نقدم لكم طرق تقوية العلاقات الاسرية وماهي اهم النصائح من اجل علاقات اسرية ناجحة .
الهدف من الزواج
قبل الزواج يحلم أغلب الشباب بفارس أو فتى الأحلام، ويرسم في مخيلته الشخصية التي يتمنى أن تتحقق في الطرف الآخر. غير أن الهدف من الزواج يتوارى إلى الخلف في ظل هذه الأحلام الوردية، وسرعان ما تهب رياح الواقع العاتية، فتعصف بالأمنيات وتبرز الطبائع المتجذرة في الطرفين. فإن لم تكن الحكمة والصبر والحلم تحطمت السفينة على أول صخرة في الطريق. ولا ينجو من الغرق إلا من عرف الهدف من الزواج المتجلي في ميثاق غليظ يمتد منذ اللقاء الأول إلى دار الخلود في جنات النعيم.
تعريف الأسرة
الأسرة هي عبارة عن جماعة صغيرة بدايتها هي الرجل والمرأة التي يبدئون تكوينها منذ كتابة العقد الشرعي والزواج بحيث يلتزم كل منهما بالواجبات المطلوبة منه تجاه الطرف الآخر في تكوين هذه الأسرة لضمان استمرار الأسرة واستقرارها.
قواعد لتعميق العلاقات الأسرية
– تدريب الأبناء على احترام والديهم: علاقة الابن بوالديه تشكل الأساس الذي سيبنى عليه تصرفه تجاه جميع الناس، وأن نظرته إلى سلطتهما تغدو حجر الزاوية لنظرته اللاحقة إلى سلطة المدرسة والقانون. مروراً بالذين سيعمل ويعيش معهم أخيراً، وانتهاء بالمجتمع كله بوجه عام، فالعلاقة الأبوية البنيوية هي أول وأهم اختلاط اجتماعي يعرفه الطفل، والأخطاء والعقد التي تنتاب ذلك الاختلاط تُرى غالباً في العلاقات الاجتماعية فيما بعد.
ويجب الحفاظ على احترام الأبوين لسبب آخر لا يقل أهمية وهو؛ إن كنت تريد أن يتبنى ابنك ما لديك من قيم عند بلوغه عقده الثاني، فمن الضروري أن تكون خليقاً باحترامه وهو بعد صغير.
أما إذا تمكن الولد من أن يتحدى والديه في سنينه الخمس عشرة الأولى، ويضحك في وجهيهما، ويعاند مستخفاً بسلطتهما، فإنه يعتاد على احتقارهما وكأن الأمر طبيعي جداً.
ولا فائدة من الاحترام إن جاء من جانب واحد، فلا تنتظر الأم أن يعاملها ابنها باعتبار معين إن كانت هي لا تبادله بالمثل، عليها أن تظهر احترامها له أمام زملائه فتلاطفه ولا تحقره ولا تحرجه.
– الحب والحزم متلازمان: إن بعض الآباء يعاملون أولادهم معاملة لا تنطوي على الحب والحنان، أو ربما هم بطباعهم لا يعرفون كيف ينقلون عواطفهم لأولادهم ليشعرونهم بمحبتهم، وبعض الآباء لا يمنحون أولادهم الوقت الكافي للإصغاء إلى مشاهداتهم ومشاكلهم، بل يصدونهم عن الكلام، ويطلبون منهم الانتباه لواجباتهم المدرسية واستذكار دروسهم.
ولعل هذا هو المبدأ السائد لدى معظم الأسر التي تجتزئ من التعامل مع الأولاد جانباً وتترك الجانب الآخر، والأهم هو الجانب المتمثل بالحب وإبداء التعاطف.
