الفنون الادبية وعناصرها الفنية

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 7 يوليو, 2019 8:42
الفنون الادبية وعناصرها الفنية

الفنون الادبية وعناصرها الفنية اليكم في هذا المقال معلومات متنوعة عن الفنون الادبية وعناصرها الفنية وتعريف شامل لكل عنصر من عناصرها من خلال السطور التالية.

الفن والأدب

الفن هو الإبداع، الابتكار، البساطةُ النابعة من النفس، التوازن، الجمال، باختصار:
الفن هو الإتقان، هو الإحسان، وما يخالف هذا التعريف – عندي – على الأقل ليس بفنٍّ، وإن سُمِّيَ فنًّا.
عندما يعمل الإنسان عملَه، ولا يتفنَّن فيه، فعمله آليٌّ لا إتقان فيه ولا إحسان، بعبارة أخرى: إن كان الإنسان يعمل أعماله بلا فنٍّ، فهو إنسان عادي، مهما بدا له غير ذلك، وليس ذلك بضارِّه شيئًا، فقط لا يظنَّ أنه بلغ شيئًا، والله أعلم.
ألم يصادفك عمل مترجم (مقال أو قصة مثلًا) ولم تشعر معه بارتياح وأنت تقرؤه؟ تلك ترجمة لم يصاحبها فنٌّ نابع من أعماق نفس المترجم؛ لذلك فترجمته جافَّة لا روح فيها.
وعندما تتذكَّر بعض المدرِّسين وهم يقفون حاجزًا مانعًا بين طلابهم وبين المعرفة التي يسمعها الطلاب منهم ولا يرونها من خلالهم – تجزم بأن تدريسَهم ينقصه الفنُّ الذي يجعلهم شفَّافين لا يحجبون المعرفة عن طلابهم، ولا يتركونهم في بحارها ومحيطاتها بلا قبطان.
نفس الشيء يقال عندما يُؤَلَّفُ عمل أدبي (شعر، قصة، رواية … إلخ)، ولم يكن هذا العمل نابعًا من روح الأديب اللطيفة الذوَّاقة الحساسة المرهفة، فذلك ليس بأدبٍ وإن بدا كالأدب؛ لأن المتلقِّي يستشعر ذلك مهما مدح النُّقاد ذلك العمل وصاحبه.
أحلى الصور الأدبيَّة هي تلك التي تكون فيها الرُّؤى والمشاعر تتدفق، رابطة ما بين صعوبة الحاضر (لتوحي بالصدق) وإمكان المستقبل (لتوحي بالأمل)، تتخلَّل تضاريس البيئة الواقعيَّة متعالية على تحدياتها؛ لترسم لوحة أحلام وآمال تمسُّ شَغافَ القلب والوجدان، هنا يمهد الأدب المبدع لإحداث التغيير الإيجابي في الفكر قبل حدوثه على أرض الواقع، هنا يرتفع منسوب التحفُّز والطموح ليدفع باتجاه الحياة بكل عنفوانها.

الأدب عند العَرب

هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الفنون اللغويّة المرتبطةِ ارتباطاً مباشراً مع اللغة العربية الفصحى، ويُعرف أيضاً بأنّه من أهم المصادر الرّئيسية للثّقافة العربية القديمة والمعاصرة، فقد ساهم في ترسيخ ودعم التّراث العربي، وجعلهِ وسيلةً من وسائل التّعلم عند العَرب وغيرهم من الشعوب الأخرى التي اهتمت بالأدب العربي.
ارتبط الأدب عند العَرب بالبلاغةِ العربية والقدرة اللغوية على صياغة الكلمات والجُمل بطرقٍ صحيحةٍ وخاليةٍ من الأخطاء النحوية، ومع التطوّر اللغوي واختلاط اللسان العربي مع اللغات الأخرى صار من واجباتِ الأدب العربي تقويم الثقافة العربية، وذلك عن طريق تزويدها بكافة الوسائل والطُّرق التي تُساعد في المحافظة على أصالةِ وصحة النصوص الأدبية العربية، وخصوصاً في العصور الحديثة.

