خصائص الأدب الأندلسي وكذلك الأدب الأندلسي، كما سنوضح أهم شعراء العصر الأندلسي، وكذلك سنتحدث عن خصائص الرثاء في الشعر الأندلسي، كما سنقدم قصيدة من الشعر الأندلسي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
خصائص الأدب الأندلسي
– المحسنات البديعية التي أكثر منها الشعراء ولكن بدون تكلُّف.
– العاطفة الصادقة الجياشة وخاصة في شعر الغزل وإظهار الشوق للمحبوبة.
– تأثر الشعراء بالطبيعة الخلابة.
– ظهور نظام المقطوعات لا نظام القصيدة وخاصة في شعر الطبيعة.
– البساطة في التعبير، واستخدام الأخيلة والتصويرات الواضحة.
– الإيقاع الموسيقيّ الذي نلمسه في الألفاظ والتراكيب.
– التناغم من خلال تكرار في بعض الحروف في أواخر الأبيات الشعرية، وهو ما يُسمى بالروي.
– رقة الألفاظ والعناية بها، مما جعلها صالحة للغناء.
– سلاسة وسهولة اللغة والتراكيب.
الأدب الأندلسي
الأدب الأندلسي عبارة عن الأدب المكتوب باللغة العربية أساسا وكذلك باللغة العبرية وباللهجات العربية اليهودية والأعجمية الأندلسية في الأندلس أي في شبه الجزيرة الإيبيرية في عهد الحكم الإسلامي من 711 إلى 1492 م، ينقسم التاريخ الإسلامي في إسبانيا إلى فترتين فترة المد، وتبدأ بفتح الأندلس حتى عصر ملوك الطوائف، وهي التي حكم فيها أمراء وحكام من المشرق أو الأندلس نفسها، وفترة الجزر وهي التي حكمت الأندلس فيها دول من شمال أفريقيا، وهما دولتا المرابطين والموحدين.
أهم شعراء العصر الأندلسي
1- ابن دراج القسطلي:
ابن دراج القسطلي، هو أحمد بن محمد بن العاصي بن درّاج، ولد في عام 347هـ/958م، ونسب إلى عائلة ذات مكانة مرموقة آنذاك حتى أن مدينة قسطلة نُسبت إلى جدّه فكان يُقال قسطلة ابن درّاج، ويلقب ابن دراج بأبي عمر القسطلي وذلك نسبة إلى مدينة قسطلة حيث ولادته، ويعود أصل ابن دراج إلى الأمازيغ ولكن مع الفتح الإسلامي دخلوا للأندلس بقيادة طارق بن زياد.
تميّز ابن دراج بكثره أشعاره فله ديوان ضخم جداً، والمديح هي السمة الغالبة على أشعاره من جهة ومن جهة أخرى الحديث عن الغربة والفراق والألم هي أيضاً السمة السائدة في أشعاره، وربما يعود السبب في ذلك لكثرة تنقله وبعده عن وطنه وأحبابه.
2- أبو إسحق الألبيري:
هو إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري والذي لقب بأبي إسحاق، ولد في عام 375هـ/958م، وهو شاعر أندلسي الأصل عاش في مدينة غرناطة واشتهر فيها، ولكن إنكاره على الملك باتخاذه من إحدى اليهوديين وزيراً له وكان اسمه ابن نغزلة جعله يُنفى إلى إلبيرة، وكتب شعراً في ذلك مما حرّض صنهاجة على قتل ذلك الوزير اليهودي، وتميّز شعر أبو اسحاق بشكل عام بغلبة طابع الحكم والمواعظ على أشعاره.
3- ابن خفاجة:
هو إبراهيم بن أبي الفتح بن خفاجه ويلقب بأبي إسحاق، ولد في عام 451هـ/1059م في مدينة شقر التي تقع في شرق الأندلس وهي مدينة جميلة جداً وتأثر بها الشاعر في أشعاره في وصفه لجمال الطبيعة الخلّابة، واختلف ابن خفاجة عن غيره من الشعراء في قلة مدح الملوك والقادة ومدلول ذلك أن كتابة الشعر عند ابن خفاجة كانت حباً وهواية وليس محاولة لكسب الود أو تحقيق المصالح.