فإذا أردنا لأولادنا تربية متكاملة وسليمة ناجحة للذكور والإناث، فلا بد من إبداء الحب لهم من جهة، وإبداء الحزم في معاملتهم من جهة أخرى، فخطأ أن نأخذ بالحزم ونترك الحب. أو نأخذ بالحب ونترك الحزم، كلاهما عاملان متلازمان ولا يفترقان، والأخذ بأحدهما لا يسمح بتحقيق شخصية متكاملة. كما ويجب التفريق بين الرغبة والحاجة للطفل، فالرغبة هي ميل عاطفي نحو القيام بنشاط ما، أو الحصول على شيء ما؛ كرغبة الطفل في شراء حاجة تفوق إمكانيات الأسرة، أما التعلم فهو حاجة، والتعاون مع الأسرة حاجة والنظافة حاجة، فإذا تواكبت الرغبات مع الحاجات عُزِّزت، وإذا تعارضت، فمن واجب الآباء مصادرة تلك الرغبات والحيلولة دون إشباعها.
والاستمرار في تحقيق الرغبات على حساب الحاجات يخلق إنساناً أنانياً غير مقدر للظروف، همُّه تحقيق رغباته ولو على حساب أبويه أو إخوته أو أصدقائه.
– متى نقول “لا” لأطفالنا؟: يتفق خبراء التربية على أن الاستجابة لبكاء الطفل في السنة الأولى من عمر الوليد ودفعه وملاعبته، إنما هي تكييف لمدارك الطفل، التي لا بد أن نرعاها كلما احتاج لها فعلاً، فإفساد تربية الطفل لا تُحدثُه الذراعان المفتوحتان دوماً، ولا ابتسامة الحنان المشرقة على ثغر الأم. ولكن أشد ما يخشى أنه إذا أسرف الآباء في تلبية مطالب الطفل الملحة، التي تتجلى بقلة الصبر وسرعة الإحساس بالإحباط والفكر، كلما سمعوا من أحد الوالدين كلمة “لا” .. وسواء أحب الوالدان أم لم يحبا، فإن كلمة “لا” يجب أن تقال حفاظاً على مصلحة الطفل ذاته، والوالدان اللذان لا يتحملان رؤية ولدهما أو ابنتهما يقطبان الجبين ويبكيان أو يتلويان عند سماعهما كلمة “لا” التي لا تروق لهما، عليهما أن يدركا أن الإحباط شيء ضروري للطفل أحياناً، وهو بين حين وآخر حيوي لتطوير الطفل الذي يجب عليه أن يفهم بأن الحياة أخذ وعطاء، ولن تكون أخذاً على الدوام، لأن هذا يولد الاتكالية وعدم تحمل المسؤولية، ويؤدي إلى الفشل في الحياة العامة، والطفل الذي يصمد لمشاعر الإحباط يتعلم كيف يواجه مطالب الحياة وتحدياتها في المستقبل.
أهم اهداف تكوين الأسرة وبناء علاقات أسرية سليمة ما يلي:-
– اتباع واقامة حدود الله وشرعه في بناء العلاقات الأسرية ؛حيث ينشأ الاطفال في بيت أقيم على أساس من التقوى في ظل العادات والقيم والأخلاق الأسلامية القويمة.
– تحقيق السكون النفسي والطمأنينة لأفراد الأسرة ؛لتشيع أجواء الرحمة والعطف والحنان والمودة والاطمئنان والثقة، بعيدا عن القلق والخوف والعقد والامراض النفسية.
– اشباع حاجات الاطفال من المحبة التي هي حاجات أساسية، والتي ان لم تتحقق بالشكل الكافي المتزن ؛فانهم ينحرفون في مجتمع لا يحسن التآلف مع الاخرين ، ويظلون عالة على غيرهم ، يبحثون عن حاجاتهم ليجدوها في أحضان الانحراف والضلال والرذيلة، وتؤيد ذلك التجارب العلمية الحديثة التي تؤكد على ضرورة ارواء حاجات الأطفال من المحبة ، فلا يكفي الطفل الرضيع في نموه الغذاء فحسب ، بل ان غذاء النفس والروح من الحب والعطف والحنان هو أساس بناء شخصيات الاطفال بناء سليما.
– صون فطرة الأطفال من الزلل والانحراف ؛ فالأسرة مسؤولة عن فطرة الأطفال، وأن كل انحراف يصيبها مصدره الأبوان ، فالأطفال صافو السرائر سليمو الفطرة ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما من مولود الا ويولد على الفطرة ؛فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .
