تعريف الطهارة عند الفقهاء

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 5 يوليو, 2021 9:52
تعريف الطهارة عند الفقهاء

تعريف الطهارة عند الفقهاء، وحكم الطهارة، وأقسام الطهارة، وأهمية الطهارة في الإسلام، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

تعريف الطهارة عند الفقهاء

– تعريف الطهارة عند الحنفية
تعرف الطهارة عند الحنفية شرعاً بأنها النظافة عن حدَثٍ أو خَبثٍ، حيث أن النظافة تشمل ما إذا نظفها الشخص، أو نظفت وحدها، بأن سقط عليها ماء فأزالها، أما الحدث يشمل الحدث الأصغر، وهو ما ينافي الوضوء من ريح ونحوه، والحدث الأكبر، وهو الجنابة الموجبة للغسل، بينما الخبث فمعناه في الشرع العين المتسخة التي أمر الشارع بنظافتها.
– تعريف الطهارة عند الشافعية
تطلق الطهارة عند الشافعية شرعا على معنيين هما :
1. فعل شيء تستباح به الصلاة من وضوء وغسل وتيمم وإزالة نجاسة، أو فعل ما في معناهما، وعلى صورتهما، كالتيمم والأغسال المسنونة والوضوء على الوضوء، ومعنى هذا أن وضع الماء على الوجه وسائر الأعضاء بنية الوضوء يقال له طهارة، فالطهارة اسم لفعل الفاعل، وقوله أو ما في معناهما، كالوضوء على الوضوء، والأغسال المسنونة معناه أنها طهارة اسم لفعل الفاعل، ومع ذلك فلم يترتب عليها استباحة الصلاة، لأن الصلاة مستباحة بالوضوء الأول وبدن غسل مسنون، لأن الذي يمنع من الصلاة الجنابة، والاغتسال منها واجب لا مسنون، فلا بدّ من إدخالها في التعريف، حتى لا يخرج عنه ما هو منه.
2. أنها ارتفاع الحدث، أو إزالة النجاسة أو ما في معناهما، وعلى صورتهما، كالتيمم والأغسال المسنونة الخ، فالطهارة هي الوصف المعنوي المترتب على الفعل، فالحدث يرتفع بالوضوء أو الغسل إن كان أكبر، والارتفاع مبني على فعل الفاعل، وهو المتوضئ أو المغتسل، والنجاسة تزول بغسلها، وهذا هو المقصود من الطهارة، فإذا أطلقت تنصرف إليه، أما إطلاقها على الفعل، فهو مجاز من إطلاق المسبب، وهو الارتفاع، على السبب، وهو الفعل.
– تعريف الطهارة عند المالكية
جاء في مواهب الجليل أن تعريف الطهارة في الشرع على معنيين أحدهما: الصفة الحكمية القائمة بالأعيان التي توجب لموصوفها استباحة الصلاة به أو فيه، والثاني: رفع الحدث وإزالة النجاسة.
– تعريف الطهارة عند الحنابلة
1. طهارة في الشرع هي ارتفاع الحدث وما في معناه، وزوال النَّجَس، أو ارتفاع حكم ذلك، ومعنى قولهم ارتفاع الحدث أي زوال الوصف المانع من الصلاة ونحوها، لأن الحدث هو عبارة عن صفة حُكمية قائمة بجميع البدن أو ببعض أعضائه، فالطهارة منه معناها ارتفاع هذا الوصف
2. معنى قولهم أو ما في معناه يريدون به ما في معنى ارتفاع الحدث، كالارتفاع الحاصل بغسل الميت، لأنه ليس عن حدث، وإنما هو أمر تعبدي، فهو لم يرفع حدثاً، ومثله الوضوء على الوضوء، والغسل المسنون، فإنهما في معنى الوضوء والغسل الرافعين للحدث، ولكنهما لم يرفعا حدثاً
3. معنى قولهم وزوال النجس أي سواء زال بفعل الفاعل، كغسل الشيء الذي أصابته نجاسة، أو زال بنفسه، كانقلاب الخمر خلاَّ، معنى قولهم أو ارتفاع حكم ذلك أي ارتفاع حكم الحدث وما في معناه، أو ارتفاع حكم النجس، وذلك يكون بالتراب، كالتيمم عن حدث أو خبث، فإنه يرتفع بالتيمم حكم الحدث الخبث، وهو المنع من صلاة.

