دور السياحة في التنمية المستدامة

كتابة رويدا الشامسي - تاريخ الكتابة: 10 مايو, 2021 9:24 - آخر تحديث : 3 فبراير, 2023 3:30
دور السياحة في التنمية المستدامة

دور السياحة في التنمية المستدامة اهداف التنمية السياحية المستدامة اهداف السياحة المستدامة كل ذلك في هذه السطور التالية.

دور السياحة في التنمية المستدامة

السياحة المستدامة هي السياحة التي تراعي تمامًا آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الزوار، والصناعة، والبيئة، والمجتمعات المضيفة. يمكن أن تشمل السياحة النقل الأساسي إلى الموقع العام، والنقل المحلي، والإقامة، والترفيه، والاستجمام، والتغذية والتسوق. يمكن أن تكون مرتبطة بالسفر للترفيه والعمل وما يسمى في إف أر (زيارة الأصدقاء والأقارب). هناك إجماع واسع على أن تنمية السياحة يجب أن تكون مستدامة، ومع ذلك، فإن مسألة كيفية تحقيق ذلك تظل موضع نقاش.يرتبط مفهوم السياحة المستدامة ارتباطًا وثيقًا بمفهوم التنقل المستدام، إذ أنه لا سياحة بدون سفر. اثنان من الاعتبارات ذات الصلة هما اعتماد السياحة على الوقود الأحفوري وتأثير السياحة على تغير المناخ. تأتي 72% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السياحة من النقل، و24% من أماكن الإقامة، و4% من الأنشطة المحلية. يتسبب الطيران في 55% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النقل (أو 40% من إجمالي السياحة). عند النظر في تأثير جميع انبعاثات الغازات الدفيئة، ومسارات التكثيف والغيوم المعلقة المستحثة، يمكن أن يمثل الطيران وحده ما يصل إلى 75% من تأثير السياحة على المناخ.يأخذ اتحاد النقل الجوي الدولي (آي إيه تي إيه) في عين الاعتبار زيادة سنوية في كفاءة وقود الطائرات بنسبة 2% سنويًا حتى عام 2050 ليصبح واقعًا. تتوقع كل من شركتي إيرباص وبوينغ أن يزداد عدد الكيلومترات في النقل الجوي بحوالي 5% سنويًا حتى عام 2020 على الأقل، مما يفوق أي مكاسب في الكفاءة. من المرجح أن تولد السياحة 40% من انبعاثات الكربون العالمية بحلول عام 2050، مع قيام القطاعات الاقتصادية الأخرى بتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير. السبب الرئيسي هو زيادة متوسط المسافة التي يقطعها السائحون، والتي كانت تتزايد لسنوات عديدة بمعدل أسرع من عدد الرحلات التي سُيرت. «حُدد النقل المستدام الآن، باعتباره القضية الحاسمة التي تواجه صناعة السياحة العالمية التي من الواضح أنها غير مستدامة، ويقع الطيران في قلب هذه القضية»

مفهوم السياحة المستدامة

توجد عدة تعاريف للسياحة المستدامة، وتصب جميعها في نفس السياق.
فحسب منظمة السياحة العالمية،
« “فالمبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة وممارسات التدبير المستدام تنطبق على جميع أشكال السياحة في جميع الوجهات، بما في ذلك السياحة الجماعية ومختلف الأنماط السياحية الأخرى”
»
كما أن مبادئ الاستدامة تخص الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية للتنمية السياحة. لضمان الاستدامة على المدى الطويل، يجب موازنة هذه الجوانب الثلاثة بشكل رشيد.
فهي تقتضي التوفر على رؤية متكاملة مع الجوانب الأخرى تعتمدها على المدى الطويل، فيما يخص تطورها وآثارها المختلفة (اجتماعيا وتراثيا واقتصاديا..) على المجتمعات المستضيفة. وتتطلب السياحة المستدامة رؤية تشاركية ومشاركة فعلية لكل الأطراف المتدخلة من أجل تحقيق أهدافها ضمن إطار التنمية المستدامة.

