خصائص شعر المتنبي كما سوف نذكر كذلك شعر المتنبي في الحكمة كما سنتحدث بالتفصيل والأمثلة عن أغراض شعر المتنبي وكيف كان مقتل أبي الطيب المتنبي كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
خصائص شعر المتنبي
1-قد ذكر حياته وطموحاته وأحلامه في العديد من أبيات قصيدته، والتي ثبت في وصف شجاعته وحكمته وحدته، وهو ما يتجلى في جميع أبياته.
2-صدقها وانعكاسها للواقع، لأن قصائده هي مرآة لعصره تصور حياته بوضوح حتى نتمكن من معرفة ما عاشه وما حدث من حوله، وكل ذلك شرح بشكل كامل. ولديه دقة أوصاف وأسلوب سلس وواضح في الأحداث والاضطرابات والحروب والثورات.
3- وهو معروف أيضًا بنطقه الغني ومعناه الشعري وخياله الغني وقدرته على وصف كل ما يتبادر إلى الذهن بدقة.
4-وتعتبر قصائده خفيفة على القلب، وخالية من التعقيد والتصنيع، ورصينة، وزهرية، وخالية من الضغط والكلام، مما يجعله من أعظم الشعراء العرب في كل العصور.
شعر المتنبي في الحكمة
1-الكثير من الناس كانوا يبحثون عن مصادر الحكمة في شعر المتنبي وذلك بسبب أنها أصبحت أقوالاً وأمثال كثيرة الانتشار بين الناس وتتردد كثيرًا فيما بينهم، وهذا كله يكون سببًا في معرفة مصادر هذه الأقوال والحكم.
2-كان شخصًا سريع الفهم لأمور الحياة المختلفة وذلك بسبب ذكاءه الشديد وذاكرته القوية وقدراته العقلية المختلفة والمميزة واستنارة فكره حيث كان عنده سرعة بديهة في الفكر، وكل هذا كان بسبب حبه لطلب العلم والإقبال عليه بصورة كبيرة مما جعله شخص مؤهلاً لقول الشعر.
3-جميع التجارب والمواقف والأحداث التي مر بها في حياته وحدثت له كان يقوم بكتابتها ويعيد صياغتها ويستخلص منها الحكم والأشعار والمواعظ.
4-بسبب أنه عاش فترة طويلة في بادية الشام والعراق تمكن من اللغة العربية بصورة كبيرة وتمكن من فهمها واستخدام ألفاظها ومعانيها القوية في شعره، حيث ظهر هذا التمكن في كثير من أشعاره.
5-في العصر الذي عاش فيه المتنبي كان هناك ثورة علمية وفكرية ولغوية أثرت في شعر المتنبي في الحكمة بشكل كبير، وانتشر أيضًا في هذا العصر توسعات المكتبات، وامتلاك الكتب والمصنفات.
6-في هذا العصر ظهر العديد من الفلاسفة والأدباء والشعراء والمفكرين مثل: البيروني، الفارابي، ابن سينا، الخليل بن أحمد، الفيلسوف الكندي، إخوان الصفا.
أغراض شعر المتنبي
1-الفخر
يبدو أن الفخر يجري في كيان وشخصية المتنبي مجرى الدم في العروق ، ولا عجب ! فهو الشخصية الشامخة بأنفتها وكبريائها ، الطموحة دائما إلى العلو والرفعة ، لذا كان الفخر يغلب على جل قصائده إن لم يكن كلها .
قال مفتخرا في أبيات خالدة :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا * بأنني خير من تسعى به قدم
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
2-المدح
يشغل المدح القسم الأكبر من ديوان المتنبي ، ولا غرابة في ذلك ، فتلك العادة التكسبية كانت نوعا من تقلد المناصب وطلب العيش الرغيد ، مقابل ما يملكون من موهبة ولسان يقطر كلمات تصل القاصي والداني ، وكأن لسان الشاعر كوسائل الإعلام الآن .
