الجيوسياسية الجديدة

كتابة وفاء الرشيدي - تاريخ الكتابة: 9 أكتوبر, 2020 12:42 - آخر تحديث : 9 يناير, 2023 5:10
الجيوسياسية الجديدة

الجيوسياسية الجديدة ما المقصود بهذا المصطلح؟ وما أهو الجوانب التي يتعلق بها وما هو تاريخه ومعلومات كثيرة حول الجيوسياسية الجديدة تابعوا السطور القادمة.

الجيوسياسية الجديدة

الجيوسياسية مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهـو علم دراسة تأثير الأرض “برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها” على السـياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي اضاف الى الجيـوبوليتيك فرع الجيـواستراتيجيا ولكنه تطور ليستخدم على مدى القرن الماضي ليشمل دلالات أوسع، وهو يشير تقليديًا إلى الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي، في شروط محددة وغالبًا ما ينظر على أنه مجموعة من معايير الفكر الاستراتيجي والصفات المحددة على أساس الأهمية النسبية للقوة البرية والقوة البحرية في تاريخ العالم.هذا التعبير مشتق من كلمتين، جيو وهي باليونانية تعني الأرض / وكلمة السياسية أكاديميًا، ودراسة الجغرافيا السياسية ينطوي على تحليل الجغرافيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية مع سياسة المكان وأنماط بمقاييس مختلفة وقد صاغه لأول مرة العالم السويدي “كجلين” للدلالة على دراسة تأثير الجغرافيا على السياسة، بعد ذلك اتخذ معاني مختلفة.

التحديات الجيوسياسية

أصبحت منطقة الساحل والصحراء الإفريقي من أكبر المناطق في العالم التي تشهد حالة استقطاب دولي كبير، نظرًا لما باتت تشكله هذه المنطقة من تحديات وتهديدات أمنية عابرة للحدود، فقد أضحت المنطقة مصدرًا أساسيًا لكثير من المشاكل التي ترتبط بعدة متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى طبيعية، وازداد الاهتمام الدولي بمنطقة الساحل منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، من طرف العديد من القوى الدولية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
حيث تواجه منطقة الساحل والصحراء في دوائرها الجيوسياسية المختلفة تحديات أمنية متشابكة وصعبة تتمثل في الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة (الاتجار في البشر والأسلحة والبضائع) وصولاً إلى تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وانتشار الأمراض المختلفة، علاوة على النشاط المتزايد لعصابات التهريب والجماعات الإجرامية والحركات الإرهابية، هذه الظواهر تتغذى على أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وعسكرية، تعيشها دول المنطقة، تمتد تأثيراتها إلى مختلف دول الجوار، مما يقتضي التعامل معها والاستجابة لها باستراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد عوض المقاربة الأمنية التقليدية التي تم تبنيها في مواجهة هذه التهديدات.
وانطلاقًا من كون منطقة الساحل تشكل عمقًا استراتيجيًا ومجالاً حيويًا للأمن القومي العربي فإن هذه الأزمات الأمنية المهددة للمنطقة تلقي بظلالها على المشهد الأمني بالمنطقة، مما يلزم بإعادة النظر في مبادئ ومفاهيم الرؤية الأمنية الجماعية، والعقيدة الأمنية المشتركة، والتعاون والاعتماد المتبادل أمنيًا مع جميع المتدخلين والفاعلين محليًا وإقليميًا ودوليًا.
والتعاطي معها سواء على مستوى الدبلوماسية الثنائية أو المتعددة الأطراف إقليميًا أو دوليًا حيث يمكن لدول المغرب العربي أن تلعب دورًا فاعلاً في الدفاع عن مصالح إفريقيا في مواجهة التنافس الدولي على خيراتها من أجل تعزيز وتقوية التنمية والاقتصاد، بدلاً عن التركيز على المقاربة الأمنية التي ثبت فشلها في مختلف المبادرات التي عرفتها المنطقة مما يحتم على المغرب تعزيز دوره في مختلف الآليات الإقليمية والدولية التي تستهدف المنطقة بما يخدم المصالح المشتركة التي تجمعه بشعوب ودول المنطقة.

