الجغرافيا السياسية لمصر

كتابة سلمى الشمري - تاريخ الكتابة: 6 أبريل, 2020 2:08
الجغرافيا السياسية لمصر

الجغرافيا السياسية لمصر سنتناول عنها بعض المعلومات الهامة كما سنوضح المفهوم الصحيح للجغرافيا السياسية .

علم الجغرافيا السياسية

وعلم الجغرافيا السياسية هو من العلوم التي لها تعريفات كثيرة، بل ومختلفة بين أطياف العلماء المتخصصين في هذا العلم، ولكننا ناخذه هنا بتعريفه العام الذى لا يختلف عليه أحدا، وهو ان علم الجغرافية السياسية هو العلم الذى يدرس الأرض بوصفها وطنا للإنسان ومن حيث هي وطن هذا الانسان، وهو العلم الذى يدرس الأرض والانسان معا.
وفى لمحة سريعة عن تاريخ هذا العلم، وبتوثيق في العصر الحديث نجد ان العالم تنبه له مع احداث الحرب العالمية الثانية، وحيث ادعى الزعيم هتلر انذاك بحقوق المانيا والنمسا التاريخية والضائعة، وبدا يعد الخرائط لذلك ولغزو العالم من ناحية واسترداد حقوق الرايخ القديمة من ناحية أخرى.
وهكذا بدا العالم في التخطيط لهذا العلم منذ ذلك الحين الى ان جاء عام 1967م، ليشهد التطور الهائل في علم الجغرافيا السياسية وخاصة بعد احتلال إسرائيل لارض فلسطين وسيناء، والادعاء بحقوقها التاريخي الضائعة، الى ان جاء عام 1990م واصبح هذا العلم يدرس في معظم جامعات العالم بل وعمل الدراسات العليا فيه والأبحاث المختلفة.

نشأة علم الجغرافيا السياسية

ولكن كما هي العادة الغربية دائما ينكرون فضل علماء العرب حتى في هذا العلم من جذوره، وخاصة ان اول من يطلق هذا اللفظ في التاريخ البشرى كان العالم العربى المسلم المؤرخ العظيم ابن خلدون، الا ان العرب انفسهم لم يعترفوا بابن خلدون الا في بداية حقبة الستينات، انما علمه اتخذته اوروبا انذاك في القرن الخامس عشر وخاصة اسبانيا أولا، واستخدمته في حدودها مع فرنسا والبرتغال.
ثم جاء العالم الألماني راتزل (1844-1904) وانشا علم وفلسفة الجغرافيا السياسية كعلم سياسى، وليس علما يدرس في المدارس والجامعات، وهذا العالم الألماني قد تأثر به هتلر كثيرا واتخذه نبراسا له في حربه العالمية، والادعاء بحقوق الرايخ التاريخية في مناطق مثل بولندا وأوروبا وغيرها.
وبعد هذه المقدمة السريعة في هذا العلم، وجب علينا نحن المصريين معرفته كثقافة عامة، ولو حتى لم نكن دارسين لهذا العلم، وخاصة لما تشهده مصر الان من تطورات سياسية وجغرافية ومشاكل جغرافية مثل مناطق حلايب وشلاتين، وفى مناطق النوبة جنوبا، او حتى في مشكلة جزيرتى تيران وصنافير.