الأنواع الأدبية

هي مجموعةٌ من الأقسام اللغويّة في الأدب العربي، والتي تتوزع عليها المؤلفات العربية، ومن أهم الأنواع الأدبية في اللغة العربية:
الترجمة
هي وسيلةٌ من الوسائلِ التي اعتمد عليها العَرب عند توسع رقعةِ الأمة الإسلامية وانتشارها في مختلفِ أنحاء العالم، فاستعان الأدباء العَرب بالتّرجمة لنقلِ النصوص المؤلفةِ في لغاتٍ أخرى إلى اللغة العربية، من أجل التّعرف على طبيعة التّراث، والثقافة، والعلوم، وغيرها من المجالات الأخرى الموجودة عند تلك الشعوب.
ما زالت الترجمة من أهم الأنواع الأدبية في الوقت الحاضر؛ إذ تعتبر من وسائل الاتصال بين شعوب العالم، وتُساعد في تبادل الأفكار، والمعلومات، والثقافات، والخبرات مما يُساهم في النهوض في المجتمعات البشرية، وزيادة من الوعي حول العديد من المجالات العلمية، والمعرفية.
الصحافة
هي من أهم الأنواع الأدبية؛ إذ تُساهم في إثراء الأدب بكافةِ أنواعهِ، ولغاتهِ ولقد تميزت الصحافة بالتّطور مع مرور الوقت، فاعتمدتْ قديماً على نقلِ الأخبار الشفهية أو المكتوبة على شكل رسائل بين البلدان، والدّول، ومن ثمّ تطورتْ لتجمع معاً في صحفٍ ورقية لا تتعدّى الصفحة، أو الصفحتين، ومع القرن التاسع عشر للميلاد صار للصحافة دورٌ مهمٌ في توصيل الأخبار بشكلٍ أسرع بين الأماكن المختلفة، ومع ظهور الطباعة الورقية تمكّنت الصحافة من الانتشار بين دول العالم بطريقةٍ سريعةٍ جداً، وما زالت الصحافة حتى هذا اليوم من أهم أنواعِ الأدب المعروف بين الناس.
الشّعر
يعد الشّعرُ من أقدم الأنواع الأدبيّة في الأدب العربي والأدب العالمي؛ إذ تميزت النّصوص الشّعرية بالعديد من الموضوعات الأدبية، والاجتماعية، والإنسانية فنقلت العديد من الصّور الفنية حول الكثير من القضايا كالحروبِ، والمناسبات العامة، وغيرها، فحرص الأدباء العَرب على اختيار الكلمات التي تَتَناسب مع موضوع القصيدة الشعرية ممّا ساهم في زيادةِ تأثيرها على النّاس، وما زال الشّعر العربي من الأنواع الأدبية المهمّة في الثقافةِ العربية.

تعريف الفنون الأدبية

من الممكن تعريف الفنون الادبية على أنها نوع من الفنون التي تعتمد ترتكز على اللغة العربية بشكل أساسي، ويشكل الشخص الذي يعمل على هذه الأنواع من الفنون على تشكيل الجمل المختلفة واستخدام الالفاظ والمفردات اللغوية إلي جمل تحمل معني جمالي محدد، وتختلف الفنون الأدبية من لغة لآخري نتيجة ما تمتلكه كل لغة من اختلافات وخصائص تميزها عن غيرها، وهذا ما يجعل تعريف الفن الأدبي يختلف من لأخري، إضافة إلي تأثير الثقافات المختلفة على الفنون الأدبية، وعلى ما يعني النص الادبي، والجمل التي تحاكي الواقع الشعبي، والتي تختلف من شعب لأخر.
والفنون الأدبية التي تمتلك نفس اللغة أو التي تنطق بنفس اللغة، تختلف في العناصر التي تكونها وبالتالي يختلف كل فن أدبي عن الآخر، ويتميز كل عنصر أدبي من مجموعة عناصر أدبية وجمالية تجعله مختلف عن باقي الفنون الآخري، وتشترك بعض الفنون في تفاصيل معينة بحكم استخدام لغة واحدة، كما أن تشكيل الجمل يجعلها تحمل أكثر من معني مختلف بنفس وحدة الحروف، ويتأثر النص الأدبي بثقافات الكاتب وخلفيته الاجتماعية ويظهر ذلك التأثير على النص، وتؤثر هذه العوامل على النص الأدبي بشكل أو بآخر.

