نقدم لكم موضوع هام عن مفهوم النظافة الشخصية في الاسلام وكيفية الحفاظ على النظافة الشخصية بخطوات بسيطة.
النظافة
النظافة وسماها الإغريق فن الصحة (باليونانية: ὑγιεινός) هي مجموعة من الممارسات المترافقة مع حفظ الصحة والمعيشة الصحية. النظافة هي مفهوم متصل بالطب، فضلا عن ممارسات العناية الشخصية والمهنية المتصلة بمعظم نواحي الحياة، وإن كانت على الأغلب مرتبطة بالنظافة والمعايير الوقائية. وفي المجال الطبي، تستخدم الممارسات الصحية لتقليل الإصابة وانتشار الأمراض. وتستخدم كلمة النظافة في عبارات متعددة مثل نظافة الجسم، والنظافة المنزلية، ونظافة الأسنان، والنظافة المهنية، بما يتعلق في مجالات الصحة العامة. وممارسات النظافة الصحية تختلف اختلافاً كبيراً، وما يعتبر مقبولا في إحدى الثقافات قد لا يكون مقبولا في ثقافات أخرى.
أهمية النظافة في الإسلام
النظافة في الإسلام خلق وأدب عظيم، وهي عبادة وواجب شرعي، ولأهميتها شرعت في أهم عبادة وأعظم ركن وهي الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بها، بل اعتبرها الشرع شطر الإيمان قال صلى الله عليه وسلم{ الطهور شطر الإيمان………} ، وهي سبب لمحبة الله عز وجل قال تعالى:{ والله يحب المطهرين} [التوبة:108].
وهي مظهر جميل وسلوك رفيع تحبها الفطر السليمة، ولها فوائد كثيرة، فهي تحمي الإنسان من الأضرار والأمراض.
وللدين أساليب متنوعة في حثه عليها فتارة يوجبها ويفرضها كالوضوء وغسل الجنابة وغسل الحائض والنفساء ونحوها، وتارة يرغب ويندب إليها كغسل الإحرام وغسل دخول مكة والغسل كل سبعة أيام لقوله عليه الصلاة والسلام : “حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده “.
وليس هذا فحسب ؛ بل إن في هذه السنن والخصال مدعاةً لتأليف القلوب ، ومداً لجسور المحبة والمودة ، وتوطيداً للصلة بين الإنسان المسلم وزوجه ، فتكون حياتهما مبنيةً على الرحمة والمودة ، وقائمةً على السكن والراحة والقبول . وليس أجملُ ولا أروعُ من أن يكون كلا الزوجين مناسباً للآخر ، وملائماً له ، مقبولاً عنده في شكله وهيئته ؛ لأن ذلك مدعاةٌ للائتلاف والرضا، وسببٌ مباشرٌ لقناعة كل منهما بالآخر . وهذا بدوره سيؤدي ( بإذن الله تعالى ) إلى استمرارية سعادتهما الزوجية .
هذه السنن التي إلى جانب كونها من المظاهر الدنيوية فهي عبادة يثاب عليها المرء ، وتُكسبه الأجر والثواب متى قصد بها وجه الله سبحانه وتعالى ، والاقتداء بهدي النبوة . وفي ذلك ربطٌ وثيقٌ بين الهدفين الديني والدنيوي للتربية الإسلامية
كما أن تمسك المسلم بهذه السُنن يؤدي إلى ما يُسمى بالقبول الاجتماعي للفرد . حين يقترب منه الناس ويطمئنون إليه ويعاملونه بكل حُبٍ وتقديرٍ واحترام ؛ لأنه يفرض ذلك عليهم بحسن مظهره وحسن تدبيره .
تعد النظافة بصورة عامة والشخصية بصورة خاصة من أهم مظاهر الحضارة وهي دليل صحة وعافية، والشخص النظيف يتقدم من مجتمعه بثقة أكثر في النفس، ويلقى قبولاً لدى الآخرين، والنظافة هي لغة تواصل غير محكية بين أفراد المجتمع
ـ المأوى : تنظيفا ، وترتيبا ، وتهوية ، والعناية بأماكن الجلوس والراحة والنوم .
ـ المعاشرة الزوجية : اجتناب الوطء في المحيض والدبر ـ فكله أذى ـ ولزوم الغسل من الجنابة ، وغسل وتنظيف الفرج قبل النوم .
الإسلام دين نظافة
لقد أظهر الإسلام مدى اهتمامه بالنظافة، فإن قيمة النظافة تعتبر من أهم القيم التي يهتم بها الدين الإسلامي، فأصبحت من أكثر الأمور التي يهتم بها الدين الإسلامي، فلم يعد ينظر إلى نظافة أنه مجرد سلوك يرغب به، بل جعل الإسلام النظافة قضية تختص بالإيمان التي تتصل بالعقيدة،ينظر الإسلام للنظافة بأنها جزء من الإيمان، لذلك لها أهميتها في الشريعة الإسلامية، فقد جعل الإسلام الأيمان صفة من صفات الرجال.
