قصة بناء المسجد الأقصى

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 10 مايو, 2022 12:02
قصة بناء المسجد الأقصى

قصة بناء المسجد الأقصى وكذلك أهمية المسجد الأقصى، كما سنوضح معالم المسجد الأقصى، وكذلك سنتحدث عن أبواب المسجد الأقصى، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

قصة بناء المسجد الأقصى

– المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض، حيث يعتقد أغلب العلماء أن الملائكة أو آدم عليه السلام (أو أحد أبنائه) هو الذي بنى المسجد الأقصى، بعد أن بنى المسجد الحرام بأربعين سنة، ففي صحيح مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله: أي مسجد وُضِع في الأرض أولا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل، فهو مسجد”. وبعد الطوفان الذي غمر الأرض في عهد نوح عليه السلام ليبق لبناء آدم أثر.
– والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. فقد ذكر ابن هشام في كتاب “التيجان في ملوك حمير جـ1/ 22، ط1، مركز الدراسات والأبحاث اليمنية 1347هـ” أن آدم عليه السلام بعد أن بنى الكعبة: ” ثم أمر الله تعالى آدم بالسير إلى البلد المقدس، فأراه جبريل كيف يبني بيت المقدس، فبنى بيت المقدس ونسك فيه”.
– وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمَّره سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد. ففي سنن ابن ماجة عَنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ”.
– وهذا الحديث بيدوا في ظاهره متعارضاً مع ما قاله العلماء من بناء آدم عليه السلام لبيت المقدس، وقد أجاب ابن الجوزي والقرطبي وغيرهم عن هذا الإشكال، وارتضاه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بأن سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة المسجد الأقصى بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام، تماماً كما رفع إبراهيم عليه السلام قواعد البيت الحرام بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام، وذلك بعد تعاقب الزمن على البناءين الأساسين، والطوفان الذي كان في زمن نوح عليه السلام وغمر الأرض وقتها، وعلى ذلك فمقصود الحديث إنّ سليمان -عليه السلام- جدّد بناءه وهيئه للعبادة، وليس المقصود أنه أنشأه، والله تعالى أعلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في تعيين بنائه سوى هذين الحديثين.
– ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ/ 636م، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هـ/ 685م – 96 هـ/715م، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي.

أهمية المسجد الأقصى

1- يعدّ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى؛ حيث استمرّ المسلمون بالصّلاة نحو المسجد الأقصى قبل أن يأمر الله -تعالى- بتحويل القبلة إلى الكعّبة المشّرفة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .
2- المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضع على الأرض بعد الكعّبة المشرّفة في مكّة المكرّمة.
3- أخبر الله -عزّ وجلّ- أنّ المسجد الأقصى مبارك، وأنّ ما حوله أيضاً مبارك ببركته.
4- أُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى، وكان ذلك في رحلة الإسراء والمعراج حيث أُسري بالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
5- بشّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بفتح المسجد الأقصى.
6- يعدّ المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ الرّحال إليها؛ وأجمع علماء الشّريعة الإسلاميّة على اسّتحباب زيارته والصّلاة فيه، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى).
7- أجر الصّلاة في المسجد الأقصى مُضاعف كما أخبر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
8- أخبر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ نبي الله سليمان -عليه السّلام- سأل الله بعد أن انتهى من بناء المسجد الأقصى فقال: (إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنى بيتَ المقدسِ سألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- خلالاً ثلاثةً سألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حُكماً يصادِفُ حُكمَهُ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حينَ فرغَ من بناءِ المسجدِ أن لا يأتيَهُ أحدٌ لا ينهزُهُ إلَّا الصَّلاةُ فيهِ أن يخرجَهُ من خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ).
9- يعدّ المسجد الأقصى أرض المحشر والمنّشر كما أخبر بذلك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

معالم المسجد الأقصى

إنَّ من أشهر وأهمّ المعالم التي يحتوي عليها المسجد الأقصى هو ذاك المسجد ذي القبّة الذهبيّة المُسمّى بقبة الصخرة المشرفة، الذي بناه عبد الملك بن مروان، وأتى بعده ابنه الوليد بن عبد الملك ليشيّد المسجد ذا القبّة الرصاصيّة المُسمّى بالجامع الكبير أو مسجد الجمعة.
يشتمل المسجدُ على معالم كثيرة قد تصل إلى مائتي معلمٍ بارزٍ تتوزّع ما بين أبوابٍ ومدارسَ وأسبلة الماء، والأروقة، والبوائك ( البائكة هي لفظ يُستخدم في عمارة المساجد ويعني مجموعةً من الأعمدة التي تحمل الأقواس فوقها ويُصعَدُ لها بدرج)، وفيه الكثير من المصاطب (المصطبة هي مساحة تُبنى من الحجر ترتفع عن الأرض، ويُصعد إليها ببضع درجات بُنيت للتعليم والصلاة والجلوس).

