تعريف الزواج في الاسلام

كتابة مروه محمد - تاريخ الكتابة: 31 أكتوبر, 2018 9:22
تعريف الزواج في الاسلام

تعريف الزواج في الاسلام وماهو مفهوم الزواج الاسلامى وهل يختلف كثيرا عن الزواج التقليدى كل ذلك سنتعرف عليه فى هذه المقالة.
الزواج من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، تنقله من مرحلة الطيش إلى مرحلة الاستقرار، فقد أصبح مسئولاً عن بيت وزوج أو زوجة، يرعى كل منهما الآخر ويحافظ عليه ويسكن إليه وقت حاجته، فالزواج ليس مجرد وسيلة شرعية لإفراغ شهوة الإنسان فقط! بل هو أسمى من ذلك بكثير، فقد قدس ديننا الكريم العلاقة الزوجية وفرض لها معايير وشروط تضمن زواجاً ناجحاً وبناء أسرة صالحة،

تعريف الزواج


الزواج لغةً
هو اقتران أحد الشيئين بالآخر، وازدواجهما؛ أي: صار كل منهما زوجًا للآخر بعد أن كان كل واحدًا منهما فردًا.
ومنه
الضم، كأن الزوج ضم زوجته إلى صدره ضمًّا يشبه ضم أم الغلام لغلامها إلى صدرها، في حنان وشوق ورأفة، ويطلق على العقد والوطء[2].
الزواج عند الفقهاء
المعنى الشرعي لكل من الزواج والنكاح هو ما يطلق على العقد الذي يعطي لكل واحد من الزوجين حق الاستمتاع بالآخر على الوجه المشروع[3].
وعرفه العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – بأنه: (تعاقد بين رجل وامرأة، يقصد به استمتاع كلٍّ منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع مسلم، ومن هنا نأخذ أنه لا يقصد بعقد النكاح مجرد الاستمتاع، بل يقصد به مع ذلك معنى آخر، هو: تكوين الأُسر الصالحة، والمجتمعات السليمة، لكن قد يغلب أحد القصدين على الآخر لاعتبارات معينة، بحسب أحوال الشخص

