بحث علمي عن السياحة في المملكة العربية السعودية تقرير عن السياحة في السعودية في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
بحث علمي عن السياحة في المملكة العربية السعودية
السياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030. وإضافة للمكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للسعودية، تعد أرضها مهد الدين الإسلامي ما يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد المسجد الحرام والمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، وجاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلا من قبل السياح المسلمين ورابعها عالميًا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين، من بين 130 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م.في 27 سبتمبر 2019 استحدثت السعودية، للمرة الأولى في تاريخها، تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم القدوم إليها على مدار العام وفق تنظيمات جديدة تضمنت إمكانية الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول، كما لا تشترط إلزامية وجود المرافق للمرأة، أو ضرورة لبسها للعباءة، مع وجوب التقيد بالنظام والذوق العام. ووفقا لنظام هذه التأشيرة، والتي تصل صلاحيتها لعام كامل، يمكن القيام بزيارات متعددة للمملكة على ألا تتجاوز 90 يوما في المرة الواحدة، وسيستفيد من التأشيرة في مرحلتها الأولى مواطنو 49 دولة يتوقع أن يمثلوا نحو 80 % من نفقات السفر العالمية و75% من الرحلات الترفيهية في العالم بحلول عام 2030.
الثقافة والتاريخ في السعودية
تتميز السعودية بتنوع تضاريسها نتيجة لما تمتلكه من مساحة كبيرة تشكل معظم أراضي شبه الجزيرة العربية، وقد مرت عبر العصور بمراحل جيولوجية متتابعة، وتغيرات مناخية كبيرة. هناك التضاريس المختلفة، حيث توجد المرتفعات الجبلية والأودية والكثبان الرملية والهضاب والسهول.
فيقع على امتداد ساحل البحر الأحمر سهل تهامة بطول يبلغ حوالي 1100 كيلومتر، وترتفع شرقه سلسلة جبال السروات التي يتراوح ارتفاعها ما بين 9000 قدم في الجنوب ويقل الارتفاع تدريجيًا كلما اتجهت شمالاً لتصل إلى 3000 قدم، وتنحدر منها عدة أودية شرقًا وغربًا.
ويلي هذه السلسلة من جهة الشرق هضبة نجد ومرتفعاتها التي تصل شرقا إلى صحراء الدهناء وصحراء الصمان وجنوبا بمنطقة يتخللها وادي الدواسر وتحاذي صحراء الربع الخالي، ومن الشمال تمتد سهول نجد إلى منطقة حائل حتى تتصل بصحراء النفود ثم بحدود العراق والأردن.
كما يوجد بها بعض المرتفعات الجبلية مثل جبال طويق والعارض وأجا وسلمى، أما بالنسبة لصحراء الربع الخالي فهي تشكل الجزء الجنوبي الشرقي للسعودية بمساحة تقدر بحوالي 640000 كيلومتر مربع وهي تتكون من كثبان رملية وسبخات. أما السهل الساحلي الشرقي الواقع على الخليج العربي فيتألف من سبخات ملحية ومناطق رملية.
دراسات سابقة عن السياحة في المملكة
تعد السياحة في المملكة من أحد القطاعات الناهضة ذات النمو السريع، حيث تعتبر أرضها مهد الدين الإسلامي الأمر الذي يجعلها محط جذب للسياح، إذ يقصد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة ملايين من المسلمين لتأدية فريضة الحج والعمرة، كل هذا اندرج تحت مسمى السياحة الدينية، وتكاد أن تكون أنواع السياحة في المملكة محدودة فقط بهذا النوع، وبالتحديد في شهور محدودة من العام من السنة، مما أثار كثير من التساؤلات عن إمكانية التنوع في أصناف السياحة في المملكة، وذلك تطبيقا لرؤية المملكة 2030، كما وضعت خطط تعمل على ارتفاع مساهمة نطاق السياحة في الناتج الوطني، وأصبحت السياحة تتلقى دعماً متزايداً من الحكومة السعودية التي تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ عمليات تطوير تشمل منظومة القطاع السياحي، شاملة عدد من المشاريع الكبيرة، وتطوير وتحديث البنية التحتية، وكذلك تأهيل المواقع التراثية والسياحية، والارتقاء بمجال الفنادق والخدمات السياحية ووكالات السفر، علاوة على تطوير الفعاليات والأنشطة في مختلف المواقع السياحية، وكذلك العمل على السعي الجاد عن تنمية الموارد البشرية السياحية.
