تعريف الحجاب نقدمه لكم من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم أهمية الحجاب خذا بالإضافة إلى حُكم الحجاب كل هذا وآكثر تجدونه في مقالنا هذا والختام صفات الحجاب الشرعي.
محتويات المقال
تعريف الحجاب
يعرّف الحجاب لغةً بالستر، أمّا اصطلاحاً: فهو كلّ ما احتجب به، والحجاب هو كلّ ما يستر به، ويمنع من الوصول نحو المرغوب، أمّا مفهوم الحجاب في الإسلام فيشتمل على كلّ ما يستر جسد المرأة بالكامل بما في ذلك الوجه والكفين، وقد اختلف العلماء في حكم اشتمال حجاب المرأة على ستر الوجه والكفين، حيث يرى الإمام أحمد وأتباع المذهب الشافعيّ ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين عن الرجال الأجانب، بينما يرى أتباع المذهب المالكيّ، والحنفيّ عدم وجوب ذلك، إلّا أنّ عدداً من الفتاوى القديمة للمذهب الحنفيّ والمذهب المالكيّ تؤكد على ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين إذا ما كانت صاحبة جمال فاتنٍ؛ وذلك منعاً لوقوع الفتنة، وانتشار الفساد.
حُكم الحجاب
-اتّفق الفقهاء على أنَّ الحجاب فرضٌ على كلِّ مسلمةٍ بالغةٍ، فإذا بلغت المرأة دخلت سِنَّ التّكليف، وأصبحت مُخاطَبة بالأحكام الشرعيّة، وأصبح الالتزام بها واجباً، ومن بين هذه الأحكام الحجاب، ودليل وُجوبه ما جاء في قوله تعالى في سورة النّور: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)؛
-فالآية الكريمة وغيرها من النُّصوص الشرعيَّة جاءت آمِرةً المؤمنات بالتزام الحجاب، وستر أجسادهنّ عن الرجال غير محارمهنَّ الذين بيّنتهم الآية الكريمة السّابقة وعدَّدتهم، فالحجاب واجبٌ على المؤمنة البالغة، تستُر به كامل جسدها ما عدا الوجه والكفَّين على قول جمهور الفقهاء، ولا يحلُّ لها نزع حجابها وكشف عورتها على غير المحارم إلّا لضرورةٍ، مثل: التّداوي والعلاج، أو الشَّهادة.
أهمية الحجاب
1-المحجبة هي الأقرب إلى الله سبحانه وتعالى لأنها تطيعه وتنفذ فرضه، وبالتالي يكون لها منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى.
2-الحجاب يشجع المسلمة على الإلتزام بالفرائض الإسلامية الأخرى مثل الصلاة والصوم وغيرها من الواجبات.
3-الحجاب يعود المرأة المسلمة على الأخلاق الحميدة والسلوكيات السليمة التي يحث عليها الدين الإسلامي، فتحترمه ولا تسيء له بتصرفات خاطئة.
4-الحجاب يساعد تحصين الشباب من الوقوع في الفاحشة من خلال ظهور النساء في إطلالات تظهر مفاتن الجسد، فمن ترتدي الحجاب لابد وأن تكمل وقاره بأزياء محتشمة، فتستعف نفسها وتجبر الرجال على غض أبصارهم.
5-الحجاب يجعل المرأة تخفي شعرها وتكون عزيزة النفس، بحيث يرى زوجها جمالها وليس غيره.
6-يحمي الحجاب المرأة المسلمة من الأذى لأنها تظهر بإطلالة محتشمة ولا يظهر منها ما يثير الرجال ويجعلهم يضايقونها في الأماكن العامة.
صفات الحجاب الشرعي
يجب أن يتّصف الحجاب بصفاتٍ حتى يكون شرعيّاً، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الصفات بشكل مفصّل:
1-أن يكون الحجاب خالياً من رائحةِ عطر؛ بحيث يسهل الوصول إليها، أو إدراكها من قِبلِ الرجالِ غير المحارم، ويجدُها الرجالُ مُغريةً تُثيرُ الغريزة والفتنة لديهم عندما تصلهم رائحتها إن مرُّوا بقربها في الطريق، أو في السوق، أو في العمل.
2-ألّا يكونَ الحجابُ لباسُ شُهرةٍ؛ وذلك بأن يظهر فيه الكثير من الإسرافِ أو الخيلاء.
3-البعد في شكل الحجاب عن التشبه بلباسِ الرجال؛ أي تشبُّه النساء بالرجال؛ ذلك أنّ تشبه النساء بالرجال منهيٌّ عنه في الدين الإسلامي؛ لما فيه من تغييرٍ لخلقِ الله ومخالفة لصفة الحجابِ الشرعي الصحيح؛ للحديث الوارد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: ( لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ؛ المتشبِّهاتِ بالرِّجالِ منَ النِّساءِ والمتشبِّهينَ بالنِّساءِ منَ الرِّجالِ)، فإنَّهُ يحرم على النساءِ التشبهَ بالرجالِ في جميع النواحي والمجالات في اللباسِ، وفي غير اللباس، وفي المقابل يحرم تشبُّه الرجال بالنساء.
4-ألّا يكونَ الحجابُ من لباسِ أهل الكفرِ؛ كأن يكون معروف في ديانتهم، أو يكون من لباسُ أهل الفسقِ والمجونِ؛ وهو اللباس الذي اشتهر به أولئك بين عامة النَّاس كخصوصيّةٍ لهم، وكأن يحتوي أيضاً على رسوماتٍ لصُلبانٍ، أو تصاوير لأهل الكفرِ، أو كتابات بلغات أجنبية وعند ترجمتها تعطي معاني سيّئة وساقطة لا تليق بالمرأة المسلمة الطاهرة الشريفة العفيفة.
5-أن يكونَ فضفاضاً؛ فلا يجوزُ أن يكون لباسُ المرأة ضيقاً يَصف أجزاءَ الجسمِ ويكشفها، وهذه الصفة تشمل جميع جسم المرأة، فالحجاب ليس محصوراً على تغطيةِ الرأسِ أو شعر الرأس أو جزءاً منه وسترهِ عن الآخرين من الرجالِ فقط، بل الأمر في الحجاب سترُ وتغطيةُ جميع البدن أيضاً كما نصت الشريعة الإسلامية السمحة على ذلك.
6-ألّا يكون الحجابُ رقيقاً؛ فيُظهِرُ ما تحتهُ من الجسد، أو يكشف تحته ثياباً تثير الفتنة لدى الرجالِ الأجانب، وقد بيّن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت أبي بكرٍ -رضي الله عنهما- عندما دخلت عليه بثيابٍ رقيقةٍ، فقال لها: (يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكَفَّيْهِ)؛ ذلك أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لم يَعتبر ما كانت تلبسهُ أسماء بنت أبي بكر حجاباً؛ لأنَّه يُظهرُ ما تحتهُ مما يثيرُ الفتنة، ويبتعد عن مفهومِ السترِ والحجاب الشرعي المعروف في الدين الإسلامي.