جغرافيا سياسية

الجغرافيا السياسية هي علاقة تأثير وتأثر بين الجغرافيا والسياسة بصفة عامة، مثلا في مصر كان قرار إنشاء قناة السويس سياسياً ترتب عليه تغير في المكان وهو الجغرافيا.
الجغرافيا السياسية هي العلم الذي يبحث في تأثير الجغرافيا على السياسة أي الطريقة التي تؤثر بها المساحة، والتضاريس والمناخ على أحوال الدول والناس. فبسبب الجغرافيا كانت أثينا إمبراطورية بحرية، وبسببها أيضا كانت إسبرطة أقرب في طبيعتها إلى القوة البرية. وبسبب الجغرافيا أيضاً، تمتعت الجزيرة البريطانية في القرن الثامن عشر بحرية الملاحة في البحار، في حين كانت بروسيا – وبسبب الجغرافيا أيضاً- محاطة بالأعداء من جميع الجهات.
تعتني الجغرافيا السياسية بدراسة النتائج الغير متساوية من الناحية المكانية للعمليات السياسية والطرق التي تتأثر بها العمليات السياسية بالهياكل المكانية . تقليديا , لأغراض التحليل , تبنت الجغرافيا السياسية هيكل ثلاثي النطاق مع دراسة الحالة في المركز ,دراسة العلاقات الدولية والمحلية , يمكن تلخيص الاهتمامات الأساسية بالعلاقات المتبادلة بين الأشخاص والدولة والأراضي

التاريخ

الجغرافي البريطاني هالفورد ماكندر كان متأثر بشدة بالحتمية البيئية وفي تطوير مفهومه عن ” المحور الجغرافي للتاريخ ” أو نظرية هارتلاند وفي عام 1904 : لقد جادل بأن عصر القوة البحرية كان على وشك الانتهاء وأن القوى البرية كانت في الصعود ، وبصورة خاصة أن كل من يسيطر على قلب “أوروبا وآسيا” سوف يسيطر على العالم. تضمنت هذه النظرية مفاهيم متناقضة تمامًا مع أفكار ألفريد ثاير ماهان حول أهمية القوة البحرية في الصراع العالمي. افترضت نظرية قلب الأرض إمكانية إنشاء إمبراطورية ضخمة لا تحتاج إلى استخدام النقل الساحلي أو عبر المحيطات لتزويد المجمع الصناعي العسكري ، وأنه لا يمكن هزيمة هذه الإمبراطورية من قبل بقية العالم المتحالف ضدها. لقد أثبت هذا المنظور تأثيره خلال فترة الحرب الباردة ، حيث كان يدعم التفكير العسكري في إنشاء دول عازلة بين الشرق والغرب في وسط أوروبا
أدى الارتباط الوثيق مع الحتمية البيئية وتجميد الحدود السياسية خلال الحرب الباردة إلى انخفاض كبير في الأهمية المتصورة للجغرافيا السياسية ، والتي وصفها براين بيري في عام 1968
بأنها “مأزق احتضاري”. على الرغم من أنه في هذا الوقت في معظم المجالات الأخرى للجغرافيا البشرية ، كانت الأساليب الجديدة ، بما في ذلك العلوم المكانية الكمية ، والدراسات السلوكية ، والماركسية الهيكلية ، تعمل على تنشيط البحوث الأكاديمية ، وقد تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل الجغرافيين السياسيين الذين ظلت النقطة المرجعية الرئيسية هي النهج الإقليمي. ونتيجة لذلك ، كانت معظم نصوص الجغرافيا السياسية التي تم إنتاجها خلال هذه الفترة وصفية ، ولم يكن حتى عام 1976 يستطيع ريتشارد موير أن يزعم أن الجغرافيا السياسية لم تعد بطة ميتة ، ولكن في الواقع يمكن أن تكون طائر الفينيكس

