السن يحتاج دائماً إلى مساعدة، وذلك بسبب ضعفه، سواء ضعفه الجسدي، أو الذهني، وقلة حيلته، فكلما يتقدم السم، كلما يصبح كبير السن أشبه بالطفل الصغير، فتذكر دائماً حينما يمرض جسدك بالقليل من أدوار البرد، أو السخونة، كيف يكون جسدك ضعيف، وتشعر بصعوبة الحركة، وقلة التركيز، هكذا كبير السن، يشعر بتلك الأعراض وأكثر مع تقدم عمره، لهذا يجب أن تبادر دائماً بمساعدته، ولا تنتظر أن يطلب منك، فدائماً بادر بذلك.
7- الاحترام:
طريقة الحديث معه، بمعنى عدم التلفظ بألفاظ سيئة أو مجرحة، وعدم رفع نبرة الصوت عليهم أثناء الحديث معهم، حتى وإن كان عن غير قصد، وذلك حتى لا نتسبب لهم في حساسية أو إحراج.
التحدث معهم بأسلوب مهذب يليق بهم.، واستخدام كلمات معينة تعبر عن الاحترام، مثل: حضرتك، أتفضل، وغيرها، حيث أن أقل الكلمات التي تعبر بها عن احترامك لهم، تسبب لهم السعادة، والرضا.
كما يجب الحذر من طريقة التعامل معهم، وأفعالك معهم.

آداب التعامل مع كبار السن

1- الاحترام:
فإنَّ الكبير في السن قد تضعف لديه بعض المهارات الجسدية أو الاجتماعية، وإنَّ من واجب الآخرين احترام هذه التغيرات واحترام المُسن، ومعاملته بطريقة جيدة خالية من التذّمر أو التهكّم.
2- التواصل الفعَّال:
وذلك من خلال الإنصات لكبير السن والاستماع إلى حديثه وعدم التأفف من أحاديثه التي قد تبدو للآخرين مُملة وليس ذات معنى، إلَّا أنَّ قيمتها لدى المُسن تكون كبيرة.
3- الرعاية الدائمة:
من خلال المُراقبة احتياجات المُسن وتتبع مشاكله والعمل على حلّها، والإدراك بإنَّ المُسن يحتاج إلى الرعاية والمُراقبة كما الطفل الصغير.
4- مُراعاة مشاعر المُسن:
فإنَّ فترة الشيخوخة غالبًا ما تتسم بالحساسية المُفرطة، وإنَّ مُراعاة مشاعر المُسن هي من هم الآداب أثناء التعامل معه.
5- التركيز على أهميته:
حيث أنَّ هذه المرحلة تُعد نتاج وحصاد ما مرَّ به الإنسان من مراحل وسنوات حياته، وإنَّ فقدان الإنسان لدوره في المجتمع بعد كل التضحيات التي قدمها هو أمر مُحبط، لذا لابدَّ من التركيز على أهمية المُسن ودوره الفعال من خلال المشورة الدائمة، والإشراك باتّخاذ القرارات.
6- تلبية الاحتياجات الأساسية:
وذلك من خلال تلبية الاحتياجات المادية والجسدية والمعنوية والاجتماعية، والعمل على إشباع هذه الحاجات وتحقيقها.
7- مُراعات التغيرات لدى المُسن:
فقد تختلف الثقافات الفكرية من جيل لجيل، وقد تظهر بعض التغيرات لدى الشخص نفسه من مرحلة عمرية لأُخرى، وعلى الآخرين الذين يتعاملون مع ذه الفئة مُراعاة هذه التغيرات وعدم انتقادها أو التجريح بها.

مظاهر احترام كبار السن

1-اهتمام المجتمع الإسلامي بكبير السن إذ إن له مكانة مرموقة في المجتمع ويعامل بوقار واحترام.
2-أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يسلم الصغير على الكبير وأن يكون الصغير هو الذي يبدأ بإلقاء التحية على الكبير.
3-تقديم كبير السن في أمور الضيافة والإكرام.
4-توقير المسن.
5-المعاملة الطيبة ,jعتبر حسن المعاملة أحد حقوق كبير السن في الإسلام وتتمثل بمخاطبة الكبير خطابا حسنا وحسن إكرامه والتحدث معه بطيب الكلام والتودد إليه حيث إن إكرام ذي الشيبة المسلم هو في الأصل إجلال لله تعالى.
6-البدء بالسلام يجب أن يباشر الصغير بإلقاء السلام على الكبير بكل أدب ووقار وذلك من باب احترام الكبير وتقديره.
7-إحسان الخطاب ويجب مناداة كبير السن بألطف خطاب وأعذب كلام وألين بيان ولا بد من استخدام العبارات التي تدل على قدره ومكانته في المجتمع كأن تتم مناداته بكلمة (العم).
8-تقديمهم في الكلام يحق لكبير السن تقديمه في كلام المجالس والطعام والشراب والدخول والخروج.
9-الدعاء لهم ويعتبر الدعاء لكبير السن أحد الأمور التي تظهر إجلاله وتقديره وينبغي الدعاء له بطول العمر والازدياد في طاعة الله تعالى والتوفيق في جميع أموره والدعاء له بالصلاح والحفظ من كل مكروه وحسن الخاتمة.
10-مراعاة وضعهم وضعفهم ويجب مراعاة صحة كبير السن والاهتمام بوضعه النفسي والجسمي حيث تتطلب مرحلة كبر السن العناية والاهتمام الكبير من أقاربه والمحيطين به.

منزلة كبار السن في الإسلام

جاءت شريعة الإسلام بالأخلاق التي تقوّي أواصر المودة بين الأفراد داخل المجتمع المسلم على تعدّد فئاتهم مهما كانوا، وذلك من أجل أن يكون المجتمع صالحاً، ومن تلك الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام احترام الكبار في السنّ، فأمر الإسلام باحترامهم وتعظيمهم، وعدم التطاول عليهم أو الإساءة إليهم بالأقوال والأفعال، وأمر الإسلام الكبير أيضاً بالعطف والرحمة على الصغير، وما ذلك إلّا بتبادل المنافع بين الأفراد داخل المجتمع الواحد، وقد حثّ النّبي -عليه السّلام- على التحلّي بهذا الخُلق العظيم، وقد بيّن أنّ من يتّصف به في صغره مع الكبار فقد يهيّئ الله له من يحنو عليه، ويُحسن إليه عند كبره وعجزه، ويعدّ ذلك من تعظيم الله تعالى، فقد قال رسول الله: (إنَّ من إجلالِ اللَّهِ تعالى إكرامَ ذي الشَّيبةِ المسلمِ)، فيحرص المسلم على أن يراعي كبره وعجزه أثناء التعامل معه، ويتذكّر أنّه وإن كان قوياً الآن فسيعود يوماً إلى ضعفه الذي كان عليه، كما قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، ولا يتكبّر عليه، وقد أخبر النبيّ أنّ إهانة الشيخ الكبير تدلّ على ما في القلب من نفاقٍ، وكان رسول الله إذا تحدث عنده اثنان بأمرٍ ما بدأ بأكبرهما سنّاً، وما ذلك إلّا ليدلّ على أنّ الإسلام أمر باحترام الكبير.



437 Views