دور المسجد في الإسلام وأهم مكونات المسجد وأهم ظائف المسجد في الإسلام بالإضافة إلى أهم الادعية التي يمكن قولها عند دخول المسجد.
محتويات المقال
دور المسجد في الإسلام
1-إن للمساجد دورًا عظيمًا في الإسلام، إنها بيوتُ الله تعالى، وهي أشرف البقاع على وجه البسيطة إن للمساجد دورًا عظيمًا في الإسلام، إنها بيوتُ الله تعالى، وهي أشرف البقاع على وجه البسيطة؛ حيث يُذكَر فيها اسم الله جل وعلا ليلَ نهارَ وصباح مساء، ويحضرها رجال لا يغفُلون عن طاعته سبحانه وتعالى في غدواتهم ورَوْحاتهم، في شُغلهم وفراغهم، في حِلِّهم وتَرحالهم؛ {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:36، 37]، فإن المساجد تغيّر أحوال الإنسان من شقاء إلى سعادة، ومن ضِيق إلى رخاء، والمساجد تعالج القلوب؛ حيث تجلعها رقيقةً ومجلوّةً من صدأ الذنوب والآثام التي يرتكبها الإنسان، وهذه البقاع من الأرض -أي: المساجد- تنزل عليها الرحمات، وترفُّ عليها الملائكة بأجنحتها، وهي أماكن المنافسة في الخيرات.
2-إن سياسة الأمة الإسلاميّة كلها من عهد الرسول وبعد ذلك كانت تُدار من داخل المسجد، فتسير الجيوش من داخل المسجد، وقرارات الحرب من المسجد، والمعاهدات من داخل المسجد، واستقبال الوفود في داخل المسجد، والقضاء في المسجد، مقرّ الحكم في الإسلام وبيت الحكم هو بيت الله وكل ما سبق له أدلته ومواقفه في السيرة النبويّة، لكن المجال لا يتسع لذكرها، فالأمر يحتاج إلى أبحاث لتفسير دور المسجد في حياة المسلمين، فالمسجد له دور في كل جزئية من جزئيات الحياة وليس معنى هذا أني أقصد أن نحوّل المسجد الآن إلى مستشفى ودار ضيافة ومحكمة ووزارة، ليس هذا هو المقصود، ولكن المعنى الذي يجب ألا يغيب عن العقل والذهن هو أن تربية المسجد تربية أساسية في إدارة كل هذه الهيئات، لأن الذي لا يعرف لله حقه لن يعرف للخلق حقوقهم، الذي ليس له ضوابط من الشرع لن تكون هناك حدود لظلمه وفساده وضلاله في الأرض، الذي لا يعرف طريق المسجد لا يعرف طريق الحق والعدل والأمانة والشرف.
3-المسجد مكان يُنزل به الرحمات واستجابة للدعوات، ومنسكاً للأعمال الصالحة لقول الله تبارك وتعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39]، لذلك أثنى الله تعالى على الذين يعمرون المسجد بالطاعات وبشرهم بالثواب العظيم قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38].
مكونات المسجد
1-الميضأة:
هي حوض للوضوء يتوسط صحن المسجد غالباً، وهو مسقوف وتوجد الفسقية بوسط الصحن في المدرسة أو في الجامع، ويختلف حجمها حسب مساحة الصحن وتقوم عليها قبة ترتكز على أعمدة، هي عبارة عن حوض مثمن من الطوب يُكسى من الداخل والخارج بالرخام، وفي منتصفه نافورة من الرخام.
2-المحراب:
هو تجويف نصف دائري في الحائط لتمييز جدار القبلة عن غيره من الجدران، فيتعرف عليه المصلون، وهو يتسع لشخص واحد هو الإمام، ويعود تاريخ المحاريب للعام الثاني الهجري، لكنها لم تكن منابر مجوفة، أول من بنى منبراً مجوفاً هو الخليفة عمر بن عبد العزيز في المسجد النبوي عندما قام بتجديده عام 90 هجري، يتكون المحراب المجوف من تجويف ينتهي بطاقية ذات أشكال جميلة من الرخام الملون.
3-المنبر:
هو سلم من الخشب يتكون من عدة درجات يقف عليها الخطيب لإلقاء الخطبة، قد عرف المنبر منذ عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث كان يخطب فوق منبر من ثلاث درجات ويجلس فوق الأخيرة ويستند بقدميه على الدرجة الثانية، يصنع المنبر من الخشب وينتهي بمكان لجلوس الخطيب، كان المنبر في العصور الإسلامية آية في الجمال، نظراً لدقة صنع وحفر الخشب، من أبرز المنابر منبر حسام الدين لاجين ومنبر جامع المؤيد شيخ، قد انتشرت المنابر الرخامية التي بنيت في العصر المملوكي مثل منبر مدرسة السلطان حسن، كما بنيت منابر من الحجر في العصر نفسه مثل منبر جامع الأمير شيخو.