أنواع الفنون الأدبية

هناك العديد من أنواع الفنون الأدبية في اللغة العربية، والتي يمتلك كل نوع منها تأثيرًا خاصًا بسبب الصفات التي يميز بها عن كافة فنون الأدب الأخرى، وتشكل هذه الأجناس جزءًا هامًا من الثقافة العربية بسبب تأثير هذه الفنون على حياة الناس واعتبارها من مكونات الواقع الاجتماعي المُعاش، ومن أهم هذه الفنون ما يأتي:
– الشعر: يعد الشعر من أهم الفنون في الأدب العربي، ومن أهم ما يميز هذا الجنس الأدبي عن بقية الأجناس الأخرى وجود عنصر الموسيقى من خلال وجود ما يُعرف بأوزانِ الشعر العربي، وهي مجموعة من القوالب الصوتية التي يتم كتابة أبيات الشعر على ضوئها.
– القصة: وهي من الأجناس الأدبيّة التي تعتمد على السردية، وتتسم بوجود العديد من العناصر الخاصّة، مثل: الشخوص، والأحداث، والحوارات، والحبكة، والعقدة، والحلّ، والنهاية.
– المقامة: وهي من الفنون التي تجمعُ بين بعضِ الصفات التي توجدُ في الشعر العربيّ مثل: جمالية اللغة، وعلوّ المستوى الجمالي في الألفاظ، وبين القصة القصيرة من خلال وجود بعض الأحداث التي يتم روايتها على لسان راوي المقامة.

عناصر العمل الأدبي

العاطفة
أول عناصر العمل الأدبي التي سنتطرّق لها هي العاطفة؛ حيث إنّ النص الجامد الذي لا يحرك مشاعر القارئ يبعث في نفسه شيئاً من الملل، ويجعله ينسى ما قرأ بعد وقت قصير لأنّه لم يترك أثراً في نفسه ولم يحرّك شيئاً في داخله، فتحريك المشاعر في نفس القارئ سواء كانت مشاعر الحزن أو الفرح أو شيء من الفكاهة أو حتى الخوف أو القلق ستجعل يتذكّر ما قرأ لمدة أطول، وسيتفاعل مع النص بشكل أفضل.
يجدر القول إنّ القارئ لن يشعر بشيء لم يتم التعبير عنه بكلمات مناسبة وكلمات موسيقية تخاطب العاطفة والأحاسيس وتثيرها، وعادةً ما تكون هذه المشاعر هي نفس المشاعر التي شعر بها الكاتب عند كتابته للنص، فهو يشارك إحساسه بشكل مكتوب مع قارئ مجهول وهنا قد تكمن صعوبة لا يتغلّب عليها سوى الكاتب الجيّد.
الأفكار
إن كانت العاطفة رسولاً للقارئ، فإن الفكرة الأساسية في النص هي الرسالة، ولا يمكن لرسول إيصال رسالة إن لم تكن موجودة! والفكرة هي التي تساعد على بناء هيكل مُحدّد الأركان والزوايا، فلا يمكن أن يكون النص عبارةً عن مجموعة من الأفكار المشتتة أو المتناقضة؛ بل يجب أن تكون هناك فكرة واحدة أساسيّة ويمكن أن يتم التطرق لأفكار فرعية مرتبطة بها؛ حيث إنّ القارئ يجب أن يعرف تماماً موضوع أو فكرة النص الأساسية بعد قراءته، دون أن يجد أي نوع من الغموض أو التشويش، فالفكرة هي عصب النص ومن دونها لن يكون.
يجب اختيار كلمات مناسبة في المعنى لتوضيح الأفكار، فإذا ما تمّ استخدام صور فنية كثيرة جداً بحيث تطغى على الفكرة الأساسية وتُفقدها معناها فإنّ المعنى قد يتأثر ولا يُظهر الفكرة على حقيقتها.
الخيال
عنصر الخيال يرتبط بعنصر العاطفة بشكل وثيق، فيجب على الكاتب أن يُلهم خيال القارئ وبالتالي يمس شعوره وعاطفته، ويجب توظيف الخيال في توضيح المعاني والأفكار، ويجب أن يكون الخيال منطقياً بحيث يوضّح ولا يطمس ويشوه تلك المعاني والأفكار، فالخيال إذا اقترب من المستحيل أصبح وهماً وشتت أية أفكار أرادها الكاتب في النص.
الأسلوب
يجب أن يكون الأسلوب مُوحّداً خلال العمل الأدبي الواحد، فهو يدل على الموضوع والفكرة الأساسية، كما يدلّ على الكاتب نفسه، فهو ثابت وواضح المعالم، والأسلوب الركيك والمتغير قد يُلقي على النص طبقةً ضبابية غريبة تفصل الأفكار وتشتتها، وبالتالي تفكك النص إلى أجزاء لكل منها أسلوب مختلف، وإن كانت تتحدث عن الموضوع نفسه أو الفكرة نفسها.
اللغة
تعتمد اللغة على الكلمات المُنتقاة، فقد تكون الكلمات فصيحة وبليغة أو عامية ودارجة، وانتقاء الكلمات يعتمد على الأسلوب وعلى الفكرة والموضوع، كما يعتمد على الكاتب نفسه، ويمكن أن يعتمد كذلك على القارئ أو الشريحة المستهدفة، وبغض النظر عن ذلك فاللغة يجب أن تكون سليمة وصحيحة دائماً، ومُوحّدة خلال العمل الأدبي كله.
الصورة الفنية
عادة ما تترك الصور الفنية وقعاً قويّاً في النفس على عكس السرد الروتيني، ويمكن أن تستخدم الصور لغرض التوضيح والشرح أو لغرض إثارة الخيال والمشاعر وإضافة حس جمالي إلى النص، وكثيراً ما يتمّ استخدام الصور في الشعر.
أنواع الأدب
الشعر

