الجغرافيا الحديثة

كتابة عبدالله الزهراني - تاريخ الكتابة: 17 مايو, 2020 11:21 - آخر تحديث : 19 ديسمبر, 2022 3:10
الجغرافيا الحديثة

الجغرافيا الحديثة من العلوم المهمة والمتقدمة، نقدمها اليكم مع أهميتها وتعريفها الشامل من خلال هذه السطور التالية.

الجغرافيا الحديثة

بدأ تأسيسها في عصر النهضة الأوربية الحديثة على ما خلفه العرب من تراث جغرافي، ومع مرور الزمن بدأ هذا العلم يتفرع إلى عدد من العلوم، وفى أثناء ذلك بدأت الموضوعات الطبيعية البحتة تبتعد تدريجيا عن علم الجغرافيا، وانسلخت كعلوم طبيعية مستقلة، مثل الجيولوجيا التي انفصلت عن علم الجغرافيا حوالي عام 1690 م، ولكن الجغرافيا لم تنفصل عنها تماما إذا مازال علم الجيومورفولوجيا أحد فروع الجغرافيا بل تعتمد على الجيولوجيا إلى حد ما، كما بدأت المساحة تبتعد عن الجغرافيا وتستقل وأصبح يقوم بها مهندسين مدربين لهذا الغرض، وكذلك خرج علم الميتورولوجيا من نطاقها وبحكم صلته الوثيقة والديناميكية لفروع العلوم الطبيعية الأخرى، ولكنه مازال يرتبط بالجغرافيا المناخية، ولم يقتصر الأمر على العلوم الطبيعية فى انسلاخها عن علم الجغرافيا، بل سارت على دربه بعض العلوم الإنسانية وبدأت الانفصال عن أمها الجغرافيا مثل علم الاجتماع الذى خرج من الشجرة الأم الجغرافيا فى أواخر القرن التاسع عشر، وذلك بعد أن نشر لبلاىLeplay  أبحاثه فى الظاهرات البشرية البحتة.

أهمية علم الجغرافيا

 لا يهتم بوصف الظواهر وصفاً سطحياً بعيداً عن الواقع بل أصبحت ذلك التخصص الذي يتماشى والتطور العلمي الحديث المعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات الحديثة وبذلك صارت في الاتجاه التطبيقي الذي يعرف اليوم بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي ترفض أن تستمر بعيداً عن الانشغالات الكبرى للإنسان وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع مختلف العلوم فهي تمثل همزة وصل متينة بين هذه العلوم وهي تسخرها جميعا لخدمتها وتأخذ منها ما يخدمها ويميزها عن غيرها وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في المنهج الجغرافي والمحتوى العلمي وكذلك في الأساليب التي يعتمد عليها في تحقيق الأهداف والأغراض، ولعل من أسباب هذه التحولات أيضاً ما طرأ على المحتوى البشري من تطور كبير حيث أصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن بالأمس معروفة حتى وكأن المتتبع لأعمال الجغرافيين يلمس ذلك الاهتمام المتزايد بالتركيز على دراسة الظواهر والمواضيع الطبيعية والبشرية المختلفة بطريقة تختلف عما كانت عليه في الماضي بفضل استخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم.

تاريخ الجغرافيا الحديثه

يمكن اعتبار كتاب قارنيوس Karnius الذي صدر في منتصف القرن السابع عشر بعنوان  الجغرافية العامة  ، علامة مضيئة في تاريخ الفكر الجغرافي الأوروبي، كما أن بعض الجغرافيين يعتبرونه المؤسس الحقيقي للعلم الجغرافي؛ فقد أطلق على دراسة الظاهرات الطبيعية والبشرية دراسة عامة اسم  الجغرافية العامة  والدراسة الإقليمية لأجزاء مختلفة من سطح الأرض اسم  الجغرافية الخاصة . وبرغم أن العمر لم يمتد بقارنيوس ليفصل ما أجمل، فإنه قد وضع بهذا المفهوم الجديد قواعد الدراسة الجغرافية السليمة لأول ثنائية تقليدية في الجغرافيا، وهي الأصولية أو العامة والإقليمية أو الخاصة.
وقد ساعدت الكشوف الجغرافية الكبيرة على تقدم الدراسات الجغرافية، تلك الكشوف التي بدأت منذ منتصف القرن الخامس عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكان هم المشتغلين بالجغرافيا، أثناء تلك الفترة، تصحيح معلوماتهم عن سطح الأرض، بحيث تصبح وافية ومطابقة لأحدث المستكشفات في ذلك الزمن. ومع ذلك، يجب أن لا نقلل من أهمية تلك القرون الخطيرة في تاريخ الجغرافيا

