تعريف الحياة الاجتماعية والثقافية

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 19 مايو, 2020 9:30
تعريف الحياة الاجتماعية والثقافية

تعريف الحياة الاجتماعية والثقافية نقدمه اليكم في هذا المقال المميز مع عرض لاهم اهداف الحياة الاجتماعية والثقافية.

تعريف الحياة الثقافيه

الحياة الثقافية تعني التراث الذي تتميز به دولة عن اخرى و كثيرا ما نحكم على بلد بثقافتها و ثقافة شعبها و حياتنا الثقافية كدول عربية تختلف عن الحياة الثقافية الغربيه.
معنى الحياة الثقافية في اللغة و من هذه المعاني ما يفيد الحذق و الفطنه والذكاء يقال ثقف الشيء اذا ادركة و حذقة و مهر فيه و الثقيف هو الفطين و ثقف الكلام فهمة بسرعة و يوصف الرجل الذكى بنة ثقف).
تستعمل كلمة ثقف في الحسيات يقال: ثقيف الرماح بمعنى تسويتها و تقويم اعوجاجها كما تستخدم في المعنويات كتثقيف العقل .حيث ان مفهوم هذه الكلمة ربما اتسع في العصر الحديث حيث اصبحت تستخدم في معان كثيرة و مختلفة لا تظهر عن المعنى الصلى و ن كان مدلولها يتسع لما لا يتسع له المعنى اللغوى .
ن الثقافة هي مجموع العقائد و القيم و القواعد التي يقبلها و يمتثل لها افراد المجتمع . هذا ان الثقافة هي قوة و سلطة موجهه لسلوك المجتمع تحدد لفرادة تصوراتهم عن انفسهم و العالم من حولهم و تحدد لهم ما يحبون و يكرهون و يرغبون فيه و يرغبون عنه كنوع الاكل الذى يكلون و نوع الملابس التي يرتدون و الكيفية التي يتكلمون بها و اللعاب الرياضية التي يمارسونها و البطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم و الرموز التي يتخذونها للفصاح عن مكنونات انفسهم و نحو ذلك

الحياة الاجتماعية بين الأسرة والمجتمع

خلق الله تعالى الإنسان محبا للاختلاط والتآلف مع غيره من بني البشر، فلا يمكن أن يعيش الإنسان السوي وحده من دون رفقةٍ وأنيس، فالحياة الاجتماعية هي جانب من جوانِب حياة أي إنسان لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، فالله تعالى عندما خلق الناس جعلهم متفاوِتين في قدِراتهم العقلية والبدنية مما يجعلهم في حاجةِ بعضهم البعض باستمرار، فالخباز يحتاج إلى الحداد، والحداد يحتاج إلى الطبيب والمهندس والمعلِم وغيرها من الأعمال. ويرتبط الإنسان بغيره من الناس بعلاقاتٍ يسودُها الحب والتعاوُن والتفاهُم سواء علاقاتٍ أسرية أو علاقاتِ عملٍ أو صداقةٍ أو أي نوعٍ من العلاقات الاجتماعية التي تفرِض على الشخص الاختلاط مع الآخرين، وتقديم الخدمات المختلفة لبعضهم البعض، ويجب على الأشخاص الاتصاف بمحاسِن الأخلاق والتعامُل بها فيما بينهم مثل الصِدق والأمانة والإخلاص وتقديم يد المساعدة والابتعاد عن الغيبة والنميمة وأذية الآخرين، فالحياة الاجتماعية السليمة يجب أن تسودها الأخلاق الفاضِلة، ومعرِفة كل شخصٍ حدوده، ومدى مساحة الحرية التي يتمتع بها، فكما هو معروف «تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين»، وهذا كله لتكون العلاقات الاجتماعية سليمة وخالية من المشاكِل.

