حوار بين الشجرة والحطاب وحوار مع شجرة الزيتون وقصة الشجرة القبيحة وقصة شجرة العجائب، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
حوار بين الشجرة والحطاب
-لابد من جمع الحطب وكسب لقمة العيش مهما كانت الظروف والأسباب.. مسح دموعه بمنديله (الرث) وحاول أن يستجمع قواه ثم هوى بفأسه على الشجرة.. فصاحت:
ـ لا… لا… تفعلها أيها الحطاب العجوز كفاك شقاء وتعباً.. سوف أريحك من شقائك هذا.
توقف وتأملها.. ثم قال
ـ ياإلهي.. ماذا أسمع… أنت تتكلمين..؟ أيتها الشجرة الضخمة…
أجابته وهي تضحك أجل.. أنا أكلمك.. احفر الأرض تحت قدميك وبالقرب من جذعي تجد بعض القطع الذهبية خذها أيها العجوز الطيب إنها لك ثم أردم التراب واذهب…
طوق الحطاب جذع الشجرة بيديه المتعبتين وعانقها فرحاً، ثم فعل ماأمرته به.. أخذ القطع الذهبية وركض ساقاه سابقت الريح فرحاً وغبطة.قرر ألا يخبر أحداً بما جرى معه حتى ولا زوجته، وبعد يومين عاد للشجرة مبتسماً…نادته
ـ أفعل كما فعلت في المرة الأولى… هيا أيها الحطاب الطيب فنحن أصدقاء تعال.. واقترب سوف تجد المال.. إنه لك.
أخذ الحطاب القطع الذهبية واشترى لزوجته ماتحتاجه والفرحة تغمره. إنه لن يتعب بعد اليوم كفاه شقاء الأعوام الماضية… الشجرة تحبه وتعطيه مايكفيه من المال لأنه لم يمسها بأذى.
-كان للحطاب رفيق درب متوسط العمر (قوي البنية) صحته جيدة كل يوم يخرج معه للغابة أو يلحق به لكنه شاهد على الحطاب العجوز بوادر نعمة وسعادة، فاستغرب.
وفي أحد الأيام لحق به للغابة ووقف عن بعد وسمع مادار بينه وبين الشجرة، من حوار وشاهده وهو يحفر الأرض ويخرج منها القطع الذهبية فاقترب منه وسأله والطمع يغمر وجههه وأحاسيسه..
ـ هل هذه الشجرة حدثتك وأعطتك مالاً..؟ لقد رأيتها وسمعتها تفعل ذلك.
ـ أجل إنها رثت لحالي وليس عندي ولد يساعدني على متاعب الحياة.
راح العجوز وابتعد اقترب الرجل من الشجرة وقال لها:
ـ إيه.. أيتها الشجرة الحنونة أعطني مالاً كما أعطيت هذا العجوز.. لكنها لم تحفل به ولم تنطق.
حفر الأرض حولها.. وبين جذورها.. نبش التراب لكنه لم يجد شيئاً. وفي اليوم التالي فعل كما فعل في المرة الأولى لكنه لم يجد شيئاً.
ثم عاد في اليوم الثالث لكنها لم تجبه ولم تنطق بحرف واحد.. هوى عليها بفأسه وضربها ضرباً مبرحاً حتى شوه جذعها وحفر الأرض ونبش التراب بيديه فخرج من التراب (عقرب) سام لدغه وأفرغ سمه في أصابع يديه فصاح متألماً… ووقع على الأرض مغمى عليه.
ضحكت الشجرة وقالت له أيها الحطاب الطماع الحسود إنك تستحق ماجرى لك لأنك سوف تموت غيظاً وحسداً من الحطاب الفقير العجوز. فاعلم ياهذا (أن الطمع ضر ما نفع).
حوار مع شجرة الزيتون
الشمس في كبد السماء محمرة، كعين باتت متيقظة، والأرياح تثير الغبار عالياً ، فتغبر أوراق الشجر ، وتنحني أشجار الزيتون بحملها كالعالم في صومعته ،ينكس رأسه فوق كتبه ،وتئن بحملها كالعامل يتقوس ظهرها،وتتناثر أشباح التين عارية لا يقيها إلا فضول.
تهب نسمة ريح :
شجرة الزيتون: ما لي أراك تتراقصين مع أقل نسمة ! كغانية تهتز أردافها لأقل لحن ،وتنطلق ضحكتها مجلجلة لأتفه نكتة قيلت.
شجرة التين :ليس هذا برقص ولا صهللة ،إنما هو فرح –فلأني أعلى منك- فإني أرى ما لا ترينه.
شجرة الزيتون: لا ضير في ذلك وهل ينقص من ألم الجمرة قصرها؟ ماذا ترين.
