التكافل الاجتماعي في الإسلام

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 27 أكتوبر, 2021 6:26
التكافل الاجتماعي في الإسلام

التكافل الاجتماعي في الإسلام، ووسائل التكافل الاجتماعي، وأحاديث عن التكافل الاجتماعي، والتكافل الاجتماعي في القرآن الكريم، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

التكافل الاجتماعي في الإسلام

يُعتبر التكافل الاجتماعي من الأساسيات التي ركز عليها الدين الإسلامي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، يمكننا ملاحظة تأكيد الدين الإسلامي على التكافل الاجتماعي وحرصه على بناء مجتمعات متماسكة فيما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وذلك في مجالات مختلفة:
1. من الناحية العلمية أكّد الإسلام بشدة على أهمية العلوم الشرعية والدينية وجعل لها مرتبةً عظيمة فلا يغيب عن أذهاننا كيف كان تعليم 10 من المسلمين طريقةً لفداء أسرى معركة بدر.
2. من الناحية الاجتماعية أمر الإسلام ببر الوالدين وطلب من الأزواج أن يتعاملوا برفقٍ ولينٍ مع زوجاتهم، كما أمر بالتعامل بالحسنى مع الجيران وزيارة الأقرباء وصلة الرحم.
3. من ناحية العبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأساسيات في الإسلام فمن الضروري على المسلم أن ينصح الآخرين بتجنب المنكرات ويحثهم على العبادات التي أمر بها الله، وأوامر الإسلام المتعلقة بالتكافل الاجتماعي لم تقتصر بأثرها على المسلمين وحسب، بل طلب من المسلمين أن يُطبقوا مبادئ التكافل الاجتماعي على جميع البشر.
4. من الناحية المالية أكد الدين الإسلامي بشدة على ضرورة مساعدة الفقراء كما جعل لكفالة الأيتام والمساكين منزلةً كبيرة وفرض العديد من العبادات التي تنطوي على إطعام الفقراء مثل كفارة الصيام في رمضان وتقديم المال والطعام في الأعياد.

وسائل التكافل الاجتماعي

لقد أوضح لنا ديننا الإسلامي الكثير من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي من أجل زيادة المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع ولنشر المودة والرحمة بيننا، وتتمثل تلك الوسائل في الآتي:
– الكفارات
يتم فرض الكفارة في حالة وقوع المسلمين في أي مخالفة دينية عن طريق ترك واجبات مفروضة عليه، ومن أمثلة الكفارة:
1. كفارة الظهار
2. كفارة عدم الصوم في رمضان بسبب مرض ما أو الكبر في السن، لقوله تعالى:” فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”.
3. كفارة اليمين لقوله سبحانه وتعالى:” لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تشكرون”.
4. كفارة قتل الصيد في الإحرام.
– إسعاف المحتاج
إن علم المسلم أن أخاه المسلم جائع أو محتاج لمساعدة فعليه أن يساعده إذا كان في مقدرته ذلك، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به” رواه الطبراني في الكبير.
– الوقف
واحدة من ضمن وسائل التكافل الاجتماعي التي تعني الاحتفاظ بالمال الذي يمكن أن ينتفع به المرء في شتى أمور حياته، ويعتبر الوقف واحد من وسائب التكافل المستحبة والتي يدوم ثوابها في الدنيا قبل الآخرة.
– الهدية والهبة
تعتبر من ضمن وسائل التكافل الاجتماعي التي اهتم ديننا الإسلامي بها فهي تساعد في تقوية العلاقات الاجتماعية وانتشار الحب والمودة بين المسلمين، فهي من الصدقات المحببة لأنها تظهر المرء بعز وكرامة ولا يرفض الفقير أخذها لأنها تكون تحت مسمى الهدية، وقد قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم:” تهادوا تحابوا” رواه البخاري.
– النذور
وهي واحدة من وسائل التكافل الاجتماعي التي يقوم فيها المؤمن بنذر قدر من المال من أجل مساعدة مسلم آخر وعليه أن يفي بهذا النذر لقوله تعالى:” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق”.
– الوصية
هي واحدة من وسائل التكافل الاجتماعي والتي يقوم فيها المرء عند وفاته بتوصية أهله أو أقاربه بإعطاء ماله لشخص ما أو جمعية محددة أو جهة خير أو ما يرغب به وعليهم بتنفيذ تلك الوصية.
– صدقة الفطر
تعتبر صدقة الفطر مفروضة على كل المسلمين، كما أنها مفروضة على من هم في نفقته مثل زوجته أو أولاده أو والديه، فقد قال ابن عمر رضى الله عنه:” فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين”.
– فريضة الزكاة
تعتبر فريضة الزكاة واحدة من أكثر الوسائل أهمية فهي ثالث ركن من أركان الإسلام فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:” بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”، وتتضمن الزكاة القادرين من أفراد المجتمع الإسلامي. بالإضافة إلى أن الزكاة تشكل حوالي 2.5% من الثروة العامة، فإذا تم توزيعها بطريقة جيدة فمن الممكن أن تساعد في حل العديد من المشاكل الاجتماعية التي تنتج من الفقر، كما أن الزكاة لها الكثير من التأثير المعنوي فهي تنهي عن الفحشاء والمنكر التي تنتج من انقسام أفراد المجتمع إلى فقراء وأغنياء. ومن أمثلة العصور التي طبقت فرض الزكاة هي العصور الإسلامية فقد نجحت الزكاة في حل الكثير من المشكلات، كما أنها حاربت الفقر وأحب المسلمين العطاء وبذل المال رغبةً في إرضاء المولى عز وجل.

أحاديث عن التكافل الاجتماعي

1. قال الني صلى الله عليه وسلم: إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله.
2. قال الني صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنين: رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار.

التكافل الاجتماعي في القرآن الكريم

1. الأرض بخيراتها الهائلة إنما خلقت للجميع كما ورد في قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } البقرة 29.
2. ليس غريباً أن نلمس بكل صراحة إدانة القرآن الكريم للبخل والبخلاء ، وأولئك الذين يكنزون أموالهم ويبعدونها عن التداول الاجتماعي ؛ لأن البخل يحرم الأفراد من التنعم بالثروات الاجتماعية فقال تعالى: { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(180) } آل عمران.



578 Views