مظاهر الحياة الاجتماعية

تفاعل الفرد مع الأسرة
تُعتبر الأسرة هي الركن الأساسي في تكوين أي مجتمعٍ، وهي ما يحكُم الروابِط الاجتماعية التي سيُكوّنها الفرد في حياته فيما بعد؛ فشخصيّة الفرد تتكوّن في الأساس منذ صغره، فإذا كانت تربيته سليمة والبيئة التي تربى فيها صالحة وخالية من المشاكِل ينشأ الفرداً سويّاً محباّ للحياة الاجتماعية، بينما البيئة التي تفتقر إلى التربية السليمة التي تعتمد في أساسها على مفاهيم التعاون والاحترام ، والالتزام بمبدأ الحقوق والواجبات فإنّ أفرادها في الغالب يُعانون من مشاكِل في التواصُل مع الآخرين ويميلون إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
تفاعل الفرد مع المجتمع
تتميّز العلاقة التي تربط الفرد بمجتمعه بكونها تبادليّة بحتة يؤثر فيها هذان المكونان ببعضهما بشدّة، ففي الوقت الذي يلعب فيه المجتمع والبيئة المحيطة في هذا الفرد دوراً رئيسياً في تكوين المعالم الرئيسية لشخصيته لا سيما في بدايات مراحله العمرية -كما في قصة الطفل الصيني (مانج لو) الذي يُروى أنّ والدته انتقلت في مسكنها مرّات عدّة نظراً لتقليد الابن لسلوك من كانوا يحيطون به من أفراد، ففي المرة الأولى قلّد مانج لو سلوك حفّاري القبور نظراً لأنّ منزلهم كان بجوار مقبرة، فيما بدأ يقلّد حركات الجزّارين عندما كان بيتهم قريباً من سوق الجزّارين، إلى أن قررت والدته الانتقال بسكنها إلى حي فيه مدرسة؛ فبدأ ابنها يقلِّد سلوك الطلاب ويحذو حذوهم- فإن الفرد والطريقة التي يتفاعل بها مع باقي الأفراد في المجتمع، بالإضافة إلى المعادلة الاجتماعية التي تحكم المجموعات فيه هما ما يُشكّلان الفرق بين المجتمعات ويعطيانها طابعاً خاصاً يميزها عن باقي المجتمعات الأخرى.

أصل الثقافة وبناؤها

هي نتاج المجتمع من خلال ما يقومون به من أعمال أو من خلال الأفكار المطروحة، يتم توارثها من جيل إلى آخرفيصعب تغيير الثقافة خلال فترة زمنية قصيرة فهو يحتاج للعديد من السنين، وأيضاً قد تكون الثقافة مستوردة من مجتمعات آخرى، فنتيجة التطوّر في الوقت الحالي وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة التنقل والسفر بين الدول أصبح من السهل التعرف على عادات وتقاليد الأمة. لبناء ثقافة ما يجب أولاً أن نفهم المجتمع بأكمله والمكون الأساسي له وتأثيرات الخارجية عليه، فتتكوّن الدولة من قسمين أساسيين وهما: الدولة والمواطنين، فإذا فسدت الدولة التي هي رأس المجتمع ينتشر الفساد في جميع الدولة، فيجب على الدولة أن تقوم بإصلاحها لتحبب المواطنين فيها ولتستطيع التأثير عليهم ومحاولة تطويرهم للأفضل، وتحسين مستوى الثقافة لديهم.

