نقدم لكم في هذه السطور فضل اركان الاسلام والايمان وماهو المفهوم الشامل لاركان الاسلام والايمان.
أركان الإسلام وأركان الإيمان
أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، لمن استطاع إليه سبيلا.
وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
والفرق بينهما أن أركان الإسلام أعمال ظاهرة تقوم بها الجوارح، من صلاة وزكاة وصيام وحج.
وأركان الإيمان أعمال باطنة محلها القلب، من إيمان بالله وملائكته… الخ.
وقد يكون الشخص مسلما وليس مؤمنا كما قال تعالى: [قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ] (الحجرات: 14).
فالأعراب قالوا آمنا ووصفوا أنفسهم بالإيمان فرد الله تعالى عليهم مؤدبا ومعلما.. وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: إن الإيمان هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى، واتفاق القلب واللسان والجوارح وهذه المرتبة لم تصلوا إليها بعد، ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا إليك طائعين مستسلمين، وعلى هذا، فالإيمان غير الإسلام
ما هي أركان الإسلام الخمسة
مصطلح أركان الإسلام مصطلح إسلاميّ، أطلق على الأسس الخمس التي بني عليها الإسلام، وقد جاء هذا المصطلح من الحديث الشّريف: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ”، وقد تعدّدت صيغها في الأحاديث النبويّة ومنها: “شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”، ووصفت هذه الأركان بأنّها ما يبنى عليه الإسلام، فكان الحديث السّابق جوابًا على سؤال ما هي أركان الإسلام الخمسة، وهذه الأركان:
الشّهادة
أن يشهدَ العبد أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ بلسانه وقلبه، وأن يعتقد أنّ الله وحده لا شريك له، هو الخالق لكلّ شيء في هذا الكون، والمتصرّف بكلّ شيء، المحي والمميت والمعطي والمانع، فهو المعبود دون سواه فلا إله في هذه الوجود إلّا هو، وبأنّ محمّدًا هو النّبيّ الذي أرسله لهداية النّاس أجمعين، وأوجب عليهم إتّباعه، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.]
الصّلاة
وأن يعتقد العبد بأنّ الله تعالى قد فرض عليه في اليوم واللّيلة خمس صلوات؛ الفجر والظّهر والعصر والمغرب والعشاء، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،فعليه أن يؤدّيها على النّحو الذي أراده الله تعالى منه، في وقتها وأن يقف بين يديه، طاهر الجسد والثّوب والمكان، متوجّهًا إليه بوجهه وقلبه، وهذه الصّلوات الخمس يتبعها نوافل تابعة لها لتجبر ما قد نقص منها، ونوافل أخرى غير تابعة للفرائض.
الزّكاة
وهي الرّكن الثّالث بعد الصّلاة، فقد فرضها الله تعالى على أغنياء المسلمين لتردّ على فقرائهم، حيث خلق الله تعالى النّاس منهم الأغنياء والفقراء، ولذلك أوجب على المؤمنين الزكاة تؤخذ من أغنيائهم وتردّ على فقرائهم، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }، وللزكاة فوائد عظيمة، كتطهير النّفس من رذيلة البخل والشّحّ، وتقوية المحبّة بين الأغنياء والفقراء، والحدّ من الجرائم الماليّة، وإسعاد الأمة.
صيام رمضان
فرض الله تعالى صيام شهر رمضان، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الإمساك عن المفطرات من الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصوم وجاءت النّصوص الكثيرة من الكتاب والسّنّة تبيّن أحكامه، وتوضّح معالمه بصورة واضحة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وله ثواب عظيم؛ لأنّ الله تعالى اختصّه لنفسه، فقال في الحديث القدسيّ: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به”.
الحجّ
هو الرّكن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وهو قصد بيت الله الحرام في زمن مخصوص بنية أداء المناسك من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغيرها، قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، وقال رسول الله _صلّى الله عليه وسلّم-: “أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا”، ووبهذ الشّكل تمّت الإجابة ولو بشكل مختصر على سؤال ما هي أركان الإسلام الخمسة؟.
لماذا نتعلم أركان الإسلام؟
إنّ أركان الإسلام هي الدّعائم والركائز التي يرتكز عليها الدين الإسلامي، ولا يصحّ بحال من الأحوال التّهاون بها ولا بواحدةٍ منها، لذلك فإنّ ترك رُكْنٍ من هذه الأركان تهاوناً وكسلاً تُعتبر كبيرة من الكبائر لأنّه عصيانٌ لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم.
إنَّ أركان الإسلام واجبةٌ على كل مسلم والتي لا يسع المسلم جهلها، ولا يستقيم أمره ولا يرشد إلّا بالقيام بها.
إنَّ تعلُّم أركان الإسلام فيه تنفيذٌ لأوامر الله تعالى واتباع سنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
إنَّ تعلُّم أركان الإسلام من الأمور الأساسيّة التي تقوم عليها التربية الإسلاميّة الصحيحة.
إنَّ تعلُّم أركان الإسلام وبخاصة منذ الصغر يحفظ فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، وإن تمَّ إهمال تعلّمها فإنَّ ذلك يُوْدِي بالإنسان للهلاك والانحراف عن الفطرة السليمة.
إنَّ أركان الإسلام تقوِّي الصلة بيننا وبين الله تعالى. حيث نجد جميع أركان الإسلام تربط الإنسان بالله في توجُّهه وحياته من خلال أدائها. فهو يصلِّي كلَّ يوم خمس مرات، ويؤدي زكاة ماله، ويصوم على الأقل شهراً في كل سنة، ويحج إلى بيت الله إن استطاع إليه سبيلاً، وكل ذلك يقوِّي الإنسان على ذكر ربه، ويربطه به جلَّ وعلا.
أحاديث نبوية شريفة في فضائل أركان الإسلام الخمس
روى مسلمٌ في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ”.
روى البخاريُّ بسنده عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا أَخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: “يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ”، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: “يَا مُعَاذُ”، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: “يَا مُعَاذُ”، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: “هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟” قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا” ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: “يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ” قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ: “هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟” قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ”.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ”، كما رواه البخاريّ وغيره.
روى ابن ماجه بسنده عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: “مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ مُوقِنٍ، إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة على وقتها”، قال: ثمّ أي؟، قال: “بر الوالدين”، قال ثمّ أي؟، قال: “الجهاد في سبيل الله”.
عن أَبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أرأيتُم لو أنّ نهراً بباب أحدِكم يغتسل منه كلّ يوم خَمْس مرَّات، هل يبقى من دَرَنِهِ شَيء؟”، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: “فذلك مَثَلُ الصَّلوات الخَمْسِ، يمحو اللَّه بهنَّ الخطايا”، متفق عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ”.