هو نوع من فنون الأدب وهو الكلام المقفى الموزون الذي يعتمد على وزن وقافية واحدتين ويتميز الشعر العربي بالوزن والقافية والقوالب الصوتية التي يتم كتابة الأبيات الشعرية في ضوئها، وعندما يقوم الشاعر بإنتاج الكثير من القصائد الشعرية فإنه يضمها إلى ديوان واحد وتبدأ رحلته الأدبية من هنا.
النثر
هو نوع من أنواع الفنون الأدبية وهو كلام غير موزون وغير مقفى ولكنه يحمل البلاغة والحكمة والعظة وهنا تكمن أهميته وتتعدد الفنون النثرية ما بين المسرحية والمقامة والقصص الطويلة والقصيرة.
المسرحية
هى واحدة من أشهر أنواع الفنون الأدبية النثرية وتتميز الأعمال المسرحية بأنه يتم تجسيد أحداثها على خشبة المسرح، وتتكون أي مسرحية من عدة عناصر هامة وهى الشخصيات والأحداث والحبكة الدرامية، والحوار، وتتعد أنواع المسرحيات ما بين المسرحيات الدامية والهزلية والمأساوية.
القصة
القصة هى أحد الفنون الأدبية النثرية التي تعتمد على سرد حدث معين وبناء الشخصيات والحوار حول هذا الحدث وتتكون القصة من عدة عناصر وهى الأحداث والشخصيات والحبكة والتشويق، كما تتعدد أنواع القصص فهناك القصة الطويلة وهناك القصة القصيرة، وهناك القصص الواقعية والقصص الدينية والقصص الخيالية، الخ …
المقالة
هى إحدى الفنون الأدبية التي يعرض من خلالها الكاتب الأدبي إحدى القضايا أو المشكلات بأسلوبه الخاص وتتكون المقالة من عدة عناصر أساسية وهى المقدمة والموضوع مقسم إلى عناصر، والخاتمة، وخلال المقالة يعرض الكاتب رؤيته لأحد المواضيع وإذا كانت هناك مشكلة فإنه يسردها ويعرض تفاصيلها ورؤيته لحلها إن أمكن.
السيرة الذاتية
هى أحد الفنون الأدبية الشهيرة والتي تعتمد على تسجيل الكاتب لوقائع حياته بشكل موضوعي وصادق وأمين وغالبًا ما يقوم المشاهير مثل الفنانين والسياسيين والكتاب بكتابة سيرتهم الذاتية لتكون تأريخًا لما عاشوه من أحداث وما عاصروه من وقائع.
ونظرًا لبلاغة اللغة العربية وتذوق العرب لفنون الأدب منذ قديم الزمان نجد أن الأدب قد انتشر بين العرب منذ الجاهلية فهناك الأدب الجاهلي والذي كان يضم الرثاء والهجاء والمعلقات والقصائد الشعرية وكان العرب يقيمون الأسواق ليتباروا في الشعر والأعمال الأدبية بشكل عام، وهناك الأدب الاسلامي، والأدب العباسي والأدب الأموي ويستمر المشوار الأدبي حتى يومنا هذا لنجد أن العرب كانوا  ما يزالوا من أعظم الأمم التي قدمت إنتاجًا أدبيًا للعالم أجمع، كما تم نقل وترجمة آلاف الأعمال الأدبية الغربية والأوروبية للغة العربية.



1103 Views