تعاون الصحابة في حفر الخندق

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 27 أغسطس, 2021 10:25
تعاون الصحابة في حفر الخندق

تعاون الصحابة في حفر الخندق ننتحدث غن هذا الموضوع من خلال السطور القادمة كما نذكر لكم قصص عن التعاون في الإسلام هذا بالإضافة إلى كم استغرق حفر الخندق والختام أحداث غزوة الخندق.

تعاون الصحابة في حفر الخندق

-قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه في غزوة الخندق، وهى الغزوة التي تحالفت فيها “قريش” مع عدد من القبائل العربية لمحاربة المسلمين في “المدينة”، فقدموا إليها في عشرة آلاف مقاتل، وأقام النبي -صلى الله عليه وسلم- خندقًا حول “المدينة”؛ استجابة لرأى الصحابى “سلمان الفارسي”.
– وقد عمل المسلمون في حفر الخندق في ظل ظروف صعبة جدَّا، فالجو كان في غاية البرودة، ولا بد من إنجاز الحفر في أسرع وقت، فقسم الرسول العمل على أصحابه، وجعل لنفسه نصيبًا من العمل، فكان يحفر معهم، ويحمل التراب بنفسه مثل باقي الصحابة، وكان إذا رأى من الصحابة تعبًا قام بتنشيطهم للعمل مردَّدا: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة. وكانوا يجيبونه مرددين: نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا.
-حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يعمل ذلك العمل الشاق وهو في السابعة والخمسين من عمره، ضاربًا المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأصحابه ، وأنه مثلهم يعمل كما يعملون، ويبذل جهدًا كما يبذلون .
-وبفضل هذا التعاون أتم المسلمون حفر الخندق في ستة أيام، على الرغم من طوله واتساع عرضه وعمقه، وصلابة الأرض الصخرية التي تم الحفر فيها، ولما جاء المشركون فوجئوا بهذا الخندق، واندهشوا من قدرة المسلمين على إنجاز هذا العمل الجبار في هذا الوقت القصير وبهذه الأعداد القليلة.

قصص عن التعاون في الإسلام

تعاون الأبناء مع الآباء
أمر الله تعالى نبيه إبراهيم – عليه السلام – أن يبني الكعبة، ليحج إليها الناس ويزوروها من كل مكان وفي كل زمان، فاخبر إبراهيم – عليه السلام – ولده إسماعيل – عليه السلام – بذلك، فوافق على الفور، وتعاون مع أبيه في هذا العمل العظيم فذهب إلى المكان المخصص لبناء البيت، وكان يجمع الحجارة، وكان أبوه يقوم بعملية البناء، حتى ارتفع البناء، وكان إبراهيم وولده يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل الصالح بقولهما : “ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” ( البقرة 127 ) فتقبل الله منهما دعاءهما .
مشروع زواج
كان أحد الصحابة قد انقطع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخدمه ويبيت عنده ليلي أمره إذا نزلت بالرسول حاجة فقال له رسول الله : ” ألا تتزوج ” ؟ فقال : يا رسول الله إني فقير لا شيء لي، وانقطع عن خدمتك، فسكت ثم عاد ثانيا، فأعاد الجواب ثم فكر الصحابي وقال :والله لرسول الله أعلم بما يصلحني في دنياي وآخرتي، وما يقربني إلى الله، ولئن قال لي الثالثة لأفعلن، فقال له الثالثة : ” ألا تتزوج ” ؟
فقال يا رسول الله زوجني، فقال : ” اذهب إلى بني فلان، فقل : إن رسول الله يأمركم أن تزوجوني فتاتكم ” فقال يا رسول الله : لا شيء لي ( أي لا يملك شيئا ) فقال – صلى الله عليه وسلم – : ” اجمعوا لأخيكم وزن نواة من ذهب ” ، فجمعوا له وذهبوا إلى القوم فزوجوه، وجمع له أصحابه شاة للوليمة .
مساعدة المسؤول
دعا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سعيد بن عامر إلى مساعدته وقال : يا سعيد ، إنا مولوك على أهل حمص، فقال : يا عمر نشدتك الله ألا تفتني فغضب عمر وقال : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني !! والله لا أدعك، ثم ولاه على حمص وقال : ألا نفرض لك رزقا ؟ قال : وما أفعل به يا أمير المؤمنين ؟! فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي، ثم مضى إلى حمص .
تعاون في بناء المسجد الأول
كانت أول خطوة خطاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد الهجرة هي إقامة المسجد النبوي، ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
تعاون بين الزوجين
على الزوجة أن تعاون زوجها كما فعلت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوجة الزبير بن العوام  وقالت أسماء – رضي الله عنها – : كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وكنت أسوسه، وأقوم عليه، وكانت رضي الله عنها تعلفه، وتسقي الماء، وتخرز الدلو، وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ .

كم استغرق حفر الخندق

قيل في مدة حفر الخندق هي: ستة أيام إلى شهر حيث وردت الأقاويل أن المسلمين عملوا في الخندق حتى تم أحكامه ستة أيام واختلفت الأقاويل في ذلك، قيل أربعة وعشرين يوما أو عشرين يوماً أو خمسة عشر يوما أو قريباً من شهر وهو الرأى الأرجح كما أن مدة خمسة عشر يوماً تعتبر رأي صائب حيث أن المدة التي تلزم لحفر الخندق مع أدوات الحفر القديمة والأرض الصخرية تستلزم هذه المدة، وهي نفس الوقت الذى يستغرقه جيش الأعداء من القدوم من مكة إلى المدينة.وقد جعل الرسول كل عشرة من المسلمين يقومون بحفر أربعين ذراعاً وقد شارك الرسول عليه السلام أصحابه في حفر الخندق مما زاد من عزيمتهم على الرغم من صعوبة المهمة. تفاجأ الأعداء بحفر الخندق لأنه اسلوب جديد في القتال لم يكن معروفاً من قبل وحاولوا الدخول إلى المدينة بكل الطرق واختراق الخندق فقاتلهم المسلمون.

أحداث غزوة الخندق

فوجئ الأحزاب عند وصولهم إلى المدينة بوجود الخندق، وكانت هذه الحيلة جديدةً على العرب، فعسكروا عنده وحاصروا المسلمين، وحاول عددٌ منهم اقتحامه في أثناء الحصار إلَّا أنَّ المسلمين كانوا يُمطرونهم بالسِّهام، واستمرَّ الحصار مدَّة أربعة وعشرين يوماً، وجاء رجل اسمه نعيم بن مسعود من بني غطفان في أثناء الحصار إلى الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام ليُعلن إسلامه، ولم يعلم أحد من قبائل الأحزاب بإسلامه، فقام بمكيدة لمساعدة المسلمين بين قريش ويهود بني قريظة، ممَّا أوقع العداوة بينهم وبثَّ الفرقة في صفوفهم. بعث الله تعالى على الأحزاب في اليوم الأخير ريحاً شديدة في ليلة باردة، فجعلت الرِّيحُ تقلب قدورهم، وتقلع خيامهم، وتُطفئ نارهم، فلم يستطع الاحزاب البقاء على هذا الحال، ودبَّ الرُّعب في قلوبهم، فرجعوا إلى ديارهم والخيبة تسبقهم، ووضعت الحرب أوزارها وكفى الله تعالى المؤمنين القتال، وقد استشهد ستَّة من المسلمين في هذه الغزوة، وقتل ثلاثة من المشركين.



851 Views