المقومات السياحية في السعودية
تشكل السعودية بُعداً حضارياً وتاريخياً مهماً من الناحية الدينية والاقتصادية. مفهوم السياحة الحديث الذي ترعاه الدولة هو المنافع المتعددة للسياحة في الجانب الاقتصادي والثقافي والتراثي والاجتماعي والبيئي. تحتوي المتاحف السعودية على قطع أثرية عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم، وفترة العُبَيْد التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، فترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة، ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر، وأخيراً فترة توحيد المملكة العربية السعودية. كما يوجد أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي في البلاد، منها 500 ذكرت في الشعر العربي القديم، ونحو 400 موقع آخر ورد ذكرها في السيرة النبوية، لكن تظل مكة أكثر المدن جذباً للزوار تليها المدينة المنورة. تمتد على ساحل البحر الأحمر شواطئ مؤهلة لأن تكون مكاناً جاذباً للسياح، قرابة 1800 كم من الغرب وعلى مسافة 700 كم على ساحل الخليج العربي من الشرق، وتعد مياه المملكة الدافئة وساعات النهار الطويلة نقاط جذب مهمة. تخطط السعودية لجذب 1.5 مليون سائح بحلول عام 2020 بالمقارنة مع 200,000 سائح أجنبي من غير الحجاج في الوقت الراهن، وإلى رفع مساهمة السياحة في الاقتصاد من خمسة إلى 18%
انواع السياحة بالمملكة
تنقسم السياحة في المملكة العربية السعودية في المملكة إلى خمسة أنواع وهم: السياحة الدينية، السياحة البيئية، سياحة التسوق، السياحة العلاجية، سياحة الأعمال، ونستعرض كل منهم على حدى فيما يلي:
1. السياحة الدينية
تحتل السياحة الدينية المرتبة الأولى كأقوى مجال سياحي داخل المملكة، ففي موسم الحج تشهد زيارة ما يقرب من مليوني حاج سنوياً، إلى جانب الآلاف من المعتمرين في مواسم العمرة، مما يشكل ذلك مصدر دخل كبير للدولة مما يساعد على تطوير وتدعيم الاقتصاد.
تتمثل أهمية السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية في مساهمتها في الناتج المحلي للدولة بنسبة تصل إلى 2.7%، وعلى الجانب الأخر تصل ميزانية الحكومة بتطوير هذا النوع من السياحة إلى أكثر من 2 مليون ريال.
ما يميز المملكة العربية السعودية في السياحة الدينية أنها تضم مجموعة من المساجد التاريخية بجانب بيت الله الحرام، من أبرزهم مسجد قباء الذي يعد أول بُني في الإسلام، إلى جانب مسجد القبلتين، والكثير من المواقع التاريخية الهامة ذات الطابع الديني مثل غار حراء وغار ثور، إلى جانب جبل عرفة.
2. السياحة البيئية
تعد السياحة البيئية من أهم أنواع السياحة في المملكة العربية السعودية وذلك لأن المملكة تتميز بموقع استراتيجي هام فهي تطل على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي، إلى جانب أنها تمتلك مجموعة متنوعة من السلاسل الجبلية.
تتراوح عائدات السياحة في المملكة ما بين 6 إلى 40 بليون ريال، ولكن تبذل الحكومة جهوداً مضنية من أجل تطويرها فمنذ عام 1986م أسست الهيئة الوطنية السعودية للحياة الفطرية من أجل إنشاء المحميات الطبيعية للحفاظ على الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، ومن أبرز هذه المحميات محمية الوعول وعروق بني معارض.
3. سياحة التسوق
تشهد سياحة التسوق في المملكة العربية السعودية تقدماً وتطوراً هائلاً، ففي السنوات الأخيرة اهتمت الحكومة بإنشاء العديد من مراكز التسوق في مختلف أنحاء المملكة لمختلف السلع مثل الأثاث والملابس والذهب والحرف اليدوية والسجاد والمشغولات الفنية.
تتنوع أماكن التسوق في المملكة العربية السعودية ما بين الأسواق الشعبية والمولات، إلى جانب المتاجر الكبرى، وتُقام العديد من المرجانات التسويقية في الكثير من المراكز التجارية الحديثة من أبرزهم مهرجان الرياض للتسوق والترفيه ويشهد إقبال كبير من الزوار، كما أن العديد من هذه المولات تهتم بتقديم العروض والتخفيضات على كافة المنتجات وخاصةً في الأعياد.
4. السياحة العلاجية
من أبرز أشكال السياحة العلاجية في المملكة العربية السعودية وهى تتمثل في الأماكن الطبيعية للاستشفاء مثل الينابيع الساخنة التي تنتشر في مختلف أنحاء المملكة مثل محافظة الحرث والليث والأحساء إلى جانب محافظة الدائر.
تتمثل السياحة العلاجية أيضاً في المستشفيات في مختلف أرجائها والتي تتميز بأنها مجهزة بأحدث المعدات الطبية، إلى جانب أنها تضم أكفأ الأطباء سواء من داخل المملكة أو من خارجها، ومن أبرز الوجهات السياحية العلاجية مدينة الرياض والخبر وجدة.
5. سياحة الأعمال
تشهد سياحة الأعمال تطوراً ملحوظاً في المملكة العربية السعودية حيث تعمل وزارة التجارة الصناعة على تطوير هذا القطاع بالتعاون من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومن العوامل التي ساعدت على تطور سياحة الأعمال التطور الذي تشهده المملكة في مجال الاقتصاد.
تساهم سياحة الأعمال بنحو 21% من إجمالي السياحة للبلاد، إلى جانب أنها تستقطب ما يزيد عن 3 مليون سائح، وسنوياً يُقام أكثر من 100 ألف فعالية في مختلف أنحاء المملكة إذ أنها تضم أكثر من 600 صالة لإقامة المعارض والمؤتمرات.