اهم مؤلفات الجاحظ

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 16 يوليو, 2019 12:29 - آخر تحديث : 6 فبراير, 2022 2:11
اهم مؤلفات الجاحظ

اهم مؤلفات الجاحظ نقدمها اليكم من خلال هذه السطور والتي تحمل الكثير عن حياته ودراسته ومؤلفاته .

الجاحظ

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري (159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. مختلف في أصله فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة وكان ذلك بسبب بشرته السمراء الغامقة . وفي رسالة الجاحظ اشتهر عنه قوله أنه عربي وليس زنجي حيث قال: «أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة»
كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب عدها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها.

المولد والنشأة

ولد في مدينة البصرة نشأ فقيرا، وكان دميما قبيحا جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثم كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.
كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين سنة 150 هـ وقيل 159 هـ وقيل 163 هـ، وتوفي في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.
أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة مؤلف كتاب نقائض جرير والفرزدق، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.

حياة الجاحظ

هو أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري، المعروف باسم الجاحظ وهو من قبيلة كنابة، من بني فقيم، واحد من أعظم أدباء العرب على الاطلاق، وهو من كبار أدباء العباسيين المعتزلة، وُلِدَ الجاحظ في البصرة في العراق عام 159 للهجرة، وسُمِّي بالجاحظ لجحوظ كان في عينيه، والجحوظ هو بروز في العين، أي أنّ عينيِّ الجاحظ كانتا بارزتين أكثر من عيني الإنسان الطبيعي، وكان الجاحظ محبًّا للقراءة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، فعشق العلوم والمطالعة بشكل عام، وقد قيلَ عنه وعن شغفه للعلم، قال ياقوت الحموي: “لم أر قطُّ ولا سمعت من أحبَّ الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فإنَّه لم يقع بيده كتاب قَطُّ إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان ولا عَجَبَ إذْ ذاك في أن يُفْرِد الصَّفحات الطِّوال مرَّات عدَّة في كتبه، للحديث عن فوائد الكتب وفضائلها ومحاسنها، والحقُّ أنَّه كان أشبه بآلة مصوِّرةٍ، فليس هناك شيءٌ يقرؤهُ إلاَّ ويرتسم في ذهنه، ويظلُّ في ذاكرته آمادًا متطاولة”.
فكان الجاحظ موسوعة تمشي على الأرض، حتّى استطاع أن يكتب كتُبًا في كثير من العلوم التي كان يهتم بها، واشتهر له كتاب البيان والتبيين وكتاب الحيوان، وقد عاش الجاحظ طويلًا حتّى قارب التسعين عامًا، فضعف جسمه، وأصابه الشلل، وضَعُفَ بصره، وبينما هو جالس في مكتبه، وقعتْ عليه مجموعة من الكتب وقتلته، فمات مدفونًا بالكتب التي عاش طيلة عمره ملازمًا لها، وكان هذا سنة 255 للهجرة، تاركًا وارءه نتاجًا أدبيًّا عظيمًا، وأدبًا مميزًا يعكس صورة الجاحظ الإنسان الشاعر المفكر الأديب، ولم تزل مؤلفات الجاحظ تُدرَّس في كثير من جامعات العالم العربي اليوم، وهذا لا يدلُّ إلّا على عظمة هذا العالم الأديب.

