تعريف الحكمة في الإسلام

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 31 مارس, 2020 10:06
تعريف الحكمة في الإسلام

تعريف الحكمة في الإسلام وهي تمثل العقل في الدين، ومعناها يشير إلى العمل والعلم بإتقان، فالمتأمل لما يحدث حوله من أمور يعرف أنها لا تتم إلا بالحكمة، حيث تقود الشخص إلى فعل الأمر بشكل صحيح تماماً، فالحكمة يؤتيها الله لمن يشاء، وفي هذا المقال بمشيئة الله سوف نتعرف على تعريف الحكمة في الإسلام و أهمية الحكمة في حياتنا بالإضافة إلى التطرق في الحديث أكثر عن كل ما يخص الحكمة فيرجى المتابعة.

تعريف الحكمة في الإسلام

الحكمة هي العقل والفقه في دين الله، وهي إتقان العلم و العمل، وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء مواضعها وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام والإحجام في موضع الإحجام.

قيمة الحكمة

الحكمة والذكاء كلاهما طريقتان تُعبران عن أن شخصًا ما يعرف جيدًا كيفية التعامل مع الأمور المختلفة، الفرق هو أن الشخص الحكيم شخص لديه معدّل إنتاج عالي وتصرّف ممتاز في جميع المواقف، بينما الشخص الذكي هو الشخص الذي يتعامل مع بعض المواقف تعاملاً جيداً. لذا الحكيم يعرف كيف يتصرف في معظم حالاته في حين أن الذكي يجيد التصرف في الحالات التي بالكاد يجيدها الآخرون -وهنا علينا استثناء الحالات التي يجيد الشخص التصرف فيها بسبب معلومات مسبقة لديه عن الموضوع -.

هل الحكمة تختص بالنبوة ؟

  1. الحكمة لا تختص بالنبوة، بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة والرسالة، ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع. قال تعالى: (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ). وقال سبحانه عن لقمان: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.
  2. وقال في معرض الامتنان على يوسف عليه السلام: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)، وقال في وصف داود عليه السلام: (وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ).
  3. القرآن بما فيه من عجائب الأسرار ودقائق الأمور كله حكمة. قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). وقد تأتي الحكمة بمعنى النبوة والرسالة: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ), (وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ)[ص:20]. ومعانيها كثيرة لا تقتصر على ذلك.

طرق اكتساب الحكمة

  • التَّفقه في الدِّين، وهو من الخير الكثير الذي أشارت إليه الآية: قال تعالى: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
  • العبادة الحقَّة لله سبحانه، والارتباط الوثيق به، والبعد عن المعاصي، وطرد الهوى، كلُّ ذلك من طُرُق نَيْل الحِكْمَة؛ فعن الحسن، قال: من أحسن عبادة الله في شبيبته، لقَّاه الله الحِكْمَة عند كِبَر سنِّه، وذلك قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
  • معرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه، والإيمان بها، والتفقه في أمور الدين، وتعلم العلم النافع المفيد.
    طلب المشورة من الآخرين، فبعد التفكير بعمق والنظر للأمر من عدة زوايا، فإنه من الجيد أيضًا استشارة أصحاب الخبرة والحكمة فهذا يمنح المرء فرصة استخدام عقولهم والاستفادة منها.
  • البعد عن التسرع وإطلاق الأحكام وخاصة في الأمور التي لا يملك المرء فيها الخبرة الكافية، فبعض الأمور تحتاج إلى دراسة وتمعن، وتحليل منطقي واعٍ، إذ إن عادة إطلاق الأحكام والتسرع فيها هي نقيض للحكمة تمامًا.
  • يصبح الناس أكثر حكمة عندما يكونوا مع أصدقائهم. فذلك يجعلهم أكثر ميلا للنظر إلى الصورة الكلية للأمور، وللتفكير في الجوانب المختلفة لتلك الأمور، والتعرف على حدود المعرفة التي يمتلكونها. لكن عندما يكون الناس بمفردهم، فإنهم في الغالب لا يفكرون حتى في إيجاد بدائل.

علامات الحكمة

  • الصمت والكلام على قدر الحاجة أول علامة من علامات الحكمة.
  • الكلمة الصادقة الطيبة قلبت المجتمعات من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة.
  • شقاء الإنسان من سلوكه المنحرف وعمله الطيب بسبب الحكمة التي آتاه الله إياها.

فوائد الحكمة

  • من فوائد الحِكْمَة، أنها طريق إلى معرفة الله عزَّ وجلَّ، موصلة إليه، مقرِّبة منه، وحينها ينقطع العبد عمن سواه، ولا يطمع في غيره.
    أنَّها ترفع الإنسان درجات وتشرِّفه، وتزيد من مكانته بين النَّاس، فعن مالك بن دينار قال: قرأت في بعض كتب الله: أنَّ الحِكْمَة تزيد الشَّريف شرفًا، وترفع المملوك حتى تُجْلِسه مجالس الملوك.
  • تحفظ الإنسان عن ارتكاب السُّوء أو التَّلفظ به، أو ارتكاب المحذورات، أو التَّجنِّي على الغير، أو عمل ما يضطره للاعتذار وطلب العفو، قال أبو القاسم الجنيد بن محمد، وقد سئل عما تنهى الحِكْمَة؟ فقال: الحِكْمَة تنهى عن كلِّ ما يحتاج أن يُعْتَذر منه، وعن كلِّ ما إذا غاب عِلْمُه عن غيرك، أَحْشَمَك ذكره في نفسك.
  • تعطي العبد نفاذًا في البصيرة، وتهذيبًا للنَّفس، وتزكية للرُّوح، ونقاءً للقلب.
    تحفظ الإنسان عن ارتكاب السُّوء أو التَّلفظ به، أو ارتكاب المحذورات، أو التَّجنِّي على الغير، أو عمل ما يضطره للاعتذار وطلب العفو.

أنواع الحكمة

الحِكْمَة نوعان:

  1. النَّوع الأوَّل: حِكْمَة علميَّة نظريَّة، وهي الاطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها، خلقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا.
  2. النَّوع الثَّاني: حِكْمَة عمليَّة، وهي وضع الشيء في موضعه.

أهمية الحكمة في حياتنا

  • عَلَيْكَ بِالْحِكْمَةِ فَإِنَّهَا الْحِلْيَةُ الْفَاخِرَةُ
  • مَنْ لَهِجَ بِالْحِكْمَةِ فَقَدْ شَرَّفَ نَفْسَهُ
  • من الحكمة أحيانا استخدام الشدة والتأنيب أحيانا ، ذلك لأن الحكمة تعني وضع كل شيء في موضعه ، فهي لين في وقت اللين ، وشدة في وقت الشدة . يقول الله ـ تعالى ـ على لسان موسى ـ عليه السلام ـ مخاطبا فرعون لما طغى وتكبر : ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ) ، ويقول ـ تعالى ـ : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم ومأواهم جهنم و بئس المصير ).
  • وإن من الحكمة أيضا أن يكون الداعي قدوة في قوله وفعله ، يقول الله ـ تعالى ـ : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ).


696 Views