ولعل من أهم ركائز بناء العلاقات السليمة في الأسرة المسلمة والحفاظ على كيانها؛ هو العناية الفائقة بتربية الأبناء وتعليمهم، وتشمل التربية تنمية جميع جوانب الشخصية الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية والسلوكية والوجدانية، فالتربية الاسلامية تعنى باعداد المسلم اعدادا متكاملا من جميع نواحي النمو، وفي جميع مراحل الحياتين الدنيا والآخرة ،في ضوء المبادىء والقيم وطرق التربية التي جاء بها الاسلام
هذا وان ركائز العلاقات الأسرية السليمة تقوم على :-
1- الحب والود والرحمة والاحترام بين أفرادها وبخاصة بين الزوجين بالدرجة الاولى.
2- اعطاء المرأة حقوقها كاملة وتأدية واجباتها كاملة.
3- قوامة الرجل للبيت ،وتسلمه دوره في قيادة الاسرة والاشراف عليها والمسؤولية عنها.
4- التعاون بين أفراد الأسرة ،الذي منبعه الزوجين.
5- الاعتدال في النفقة والحفاظ على اقتصاد الأسرة.
6- الشعور بالمسؤولية والمساءلة عنها لكل أفراد الأسرة ،وبخاصة للزوجين، فالزوج هو المسؤول الأول عن الزوجة وأبنائه، والزوجة مسؤولة عن زوجها وأبنائها وأسرتها، وهي مسؤولة عن رعاية البيت والأبناء والمشاركة في تربيتهم تربية صالحة بالعطف والمحبة والرعاية والأخلاق الحميدة.
الأسباب التي تساعد على بناء العلاقات الأسرية السليمة
هناك بعض الأسباب والعوامل التي لو توفرت في الأسرة فإن ذلك يضمن استمرار بناء الأسرة بشكل سليم وهي:
– أن يكون الزوجان متفاهمين ويكون بينهم قدر جيد من النضج العقلي ما بين الطرفين.
– أن يخلو كل من الرجل والمرأة من الأمراض النفسية والصراعات والتوتر والقلق والغيرة وغير ذلك من المشاعر التي تسبب التوتر داخل الأسرة.
– أن يكون بين الزوجين قدر جيد من العواطف والمشاعر التي تجعل الأبناء يشعرون بتماسك هذه الأسرة.
– يمكن لكل طرف داخل الأسرة سواء من الآباء أو الأبناء تقديم بعض الهدايا تقديرًا على العرفان بالجميل والعرفان وحبه لباقي أطراف الأسرة.
– تعاون كل طرف في داخل الأسرة على إسعاد الآخرين وتحقيق لهم ما يتمنون.
– من الأمور أيضًا التي تساهم على نجاح العلاقة الأسرية هو تقسيم العمل داخل الأسرة على كل فرد على حسب قدراته واختصاصاته.
– يجب أن يتشارك كل أطراف الأسرة في المسائل المادية كل منهم بقدر استطاعته لعدم وقوع الأسرة في أي أزمة مادية.
– قضاء وقت طويل لكل أفراد الأسرة مع بعضهم لمعرفة كيف مر هذا اليوم وما هي المشاكل التي مرت على كل فرد فيهم والاشتراك في حل هذه المشاكل، لأن كل هذه الأمور تساعد على استقرار ونجاح العلاقة داخل الأسرة.
– يجب أن يتصف كل شخص داخل الأسرة بالقدرة على مواجهة الضغوط النفسية والقدرة على تحمل المشاكل، بالطبع سوف يساعده علي ذلك المحيطين به.
– من أهم الأمور التي تجعل الأسرة مستمرة بشكل جيد هو احترام الوالدين داخل الأسرة، كذلك يجب توفر عنصر الاحترام ما بين الرجل والمرأة بحيث يحترم الرجل زوجته ويعتني بها، نفس الأمر للزوجة التي يجب أن تراعي حقوق زوجها وأبنائها.
