قصة الحمامة والفار كما سنقوم بذكر قصة الحمامة والصياد، وكذلك سنوضح قصة الحمامة والثعلب، كما سنقوم أيضًا بذكر قصة الحمامة والنملة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
قصة الحمامة والفار
حكى أريب عاقل لكل فضل ناقل عن سرب طير سارب من الحمام الراعبي بكر يوماً سحرا وسار حتى أصحرا في طلب المعاش وهو ربيط الجاش فأبصروا على الثرا حباً منقاً نُثرا فأحمدوا الصباحا واستيقنوا النجاحا فأسرعوا إليه وأقبلوا عليه حتى إذا ما اصطفوا حِذاءه أسفوا فصاح منهم حازم لنصحهم ملازم مهلا فكم من عجلة أدنت لحي أجله تمهلوا لا تقعوا وأنصتوا لي واسمعوا آليتكم بالرب ما نثر هذا الحب ؟ في هذه الفلات إلا لخطب عاتي إني أرى حبالاً قد ضمنت وبالا وهذه الشباك في ضمنها هلاك فكابدوا المجاعة وأنتظروني ساعة حتى أرى واختبر و الفوز حق المصطبر فأعرضوا عن قوله واستضحكوا من حوله قالوا وقد خط القدر للسمع منهم والبصر ليس على الحق مرا حب معدٌ للقرا ألقي في التراب للأجر والثواب ما فيه من محذور لجائع مضرور أغدوا على الغذاء فالجوع شر داء فسقطوا جميعا للقطه سريعا وما دروا أن الردى أكمن في ذاك الغدا فوقعوا في الشبكة وأيقنوا بالهلكة وندموا وما الندم مجد وقد زلّ القدم فأخذوا في الخبط لحل ذاك الربط فالتوت الشباك والتفت الأشراك فصاح ذاك الناصح ما كل سعي ناجح هذا جزاء من عصى نصيحه وانتقصا للحرص طعم مر وشره شمِّر وكم غدت أمّنية جالبة منية فقالت الجماعة دع الملام الساعة إن أقبل القناص فما لنا مناص والفكر في الفكاك من ورطة الهلاك أولى من الملام وكثرة الكلام وما يفيد اللاحي في القدر المتاح فاحتل على الخلاص كحيلة إبن العاص فقام ذاك الحازم طوع النصوح لازم فإن أطعتم نصحي ظفرتم بالنجح وإن عصيتم أمري خاطرتم بالعمر فقال كل هات فكرك بالنجاة جميعنا مطيع وكلنا سميع وليس كل وقت يزول عقل الثبت فقال لا تحركوا فتستمر الشبكوا واتفقوا في الهمة لهذه الملمة حتى تطيروا بالشبك وتأمنوا من الدرك ثم الخلاص بعد لكم علي وعد فقبلوا مقاله وامتثلوا ما قاله واجتمعوا في الحركة وارتفعوا بالشبكة فقال سيروا عجلا سيراً يفوت الأجلا ولا تملوا فالملل يعوق فالخطب جلل فأمهم وراحوا كأنهم رياح واقبل الحبّال في مشيه يختال يحسب أن البّركة قد وقعت في الشبكة فأبصر الحماما قد حلقت أمامه وقلّت الحبالة وأوقعت خباله فعض غيضاً كفه على ذهاب الكفه فراح يعدو خلفها يرجو اللحاق سفها حتى إذا ما أيسا عاد وهو مبتئسا وأقبل الحمام كأنه غمام على فلاة قفر من الأنام صفر فقالت الحمامة بشراكم السلامة هذا مقام الأمن من كل خوف يعني فإن أردتم فقعوا لا يعتريكم فزع فهذه المومات لنا بها النجات ولي بها خليل إحسانه جميل ينعم بالفكاك من ربقة الشباك فلجأوا اليها ووقعوا عليها فنادت الحمامة أقبل أبا أمامة فأقبلت فويرة كأنها نويرة تقول: من ينادي أبي بهذا الوادي قال لها المطوق أنا الخليل الشيق قولي له فليخرج وآذنيه بالمجي فرجعت وأقبلا فأرٌ يهد الجبلا فأبصر المطوقا فضمه واعتنقا وقال أهلا بالفتى ومرحباً بمن أتى قدمت خير مقدم على الصديق الأقدم فادخل بيمن داري وشرفن مقداري وانزل برحب ودعة وجفنة مدعدعة فقال كيف أنعم أم كيف يهني المنعم ؟ وأسرتي في الأسر يشكون كل عسر فقال مرني ائتمر عداك نحس مستمر قال أقرض الحبالا قرضا بلا ملاله وحل قيد أسرهم وفكهم من أسرهم قال أمرت طائعا وخادماً مطاوعا فقرض الشباكا وقطع الأشراكا وخلص الحماما وقد رأى الحّماما فأعلنوا بحمده واعترفوا بمجده فقال قروا عينا ولا شكوتم أينا وقدم الحبوبا للأكل والمشروبا وقام بالضيافة بالبشر واللطافة أضافهم ثلاثا من بعد ما اغاثا فقال ذاك الخل: الخير لا يمل فقت أبا أمامه جوداً على ابن مامة وجئت بالصداقة بالصدق فوق الطاقة ألبستنا نطاقه وزدتنا أطواقا من فعلك الجميل و فضلك الجزيل مثلك من يدخر لريب دهر يحذر وترتجيه الصحب إن عمّ يوماً خطب فأذن بالإنصراف لنا بلا تجافي دام لك الإنعام ما غرد الحمام ودمت مشكور النعم ماراً شاد بنغم فقال ذاك الفأر جفا الصديق عار ولست أرضى بعدكم لا ذقت يوماً فقدكم ولا أرى خلافكم إن رمتم انصرافكم عمتكم السلامة في الظعن والإقامة فودعوا وانصرفوا والدمع منهم يذرف فاعجب لهذا المثل المغرب المؤثل أوردته ليحتذى إذا عرى الخل أذى.
قصة الحمامة والصياد
في يومٍ من الأيَّام الصيفية الجميلة كان يسير صيادٌ في الغابة الخضراء التي اعتادت الحيوانات كلها أن تكون آمنة، وكان يحمل الصياد في يده شبكة كبيرةً جدًّا وقد عزم على أن يصيد أكبر قدرٍ ممكن من الحمامات، فقد سمع في الآونة الأخيرة أنَّ سعرها بات عاليًا وكثُر طلب النَّاس عليها، واختار الصياد بقعة كبيرةً خالية من الأشجار وفرش فيها شبكته الكبيرة جدَّا، ثم رشَّ على الشبكة بعضًا من حبوب القمح التي تحبها الحمامات وتأكلها أينما وجدت. اختبأ الصياد خلف إحدى الشجرات الكبيرة بعيدًا عن أعين الجميع، حتى لا تشعر الحمامات بوجوده فتهرب منه وتخاف، إذ إنّ الحيوانات هي من المخلوقات الحسَّاسة التي تشعر بوجوده وتهرب منه، وما هي إلا بضع ساعات مضت حتَّى أتت أول حمامةٍ ووقفت على الشبكة وصارت تأكل من حبَّات القمح تلك، ولمَّا رأت حمامةٌ أخرى صديقتها تأكل من حبّات القمح اللذيذة دون أن يصيبها مكروه تقدّمت بهدوء وبطءٍ وأخذت تأكل معها، وما هي إلا دقائق حتى تجمع فوق الشبكة عدد كبير من الحمامات البيضاء الجميلة.
وما هي إلا دقائق حتَّى تقدَّم الصَّيَّاد وشدَّ الشبكة إليه وصارت الحمامات كلها مأسورة في تلك الشبكة الظالمة، وصارت كل حمامةٍ تطير في جهةٍ من الجهات وهي تُحاول أن تُنجي نفسها من خطر الموت الذي يترصَّد بها، وصار الصَّياد يرقص فرحًا وطربًا بهذا الصيد الثمين والحمامات تتخبط يمنة ويسرة وقلوبهنّ تخفق من الخوف، وفجأة كانت بينهنّ حمامةٌ حكيمةٌ وذكيةٌ وصارت تُفكر في الحيلة التي من الممكن أن تُخلّصهم من هذه المشكلة العظيمة، وصارت تتشاور مع صديقاتها الحمامات وفجأة خطر في بالها خاطرٌ ذكي.
قالت الحمامة: يا صديقاتي العزيزات لو فكرت كلّ واحدةٍ منكنّ بالخلاص لنفسها فقط فإنَّ ذلك لن ينفع في شيء وسنموت معًا، ولكن خطرت في بالي فكرة ويجب عليكنّ جميعًا أن تُساعدنني بها، قالت الحمامات: وما تلك الفكرة؟ قالت الحمامة: يجب أن نطير جميعًا في جهةٍ واحدةٍ حتى نمنع الصياد من أخذنا، وستكون الجهة التي نطير بها إلى الأعلى حتى لا يتمكّن من التقاطنا. تهيَّأت الحمامات جميعهنّ وبدأت أنحتهنّ بالخفق والطيرات حتَّى تمكّن من الطيران إلى السماء وهناك استطعن أن يهربن من الصياد الجشع، فكان مشهد سرب الحمام الذي يطير في شبكة الصيد رائعًا بحيث شدّ انتباه الحيوانات كلهم إليه، وطارت الحمامة إلى مكانٍ آمنٍ بعيدًا عن الصيَّاد حيث يعيش صديقها الفأر، الذي تمكّن بفضل أسنانه القوية من قطع شبكة الصيد وتحرير جميع الحمامات.
