زيوس

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 31 ديسمبر, 2020 5:52
زيوس

زيوس ومن هو زيوس ومعلومات عن زيوس كبير الآلهة اليونانية وكل مايخص زيوس في هذه السطور التالية.

زيوس

زيوس يُلقَّب عند الإغريق بـ “أب الآلهة والبشر” أو كما في اليونانية القديمة: πατὴρ ἀνδρῶν τε θεῶν τε, patḕr andrōn te theōn te. في معتقدات الإغريق الدينية هو أب الآلهة والبشر. فهو الذي يحكُم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث. زيوس هو إله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية. نظيره الروماني هو جوبتير، ونظيره في الميثولوجيا الهندوسية هو إندرا وفي الإيتروسكانية الإله تينيا. تكمن قوة زيوس في حكمه لقوى الطبيعة الرهيبة التي كان الإغريق يخشونها كالبرق والرعد والسماء الواسعة.

زيوس في الفن

قبل العصر القديم في اليونان، كانت هناك تصورات كثيرة لزيوس إلا أنها لم تتشكل في نمط إلا في بدايات العصر القديم، وكانت تصوره يحمل الصاعقة بيده أو أحيانًا يوقف نسرًا على يده. وفي العصر الكلاسيكي نجده يحمل صولجانًا وجالسًا على مقعد، ويعتبر تمثال زيوس في الأوليمب الضخم والذي يبلغ ارتفاعه 13 متر من العاج والذي قام به النحات اليوناني المعروف فيدياس نموذجًا لتصور زيوس في الفن في تلك الفترة والذي ظل موجودًا حتى العصر الهيلينستي. وظهر بعد ذلك بكثرة في لوحات الفنانين الأوربيين لا سيما في عصر النهضة التي تعتبر فترة الشغف بالميثولوجيا اليونانية.

مكانة زيوس

كان زيوس يعتبر – وفقاً لهومير (هوميروس) وحسب ما هو شائع – أباً للآلهة والمخلوقات الفانية ( البشر بشكل رئيسي)، ورغم أنه لم يخلق أياً منهما، فقد كان أباً بمعنى أنه حاكم الآلهة الأولمبية وحامٍ للبشر. وهو أيضاً إله الأمطار وجامع السحاب، سلاحه الصاعقة الرهيبة، وقد حصل على البرق والرعد كهدية من السيكلوبس حينما حررهم من العالم السفلي الذي حبسهم فيه أخوهم كرونوس، ودرعه هو الإيجيس، وطائره هو النسر، وشجرته هي السنديان. وقد حكم الآلهة في قمة جبل أوليمبوس الموجود في ثيسيليا، والذي كانت قمته متلازمة مع السماء، فهما مترادفان في كتابات هومير مثلاً، وهي أعلى قمة في اليونان والمكان الأمثل لإله للسماء والجو

نشأة زيوس

كان زيوس أصغر الأبناء الستة لاثنين من الجبابرة، كرونوس وريا، إخوته الخمسة هم : بوزيدون (إله البحر)، هيديس (إله الموتى والعالم السفلي)، هيرا (وهي أيضاً زوجته)، ديميتر (إلهة الخصب والحصاد)، وأكبرهم هيستيا (إلهة الموقد والبيت). ولد زيوس وفقاً للأسطورة في مدينة إيجيوم، اليونان. تقول الأسطورة أن كرونوس، الذي كان يخشى أن يقوم أحد أبناءه بخلعه من عرشه حسب نبوءة والديه جايا (غيا) وأورانوس، كان يقوم بابتلاع أولاده بمجرد ولادتهم. إلا أن زوجته ريا وعند ولادة ابنهما الأصغر زيوس أعطت كرونوس حجراً بلفافة قماش ليبتلعه بدلاً من ابنها الرضيع الذي أخفته في جزيرة كريت، حيث نشأ تحت رعاية الحوريات، كما تولت الشاة أمالثايا مهمة إرضاعه، وحرسه الكيوريتيون (محاربون صغار) حيث كانوا يموهون بكاء الطفل بقعقعة سيوفهم