شجرة التين: أرى في غرب الأفق – حيث مطافئ المس – غيوماً سوداء قادمةً من ديار الخير والحنين!
شجرة الزيتون:مطافئ الشمس ؟ بلاد الخير……الحن.ي.ن …إنها ولا شك بلاد الزيتون..
شجرة التين: بل أقصد بلاد الشهداء ومواطن التضحية وجبال الصمود.
شجرة الزيتون: يا فرحتي سأنتعش بماءٍ تبخر من بين أوراق أخواتي في جبال القدس وسهول الخليل.
شجرة التين: لا يأخذك حمام فكرك بعيداً في عوالم منسية .
شجرة الزيتون: ويحك.. تقولين معالم منسية .كيف نُسيت ؟ ومتى؟ أتريدين أن أنسى الأقصى وهو قلب غابات الزيتون ؟لا لن أنساه .ليتني هناك . ترفرف أوراقي فوق أسطحه ، أظل بظلي مصلٍ إتخذ فيئي محراباً له ،ودموعه تروي جذوري . هل يا ترى زيتون القدس مثلي يعاني؟
شجرة التين: يا للروعة ! ما أعذب كلماتك! ولكن أين تلك الأوراق التي سترفرف ، وقد تساقطت منذ زمن ،كرجلٍ عجوز
سقط شعر ربيعه في خريف ينتظر شتاءً .ثم كيف تطيرين ؟ هل ستصبح هذه العصاة التي تسندك كيلا تسقطي طيراً كطير السندباد .أضحكتني والله.
شجرة الزيتون: سند الخير هي لا سندي .ألا ترين حملي كم ثقُل عن زمن قصُر ،وكم تتناسي أعوادك الجافة وقد تشابكت وتعالت في الفضاء كأشباح المساء تقطنها البوم والغربان .
شجرة التين: لا تزدادي فخراً ،فكم تسلقت أبصار الأطفال سُلم قمتي وراء حبة تين ناضجةٍ؟
شجرة الزيتون: أتذكرهم أيضاّ وهم يتذكرونك بالحصى ،ليسقطوا قمتك وينيخو كبريائك، وهل نسيت الحمامة ،تقطع الفيافي وفي فمها غصن مني تحمله كرمز للحياة من جديد ؟ وهل نسيت قول الرشيد : من ملك بلاد الزيتون…؟
شجرة التين : مهلاً . مهلاً وإن فيه ذكراً لأُولي الألباب … فقد قدمني خير القائلين وقال :التين والزيتون
شجرة الزيتون: أراك نسيت قواعد النحو ،فالواو تفيد المشاركة ، علك تتذكرين؟؟؟
شجرة التين :واها منك ! واهاً منك! قد غلبتني ، ولكن ألا يكفيني فخراً ، إسمي ملتصق بإسمك ،وجذورنا متماسكة كما أيادي
المحبين ، ولننتظر يوماً تجيء به البشارة تحملها لنا الرياح ،ولعله قريب ، فالليالي حبالى بالأحداث ، إن الصبح ليتنفس، وإن طال بزوغ القمر.
قصة الشجرة القبيحة
سعيدة وفخورة بمظهرها الجميل ، وبين هؤلاء الأشجار كان هناك شجرة واحدة قبيحة ، كانت أفرعها ملتوية بشكل سيء ، وفروعها مجعدة بشكل غير متساوي ، وكان جميع الأشجار يسخرون منها .
كان الشجر يسألها دائمًا كيف حالها باستهزاء ، وكانوا يقولون لها كيف حالك يا حدباء ؟ كانوا يضحكون بسخرية وبصوت مرتفع ، لكن الشجرة يومًا لم ترفع صوتها على باقي الأشجار ، وكانت دائمًا تفكر بأنها كانت تتمنى أن تصبح جميلة مثل باقي الأشجار ، وتسأل نفسها لماذا خلقني الله بشعة وقبيحة هكذا ؟
وكانت تقول أنها ليست فقط بشعة بل هي غير نافعة ، فهي لا توفر الظل مثل باقي الأشجار ، فلا يجلس المسافرين أسفلها ، ولا فروعها مستوية معتدلة يمكن للطيور أن تبني أعشاشها عليها ، كانت تعتقد أن لا أحد يحتاج إليها .
في يوم من الأيام أتى قاطعوا الأخشاب إلى الغابة ، ونظر إلى الأشجار متفحصًا ، وقال أن مظهر هذه الأشجار محببًا وجميل ولابد أن يتم قطعهم من أجل تصنيع كل هذه الأخشاب ، وسرعان ما أمسك بالفأس وبدأ يضرب الأشجار ويقطعها .
