حلول عقوق الوالدين نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم ما هو عقوق الوالدين و اسباب عقوق الوالدين ومظاهر عقوق الوالدين وقيمة بِرّ الوالدين في الإسلام.
محتويات المقال
حلول عقوق الوالدين
توجد العديد من الأمور التي تعين المسلم على برّ والديه وتبعده عن غضبهما، ومنها:
1-الموعظة والتربية الإيمانيّة:
فعلى الأولاد أن يسمعوا للمواعظ والأحاديث التي تحث على برّ الوالدين وعدم إظهار التسخّط عليهما، وأن يربوا أنفسهم التربية الإيمانية الصحيحة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله.
2- لا تمد عينيك إلى أحوال الدنيا:
فالكثير من الخلافات بين الأبناء والآباء نتيجة عدم رضا الأبناء عن واقعهم وحياتهم التي يعيشونها، والنظر إلى أحوال الآخرين من مأكل ومشرب وملابس فاخرة، فيدفعه ذلك للتسخّط وعدم الرضا والطلب من الوالدين ما لا يستطيعون تلبيته، مما يؤدي إلى حدوث العقوق والمشاكل التي لا تنتهي، فالحل هو الرضا والتعايش مع الواقع الذي تعيشه ولا تمد نظرك لمال وجاه غيرك فتقع في المعاصي.
3-خفض جناح الذل لهما:
فالكلام والنقاش مع الوالدين ليس كالنقاش والكلام مع بقية الناس، فنحن مأمورين بخفض جناح الذل لهما، ولين الكلام، وخفض الصوت أمامهما، وعدم نهرهما، والتواضع لهما.
4-المصاحبة بالمعروف:
فمهما يكن حجم الخلاف بينك وبين والديك يجب عليك عدم التطاول عليهما ومصاحبتهما بالمعروف، وحتى لو كان الخلاف في أصل الدّين، وجاهد فيه الوالد ولده على الإشراك بالله تعالى، فذلك لا يمنع من أن يكون للوالد حق على ولده ولا شيء يلغي هذا الحق مهما بدر من الوالدين.
5-عدم إشعار الأهل بالتقصير:
فالوالد مطالب بالمصروف على أولاده وزوجته بحسب قدرته واستطاعته، فعلى الأولاد أن يكيفوا أنفسهم مع واقع والدهم ولا يشعرونه بالتقصير وعدم الرضا عن الواقع الذي يعيشونه، ويقدّروا كل ما يقوم به من مجهود لإطعامهم وكسوتهم.
ما هو عقوق الوالدين
كلمة العقوق لغتةً مشتقة من الْعَقِّ أي الْقَطْعُ، وبالتالي فأن عقوق الوالدين هو صدور ما يؤذي الوالد من ولده، والأمر يتعلق بالأقوال والأفعال على حدّ سواء، ولكن يُستثنى من ذلك الشرك أو المعصية، وقد وضحها الإمام ابن الجوزي في كتابه البر والصلة، وعرف عقوق الوالدين بمخالفتهما فيما يأمران أبنائهما في الأمور التي تقع ضمن ما أباح الله، وكذلك سوء الأدب في الأقوال أو الأفعال، إذ حذرنا الله سبحانه وتعالى من عقوق الوالدين في قوله سبحانه {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}.
اسباب عقوق الوالدين
1- رفقاء السوء، تُساهم الرفقة السيئة في إفساد الأبناء، علاوة على ذلك تساندهم في تجاهل آبائهم وتجرّهم لفعل الرجس.
2- عدم العدل، يبدأ أحد الأبناء بإظهار التسلط وتبديل أسلوبه عندما يتعامل الأبوين بأسلوب غير عادل بينه وبين عامة إخوته.
3- الطلاق، يعصي الابن أحد والديه عند افتراقهما بسبب تكلم الطرف الآخر عنه بأسلوب فظ.
4- تناقض الأفعال، يتجه الأبناء للعقوق عندما يجدون التناقض واضح بين ما يطلبه منهم الآباء وبين ما يطبقونه بمنوال فعلى.
5- الرغبة بالراحة، يود بعض الأبناء الارتياح من الأبوين نتيجة لكبرهم؛ ويتملص من خدمتهم ويتوجه بهم لمأوى المسنين.
6- قسوة الآباء، يكره الابن أبويه بسبب قسوتهم وعدم تفعيل البر معه؛ لذا يعاملهم بذات الأسلوب والبعض يهجرهما نهائيًّا.
7-الجهل بالعواقب، أغلب من يعقون آبائهم لا يدرون مآب عصيانهما، زيادة على ذلك لا يعرفون حصيلة البر إن قاموا بتفعيله.
8- سوء التربية، يدلل بعض الآباء أولادهم ولا يهتمون بتدريبهم على البر أو الطاعة، ولا يهتمون بتعريفهم أساليب العطف.
9- قلة التقدير، تبرز قلة التقدير عند بعض الأبناء على هيئة تجاهل عندما يطلب منهم الوالدين عدم التأخير والتخلي عن تكرار ما يغضبهم.
مظاهر عقوق الوالدين
1- المجادلة الدائمة أحد مظاهر عقوق الوالدين، فالإبن لا يقبل أي نصيحة أو توجيه وينتقض كل أفعالهما.
2- تكذيب الأب والأم ومقاطعة حديثهما وعدم إعطاءهما الفرصة لإثبات وجهة نظرهم والتناقش معه.
3- عدم مساعدتهما في أي عمل يقومون به، ولا يعرض عليهم أن يقف غلى جوارهم، ويكون شخص سلبي في المنزل.
4-أن يقوم الإبن بالصراخ في وجه أبويه، أو يكشر عن أنيابه عندما يراهم.
5-النظرات المسيئة للوالدين أقوى بكثير من أي فعل آخر.
6- أن يبكي الوالدين بسبب إبنهم، ويتألمون كثيراً بسبب كلامة ومعاملته وأسلوبه، أو تجاهله.
7-لا يتحملهم ولا ينفذ أوامرهم ويتمرد على حياتهم وكل تصرفاتهم.
7-السب والقذف من الأمور المهينة التي يفعلها الإبن العاق مع والديه.
8- أن يستعر من أهله ويخجل منهما بعدما ربوه وعملوه وتعبوا كثيراً من أجله.
قيمة بِرّ الوالدين في الإسلام
-يُعَدّ البِرَّ بالوالدَيْن فِطرةٌ سليمةٌ خُلِقَت في الإنسان، وجاءت الشَّرائع كُلّها تُقرّها وتَحُثّ عليها، ففيها حِفظ للجميل الذي قدَّمَه الوالدان؛ قال الله -عزّ وجلّ-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،
-وهو عملٌ يُحبّه الله -تعالى-، بل هو من أحبّ الأعمال إليه -سبحانه-؛ فقد جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ)؛[ وهو أيضاً خُلقٌ عظيمٌ من أخلاق الأنبياء، وخُصلةٌ من خِصال الصالحين والأتقياء.
– وبه يتجلّى صِدق الإيمان، وهو كرامةٌ وإحسانٌ، ووفاءٌ وامتنانٌ، بالإضافة إلى أنّه من أحسن مَحاسن الإسلام، وأندى الفضل للوالدَيْن بإبراز حَقّهما وحِفظُ جميلهما، كما أنّه عنوان كمال الشريعة الإسلاميّة وشموليّتها في أداء كافّة حقوق أهلها وواجباتهم، وهو إلى جانب ذلك كلّه من أَجَلّ العبادات، وأسمى الطاعات، وأهمّ المَهمّات، وبه يُحصِّل المسلم عظيم الثواب والأجر.