فجعل الله سبحانه وتعالى الرجال الذين يتصفون بالنظافة جعلت لهم شرف محبة الله سبحانه وتعالى، وأيضا جعلها الله تعالى شرط لإقامة الصلاة، وجعل الله تعالى إمكانية التيمم في حالة عدم وجود الماء عن طريق التراب، وذلك يدل على أهمية النظافة والطهارة في الإسلام، ويبين حرص الإسلام على الطهارة، فأن الله تعالى يريد من عباده طهارة ليس المقصود بها جانب مادي من طهارة الثوب والبدن.
إنما تحتوى على مظاهر معنوية، فمثلاً الإنسان الذي لا يتصف بالكذب يعتبر إنسان نظيف اللسان، والذي لا يقوم بمد يده في حقوق الغير يتصف بأنه إنسان نظيف اليد،وقد وضح لنا رسولنا الكريم بأهمية النظافة بأن النظافة نصف الإيمان.
أهم النصائح للمحافظة على نظافة الشخصية ونظافة البيت:
الإستحمام يومياً أو كل يومين حتى يصبح الجسم نظيف وللتخلص من رائحة العرق، والقيام بلبس ملابس نظيفة حتى يصبح شكلك جميل ومرتب.
الحفاظ على نظافة الغرفة دومًا حتى لا تنتشر الحشرات والقاذورات والأمراض.
القيام بتناول أطعمة خفيفة ولا تكون تلك الأطعمة مكشوفة للحشرات للمحافظة على صحتك من الجراثيم والأمراض التي يمكن ان تنتقل من الأطعمة الملوثة.
الحرص على نظافة المكان الذي نتواجد به سواء كان محل أو شارع أو مطعم ونقوم برمي القمامة في الأماكن المخصصة بذلك ولا ترمي على الأرض حتى تصبح قدوة حسنه للغير وللمحافظة على نظافة الدولة وجعلها جميلة ونظيفة.
لابد من جعل المنزل نظيف ويجب إخراج القمامة كل يوم حتى لا تبقي رائحة المنزل كريهة فالاهتمام بنظافة المنزل دومًا يساعد على حمايتك في العيش في بيئة مليئة بالامراض.
نظافة الجسم
يعتبر نظافة الجسم من الضروريات التي يجب الاهتمام بها في كل لحظة، فتعكس مدى اهتمام بالنظافة الشخصية مدى ثقافة ووعي الإنسان، ولكن يوجد الكثير من الناس لا تهتم بالنظافة الشخصية، فنظافة البشرة والجسم يعطيان الأناقة والجمال والرشاقة للإنسان، والشخص النظيف يشعر دائماً بالطاقة الإيجابية والإستمتاع.
النظافة ليست شيء مادي فقط بل هي شيء معنوي يتأثر كثيرا بأداء الفرد للعبادات، فتعتبر النظافة مكمل للإيمان، ونظافة الجسم تشمل نظافة الثياب، ونظافة البدن، ونظافة الجسم كله ، لذلك قام الله تعالي بتشريع الوضوء الذي فيه يغتسل الإنسان خمس مرات في اليوم الواحد.
النظافة أساس الفطرة السوية للإنسان
لقد خلق الله الإنسان طاهر الجسد والنفس من كل دنس، علمّه سبحانه من خلال الفطرة ومن خلال التعاليم السماوية بعد ذلك مبادىء الطهارة الجسدية والحسية والبعد عن النجاسة والقذارة سواء كانت الحسية أو المعنوية.
فلا تجد دين من الأديان أو المعتقدات خاصة السماوية منها تخالف الطبيعة السوية التي خلقها الله للإنسان، لذلك فإن النظافة جزء من فطرتنا السوية التي خلقها الله لنا، لذلك فإن العيش في مجتمع أو بيئة غير نظيفة سواء من الناحية المادية مثل عدم نظافة الشوارع أو البيوت وغيرها أو العيش في بيئة غير سوية قائمة على كل ما يخالف الفطرة هي من الأشياء التي تخالف الطبيعة الفطرية السوية.
النظافة أساس الحماية من الأمراض الخطيرة
العديد من الأمراض الخطيرة و الأوبئة التي مرت على البشرية كان الأساس في ظهورها هي قلة النظافة أو الطهارة المادية للشوارع والبيوت والطعام ومياه الشرب وغيرها، فالطواعين التي ظهرت في القديم وفي العصور الوسطى وفي العصور الحديثة كان الأساس فيها انتشار الجرذان وانتقال الفيروسات والجراثيم عبرها نحو البشر وكان السبب في ظهور هذه الطواعين القاتلة هي قلة النظافة.