شعر الشجر كله بالرعب والخوف ، والرجل يقطع الأشجار فتصدر صوتًا مرعبًا ، واحدة تلو الأخرى بدأت الأشجار تتساقط ، وبدأت الأشجار تقول كلنا سنقطع ، لا أحد سينجو اليوم ، صرخت الأشجار الجميلة فزعًا ، ولم يتأخر قاطع الأخشاب في قتلها سريعًا .
، وكان على وشك أن يقطعها ، ولكنه حين رفع فأسه لاحظ أن الشجرة قبيحة وبشعة ، وقال أن هذه الشجرة فاسدة لن تنفعه أبدًا في عمله ، فكل الأشجار التي قطعها لها جذوع طويلة ومتساوية ، ولا يمكن أبدًا أن يخرب شكل بضاعته بهذه الشجرة .
ومن ثم تحرك إلى الشجرة التالية ليقطعها تاركًا الشجرة القبيحة ، تنهدت الشجرة القبيحة في راحة ، وفكرت أن الله خلقها قبيحة لسبب ، فقد كان شكلها القبيح سبب في ألا يقتلها قاطع الأخشاب وأن تظل على قيد الحياة .
من مظهرها ولم تنزعج منه ، وكانت سعيدة بفروعها الملتوية وجذورها المتجعدة ، فلم تنسى الشجرة كيف نجت من قاطع الأخشاب وفأسه ، فقط لأنها قبيحة فروعها ملتوية وجذورها مجعدة .
العبرة من القصة :
لا تعترض أبدًا على حكمة الله ، فكل شيء خلقه الله لسبب ما ، وسوف يتضح لنا إن عاجلًا أو أجلًا .
قصة شجرة العجائب
بينما كان طارق يتجول بين أشجار الغابة العجيبة، لمح من بعيد فتاة جميلة تتبادل الحديث شجرة عجوز، فاختبأ بين الأشجار وهو يراقبهما، وفجأة تبدلت الفتاة إلى طائر من نور، وقف طارق مندهشا مما يرى فركب حصانه وذهب مسرعا ليسأل الشجرة العجوز.
سلم طارق على الشجرة العجوز، فردت عليه السلام وهي تبتسم، فسألها طارق عما رآه، فأخبرته بسر شجرة العجائب التي يسكنها ثعبان كبير يحبس تلك الفتاة منذ وقت طويل منذ أن كانت طفلة صغيرة لسبب مجهول.
أسر طارق بعد أن شكر الشجرة العجوز وبدأ يتعقب طائر النور إلى أن وصل الطائر إلى شجرة العجائب، فظهرت أمامه بوابتها الضخمة، وبينما أسرع طائر النور بالدخول إلى الشجرة، صهل الحصان وثار، فهدأه طارق ثم ترجل عنه وتحرك مسرعا نحو البوابة ليدخلها قبل أن تغلق بفروعها الكثيرة والمتشابكة، وبمجرد أن دخل طارق إلى الشجرة حل ظلام حالك في المكان، فوقع طارق في فخ رهيب، حيث التفت حول جسده بعض فروع الشجر اللينة وبدأ يصارعها داخل الظلام.
عاد طائر النور إلى طارق، وظهر معه وجه الوحش الشجري الشرس، فاستل طارق سيفه وغرزه في رأس الوحش بطعنة قوية فقتله وانفكت عنه أغصان الشجرة، وما إن تخل من الوحش حتى ظهر له الثعبان الذي حدثته عنه تلك الشجرة العجوز، إنه ثعبان ضخم نصفه الأعلى عبارة عن نصف رجل، خرج له من بين الجذور وكان يحمل في يده مطرقة حديدية، وبدأ ينهال على طارق بتلك المطرقة الحديدية يحاول أن يفتك به، لكن طارق كان يتفادى كل ضربات الثعبان بسرعة ورشاقة عالية، فغضب الثعبان وبدأ يزيد ضرباته محاولا أن يقتل طارق، لكنه تفاداها جميعا بمهارته، ثم أمسك أحد فروع الشجرة المتدلية وطار بها نحو الثعبان وهو يحمل سيفه فطعنه في صدره فقتله.
غمر النور المكان بعد وفات الثعبان الرهيب، فظهرت روح الشجرة العجيبة تتناثر منها ذرات النور وشكرت طارق لأنه خلصها من هذا الوحش، فقالت له أن يطب أمنية تحققها له، فطلب منها أن تعيد طائر النور إلى أصله، فحققت له أمنيته الغالية، وأعادت الطائر إلى فتاة جميلة جدا.
أخرج طارق الفتاة من الشجرة وهي تحكي له أن الثعبان كان خطفها منذ سنوات وحبسها ليتزوجها، لكنها رفضت، وعطفت عليه روح الشجرة العجيبة فكانت تحررها وتحولها إلى طائر من نور ينطلق كل يوم في نزهة أثناء نوم الثعبان، فبقي طارق يسمع حكايتها في تعجب وهو عائد بها إلى قريتها.