معلومات وحقائق عن زيوس كبير الالهة اليونانية

زيوس تبعًا للديانة الإغريقية هو الإله الحاكم لمجمع الآلهة وإله الطقس والسماء الذي يقابله الإله الروماني جوبيتير. من الواضح أن اسم زيوس أتى من اسم إله السماء «دايوس» في الديانة الهندوسية القديمة والمذكور في ريغ فيدا (أحد الكتب المقدسة في الديانة الهندوسية). نظر الناس إلى زيوس بوصفه مُرسِل الرعد والبرق والمطر والرياح وسلاحه التقليدي هو الصاعقة، ودعوه بالأب الذي يحكم ويحمي كلًّا من الآلهة والبشر.
وفقًا لأسطورة جزيرة كريت -التي تبناها الإغريق لاحقًا- فإن كرونوس ملك الجبابرة، بعد معرفته أن أحد أولاده سوف يخلعه عن عرشه، كان يبتلع أبناءه بمجرد ولادتهم، لكن زوجته ريا أنقذت الطفل زيوس وذلك بعد أن لفت حجرًا بقطعة قماش وأعطتها لكرونوس ليبتلعها بدلًا من زيوس، ثم خبأته في كهف في جزيرة كريت.
وهناك تولت رعايته الجميلة أماليثيا، وتبعًا لأحد الأساطير فقد كانت أنثى ماعز، وتولى حراسته الكوريتس (وهم محاربون شباب أسطوريون)، وقد كانوا يضربون أسلحتهم ببعضها لإخفاء بكاء الطفل. بعد أن أصبح زيوس رجلًا، قاد تمردًا ضد الجبابرة ونجح في خلع كرونوس عن عرشه بمساعدة أخويه هاديس وبوسايدن اللذان تقاسم معهما الهيمنة على العالم.
قاد زيوس، بوصفه إله السماء، الآلهة في حرب انتصر فيها ضد الجبابرة المنحدرين من سلالة غايا وتارتاروس، وسحق أيضًا عدة تمردات ضده قادها آلهة أخرون. وتبعًا للشاعر الإغريقي هومر، فإن السماء كانت تقع على قمة أولويمبوس، أعلى جبل في اليونان والمكان المنطقي لإله الطقس.
واستوطن الأفراد الآخرون من مجمع الآلهة هناك مع زيوس وكانوا خاضعين لإرادته. يُعتَقد أن زيوس -العالِم بكل شيء- ومن مكانه العالي كان يراقب شؤون الناس ويرى ويحكم الجميع ويكافئ من يفعل الأمور الجيدة، ويعاقب الأشرار. وعلاوةً على إقامة زيوس للعدالة وصلته القوية مع ابنته ديكي (إلهة العدل)، كان حامي المدن والوطن والملكية والغرباء والضيوف والداعين.
كان زيوس معروفًا بعلاقاته الغرامية الكثيرة التي كانت السبب الرئيسي لخلافه الدائم مع زوجته هيرا، إذ أقام العديد من العلاقات مع نساء خالدات (آلهة) أو فانيات (بشر). ومن أجل أن يتمكن من ممارسة غرامياته، تحول زيوس وباستمرار إلى أشكال مختلفة من الحيوانات مثل تحوله إلى طائر الوقواق عند اغتصابه هيرا أو بجعة عندما اغتصب ليدا أو ثور عندما اختطف أوروبا.
ومن بين ذريته، فإن الأكثر شهرة كان التوأم أبولو وآرتيميس من ليتو (إحدى التيتانسيز وهن المقابل الأنثوي لالتيتانس وهم الجبابرة الذكور الذين حكموا العالم قبل الآلهة) وهيلين وتوأمي ديسكورو من ليدا ملكة إسبارطة (إحدى الممالك في اليونان) وبرسيفيوني من ديميتر وأثينا التي وُلدت من رأسه بعد ابتلاعه تاتينتس ميتس واحدة من الجبابرة وهيفيستوس وهيب وآريس وإليثيا من زوجته هيرا وديونيسوس من الإلهة سيميلي وغيرهم الكثير

أسطورة الإله زيوس

تبدأ أسطورة الإله زيوس منذ أن ملك أبيه “كرونوس” حيث كان كرونوس قد تزوج “ريئا” فولدت له ثلاث بنات وثلاثة أولاد، من ضمنهم زيوس الإله الأسطوري، وعلى أن يتنازل إخوة كرونوس له عن الملك كان اتفق معهم على أن لا يكون الملك متوارثًا في أولاده ونسله من بعده، وهذا بعد أن تدخلت أمهم الأرض “جييا” لإنهاء النزاع الذي وقع بينهم على الملك بعد أن خلع كرونوس أبيه أورانوس عن العرش والملك، وأما أسطورة الإله زيوس “زفس” فمبعثها أن كرونوس ورد إلى مسامعه نبوءةً تفضي بأن أحد أبناءه سيخلعه عن العرش ويملك ملكه، أو لعله كام خائفًا من أن يفعل به ابنه ما فعله هو لأبيه أورانوس، فراح يأمل أولاده.
بينما كانت “ريئا” حاملٌ بابنها الأخير “زيوس” كان كرونوس قد التهم أبناءه الخمسة، فراحت تبحث عن سبيلٍ تحمي بها ابنها الذي لم يولد بعد، برفقة الأرض أمها “جييا” ولدت “ريئا” زيوس في الخفاء في مغارةٍ في جزيرة “كريت” وقدمت لكرونوس صخرةً ملفوفةً على إنها ابنه الرضيع، فابتلعها وانطلت الحيلة عليه.
تحت حماية عرائس الوديان ” أذرستي وإيذا” في أحد جبال كريت البعيدة وضع “زيوس” فتعهدتاه وربتاه، وكانتا قد أمرنا كهنة “جييا” أن يسلوه بالرقص فلا يبك، وأن يثروا حوله الضوضاء إن ما بكى، وذلك لحجب صوته عن أبيه كرونوس، فنشأ زيوس ونجا لتتم النبوءة التي من أجلها ابتلع كرونوس أبناءه، وبمساعدة ابنة عمه “مينيس” وهي البحر الشاسع/ المحيط شرب أباه ما يحمله على التقيوء، فأخرج بقيئه أبناءه الخمسة والصخرة الخادعة، ثم ما كان منهم إلا أن دعموه في خلع أبيه عن العرش، فأخرجه من السماء ونفاه في “أساسات الكون” وبعد ذلك أخرج أعمامه من ظلام أبيه فاعترفوا له بالملك وأهدوه الصواعق والبروق والرعود، وبهن سيطر على الكون، وهذه أسطورة الإله زيوس.



643 Views