اهداف المجتمع المدني وماهو مفهوم المجتمع المدني واهم خصائص المجتمع المدني من خلال هذه السطور التالية.
محتويات المقال
مجتمع مدني
يشير مصطلح المجتمع المدني إلى كل أنواع الأنشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة. وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني تقديم الخدمات، أو دعم التعليم المستقل، أو التأثير على السياسات العامة. ففي إطار هذا النشاط الأخير مثلا، يجوز أن يجتمع مواطنون خارج دائرة العمل الحكومي لنشر المعلومات حول السياسات، أو ممارسة الضغوط بشأنها، أو تعزيزها (معاقبة صانعي السياسات أو مكافأتهم).
يضم المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية.
المجتمع المدني والاقتصاد
لا يقتصر المجتمع المدني على التطوع الفردي فقط بغرض تحقيق فائدة اجتماعية للناس أو تكوين اتحادات مع أناس يشتركون في ممارسة رياضة أو هواية مشتركة في أوقات الفراغ، بل تشمل أيضا حرية تأسيس شركات ومؤسسات أهلية للتجارة أو الإنتاج الصناعي. فبتزايد الشركات المساهمة التي تنشؤها الأهالي تزداد فرص العمل، ويقل العبء على الدولة لتوفير عمل لكل مواطن، ويتيح للحكومة أن تهتم بالتعليم من المدرسة الابتدائية إلى الدراسة الجامعية والتأهيل الجيد للشباب ليقوم بعد ذلك بالمشاركة الفعالة في الإنتاج. ومن واجبات الدولة بناء البنية التحتية ومثلا الاهتمام بالمواصلات وتسيير السكك الحديدية، والبريد. فالمجتمع المدني هو تضامن اجتماعي يشمل الجميع، يشمل الترابط بين صاحب العمل والعمال، ويكون للدولة والجهاز التشريعي فيها باصدار القوانين التي تحدد علاقة صاحب العمل بالعامل والعمال، كما تصدر القوانين الخاصة بالتأمين الصحي للعمال والموظفين.
اهداف المجتمع المدني
يشتمل المجتمع المدني على الخبرات والمهارات وشبكات العمل اللازمة للعمل على القضايا التي تهم المجتمع كافة، سواء كانت قضايا قانونية أم سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية، ومن هنا تظهر أهداف المجتمع المدني وخصائصه، فمثلا من القضايا التي يمكن للمجتمع المدني العمل عليها ظاهرة الجريمة، وهنا تبرز أهدافه وهي:
-يمكن أن يكون الشعب في مؤسسات المجتمع المدني، هو رجل الأمن الأول الذي يحقق نجاح الخطط الأمنية ويساعد على تحقيق أهدافها.
-زيادة الثقة في نظام العدالة في الدولة، وقدرته على مراقبة ومساءلتها، من خلال تكوين ثقافة الامتثال للقانون واحترام سيادته.
-تعزيز منع الجريمة في المجتمع.
وظائف المجتمع المدني
يشارك المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الشعب ورغباته، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الحقوق الصحية والبيئية والاقتصادية. يؤدي المجتمع المدني واجبات مهمة في ضبط وتوازن الديمقراطيات، لذلك لديه القدرة على التأثير على الحكومة وتحميلها المسؤولية. المجتمعات المدنية الحرة والنشطة هي مؤشر على ديمقراطية تشاركية سليمة. عندما يتم تعبئة المجتمع المدني الذي يطلق عليه أحيانًا “القطاع الثالث” (بعد قطاعي الحكومة والتجارة)، يكتسب القدرة على التأثير في تصرفات صناع السياسة المنتخبين وقطاع الأعمال.
مع ذلك، لا يمكن لمنظمات المجتمع المدني العمل بفاعلية كبيرة، إلا في الأماكن التي تضمن حرية الكلام والتجمع، بعكس الوضع في أغلب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنها سوريا.