إنّ العبرة المستفادة من هذه القصة هي أنَّ التعاون هو السبيل الوحيد للنجاة، ولمّا يُفكر الإنسان بغيره ويُحاول أن يُساعده فإنَّه يساعد نفسه بشكل أو بآخر، وبهذا ينجو جميع أفراد المجتمع من الخطر.
قصة الحمامة والثعلب
ذات يومٍ في قديم الزمان كان هنالك غابة بعيدة فيها الكثير من أشجار النخيل والكثير من الأشجار الضخمة، وكانت هذه الغابة تعجّ بالحيوانات التي كانت تعيش مع بعضها بعضًا في أمان وسلام، فالسنجاب يخرج من بيته كل يوم ويجمع ثمار البلوط ليعود بها إلى أبنائه، والخُلد مشغول بالحفر وبصناعة السدود لتخزين المياه، والبطة تسبح في النهر وتعلّم فراخها السباحة، والأرنب مشغول بجمع الجزر في سلّته المصنوعة من القش ليعود بها في المساء لصغاره، وكذلك كان هنالك كوخ تعيش فيه ثلاثة دببة تخرج إلى عملها في الصباح وتعود في المساء، ولكن كما أنّ هنالك حيوانات تعيش بأمنٍ وأمان وسلام فإنّ بعض الحيوانات كذلك كانت تعاني من الظلم والاضطهاد. في إحدى أشجار النخيل العالية كانت تعيش حمامة قد بنَت عشّها في أعلى الشجرة، وكانت تصعد وتنزل إلى شجرة النخيل بصعوبة، ولكن كانت أمّها قد نصحتها أن تبني العشّ في أعلى الشجرة لكيلا يستطيع أحد من الحيوانات المفترسة أن يصل إلى العش ويؤذي فراخها الصغيرة، ولكن حدث ما لم يكن في حسبان الحمامة، فقد كان يأتي إليها الثعلب المكار في كل مرة تفقس فيها بيوضها ويهددها أنّه إن لم ترمِ له الفراخ الصغيرة فإنّه سيصعد إليها ويأكلها هي وفراخها، فكانت الحمامة تخاف وترمي إليه بأفراخها الصغيرة فيأخذها ويمشي.
ذات يوم جاء إليها مالك الحزين ورآها تبكي، فقال لها: لماذا تبكين أيتها الحمامة الطيبة؟ فقالت: عندي فراخ سوف تخرج من بيوضها قريبًا، وسوف يأتيني الثعلب كعادته ويطالبني بها، فقال مالك الحزين: ولماذا ترمين إليه فراخك؟ فقالت الحمامة: إنّه يهددني ويقول إن لم ترمِ إليّ بالفراخ فإنّني سأصعد إليك وآكلكِ معها، فقال لها مالك الحزين وقد كان من أذكى الطيور وأكثرها حكمة: عندما يأتي إليكِ هذه المرّة فقولي له اصعَد إليّ وخذ الفراخ بنفسك إن كنتَ تستطيع. بعد يومين أو ثلاثة جاء الثعلب ووقف في أسفل شجرة النخيل ونادى على الحمامة: يا أيتها الحمامة، ارمي لي بفراخك وإلّا صعدتُ بنفسي، فقالت له الحمامة: اصعد إليّ إن كنتَ قادرًا على ذلك، فسكت الثعلب وعلمَ أنّ خطته لم تنجح، وقال للحمامة: من علّمكِ هذا الكلام أيتها الحمامة؟ فقالت: علّمني هذا الكلام مالك الحزين، فذهبَ الثعلب غاضبًا يبحث عن مالك الحزين، ووجده واقفًا عند النهر كعادته. اقتربَ الثعلب غاضبًا وقال لمالك الحزين: يا مالك الحزين، إنّ لك سيقانًا طويلة ومنقارًا طويلًا وأجنحة ضخمة، فماذا تفعل إنّ هبّت عليك العاصفة؟ فقال مالك الحزين: أُخفي رأسي بين جناحيّ، فقال الثعلب: وكيف تفعل ذلك؟ وهنا انتبه مالك الحزين إلى أنّ الثعلب يحاول أن يوقعه بمشكلة، فقال مالك الحزين: لا أستطيع أن أريكَ كيف، ولكن يمكن لك أن تدير لي ظهرك حتى أستعدّ لذلك، فاستدار الثعلب، وعندما استدار هرب مالك الحزين وصعد إلى شجرة عالية، وقال للثعلب: تريد أن تأكلني أيها المكّار، ولكنني كنتُ أذكى منكَ وهربتُ، وهنا عاد الثعلب يجرّ أذيال الخيبة. العبرة من هذه القصة أنّ المرء يجب عليه أن ينتبه لتصرفات الآخرين معه ويفكّر كثيرًا فيما يمكن أن يفعله قبل أن يستسلم للغدّارين والماكرين.