عوامل نجاح الأسرة
المحبة والتقدير
إظهار التقدير والمحبّة عامِلٌ مهمٌ بين أفراد الأسرة الواحدة؛ فعلى كُلّ فردٍ أن يشعر بتقدير أسرته له، وعليه أيضاً أن يُظهر التقدير والمحبة للآخرين، فكثيراً ما ينشغل الزوج بالعمل المتواصل، ويكدُّ ويتعب، وفي نهاية يومه لا يجد من أفراد أسرته التقدير والثناء على مجهوده، فيُصيبه الملل والكآبة؛ لعدم وجود من يُقدّر ما يقدّمه للأسرة من تضحيات، وكذلك الزوجة التي تَستغرقُ مُعظم وقتها في أعمال المنزل التي تكاد لا تنتهي، وقد يَكون لها عملٌ آخر خارج المنزل، ورغم ضَخامة الأعباء، وإرهاق العمل، تُواصل سيرها وكفاحها، وفي النهاية لا تجد من يُسمعها كلمة تقدير واحدة، فتَشعر بالضجر والملل، فيعمّ الاكتئاب والملل أرجاء الأسرة.
من الجميل أن يُقدّر الفرد الآخرين، ويُعبّر عن شُكره وامتنانه لهُم، وتقديره للمجهود الذي يقومون به في سبيل إسعاده، وتوفير احتياجاته، والبُعد عن النقد المؤذي أو التقليل من عملهم، أو السخرية منهم؛ وذلك لأنّ علماء الاجتماع وجدوا أنّ أهم أسباب وجود الخلافات بين أفراد الأسر المُتصدّعة تعود إلى أنّ العلاقة التي تربطهم ببعضهم عدائية.
التوافق الروحي
من العوامل المهمة التي تدعم الروابط الأسرية وجود قيمٍ روحيّة مُشتركة بين أفراد الأسرة لتُثبت أنَّ التّرابط القائم بينهم ليس ترابطاً مادياً فقط وإنما تجاوز ذلك إلى ما هو أكبر وهو الترابط الروحي والمعنوي؛ فهم يَشتركون في أهدافٍ واحدة ومَبادئ واحدة، ويسيرون إليها بطريقٍ مشترك كلُ واحدٍ منهم يُتمّمُ عمل الآخر.
أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أنّ التوافق بين أفراد الأسرة وخصوصاً الزوجين يَجعلهم أكثر تماسكاً وتقارباً، وأكثر قُدرةً على حل الخلافات الحاصلة بطريقةٍ فعالةٍ.
القدرة على مواجهة الضغوط النفسية
إنّ أهمّ ما يُميّزُ الأسر الناجحة ويزيد من نجاحها وتَقدُّمها هو قدرتها على مواجهة الأزمات؛ فلا يَعني أنّ الأسر إن كانت سعيدةً أنّها لا تُواجه المُشكلات أو الصعاب بل هي تواجه الأزمات بصبرٍ وحكمةٍ، وهدوءٍ دون قلقٍ أو توتر، أو إلقاء اللوم على الآخرين، كما أنّها تمتلك المقدرة على تجنّب المُشكلات قبل حدوثها؛ فالأسرة الناجحة التي يجمعها الترابط النفسي والعاطفي الإيجابي تتصدّى لكثيرٍ من المُشكلات والنّزاعات التي تصيبها
التوصيات التي يجب القيام بها لضمان وجود علاقات أسرية ناجحة
هناك بعض الأمور التي يجب على الرجل والمرأة القيام بها حتى تستمر الأسرة ناجحة وتستمر العلاقات الأسرية ناجحة وهي كالتالي:
– يجب على الزوجين قبل البداية الخضوع لبعض البرامج التي تقرر ما إذا كان الزواج للزوجين مناسب أم لا حتى لا تحدث مشاكل في الإنجاب لأن هذا النوع من المشاكل من أكثر المشاكل التي تهدد استقرار الأسرة.
– ضرورة التقرب من الله تعالى من الطرفين، لأن التقرب من الله يعصم كل منهم من ممارسة الخطأ وبالتالي سوف يقلل ذلك من وجود المشاكل داخل الأسرة.
– يمكن للرجل والمرأة حضور بعض الدورات التأهيلية أو التدريبية على أسس الزواج السعيد قبل الدخول بالفعل في مرحلة الزواج.
– إقامة العديد من المقابلات ما بين الطرفين قبل الزواج للتأكد من اتفاق الطباع، لعدم الوقوع في مشاكل الطلاق الشائعة.