جغرافيا مصر

تقع مصر في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، ولديها امتداد آسيوي، حيث تقع شبه جزيرة سيناء داخل قارة آسيا فهي دولة عابرة للقارات، تقع على مدار السرطان وتمر بين خطيّ عرض 22° و 36′ 31° شمالاً، وبين خطي طول 24° و 37° شرقي خط جرينتش. ويحد جمهورية مصر العربية من الشمال البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم، ويحدها شرقا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ويحدها في الشمال الشرقي منطقة فلسطين (إسرائيل وقطاع غزة) بطول 265 كم، ويحدها من الغرب ليبيا على امتداد خط بطول 1115 كم، كما يحدها جنوبا السودان بطول 1280 كم. تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية حوالي 1.002.000 كيلومتر مربع والمساحة المأهولة تبلغ 78990كم2 بنسبة 7.8 % من المساحة الكلية.تتكون أرض مصر من نواة أركية قديمة، هي جزء من الكتلة العربية النوبية والتي تُعد جزءاً من الدرع الأفريقي؛ والذي كان يُمثل قلب قارة جوندوانا في العصر الأركي. وقد تعرّض الدرع الأفريقي بمختلف أجزائه لتأثيرات العديد من العوامل عبر العصور، وبلغت مصر عند منصرم الزمن الجيولوجي الثالث مساحتها الحالية، وتشكلت ملامح سطحها وسواحلها كما هي الآن في الزمن الرابع.تتمتع مصر بالعديد من التضاريس والمناطق الجغرافية المختلفة، فمن الموارد المائية بها ساحلي البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى وجود 10 بحيرات طبيعية إضافة إلى بحيرة ناصر الصناعية، بالإضافة إلى مورد المياة العذبة الرئيسي وهو نهر النيل الذي يمتد بطول مصر وينتهي بشطريه رشيد ودمياط، ويبلغ حجم الموارد المائية المتاحة حوالي 68 مليار متر مكعب يستخدم منها في الزراعة نحو 85% سنويا، وفي الصناعة 9.5% وفي الشرب 5.5%،وتُقسم مصر إلى 27 محافظة، وتنقسم كل محافظة إلى تقسيمات إدارية أصغر وهي المراكز أو الأقسام، ويتركز أغلب سكان مصر في وادي النيل وفي الحضر ويشكل وادي النيل والدلتا أقل من 4% من المساحة الكلية للبلاد أي حوالي 33000 كم2، وأكبر الكتل السكانية هي القاهرة الكبرى التي بها تقريباً ربع السكان، تليها الإسكندرية؛ كما يعيش أغلب السكان الباقين في الدلتا وعلى ساحلي البحر المتوسط والبحر الأحمر ومدن قناة السويس، وتشغل هذه الأماكن ما مساحته 40 ألف كيلومتر مربع. بينما تشكل الصحراء غير المعمورة غالبية مساحة البلاد.

جغرافيا مصر السياسية

مرت ذكرى رحيل جمال عبدالناصر في العام الماضي وكانت مصر بالكاد تفرغ من نتائج انتخاباتها الرئاسية التي حملت إلى الرئاسة رجلاً من التيار الأشد خصومة للناصرية، تيار الإخوان المسلمين، وتمر الذكرى هذا العام وقد انتهى حكم الإخوان المسلمين على موجة من الغضب الشعبي ضدهم .
إن كان الإخوان المسلمون هم الأشد ضراوة في عداء عبدالناصر، فانهم لم يكونوا وحدهم من سعى لتشويه تاريخ الرجل ومنجزاته، فمنذ رحيله والتجربة الناصرية كانت هدفاً للتصفية والتشويه، من قبل بقايا القوى التي استهدف جمال عبدالناصر مصالحها التي كوّنتها من عرق وكدح المصريين الفقراء، وجعل منها ملكاً للشعب، ومن تلك القوى الجديدة التي أقامت لها مصالح وجمعت ثروات في كنف الإدارات التي حكمت مصر عبدالناصر .
لكن كل هؤلاء أخفقوا في الأمر الأساس: محو الناصرية من وجدان مصر وشعبها، وإزاحة مكانة جمال عبدالناصر في تاريخ مصر وذاكرة شعبها، وبعد أربعة عقود ونيف على رحيله، فان طيف عبدالناصر يغطي فضاء مصر الراهنة كاملاً . ثمة حنين شعبي، عفوي، جارف للمرحلة الناصرية ولما مثلته من قيم للعزة والكرامة لمصر والمصريين .
والمدهش أن الأجيال الجديدة من المصريين ممن لم يدركوا مرحلة عبدالناصر، وولدوا ونشأوا في مزاج استهدف الناصرية تراثاً وأفكاراً ومنجزات، يحملون ذات الشعور من الحنين لتلك المرحلة، والرغبة في استعادة المناخ الذي أشاعته في مصر وفي المنطقة في حينه .
لا يبدو هذا مجرد شعور عاطفي . صحيح أن الزمن غير الزمن، والظروف غير الظروف، والعالم اليوم غير عالم الخمسينات والستينات في القرن العشرين، مع ذلك فان مفكراً مرموقاً بوزن الراحل جمال حمدان كان يرى محقاً: أن جمال عبدالناصر هو أول حاكم يعرف جغرافيا مصر السياسية . أكثر من ذلك يرى حمدان أن الناصرية هي المصرية كما ينبغي أن تكون، وفي كلمات قاطعات يقول: أنت مصري، إذاً أنت ناصري، حتى لو انفصلنا عن جمال عبدالناصر أو رفضناه كشخص أو كإنجاز .
عاش جمال حمدان ومات قبل أن يحكم الإخوان المسلمون مصر، ولكني أتخيله كان يخاطبهم عندما قال: كل حاكم بعد عبدالناصر لا يملك أن يخرج على الناصرية، لأنه لو فعل ذلك سيخرج عن مصريته، فالناصرية هي بوصلة مصر الطبيعية .