أبواب المسجد الأقصى

1- باب الرحمة:
من أجمل وأبهى أبواب المسجد الأقصى، لذلك أطلق عليه الصليبيون اسم الباب الذهبي، وهو مكون من بوابتي الرحمة جنوبا، والتوبة شمالا، ويقع في السور الشرقي للأقصى، ويؤدي مباشرة إلى داخل المسجد، ويرجع اسمه لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج، واليوم يمثل مقر لجنة التراث الإسلامي.
2- باب الأسباط:
ويسمى أيضا باب الأًسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبي الباب، ويعتبر هذا الباب الواقع على أقصى السور الشمالي الشرقي للمسجد، أحد أهم أبواب المسجد الأقصى، والمدخل الأساسي للمصلين، وخاصة من خارج القدس، ويعود تاريخ بناء الباب لعام 1232 هجري، ويعتبر المدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد الأقصى المبارك في حالات الطوارئ لأنه أوسع أبوابه المساوية للأرض.
3- باب حطة:
باب بسيط البناء، محكم الصنعة، مدخله مستطيل، وتعلوه مجموعة من العلّاقات الحجرية، كانت فيما مضى تستخدم لتعليق القناديل، يقع في الرواق الشمالي للأقصى، بين باب الأسباط وباب فيصل، ويعد من أقدم أبواب المسجد الأقصى، ويعود تاريخه لعام 617 هجري، ويقول مؤرخون إن الباب موجود قبل دخول بنى إسرائيل للأرض المقدسة.
4- باب الغوانمة:
يعتبر أول باب يشيد في الجدار الغربي من الناحية الشمالية، حيث أنشئ في العهد الأموي، ورمم عام 707 هجري، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى حارة الغوانمة الواصل إليها، وله أسماء أخرى منها باب الوليد بن عبدالملك، وباب الخليل وباب الغوارمة، وباب درج الغوانمة.
5- باب الناظر:
باب ضخم محكم البناء، مدخله مستطيل، ارتفاعه 4.5 م، وهو ثاني أبواب السور الغربي للمسجد من جهة الشمال، وأحد أبواب المسجد الأقصى الثلاثة التي لا يفتح غيرها أمام المصلين لأداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في المسجد الأقصى منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي.
6- باب العتم:
يقع غرب باب حطة في السور الشمالي للمسجد الأقصى، ويعود تاريخه إلى عام 610 هجري، يعرف بعدة أسماء منها باب الدودادرية، وباب الملك فيصل، وباب شرف الأنبياء.
7- باب الحديد:
يقع في السور الغربي للمسجد، بين بابي القطانين والناظر، وله اسم آخر هو باب آرغون، وكلمة آرغون كلمة تركية تعنى الحديد.
8- باب القطانين:
يعد باب القطانين من الأبواب الرئيسية الهامة والجميلة المؤدية للمسجد، ويقع في السور الغربي للأقصى، بين باب المطهرة وباب الحديد، جاءت تسميته نسبة إلى سوق القطانين المحاذي له، ويعود تاريخه إلى عام 737 هجري.
9- باب المطهرة:
يقع في السور الغربي بالقرب من باب القطانين، ويؤدي إلى المتوضأ لذلك سمى بهذا الاسم، وهو باب قديم جدد في العهد المملوكي على يد الأمير علاء الدين البوصيري.
10- باب السلسة:
وهو الكائن بمحاذاة باب السكينة في الجهة الجنوبية للأقصى، ويعود بناء الباب لعام 600 هجري، وقد عرف أيضا باسم باب داوود وباب الملك داوود.
11- باب المغاربة:
سمي بهذا الاسم نسبة إلى حارة المغاربة الواصل اليها، ويعرف أيضا بباب البراق، وباب النبي، ومنذ عام 1967، صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه، وحرمت الدخول منه على المسلمين، واقتصر الدخول لغير المسلمين، وعادة ما تستخدمه قوات الاحتلال لاقتحام ومهاجمة المصلين بالأقصى.
12- باب الجنائز:
يقع في الجهة الشرقية من سور المسجد، بجانب باب الأسباط، وسمى بذلك الاسم لخروج الجنائز منه قديما إلى مقبرة الرحمة، وهو مغلق ولا يستخدم الأن.
13- الباب الثلاثي:
يقع في الجهة الجنوبية من سور الأقصى، وهو عبارة عن 3 مداخل متجاورة مغلقة، تطل على دار الإمارة والقصور الأموية جنوب الأقصى، على بعد 50 متراً من البوابة المفردة، و80 متراً من البوابة المزدوجة.
14- الباب المزدوج:
باب مغلق، يقع في السور الجنوبي للأقصى، تحت محراب المسجد القبلي، وكان قديما ممرا للأمراء الأمويين، وأصبح الآن مصلىً اسمه الأقصى القديم.
15- الباب المفرد:
يقع في الحائط الجنوبي للمصلى المرواني غرب الباب الثلاثي، وأغلق بطريقة متقنة للغاية، في عهد صلاح الدين الأيوبي، حتى لا يظهر له أي أثر داخل أسوار المسجد، وسمي بباب الوحيد المفرد والمغلق الذي يظهر للعيان، وقد اشتهر عند المؤرخين العرب باسم باب العين لأنه يؤدي إلى عين سلوان.



334 Views