أهم أعمال الجاحظ


البيان والتبيين

يُعتبر كتاب البيان والتبيين واحداً من أهمّ، وأكبر، وأجلّ أعمال الجاحظ، بالإضافة إلى أنّه آخر الكتب التي ألّفها،[١] ويحتوي هذا الكتاب على مُختارات من الأعمال الأدبية المُتمثّلة بالخطب، والقصائد، والرسائل، والتعليقات، بالإضافة إلى تناوله جانباً من البلاغة والخطابة، وتنبُع أهمّية الكتاب بدوره المُميّز في إرساء الأسس العلمية الأولى للبلاغة، وفلسفة اللغة العربية.
كتاب البخلاء
يُعتبر كتاب البخلاء أوّل الكتب التي أُلّفت بخصوص البخلاء، وهو كتاب أدب، وعلم، وفُكاهة، حيث ذكر الجاحظ نفسيّات البخلاء، وميولهم، وأهواءهم، وفلسفتهم، فأورد فيه العديد من الأخبار الشيّقة، والقصص الطريفة والممتعة، ويُذكر أنّه كتبه استجابةً لطلب أحد عظماء الدولة في الكتابة بنوادر البخلاء وطرائفهم، ويتكوّن الكتاب من جزئين و139 عنواناً، ويتناول الكتاب دراسةً لأحد الطبقات الاجتماعية وعرضها بطريقة أدبية من خلال القصص، حيث تتنوّع موضوعاته ما بين رسائل، وأحاديث، وروايات، وقصص، ومقالات، وأخبار، وتفاسير، ونوادر، وحكايات، ووقائع وغيرها، كما اهتمّ الباحثون بدراسته والبحث فيه من جوانب متعدّدة لما له من أهميّة كبيرة.
كتاب الحيوان
يُعدّ كتاب الحيوان أوّل كتاب عربي شامل ومُتخصّص في علم الحيوان، ويحتوي على سبعة أجزاء، كما يتميّز بأنّه موسوعة للكثير من العلوم والمعارف، ويحتوي على مجموعة هائلة من المعارف الطبيعيّة، والقضايا الفلسفية، ويُشار إلى أنّ الجاحظ تحدّث فيه عن الطب والأمراض المُتمثّلة بأمراض الحيوان والإنسان، وتوضيح العديد من المفاهيم الطبية، والحديث عن خصائص البلدان، وتأثير البيئة في الحيوان، والإنسان، والنبات، بالإضافة إلى تنوّع الأغراض والأساليب الأدبية والفنية المستخدمة في الكتاب.

مؤلفات أخرى للجاحظ

ألّف الجاحظ العديد من المؤلفات، ومنها ما يأتي:
– سحر البيان.
–  التاج.
–  الأخبار.
– عصام المريد.
–  أمهات الأولاد.
–  أُحدوثة العالم.
– دلائل النبوّة.
– الجدّ والهزل.
– الفرق بين النبي والمُتنبّي

شعر الجاحظ

إلى جانبِ كلِّ هذا العلم الذي امتلكه الجاحظ، كان الجاحظ أديبًا شاعرًا انتشر له ديوان خاصٌّ به، ولعلَّ أشهر ما قال من شعر هو:
– يقول الجاحظ في إحدى أبيات شعره:
يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيمًا          غَذاهُ العِلمُ وَالظَنُّ المُصيبُ
فَيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهلٍ            فَفَضلُ العِلمِ يَعرِفُهُ الأَديبُ
سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءٌ              وَداءُ الجَهلِ لَيسَ لَهُ طَبيبُ
–  ويقول أيضًا في قصيدة أخرى:
إِن يَهدُمِ الصَدُّ مِن جِسمي مَعالِفَه          فَإِنَّ قَلبي بَقَت الوَجدِ مَعمورُ
أَنَلْ خَليلَكَ نَيلاً مِن وِصالَكَ أَو                 حُسنُ الرِقادِ فَإِنَّ النَومَ مَأسورُ
أَصابَ حَبلُ شِكالِ الوَصلِ حينَ بَدا          وَمُبضِعُ الصَدِّ في كَفَّيهِ مَشهورُ
لَبِستَ بِرَقعِ وهَجرٍ بَعدَ ذلِكَ في            اِصطَبلِ وُدٍّ فَروثُ الحُبِّ مَنثورُ
-ويقول الجاحظ في بيت له:
فَأَكثَرتَ حُسّادي وَأَكثَرتَ خِلَّتي           وَكُنتَ وَحُسّادي قَليلٌ وَخِلّاني
-ويقول أيضًا:
كَسحِ الهَجرِ ساحَةَ الوَصلِ لِما            غَبَرَ البَينِ في وُجوهِ الصَفاءِ
وَجَرى البَينُ في مَرافِقِ ريشٍ             هِيَ مَذخورَة لِيَومِ اللِقاءِ
فَرَشَ الهَجرُ في بُيوتِ هُمومٍ             تَحتَ رَأسي وَسادَةَ البَرحاءِ
حينَ هَيَّأَت بَيت خيشٍ مِنَ الوَصـ         ــلِ لِأَبوابِهِ سُتورُ البَهاءِ
فَرَشَ البَحرُ لي بُيوتَ مَسوحٍ             مُتَكاها مُطاوِعُ الحَصباءِ
رَقَّ لَلصَّبِ مِن بَراغيثِ وَجدٍ              تَعتَري جِلدَهُ صَباحَ مَساءِ

وفاته

ويتحدّث كتّاب السير عن نهايته في عام 868م الموافق لسنة 255 هـ وقد نيف على التسعين سنة. وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب الجاحظية. وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه، فوقع عليه صف من الكتب أردته ميتاً، لقد مات الجاحظ مدفونا بالكتب، مخلفاً وراءه كتباً ومقالات وأفكاراً ما زالت خالدةً حتى الآن.



958 Views