أهداف التنمية السياحية

1- أهداف اقتصادية:
بمعنى تعظيم مساهمة السياحة والترويح في الرخاء الاقتصادي الذي يضم عناصر كثيرة منها: العمالة الكاملة والتنمية الاقتصادية الإقليمية والمحلية، وتحسين ميزان المدفوعات.
2- أهداف اجتماعية حضارية، وتتمثل في:
– النمو الاجتماعي والحضري للمواطنين، ورفع مستوى وعيهم وتعليمهم وتقديرهم لتاريخ بلدهم وجغرافيتها.
– تعظيم فرص التمتع بالسفر والسياحة والترويح بالنسبة للسائحين الأجانب والمواطنين.
3- أهداف بيئية:
بمعنى العمل على حماية البيئة كسبيل رئيسي من سبل التنمية المستدامة، ويكون ذلك عن طريق:-
– الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
– تفادي أسباب التلوث.
– حماية البيئة الطبيعية عن طريق الالتزام بالطاقة الاستيعابية القصوى للمناطق السياحية.
– الحفاظ على موارد التراث القومي وإحياء فن العمارة الوطني.
4- أهداف متعلقة بالعمل الحكومي، وتشمل:
– تحقيق التعاون الكامل بين جميع أنشطة الحكومة المتصلة بالسياحة.
– دعم الحاجة لتوعية المسئولين عن السياحة بأهميتها، والطرق العلمية لتنميتها.
– إصدار التشريعات اللازمة لتنظيم السياحة ورفع مستوى خدماتها.
– رفع مستوى الوعي الشعبي للسياحة.
– تشجيع القطاع الخاص بشتى الحوافز لتوسيع دائرة اهتماماته بالتنمية السياحية المستدامة.
– حماية الأمن والأمان في مختلف المناطق السياحية لضمان سلامة السائحين الأجانب والمواطنين.

أهمية السياحة

تكمن أهمية السياحة عامةً بأنَّها صناعة مستقلة تجذب السياح إلى منطقة ما لهدف معين، مما يساهم في توليد دخل لهذه المنطقة، أما على مستوى الأفراد فإنَّ السياحة تساهم في اكتشاف أماكن وثقافات جديدة، إضافة إلى المغامرات والمتعة، وعند تفصيل أهمية السياحة نذكر الآتي:
– تساهم السياحة في التقدم الاقتصادي للدول، إذ يساهم وجود السياح في دعم الاقتصاد، وذلك عن طريق زيارة الأماكن السياحية ومراكز التسوق، وهذا يساهم في حركة عملات النقد الأجنبية في هذه الدولة، ورفد خزينة الدولة عن طريق حركة البيع والشراء.
– تفتح السياحة الفرص لجذب المستثمرين إلى البلاد، وهذا يرفع من إمكانية تنظيم مشاريع جديدة فيها.
– تعدّ السياحة مصدرًا لدخل العديد من العائلات، إذ خلقت العديد من فرص العمل في مجال الفنادق والضيافة، وقطاع الخدمات، والترفيه، والنقل، هذا إضافة لفرص العمل في مجالات بيع القطع التذكارية الأثرية والحرف اليدوية.
– تشجع السياحة على تطوير البينة التحتية في الأماكن السياحية والأماكن المحيطة بها؛ كالمطارات والطرق والاتصالات والفنادق، وكلّ ما يقدم للسائح أفضل تجربة عند زيارة المكان.
– تساهم السياحة في تبادل الثقافات وتقريب المسافات بين الشعوب، إذ يتعلم السياح ثقافات الأماكن الجديدة التي يزورونها من العادات والتقاليد واللغات وأمور كثيرة أخرى، وينقلون تجاربهم إلى بلادهم وخصوصًا الإيجابية منها، وهذا يساهم في تقبل الآخرين وتنمية وتطور المجتمعات.



683 Views