ويحترم في أسلوب مدحه القاعدة التقليدية القديمة ، فتراه يستهل القصيدة بمقدمة غزلية ، ويصف الراحلة ، ثم يصل إلى غرض القصيدة الرئيسي وهو التغني بالممدوح .
يقول في مدح سيف الدولة في واقعة انتصاره على الروم :
وقفتَ وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم
3- الرثاء
رثى المتنبي أحباءه بحزن عميق ، جسدتها أبياته الباكية الثائرة المتجهمة ، وقد رثى جدته التي يعتبرها والدته فقال :أحن إلى الكأس التي شربت بها * وأهوى لمثواها التراب وما ضما
أتاها كتابي بعد يأس وترحة * فماتت سرورا بي ، فمتّ بها غما
حرام على قلبي السرور فإنني * أعد الذي ماتت به بعدها سمّا
4-الوصف
أبدع المتنبي في جانب الوصف ، وإن كان ميله لجانب وصف النفوس والمظاهر الاجتماعية أكثر منها وصف الطبيعة والكون ، فترك لنا لوحات خالدة وبارعة في الجمال .
قال يصف أسدا :
يطأ الثرى مترفقا من تيهه * فكأنه آس يجس عليلا
ويردّ عفرته إلى يأفوخه * حتى تصير لرأسه إكليلا
وقال يصف لنا هول المعارك والحروب :
أتوك يجرون الحديد كأنما * سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم * ثيابهم من مثلها والعمائم
5- الغزل
طبيعة أبي الطيب المعتز بنفسه جعلت لون الغزل في أشعاره لا يخلو من عاطفة وجدانية ذات معاني وحكم ، وقد حاول أن يأتي بأفضل ما في جعبته ليتفوق على شعر من سبقوه ، حتى أنه كان يصل أحيانا لدرجة الغلو والمبالغة خصوصا في مطلع قصائده :
قال المتنبي :
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ * قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ * فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا * مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ * يَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
ويقول في قصيدة أخرى :
تقولين ما في الناس مثلك عاشق * جدي مثل من أحببته تجدي مثلي.
6-الهجاء
لم يكن الهجاء فنا يرغب فيه المتنبي بقدر ما هو وسيلة يلجأ إليها في أوقات خاصة تقتضي شكوى وسخطا وتذمرا ، إذ كان يرى مكانته كشاعر يناشد العلياء لا تسمح له بأن يميل إلى هذا النوع من الشعر .
لكنه حينما كان يضطر إليه فكان يوجه سهاما قاتلة لمن طالهم هجاءه فلا تقوم لهم قائمة بعد ذلك ، وفي ذلك يقول الأديب المؤرخ حنا الفاخوري :
فهجاء المتنبي اذن انتقام لكرامته ، واثئار من زمانه ، واشمئزاز من الدناءات ، واحتقار للؤم ، واستصغار للناس . لقد سخط كثيرا وأصبح صدره كبركان يثور ، إن هاجه أحد عربد وقذف حممه .
مقتل أبي الطيب المتنبي
1-يقال إن الشعر هو سبب مقتل المتنبي، فقد كان في زيارة عضد الدولة أمير منطقة شيراز بإيران، طمعًا في كسب المال والجاه والقُرْب وقد هجا رجلًا اسمه ضبة، وكان لضبة خال يُسمى فاتك الأسدي، وبعد أن انصرف المتنبي عائدًا إلى الكوفة صار فاتك الأسدي يتتبع أثره ليقتله بسبب هجائه لابن أخته ضبة، ولما وصل المتنبي إلى منطقة قريبة من بغداد هاجمه فاتك الأسدي وأصحابه، وحاول أن يفر المتنبي لكن خادمه لامه قائلا له أتفر وأنت القائل:
2-وإذا لم يكن من الموت بد ** فمن العجز أن تموت جبانا
فاضطر أن يقاتلهم خشية من العار وانتهت المعركة بقتله هو وولده ومن معه، وسُرق ما كان معهم من متاع ومال وكتب، فكان الشعر هو سبب قتله وذلك سنة 354هـ، 965م.