الحكمة من فرض الزواج


الزواج سكن المرأة والرجل
الزواج سكن ومودة ورحمة بين الرجل وزوجته، فعلى كل منهما أن يتقي الله في زوجه ويكون عوناً وسنداً له طول حياته، يشد من أزره ويحفظ أسراره، ويراعي أمواله وشئونه ولا يجور عليه، فكل منهما يجد ملاذه وأمانه في الآخر.
لمنع اختلاط الأنساب
فرض الله الزواج لكي ينظم الغريزة الجنسية للإنسان وما يترتب عليها من إنجاب، فبدونه قد يتزوج الرجل أخته دون أن يدرى أو يعلم، لذلك فأهمية الزواج تكمن في انتساب الأطفال لأبيهم وأمهم بشكل واضح وأوراق رسمية تمنع اختلاطها في المستقبل، نفهم هنا أيضاً سبب تحريم الإسلام للتبني، فلا يجوز للمسلم أن يأخذ طفلاً ليس من صلبة و ينسبه لنفسه لما يترتب عليه من نتائج كارثية في المستقبل.
بناء مجتمع صالح وسوي
الأسرة هي الخلية الأولى التي يتكون منها المجتمع، فإذا كانت أسرة صالحة ومتماسكة كان المجتمع قويا، لذلك حثنا الإسلام على الاهتمام بالأسرة ومراعاة حقوق الأقارب، والحفاظ على حقوق الأبناء وتربيتهم تربية سليمة صحيحة تقوم على أسس دينية سوية، وكل هذا لا يتحقق إلا بالزواج الناجح فهو النواة الأولى لتكوين أسرة صالح
النية في النكاح
عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
وبالنية الصالحة التي يبتغى بها وجه اللَّه، تتحول العادة إلى عبادة. فالناس عندما يتزوجون منهم من يسعى للغنى والثراء، ومنهم من يسعى لتحصين نفسه، فالنية أمر مهم في كل ذلك.
فإذا أقبل المسلم على الزواج، فعليه أن يضع في اعتباره أنه مقدم على تكوين بيت مسلم جديد، وإنشاء أسرة؛ ليخرج للعالم الإسلامي رجالا ونساءً أكفاءً، وليعلم أن في الزواج صلاحًا لدينه ودنياه، كما أن فيه إحصانًا له وإعفافًا.
الزواج نصف الدين
الزواج يحصن الرجل والمرأة، فيوجهان طاقاتهما إلى الميدان الصحيح؛ لخدمة الدين؛ وتعمير الأرض، وعلى كل منهما أن يدرك دوره الخطير والكبير في إصلاح شريك حياته وتمسكه بدينه، وأن يكون له دور إيجابي في دعوته إلى الخير، ودفعه إلى الطاعات، ومساعدته عليها، وأن يهيِّئ له الجو المناسب للتقرب إلى اللَّه، ولا يكون فتنة له في دينه، ولا يلهيه عن مسارعته في عمل الخيرات، فالزوجة الصالحة نصف دين زوجها، قال صلى الله عليه وسلم: (من رزقه اللَّه امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتَّق اللَّه في الشطر الباقي) [الحاكم].
الحُبُّ والزواج
تنمو عاطفة الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما، وقد نبتت بذوره قبل ذلك أثناء مرحلة الخطبة، وقد نمت المودة والرحمة بينهما وهما ينميان هذا الحب، ويزكيان مشاعر الألفة، وليس صحيحًا قول من قال: إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف. بل إن الزواج المتكافئ الصحيح الذي بني على التفاهم والتعاون والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب الطاهر للحفاظ على المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة، حتى قيل فيما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يُرَ للمتحابَيْن مثل النكاح) [ابن ماجه، والحاكم].
والزواج ليس وسيلة إلى الامتزاج البدني الحسي بين الرجل والمرأة فحسب، بل هو الطريق الطبيعي لأصحاب الفطر السليمة إلى الامتزاج العاطفي والإشباع النفسي والتكامل الشعوري، حتى لكأن كل من الزوجين لباسًا للآخر، يستره ويحميه ويدفئه، قال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187].
وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها.

 اهتمَّ الإسلام بعلاقة الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده


وكان حريصًا على أن يجعل بينهما حدًّا معقولاً من التعارف، يهيئ الفرصة المناسبة لإيجاد نوع من المودة، تنمو مع الأيام بعد الزواج، فأباح للخاطب أن يرى مخطوبته ليكون ذلك سببًا في إدامة المودة بينهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل أراد أن يخطب امرأة: (انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [الترمذي والنسائى
وابن ماجه].
ومع ذلك كان حريصًا على وضع الضوابط الشرعية الواضحة الصريحة؛ لتظل علاقة خير وبركة.. وشدَّد في النهي عن كل ما يهوى بهذه العلاقة إلى الحضيض، ونهي عن كل ما يقرب من الفاحشة والفجور؛ فمنع الاختلاط الفاسد والخلوة، وغير ذلك.

ونتيجة للغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية


بدأت تنتشر العلاقات غير الشرعية بين الشباب والفتيات قبل الزواج، تحت شعارات كاذبة مضللة، وبدعوى الحب والتعارف، وأن هذا هو الطريق الصحيح للزواج الناجح، وهذا الأمر باطل. ومن دقق النَّظر فيما يحدث حولنا يجد أن خسائر هذه العلاقات فادحة، وعواقبها وخيمة، وكم من الزيجات فشلت؛ لأنها بدأتْ بمثل هذه العلاقات، وكم من الأسر تحطمت؛ لأنها نشأت في ظلال الغواية واتباع الهوى.



497 Views