مرض الكوليرا الشهير والذي دمر مدن وقرى بأكملها على مر التاريخ، كان السبب في ظهور هو عدم تطهير قنوات المياه أو مياه الشرب في الآبار وبالتالي ظهور فيروس قاتل هو المسبب لمرض أو وباء الكوليرا، و العديد من الأمراض القاتلة الأخرى، لذلك فإن النظافة هو عنوان صحة المجتمعات و البشرية جمعاء، وما إن ظهرت القاذورات في مكان من الأماكن إلا واتبعه انتشار المرض بين السكان وليس هذا منا ببعيد فنحن نرى شوارعنا الرثة وقمامتنا المتناثرة في الشوارع!!
اعتياد النظافة مثل ممارسة الرياضة
إن ممارسة الرياضة تأتي بالاعتياد عليها يومياً حتى تصبح جزءًا من حياة الإنسان، حسناً فإن النظافة مثلها مثل الرياضة أيضاً، يعتاد عليها الإنسان في الممارسة سواء كانت النظافة الشخصية التي يقوم بها الإنسان يومياً في بيته ومن قبل ذلك في جسده وملابسه، أو كانت هذه الممارسة مجتمعية من نظافة الشوارع وعدم إلقاء القمامة فيها، وتطهير القنوات والترع في القرى والنظافة في الجو والهواء وغير ذلك من الأمور التي تدل عليها.
لذلك فإن النظافة ممارسة يعتاد عليها الإنسان منذ صغره في البيت و المدرسة وأماكن العبادة وغيرها.
الصحة العامة
من الضروري جدًا أن يعرف الجميع معنى النظافة؛ للاستمرارية في حياة سليمة وصحية، فالنظافة لا تعني فقط نظافة الجسم، بل هي نظافة الجسم والعقل والبيئة المحيطة، فالبيئة التي يعيش بها الإنسان تؤثر عليه نفسيًا واجتماعيًا وجسديًا، كما أن الإسلام اهتم بالنظافة واعتبرها من الإيمان وحث عليها، والنظافة أيضًا تعبر عن الرقي والحضارة، ويجب الإرشاد والتوجيه التربوي، والمحافظة على الصحة العامة؛ للتخلص من الأمراض، وهناك الكثير من أنواع النظافة يجب معرفتها والالتزام بها؛ للوصول إلى بر الأمان.
أنواع النظافة
النظافة هي مصطلح عام يشير إلى الظروف والأنشطة التي تستخدم للحفاظ على الصحة والسلامة مع الصرف الصحي المناسب والنظافة الشخصية، ومن أنواع النظافة:
النظافة الشخصية مثل نظافة الفم والأسنان والنظافة الجسدية مثل نظافة الجسم والشعر.
نظافة الأغذية وتقنيات الصيانة، التي تتعلق بالبيت والمطاعم.
نظافة الصرف الصحي المنزلي.
نظافة الصرف الصحي العامة، مثل إمدادات المياه النظيفة، والتخلص من النفايات بطرق سليمة.
نظافة المزارع الحيوانية والاهتمام بتربية الحيوانات ورعايتها.
نظافة الأماكن العامة مثل المستشفيات لمكافحة العدوى.
نظافة البيئة والاهتمام بالنباتات وزراعتها بالشكل الصحيح؛ للحصول على بيئة نظيفة ونقية، وهي من أكثر أنواع النظافة اهتمامًا.
فوائد النظافة
النظافة هي عنوان الحضارة والتقدم في المجتمع، وهو سلوك متعلم يكتسبه الشخص بالتعلم والتربية، ومن فوائد النظافة:
-نيل محبة الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- للشخص المهتم بالنظافة.
-الشعور بالراحة النفسية والحيوية.
-الاحترام والتقدير من قبل الآخرين، والتقرب منهم.
-التخلص من الأمراض؛ لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
النصائح الضرورية للمحافظة على النظافة
للوصول إلى أفضل مستويات الأمان، يجب الالتزام ببعض الإرشادات والنصائح للمحافظة على النظافة، ومن هذه النصائح:
-غسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام أو إعداد الطعام، وارتداء القفازات.
-تنظيف الأعضاء التناسلية والاستحمام المستمر، وتبديل الملابس الداخلية.
-تنظيف الفم والأسنان بالفرشاة والمعجون، والتخلص من رائحة الفم الكريهة، وشرب الماء بكمية كبيرة، وتناول الأغذية الصحية، مثل الخضروات والفواكه.
-تنظيف أماكن العمل والمستشفيات والمكاتب والأرضيات؛ للتخلص من الجراثيم والبكتيريا.
-يجب المحافظة على نظافة المياه، وغسل خزانات الماء من فترة إلى أخرى، وشرب الماء النقي.
-يجب حفظ الطعام مغطى في الثلاجة.
-يجب غسل الخضار والفواكه قبل تناولها جيدًا؛ للتخلص من الجراثيم.
-تقليم الأظافر؛ للتخلص من الأوساخ والجراثيم التي تتجمع تحت الأظافر.
-فتح النوافذ وتهوية الأماكن؛ لتجديد الهواء والحصول على هواء نقي.
-يفضل استعمال مزيلات العرق؛ للتخلص من الرائحة الكريهة.
-تجنب استعمال حاجات الآخرين الخاصة.