عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر

كتابة هدى الراشد - تاريخ الكتابة: 10 نوفمبر, 2021 9:48
عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر

عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر وما هو عقوق الوالدين ؟ واسباب عقوق الوالدين وكيفية بر الوالدين بعد موتهما، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.

عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر

-عقوق الوالدين من أكبر الكبائر:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ»، قَالَ: وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: «وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ»، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ» قُلْتُ لِعَامِرٍ: مَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ صَبْرٍ، وَهُوَ فِيهَا كَاذِبٌ.
-استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»، وفي رواية ابن حبان: ” وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ “. وعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْنَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: “لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ”.
– تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ». وَعَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «بَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ , وَالْعُقُوق».
– من أسباب دخول النار –أعاذنا الله منها -:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ»، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»، وعنه رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «آمِينَ آمِينَ آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ».

ما هو عقوق الوالدين ؟

-في اللغة يأتي بمعنى الولد الذي يعق والديه عقاً وعقوقاً.
-وبحسب ما جاء في لسان العرب في معنى العقوق لابن منظور أنه يعبر عن قطع الوالدين، وكذلك ترك صلتهما، هذا وقد يشمل هذا اللفظ كل الرحم.
-هذا وقيل أنَّ العق لغة جاء من القطع، والشق، حيث أن العاق لوالديه يكون قد شق عصا الطاعة لوالديه، كما أنه يعقهما كذلك بقطع رحمهما.
أما العقوق اصطلاحاً فقد جاء بمعنى ضد البر الذي قد أمرنا الله سبحانه وتعالى به في كتابه العزيز، حيث قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، كما جاء في الآية الأخرى قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).
-ويعتبر العقوق من كبائر الذنوب، التي يعجل الله لمن يرتكبها العذاب بالدنيا قبل الآخرة، هذا و يكون العقاب من جنس العمل، فمن ابتلي بعقوق الأبناء فهو للأسف كان قد سبقهم وعق والديه من قبل.

اسباب عقوق الوالدين

-الجهل: فالعديد من الأبناء يجهلون آثار وعقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة، فإذا جهل الولد عواقب العقوق تساهل في فعلها، وقاده ذلك إلى العقوق والتمرد على والديه والابتعاد عن برّهما.
-سوء التربية: فإذا لم يربي الآباء أبنائهما على التقوى ومخافة الله تعالى في كل أمورهما، ومعرفة المكانة العظيمة للوالدين وجزاء برهما، فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.
-الصحبة السيئة: فالصحبة السيئة هي سبب رئيسي من أسباب العقوق، إذ تؤثر الصحبة السيئة في إضعاف دور الأهل من قدرتهم على السيطرة على ابنهم، وبالتالي عصيانه وعقوقه لهما.
-عقوق الوالدين لوالديهم: فإذا كان الوالدان عاقان لوالديهما فإن جزاء ذلك سيكون حتمًا بعقوق أبنائهما لهما.
-التفرقة في المعاملة بين الأبناء: فالكثير من الأهل يفرقون في معاملة أبنائهم، مما يورث في نفوسهم البغضاء والكره لوالديهم، فتسود الكراهية التي تؤدي في النهاية إلى تمرد الأبناء وعقوقهم لوالديهم.
– عدم إعانة الوالدين لأبنائهما على البر: فبعض الآباء لا يعينون أولاده على بره ولا يشجعونهم إذا أحسنوا التصرف معهم.
-قلة مخافة الله: خاصة في حالات الطلاق، فالكثير من الوالدين إذا حصل بينهما طلاق لا يتقيان الله في ذلك، فقد تحرض الأم الابن على أبيه، أو يحرض الأب الولد على أمه، فيسود الحقد والكره في نفس الولد على أهله مما يؤدي إلى عقوقه لهما.

كيفية بر الوالدين بعد موتهما

-الدعاء لهم: يُفضل الاستغفار والترحم عليهما وفي الوقت نفسه الدعاء لهما بمنوال دائم.
-الحج عنهما: يُمكن أن يبر الولد الأبوين بعد الرحيل بتفعيل الحج لهما إن لم يكونا فعلاها قبل وفاتهما
-إخراج الصدقات: يجب تفعيل صدقات مستمرة لهما، على سبيل المثال بناء مسجد.
-صلة رفقائهم: من الأفضل بر قاطبة الرفقاء المقربين من الوالدين عقب رحيلهم.



640 Views