تتطور طبيعة المجتمع المدني ووظائفه، استجابة للتطورات أو التغيرات الكبرى أو حتى الأكثر دقة داخل المجتمعات، وباختلاف أنظمة الحكم تختلف أهداف ووظائف المجتمع المدني وهويته العامة.
قد يكون من أهم وظائفه حملات حقوق الإنسان في المجتمعات القمعية، بينما يركز على تحسين الصحة والتعليم ومستويات المعيشة في الدول المتقدمة والنامية.
أما في الدول التي تشهد حروبًا، تجبر الطبيعة المتغيرة للحرب المجتمع المدني على العمل بشكل مختلف عنه في الدول المستقرة. أكثر من يتحمل تكاليف الصراع في سوريا مثلًا، هم الناس العاديون. المدنيون غير المقاتلين هم الأهداف الرئيسية لنظام بشار الأسد في سوريا، المسؤول قانونًا عن جميع ما يجري على أراضي الدولة التي يحكمها ويدعي السيادة عليها. لكنه يستهدف الحواضن الشعبية المدنية لمعارضيه بالحصار والقتل وتدمير المنازل والتهجير والاعتقال والتعذيب. كما تقوم جماعات أخرى مثل النصرة وداعش وغيرها بارتكاب جرائم واستهداف غير قانوني.
الوفيات بين المدنيين هي الغالبية العظمى من جميع الضحايا. التهجير القسري والمجازر واستهداف النساء والأطفال والصحفيين والعاملين في المجال الصحي، واختطاف الأطفال لتجنيدهم، وتدمير المدن والأبنية المدنية والمدارس والمستشفيات، والبيئة، والانهيار الاقتصادي يخلق هوة عميقة في المجتمع، وموروثات كارثية من المرارة والخوف والانقسام. هذه هي بعض الأسباب التي تجعل الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني تشعر بأنها مضطرة لاستخدام طاقتها وإبداعها لإيجاد بدائل للعنف، ولإنهاء الحروب ومنعها من البدء أو التكرار، لا التنازل المرحلي الذي من شأنه تعميق الهوة المجتمعية أكثر مما هي عليه، والتكيف مع القتل والظلم بدلًا من مناهضته.
شروط تكوين المؤسسات في المجتمع المدني
هناك العديد من الشروط التي تقع على عاتق الأشخاص الذين يرغبون في تكوين مؤسسة داخل المجتمع المدني، هذه الشروط بجب أن توجد مجتمعة، وفي ما يأتي توضيح أبرز هذه الشروط:
من الواجب أن تكون المؤسسة ذات استقلالية وتبعد كل البعد عن المؤسسات الحكومية.
يجب أن تكون هذه المؤسسة غير قابلة للتوريث بأي شكل كان؛ بمعنى أن لا يقوم الأفراد فيها على توريث عضويتهم الخاصة بها إلى أيّ فرد من أفراد عائلاتهم أو أقاربهم.
يجب أن تكون هذه المؤسسة قائمة على نظام تطوعي بمعنى أن ينضم لها أي شخص بإرادته المطلقة دون أي قيود.
يجب أن يتسم نظام المؤسسة بالإنتماء من خلال إحقاق العدالة والمساواة فيها.
من المُفترض أن يكون نظام المؤسسة ديمقراطي، هذه الديمقراطية يجب أن تكون في علاقاتها وأعمالها مع جميع من حولها.
لا بُدَّ من أن تكون المؤسسة قابلة للتعدد والتنوع.
أخيرًا يجب أن تتصف المؤسسة بالرقي والتقدم مع العصر.
أهم خصائص المجتمع المدني
الاستقلالية عن الحكومة، فيجب أن تتمتع مؤسساته ومنظماته باستقلالية حقيقية عن سلطة الحكومة سواء في النواحي المالية أو الإدارية أو التنظيمية، وأن يكون لديها هامش من الحرية لا تتدخل الحكومة فيه.
بالإضافة إلى عدم السعي إلى تحقيق الربح المالي المقصود، أي إن مؤسسات المجتمع المدني لا تقوم على أساس تجاري غايته الربح كما هو الحال في قطاع الأعمال أو القطاع الخاص.