تطور وتأسيس علم الجغرافيا

يعد دور الجغرافيا لا يتجاوز دور العلم المساعد للعلوم الأخرى، أو كحقل للتذكير بدراسة غير علمية للإقليم. وهو ما استوجب من أنصار الجغرافيا مواجهة مشكلات عديدة فيما يتعلق بإثبات وجودها كحقل علمي. وقد تفاقمت هذه المشكلات أكثر وأكثر مع تعرض الأسس الغائية التي استندت عليها الجغرافيا لفترة طويلة لانهيار منهاجي ونظري تحت وطأه سيطرة العلوم الطبيعية. وقد زامن انهيار السياق العام الذي استمر طويلا بفعل سيادة اللاهوت الطبيعي عملية تمزيق للمعرفة التي صاحبت التخصصات العلمية المهنية.
وفي مثل هذه البيئة الفكرية افتقدت موضوعات متكاملة مثل الجغرافيا للدقة العلمية الاحترافية المطلوبة لتقديم هوية علمية منظمة. فقد كان من الواضح إذًا أنه إذا أراد الجغرافيون المهنيون الجدد الإبقاء على مجالات الاهتمام التقليدية للعلم فعليهم إيجاد أسس مفاهيمية جديدة من شأنها جعل مشروعهم مقبولاً من الناحية الفكرية. ومن ثم تم استئناس وتطويع نظرية التطور لاحتياجاتهم، وفي ظني أن ذلك كان أفضل منظور فكري توصلوا إليه. وخلال تحولهم من اللاهوت الطبيعي إلى نظرية التطور، شرع مؤسسو الجغرافيا المهنية إلى الدعوة لما أسميه التجريب الجغرافي، من خلال الإبقاء على الطبيعة والثقافة تحت نطاق  مفاهيم موحدة.

التطورات الحديثة في علم الجغرافيا

الاتجاه الكمي إمكانية أساليب البحث:
وهذا الاتجاه الجديد جاء بسبب انتشار الحاسبات الإلكترونية وما أحدثته من تطورات على العمليات الرياضية، ممَّا سهل إجراء العمليات الرياضية الصعبة، حيث يطلق على دراسة استخدام الأساليب الكمية في مجال الدراسات الجغرافية (الجغرافيا الكمية)، كما انتشر أيضاً الاعتماد على الآلة وبعض برامج الحاسبات الآلية من أجل رسم الخرائط، ممَّا ساعد لحد كبير إجراء البحوث ومعالجة المعلومات الجغرافية الغزيرة والربط بينها في أوقات قصيرة نسبياً.
التصوير الجوي والاستشعار البعيد Remote Sensing:

تعد الصور الجوية من إحدى الطرق المهمة التي يتم الاعتماد عليها في الدراسات الجغرافية المختلفة من ناحية طبيعية وبشرية، حيث أن نجاح وسائل الاستشعار البعيد في تحديد أماكن المعادن المختلفة كليا أسهم في تقديم خرائط الثروات المعدنية بصورة سريعة ودقيقة.
نظم المعلومات الجغرافية GIS:
تعد نظم المعلومات الجغرافية من أكثر نظم المحساب (الكمبيوتر) شهرة واستخداماً، وكانت هذه النظم تعرف من قبل بنظم المعلومات الأرضية، ونظم المعلومات المكانية، إلا أن مصطلح نظم المعلومات الجغرافية (Geographical Information System) وجد قبولاً كبيراً من الباحثين في آخر السنوات، إن نظم المعلومات الجغرافية متميزة بأنها تقنية حديثة ومتطورة تعمل على جمع المعلومات المكانية وحفظها وترتيبها وتصنيفها وتقوم بالربط بينها وتحليلها بطريقة سهلة، كما أنها ذات فائدة كبيرة في مجالات التخطيط العمراني وتمديدات المرافق العامة.
وتعتمد نظم المعلومات الجغرافية على عدد من أنماط الخرائط هي: الخريطة الطبيعية والخريطة البشرية والخريطة التحليلية، ويقصد بالخريطة الطبيعية:
خريطة المظاهر التضاريسية المختلفة، والخريطة البشرية:خريطة المنشآت التى قام بها الإنسان، أمَّا الخريطة التحليلية: فهي خريطة تقوم بالإعتماد على كل من الربط والتحليل بين الخريطتين السابقتين، وتوفر نظم المعلومات المختلفة الدقة والسرعة في معالجة البيانات المختلفة فتعمل على توفر الوقت والجهد والمال.
تعدد الفروع الجغرافية والدراسات التفصيلية:

حيث تشعبت الفروع الجغرافية كثيراً، بحيث صرنا نسمع الآن عن الجغرافية الطبية، جغرافية السياحة، الجغرافية السلوكية وغيرها، والدراسات الجغرافية تهتم بأدق التفاصيل، مثل دراسة مناخ مدينة معينة، أو دراسة استغلال الأرض في مساحة معينة.



602 Views