قصة الحمامة والنملة
في يوم من أيّام الصيف الجميلة كانتْ هناك نملةٌ تمشي على إحدى أغصان الأشجار باحثةً عن الطعام، وفجأة اختلف الجوّ، وهبّت رياحٌ قوية جعلتْ النملة تفقد التوازن وتسقط من على غصن الشجرة في النهر، كانت على الغصن المجاور لغصن النملة حمامة بيضاء، عندما سمعت الحمامة صوت استغاثةِ النملة آتيًا من النهر التقطت الحمامة ورقة من الشجرة وألقتها في البركة، وصاحت على النملة: “تسلقي إلى غصن الشجرة”. أمسكت النملة بالغصن، وعلى الفور سحبتْ الحمامة الغصن بمنقارها إلى شاطئ النهر، جلست النملة في ظل شجرة وهي متعبةٌ تمامًا، ولا تكاد تصدق كيف نجت من الموت بفضل الحمامة الطيبة. تركتها الحمامة وذهبت لتحضر لها بعض الثمار والفواكه لتستعيد قوتها، شكرت النملةُ الحمامةَ قائلةً: شكرًا لكِ أيَّتها الحمامة الطيبة فقد أنقذتِ حياتي، أنا مَدينةٌ لكِ، ألقت عليها الحمامة التحية وتمنتْ لها السلامة، وطارتْ بعيدًا.
عادتْ النملة للمشي في الغابة باحثةً عن الطعام، عندما شاهدت صيادًا يتجوّلُ في الغابة، ويبحث عن صيد ما، خافتْ النملة على نفسها من الصياد، ولكنها تذكرت أنَّ الصيادين لا يصطادون النمل، وفزعت عندما تذكرت أنَّ الصياد ربما يلحقُ الأذى بالحمامة التي أنقذتْ حياتها، فوقفت تراقبُ الصياد لتعلم من هي ضحيته. وفي تلك اللحظة، جاءت الحمامة تطيرُ من بعيد، وشاهدتها النملة، وقد كانت صديقتها نفسها، ركضتْ النملة نحو الصياد مسرعةً وعضته من قدمه قبل أن يطلق الرصاصة على الحمامة المسكينة، فانحرفت بندقية الصياد، ودخلت الرصاصة في جذع الشجرة، وأدركت الحمامة الأمر فطارت بعيدًا، وعندما رأت النملةُ الحمامةَ وقد هربتْ تنفست الصعداء. لم تدري الحمامة أنَّ النملة هي مَن قام بإنقاذها من رصاصة الصياد، لكنها عادت بعد أن شاهدت الصياد وقد جلس على الأرض يتألم، فنادتها النملة: “أنا هنا يا صديقتي على قدم الصياد، أردتْ أن أردَّ لك الجميل، وأحمد الله أنَّكِ لم تصابي بأيِّ أذى”، فشكرتْ الحمامةُ النملةَ على إنقاذها لها، وعدم نسيانها المعروف الذي قدمتْهُ لها الحمامة قبل ذلك، وحملتْ الحمامة النملة على ظهرها وأخذتها في نزهة قصيرة في أرجاء الغابة الجميلة. نتعلّم من قصة الحمامة والنملة أنَّه على الانسان ألا ينسى معروفًا قد قدمه أحدهم إليهِ يومًا ما، وأن يساعده إذا استطاع ذلك بكلِّ ما يملك من القوة، وفي قصة الحمامة والنملة أيضًا عبرةٌ هي ألّا يقلل أحدٌ من شأن أحدٍ مهما كان بسيطًا وضعيفًا؛ فلكلٍّ دورُه في الحياة.