عاش ابن خفاجة في عهد المرابطين وقلّ سفره وترحاله ويعود سبب ذلك في شخصية ابن خفاجة الانعزالية عن المجتمع وسلبية رؤيته للحياة بشكل عام، لكن مع اجتياح الإسبان لشرق الأندلس ثم تحريرها على يد إبراهيم بن يوسف تغيّرت شخصية ابن خفاجة وانتهت سلبيته وانعزاليته تجاه المجتمع، ونظّم قصيدة يمدح فيها المرابطين ولا سيّما القائد إبراهيم بن يوسف.
خصائص الرثاء في الشعر الأندلسي
– تعبير الشاعر عن حزنه وما يشكو منه، ويجب على الكاتب أن يعبر عما يدور داخله من أحزان وأوجاع وأن يلقيه بشكل تفاعلي، لكي يتفاعل معه، ويصل إلي المضمون العاطفي من الشعر.
– مدح الميت أو المفقود وذكر محاسنه.
– يحمل شعر الرثاء مشاعر صادقة وأحاسيس مؤثرة في نفس من يسمعه.
– بعيد كل البعد عن التصنع حتي لا يخرج الشعر عن مغزاه وهو رثاء المفقود.
– تخاطب قصائد الرثاء العين في الغالب، وتطلب منها البكاء.
قصيدة من الشعر الأندلسي
تعد نونية أبي البقاء الرندي من مراثي الأندلس، الّتي نظمها بعد سقوط آخر أراضي المسلمين في الأندلس، وبها يقول:
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ
وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ
ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
يُمَزق الدهرُ حتمًا كلَّ سابغةٍ
إذا نَبَتْ مَشرَفِيات وخَرصانُ
ويَنتَضي كلَّ سيفٍ للفناءِ ولو
كانَ ابنَ ذي يَزَنٍ والغِمدَ غِمدانُ
أينَ المُلوكُ ذوو التيجانِ من يَمنٍ
وأينَ مِنْهُمْ أكَالِيلٌ وتِيجانُ
وأينَ ما شَادَهُ شَدَّادُ في إرمٍ
وأين ما سَاسَه في الفرس ساسانُ
وأينَ ما حازَهُ قَارُونُ من ذَهَبٍ
وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكلِّ أمرٌ لا مَرَدَّ له
حتى قضوا فكأنَّ القومَ ما كانوا
وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ ومنْ مَلكٍ
كما حَكَى عَنْ خيالِ الطيفِ وَسْنانُ
دارَ الزمانُ على دارا وقاتله
وأمَّ كسرى فما آواهُ إيوانُ
كأنَّمَا الصَّعْبُ لَم يَسهُل لهُ سببُ
يومًا وَلا مَلَكَ الدنيا سليمانُ
فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوعةٌ
وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزان
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّلُهَا
وَمَا لِمَا حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ
دَهَى الجزيرةَ أمْرٌ لا عزاءَ لهُ
هوى لهُ أُحدٌ وانهدَّ ثَهلانُ
أصابَها العينُ في الإسلامِ فارتزأتْ
حتّى خلتْ منهُ أقطارٌ وبلدانُ
فاسألْ بَلَنْسِيَةَ ما شأنُ مُرسيةٍ
وأينَ شاطبةٌ أمْ أينَ جيَّانُ
وأينَ قرطبةٌ دارُ العلومِ فكَمْ
مِنْ عالمٍ قَدْ سما فيها لهُ شانُ
وأين حِمصُ وما تحويهِ مِنْ نُزَهٍ
ونهرُها العذبُ فيّاضٌ وملآنُ
قواعدٌ كُنَّ أركانَ البلادِ فما
عسى البقاءُ إذا لمْ تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ مِن أسفٍ
كما بكى لفراقِ الإلفِ هَيمانُ
عَـلى دِيـارٍ مِـنَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
قَـد أَقـفَرَتْ وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حيثُ المساجدُ قدْ صارتْ كنائسُ ما
فيهنَّ إلّا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وَهْيَ جامدةٌ
حتى المنابرُ تَرثي وهْيَ عِيدانُ
يا غافلاً ولهُ في الدهرِ موعظةٌ
إنْ كنتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يُلهيهِ موطنُهُ
أبَعْدَ حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها
وما لها معَ طولِ الدهرِ نِسيانُ