حدود مصر

فالحدود المصرية معروفة منذ فجر التاريخ، وهى حدود معروفة منذ ما قبل عام 3200 ق.م. وخاصة انه من السهولة معرفة كل ذلك؛ لان التاريخ المصرى لحسن الحظ بدا مع مناطق مصر العليا ومصر السفلى وكذلك شبة جزيرة سيناء ومنطقة رفح وغزة، وليس هناك اية صعوبة يمكننا معها البحث في الأوراق والمواثيق، حتى انه في تاريخنا القديم ومع ضعف التاريخ المصري في أواخر الاسرة 26، وانفصال غزة عن مصر، وأقيم آنذاك إقليم غزة او امارة غزة، كانوا خط الدفاع الأول ضد الغزو الفارسى على مصر، وقاوموا الاحتلال الفارسى بكل قوة، حتى انهارت امام القوة الفارسية واحتلال الفرس لها ونهاية تاريخ منطقة او امارة غزة، ودخول الفرس الى مصر واحتلالها وبداية التاريخ الفارسى على مصر.
ويدل كل ذلك امام التاريخ والعالم بان حدود مصر معروفة منذ فجر التاريخ، حتى وان كانت هناك مناطق اهملت في حقبة من حقبات التاريخ المصرى الا ان المصرى القديم لم يتركها لغيره قط او يهملها الإهمال الكامل، وهذا كله ما سوف نعرفه في بحثنا هذا عن مصر التاريخ والحدود والجغرافيا السياسية.
ولنا في هذا المضمار للسهولة البحثية بان نقسم جغرافية مصر وحدودها عقب المراحل المختلفة في التاريخ المصري، بداية من عصر ما قبل توحيد القطرين وقيام اول مملكة في التاريخ البشرى وهى الممكلة المصرية.
جغرافية مصر في عصور ما قبل الاسرات
يرجع التاريخ المصرى القديم الى ظهور ثلاثة حضارات في وقت واحد، وهما حضارة الشمال، وحضارة الجنوب، وحضارة سيناء، وكلها ظهرت في وقت واحد ومن انسان واحد وهو الانسان المصري القديم، فأصل التواجد لهذا الانسان في صحراء سيناء وارض وادى النيل جاءت مع الهجرة البشرية الأولى للإنسان بعد احداث الطوفان العظيم.

الدخول الى ارض مصر

ولقد دخل الرعيل الأول الى ارض مصر عن طريقين احدهما في الشمال والاخر في الجنوب، حتى استقر الانسان الأول على هذه الأرض المباركة، وأصبحت هذه ارض المصريين، وشهدت اول توحيد وأول حضارة بشرية على الاطلاق، وهذا ما يؤكد ويثبت الوجود الحضارى في عدة مناطق مختلفة في مصر وفى وقت واحد، ويدلنا هذا من ناحية أخرى مادام هناك وجود حضارة فهناك أيضا وجود على الأرض التي يعيش عليها هذا الانسان، ولنتعرف على كل ذلك ببسطة وجيزة.



791 Views