تعريف سورة المرسلات سوف نتحدث كذلك عن ما هو سبب تسمية سورة المرسلات؟ ومتى نزلت سورة المرسلات؟ وفضل سورة المرسلات كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
تعريف سورة المرسلات
سورة المرسلات هي السورة السابعة والسبعون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول فهي السورة الثالثة والثلاثون، وقد كان نزولها بعد سورة الهمزة ، وقبل سورة ق . وهي من السور المكية الخالصة، وقيل إن آية: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ مدنية، وهذا القيل لا وزن له، لأنه لا دليل عليه. وعدد آياتها: خمسون آية.
وقد ذكروا في فضلها أحاديث منها: ما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى، إذ نزلت عليه: «والمرسلات» ، فإنه ليتلوها، وإنى لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.. وعن ابن عباس– رضى الله عنهما- قال: إن أم الفضل- امرأة العباس- سمعته يقرأ «والمرسلات عرفا» ، فقالت: يا بنى- ذكرتني بقراءتك هذه السورة.
إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب (تفسير ابن كثير.).
وسورة المرسلات زاخرة بالحديث عن أهوال يوم القيامة، وعن أحوال المكذبين في هذا اليوم، وعن مظاهر قدرة الله- تعالى، وعن حسن عاقبة المتقين.. وللمفسرين في معنى هذه الصفات الخمس: «المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات والملقيات» اتجاهات، فمنهم من صدر تفسيره ببيان أن المراد بها الملائكة.
فإن قلت: ما معنى عرفا؟ قلت: متتابعة كشعر العرف- أى: عرف الفرس- يقال: جاءوا عرفا واحدا، وهم عليه كعرف الضبع: إذا تألبوا عليه.. (تفسير الكشاف) ومنهم من يرى أن المراد بالمرسلات وما بعدها: الرياح، فقد قال الجمل في حاشيته: أقسم الله- تعالى- بصفات خمس موصوفها محذوف، فجعلها بعضهم الرياح في الكل، وجعلها بعضهم الملائكة في الكل … وغاير بعضهم فجعل الصفات الثلاث الأول، لموصوف واحد هو الرياح وجعل الرابعة لموصوف ثان وهو الآيات، وجعل الخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة..
فقد قال صاحب الكشاف: أقسم الله بطوائف من الملائكة، أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح، تخففا في امتثال أمره. وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض..
ما هو سبب تسمية سورة المرسلات؟
سمّيت سورة المرسلات بهذا الاسم لافتتاحها بقول الله -تعالى-: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا)، [٧] والمرسلات كما قال الجمهور أنّها الرياح التي قد تكون رحمة من الله -تعالى- أو عذاباً تأتي متتابعة كعرف الفرس أو شعره، وقد قيل أنّ المرسلات الملائكة التي تُرسَل بأمر الله -تعالى- ونهيه.
متى نزلت سورة المرسلات؟
نزلت بعد سورة «الهمزة» فهى مكية فى قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر إلا قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (٤٨) فإنها مدنية ذكر ذلك ابن عباس وقتادة «١» وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت سورة المرسلات بمكة «٢» وأخرج البخارى ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه.
فضل سورة المرسلات
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : «من قرأ والمرسلات عرفا ، عرّف اللّه بينه وبين محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» «1».
ومن خواص القرآن : روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : «من قرأ هذه السورة كتب أنّه ليس من المشركين باللّه ، ومن قرأها في محاكمة بينه وبين أحد قوّاه اللّه على خصمه وظفر به» «2».
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من قرأها وهو في محاكمة عند قاض أو وال ، نصره اللّه على خصمه» «3».
وقال الصادق عليه السّلام : «من قرأها في حكومة قوي على من يحاكمه ، وإذا كتبت ومحيت بماء البصل ، ثمّ شربه من به وجع في بطنه ، زال عنه بإذن اللّه تعالى.