التطورات الجيوسياسية وصراع العملات

أكد خبراء اقتصاديون، أن الاقتصاد العالمي يتعرض لمخاطر عديدة خلال الفترة الحالية والسنوات القليلة المقبلة، نتيجة لرباعية متزامنة ومتواصلة تشمل السياسة الأميركية والتطورات الجيوسياسية والانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات التشريعية الألمانية، وتنفيذ الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «البريكست».
ويأمل هؤلاء، في التحرك الصيني واستخدام الأوراق المتوفرة لديها في وقف تلك التداعيات الخطرة وفي مقدمتها التهديدات الأميركية لكوريا الشمالية أو التقليل من آثارها وقالوا “تشهد الفترة القليلة المقبلة، ملامح التعامل مع تداعيات سياسة ترامب الاقتصادية حول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالحمائية الدولية ومخاطر تعرض الاقتصاد الصيني والألماني والياباني إلى خسائر كبيرة نتيجة السياسة الاقتصادية الأميركية الجديدة مع مخاوف حدوث ضربة أميركية لكوريا الشمالية ستنعكس سلباً على كوريا الجنوبية واليابان والصين”.
وللمرة الأولى منذ عام 1981، تثير الانتخابات الرئاسية الفرنسية قلقاً كبيراً في الأسواق ويخشى المستثمرون من نجاح مارين لوبن، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، بالفوز بالرئاسة الفرنسية المقررة غداً ما يعزز تصاعد الشعبوية في أوروبا كلها وينعكس بالضرر البالغ على الاقتصاد والحياة بشكل كامل وقلل الخبراء من مخاوف تصاعد التيار المتطرف في ألمانيا على الأقل خلال الانتخابات الحالية إلا أنهم لم يستبعدوا أي مفاجآت قد تحدث نتيجة لتصاعد الأعمال الإرهابية وتنامي التيار الشعبوي.

مخاطر جديدة

وتابع في تصريحات لـ”الاتحاد” في أبوظبي “إننا أمام نوع جديد من المخاطر لم نعهده من قبل، وقد بدأت مؤشرات تلك المخاطر تظهر من خلال العدوى النفسية للمستثمرين في مختلف الأسواق”، لافتاً إلى أن الحل الآن في يد الصين التي تملك أوراق ضغط سياسية تنعكس مباشرة على الاقتصاد، وفي مقدمة تلك الأوراق الأزمة بين كوريا الشمالية وأميركا، حيث إن النظام المصرفي الصيني هو النظام الوحيد في العالم الذي تتعامل معه البنوك الكورية، معرباً عن اعتقاده بأن الحمائية الأميركية ستكون قائمة ولكن ليس بدرجة شديدة باستثناء موضوع الطاقة.
وأضاف أن الصين تنظر إلى المدى البعيد وتستخدم ورقة كوريا الشمالية كأداة ضغط سياسي للتوصل إلى اتفاق ليس بعيداً عن الاتفاق الاقتصادي الحالي بين الصين وأميركا خاصة فيما يتعلق بالصادرات الصينية، ولا توجد قوة مؤثرة على كوريا الشمالية أكثر من الصين، فضلاً عن دور الصين في بحر الصين الجنوبي وأفريقيا.

اللهجة المتشددة

في البداية يقول وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني في “معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار”: أدت اللهجة المتشددة التي استخدمها الرئيس الأميركي ترامب منذ قدومه للسلطة إلى رفع مستوى المخاطر الجيوسياسية، ما أدى لزيادة حالة التردد والترقب والحذر من جانب المستثمرين وهو ما ينعكس بدوره على حركة الاقتصاد سواء من إطلاق المشاريع أو توفير فرص العمل وتحقيق الموارد نتيجة للضرائب وزيادة معدلات البطالة وانعكاس كل ذلك على مختلف نواحي الحياة.



433 Views