4-الصحن:
هو تلك المساحة المربعة أو المستطيلة المكشوفة التي تترك بدون سقف في وسط المسجد أو الجامع، يحيطها من الجوانب الأربعة ظلات أربع أكبرها ظلة القبلة، يلاحظ أن هذا الصحن قد يكون مغطى بسقف مسطح، ذلك نظراً للظروف البيئية والمناخية للإقليم أو البلد الذي يبنى فيه المسجد.
5-دكة المبلغ:
هي دكة للمبلغ أي الشخص الذي يردد الأذان خلف المؤذن، وهي جسم مرتفع عن الأرض حتى يصل صوت المبلغ لأقصى مدى ممكن، تكون محمولة على أعمدة رخامية تحيط بها ألواح رخامية، ويصعد إليها المؤذن عن طريق سلم.
6-المئذنة:
هي المكان الذي يرفع منه المؤذن الأذان، يرجع تاريخ أول مئذنة في مصر إلى عصر معاوية، أما أقدم المآذن الباقية في مصر، فهي مئذنة جامع الجيوشي بالمقطم، وهي مئذنة تعود للعصر الأيوبي، ظهرت مآذن ذات رؤوس مزدوجة في بداية النصف الثاني من القرن 8 هجري، كما تميزت مآذن المماليك بجمال النسب وروعة الانسجام بين أجزاء المئذنة، أما مئذنة العصر العثماني فقد امتازت بالبساطة والارتفاع والخلو من الزخرفة إلا بعض الأشرطة الحجرية البارزة التي تقسم بدن المآذنة إلى مناطق مستطيلة.
وظائف المسجد في الإسلام
1ـ مركز خير للحكومة الإسلامية
لعب المسجد في القديم دوراً كبيراً في مسألة مواجهة الظلم. وهناك جزء كبير من الانجاز الكبير الذي تحقق في الوقت الحاضر والذي تمثل بانتصار الثورة الإسلامية، مرهون للمسجد. فالمسجد كان مركزاً لمواجهة الظلم الذي أدى إلى انتصار الثورة لذلك يجب أن يكون مركز خيرٍ للحكومة الإسلامية. ومن هنا ينبغي أن يبقى المسجد محلاً لمصارحة الآخرين بالأخطاء والاشكالات وتذكير البعض بما ينبغي عليهم القيام به والعمل بشكل مجموعي للدفاع عن الحكومة الإسلامية.
2ـ اكتشاف الاستعدادات
هناك في كل منطقة الكثير من الاستعدادات المجهولة، لذلك يمكن للمسجد أن يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن هذه الاستعدادات واظهارها إلى العلن.
3ـ حل مشاكل الناس
المسجد هو واحد من الأماكن التي يمكن استخدامها لحل مشاكل الناس، حيث يجب على إمام المسجد ومعاونيه القيام بهذه المهمة. هنا ينبغي أن يشعر الناس بأن المسجد ليس مكاناً للصلاة فقط، بل هو مكان تطرح فيه مسائل ومشاكل الناس للوصول إلى حلول مناسبة.
4ـ ايجاد الجاذب
إن أول المسؤوليات التي يجب أن نطّلع بها على مستوى هداية جيل الشباب هو ايجاد الجاذبية وعندما نطرح هذا البحث يخرج الكثيرون ليطرحوا مسائل عديدة تحت عنوان مسائل جاذبة للشباب ولكنها خاطئة حيث يجعلون مكانها خارج المسجد لذلك نقول يجب التفكير ملياً عندما نرغب بايجاد الجاذبية على أساس دين الإسلام. يجب عدم الاشتباه فلا نجعل الجاذبية هي الهدف. لأن الهدف هو الدعوة إلى الحق التي تشكل الموضوعية لنا. بناءً على ما تقدم يجب أن يكون الطريق الذي نختاره للدعوة إلى الحق متناسباً مع الدعوة ولا يمكن جذب الشباب إلى المسجد بأي طريق ووسيلة، بل يجب البحث عن طرق ايجاد الجاذبية الدينية في الكتاب والسنّة وتجارب علماء الدين حتى لا يتحول المسجد بعد مدة إلى مركز لا علاقة بينه وبين المسجد.
5ـ المشاورة
ينبغي أن يتخذ إمام المسجد مكاناً خاصاً في المسجد أو إلى جانبه يحضر إليه في أوقات محددة حيث يتوافد الناس إليه للاستشارة والمشاورة في أمور حياتهم وقضاياهم الدينية. والزواج من جملة الأمور التي يمكن الاستشارة والبحث حولها مع إمام المسجد، حتى أن الاستخارة التي يقيم بها إمام المسجد واحدة من أساليب الارتباط مع الناس.
6ـ رفع الاختلافات
العدالة من جملة شروط إمام الجماعة. والشخص العادل يمكنه العمل بشكل جدي لرفع الاختلافات بين الناس.
دعاء دخول المسجد
1-عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: علم النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ((اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وافتح لنا أبواب رحمتك))، وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ((اللهم افتح لنا أبواب فضلك))
2-وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: ((بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ))، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ:((بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ)).
3-عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ – أَو عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ – رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ)).
4-عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)).