حكم الطهارة

الطهارة واجبة، قال تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر:4]. وقال تعالى: ﴿ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]. وأما الطهارة من الحدث فتجب لاستباحة الصلاة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُول: ” لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ ” [رواه مسلم].

أقسام الطهارة

– الطهارة الحكمية
يهدف هذا النوع إلى الطهارة من كلا نوعي الحدث، وهما (الحدث الأصغر والحدث الأكبر)، ويقصد بالحدث الأكبر النفاس، والحيض، الجنابة، ويجب الطهارة بالاغتسال للتخلص من ذلك، ويقصد بالحدث الأصغر البول، والودي، والمذي، والريح، والغائط، وتتم الطهارة والتخلص من ذلك من خلال الوضوء فقط، ففي الطهارة الحكمية يتم اغتسال كل أجزاء الجسم وتطهيرها، حيث قال عز وجل في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا) صدق الله العظيم.
– الطهارة الحقيقية
يعرف هذا النوع بأنه تطهير النجاسة الموجودة في المكان، أو الثوب أو الشخص وتنظيفها، بمعنى أصح هي تطهير جسد الإنسان المسلم، وتطهير مكان عبادته، وكذلك ثيابه من أي نجاسة حقيقية، حيث ورد في كتاب الله عز وجل (وثيابك فطهر)، فقد أوجب الله سبحانه وتعالى تطهير الثياب، فذلك يعني أن طهارة الجسد أولى وأوجب منها، كما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من إقامة الصلاة في أي مكان تتواجد به النجاسة بكثرة، مثل المجزرة، والمزبلة.

أهمية الطهارة في الإسلام

1. للطهارة أهمية كبيرة في الإسلام، سواء أكانت حقيقية وهي طهارة الثوب والبدن ومكان الصلاة من النجاسة، أم طهارة حكمية وهي طهارة أعضاء الوضوء من الحدث، وطهارة جميع الأعضاء الظاهرة من الجنابة؛ لأنها شرط دائم لصحة الصلاة التي تتكرر خمس مرات يومياً، وبما أن الصلاة قيام بين يدي الله تعالى، فأداؤها بالطهارة تعظيم لله، والحدث والجنابة وإن لم يكونا نجاسة مرئية، فهما نجاسة معنوية توجب استقذار ما حلّ بهما، فوجودها يخل بالتعظيم، وينافي مبدأ النظافة التي تتحقق بالغسل المتكرر، فبالطهارة تطهر الروح والجسد معاً.
2. عناية الإسلام بجعل المسلم دائماً طاهراً من الناحيتين المادية والمعنوية أكمل وأوفى دليل على الحرص الشديد على النقاء والصفاء، وعلى أن الإسلام مثل أعلى للزينة والنظافة، والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء البنية الجسدية في أصح قوام وأجمل مظهر وأقوى عماد.
3. صون البيئة والمجتمع من انتشار المرض والضعف والهزال؛ لأن غسل الأعضاء الظاهرة المتعرضة للغبار والأتربة والنُّفايات والجراثيم يومياً، وغسل الجسم في أحيان متكررة عقب كل جنابة، كفيل بحماية الإنسان من أي تلوث.
4. قد ثبت طبياً أن أنجع علاج وقائي للأمراض الوبائية وغيرها هو النظافة، والوقاية خير من العلاج. وقد امتدح الله تعالى المتطهرين، فقال: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وأثنى سبحانه على أهل قُباء بقوله: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب الْمُطَّهرِّين}



863 Views