أثر التغيّر الثقافي في البناء الاجتماعي

لا شك أن العالم الذي نعيش فيه اليوم يتميز بالصراع الدائم من أجل الأهداف والغايات، والتضارب في المصالح والاحتياجات، والتنوع في الأفكار والثقافات، عالم يتميز بأن لكل أمة ثقافة، تمثل رصيدا معرفيا لشعوبها، يحمل مضامين اجتماعية وحضارية إلى جانب ما تضيفه خبرات الشعوب وتجاربها وانجازاتها في المجالات المعرفية والإبداعية والفكرية والفنية وغيرها .
والثقافة هي الإطار العام الذي يحدد المضمون الفكري لسمات المجتمع، ذلك أنها ثمرة النشاط الفكري الإبداعي والنتاج الماديّ المرن الذي يحققه الإنسان، والثقافة بالتالي تشكل الإطار العام لنمط العلاقات بين الأفراد وتفاعلهم في المجتمع، حيث تجعلهم الثقافة المشتركة يتصرفون بطريقة منسجمة وموحدة.
والحقيقة أن التعريفات التي تناولت مفهوم الثقافة بحسب طبيعتها ومضمونها تكاد تجمع على أن الثقافة هي كل ما تتوصل إليه جماعة أو أمة من نتاجات فكرية وعلمية، وقيم وعادات وأنماط سلوكية تمثل إنجازات هذه الجماعة عبر مسيرة حياتها التاريخية، بما في ذلك الأساليب التي تستخدمها لنقل هذه المعارف والخبرات عبر الأجيال المتتالية .
تمثل الثقافة طبيعة المجتمع وأساليب التفكير التي تجمع بين أفراده، فلا يمكن فهم بنية أي تنظيم اجتماعي لأي مجموعة من الأفراد إلا من خلال معرفة طبيعة ثقافتهم، وبيان عناصرها، وإدراك هويتها، وأبعادها الاجتماعية.
إن شخصية الفرد تنمو وتتطور من جوانبها المختلفة داخل الإطار الثقافيّ الذي تنشأ فيه، وتتفاعل معه حتى تتكامل وتكتسب الأنماط الفكرية والسلوكية التي تسهل تكيّف الفرد مع محيطه الاجتماعي العام، حيث تندمج خبرات الفرد التي يحصل عليها من البيئة المحيطة مع صفاته التكوينية لتشكل معا وحدة طبيعية متكاملة تكيّفت عناصرها بعضها مع بعض تكيّفا متبادلا، وهذا ما يحصل من خلال عملية التثقيف التي يتم الوصول من خلالها بالفرد إلى إتقان معرفة ثقافته، وينتج عن هذه العملية أن يتلاءم مع حياته الاجتماعية .
يجب الإشارة هنا إلى أن الثقافة تعليمية ،بمعنى أن ما هو ثقافيّ لا يورث بيولوجيا، وإنما يتم تداول معطياته الفكرية والعاطفية والماديّة عن طريق الاستيعاب الذي يجعل من الثقافة إرثا اجتماعيا، مما يجعل الثقافة تتداخل مع التنشئة الاجتماعية.
وكما أن المشاركة خاصية تدل على أن المعيار الأساسي للظواهر الثقافيّة هو اشتراك الفرد كعضو في المجتمع مع مجموعة من الناس في المواقف المختلفة، فالثقافة ضرورة ملحّة لكل فرد في المجتمع لما لها من دور في تكوين الفرد وتشكيله .
من المؤكد أن ثمة علاقة وثيقة بين الثقافة والشخصية الاجتماعية، ذلك أن أنماط الشخصية المختلفة تؤثر تأثيرا عميقا في تفكير المجموعة بكاملها من جهة، لترسخ من جهة أخرى بعض أشكال السلوك الاجتماعي في بعض الأنماط المحددة من أنماط الشخصية حتى وإن تلاءم معها الفرد بصورة نسبية.
تكوّن الحياة الاجتماعية في أي مجتمع نسيجا متكاملا من الأفكار والنظم والسلوكيات التي لا يجوز الفصل بينها باعتبارها تشكل البنية الثقافيّة المتكاملة في المجتمع، وتحدد درجة مستوى تطوره الحضاري، فالبيئة الثقافيّة تؤثر تأثيرا فاعلا في تشكيل شخصية الإنسان وفق الإطار المرجعي الذي يحدده المجتمع وخاصة في الجانبين العقلي والأخلاقي، ولهذا تمثل الثقافة دورا أكثر شمولية وأشد تأثيرا في التنشئة الاجتماعية.
في العصر الحديث استخدمت الثقافة لتشير في إطارها العام إلى مفهوم واسع يشمل كل ما يهذب النفس الإنسانية ويطورها، والتي تترجم إلى مكتسبات فكرية وسلوكية تعبرعن طبيعة المجتمع ونسيجه الماديّ والمعنويّ، مما يدفعنا إلى القول إن الثقافة لا تقتصر على الإنتاج الفكري والأدبي والفني، ولكنها تتسع لتشمل تلك الأنساق المعرفية، والقانونية، والتربوية، والعادات، والتقاليد في الملبس، والمأكل والمشرب، والمسلك، والعلاقات بين الأفراد والجماعات، وبتعبير أشمل كل ما يعطي الشعوب خصوصيتها .
وكما أن المجتمعات في تغيّر مستمر، فإن الثقافة كذلك دائمة التغيّر، وقد يكون هذا التغيّر بطيئا أو سريعا، إلا أن سرعة التغيّر الاجتماعي والثقافيّ ونطاقهما واتجاهاتهما تختلف من مجتمع إلى آخر، فالتغيّر الثقافيّ يعني التغيّر في العناصر الماديّة واللاماديّة ويحدث عن طريق الاختراع أو الاستعارة أو الإقتباس من ثقافات أخرى نتيجة الاتصال بين الثقافات.
نجد أنه عندما تتغيّر الثقافة يتغيّر المجتمع، فالثقافة من صنع الإنسان مما يعني أن التغيّر الثقافيّ يشمل عملية تغيّر إنساني واسعة، وتنمو هذه العملية وتتطور بشكل مستمر بالفكر المبدع والابتكار، فالاستمرارية وقابلية الانتشار من خصائص الثقافة الأساسية.



1081 Views