قصة سيدنا سليمان مع الجن والنمل وبلقيس ملكة سبأ

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 20 أكتوبر, 2021 1:30
قصة سيدنا سليمان مع الجن والنمل وبلقيس ملكة سبأ

قصة سيدنا سليمان مع الجن والنمل وبلقيس ملكة سبأ، وقصة سيدنا سليمان مع النمل، وقصة النبي سليمان مع الجن، وصفات سليمان عليه السلام، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

قصة سيدنا سليمان مع الجن والنمل وبلقيس ملكة سبأ

– في يوم كان سليمان عليه السلام يمر على خيمة الطيور لكي يتفقد الجيش فاكتشف غياب الهدهد (وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) وصل الهدهد إلى الخيمة بعد غيبة ليست طويلة، وقال لسليمان عليه السلام قد جئتك من مملكة سبأ بنبأ غاية في الأهمية وجدت قومهم يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله، فكان من الضروري أن يتأكد نبي الله “سليمان” من صدق كلام الهدهد، فأرسله بكتاب لملكة سبأ، قال تعالي “اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ”، ظلت فحوى هذا الخطاب مغلقة، حتى يفتح ويعلن هناك، قال تعالي: “قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ”.
– وصول الكتاب، وها هي تستشير الوجهاء من قومها في هذا الأمر الخطير؛ قال تعالى: “قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” وفحوى الكتاب في غاية البساطة والقوة، فهو مبدوء بسم الله الرحمن الرحيم، ومطلوب فيه أمر واحد ألا يستكبروا على مرسله ويستعصوا، وأن يأتوا إليه مستسلمين لله الذي يخاطبهم باسمه.
– صرحت الملكة بفحوى الرسالة إلى الملأ من قومها، ثم استأنفت الحديث تطلب مشورتهم “قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ”؛ ولكنهم فوضوا للملكة الرأي “قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ”، وهنا تظهر شخصية “المرأة” من وراء شخصية الملكة، المرأة التي تكره الحروب والتدمير، فهي تعرف أن طبيعة الملوك أنهم إذا دخلوا قرية أشاعوا فيها الفساد، وانتهكوا حرمتها، وحطموا القوة المدافعة عنها، وعلى رأسها رؤساؤها، وجعلوهم أذلة لأنهم عنصر المقاومة، فأرسلت هدية لعلها تُلين القلب وتظهر الود، وقد تفلح في دفع القتال، وهي تجربة، فإن قبلها سليمان فهو إذن يسعى إلى أمر من أمور الدنيا، ووسائل الدنيا إذن قد تجدي، وإن لم يقبلها فهو إذن أمر العقيدة الذي لا يصرفه عنه مال ولا عرض من أعراض هذه الدنيا.
– وصول الهدايا إلى سليمان، وإذ بسليمان ينكر عليهم اتجاههم إلى شرائه بالمال، أو تحويله عن دعوتهم إلى الإسلام، ويعلن في قوة وإصرار تهديده ووعيده الأخير”قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ”أي أتقدمون لي هذا العرض التافه الرخيص؟!
– قال تعالى: “فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ” أي لقد آتاني ما هو خير من المال على الإطلاق، ألا وهو العلم والنبوة وتسخير الجن والطير، فما عاد شيء من عرض الدنيا يفرحني “بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ”، ثم يتبع هذا الاستنكار بالتهديد “ارْجِعْ إِلَيْهِمْ” بالهدية وانتظروا المصير المرهوب، قال تعالي:”فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا” أي جنود لم تُسخر لبشر في أي مكان، ولا طاقة للملكة وقومها بهم في نضال “وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ” أي مدحورين مهزومين.
– قال تعالي: “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ”؟ انظر ما الذي أراد ه نبي الله سليمان من استحضار عرش بلقيس قبل مجيئها مسلمة مع قومها؟ نرجح أن هذا كان وسيلة لعرض مظاهر القوة الخارقة التي تؤيده، لتؤثر في قلب الملكة وتقودها إلى الإيمان بالله، والإذعان لدعوته، وقد عرض عفريت من الجن أن يأتيه به قبل انقضاء جلسته هذه، وكان يجلس للحكم والقضاء من الصبح إلى الظهر فيما يروى، فإذا الذي عنده علم من الكتاب يعرض أن يأتي به قبل أن يرتد إليه طرفه، وهذا الذي عنده علم من الكتاب كانت نفسه مهيأة بسبب ما عنده من العلم.
– قال تعالي: “فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ” إنها مفاجأة ضخمة لا تخطُر للملكة على بال، لقد كانت المفاجأة قصرًا من بلور أقيمت أرضيته فوق الماء، وقفت الملكة مندهشة أمام هذه العجائب التي تعجز البشر، وتدل على أن هذه القوى أكبر من طاقة البشر، فرجعت أي الله معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف لقد اهتدى قلبها واستنار، وعرفت أن الإسلام لله ليس استسلامًا لأحد من خلقه بل لله رب العالمين.

قصة سيدنا سليمان مع النمل

– جمع سيدنا سليمان يومًا جنوده من الإنس والجن والطير والدواب وأمرهم بالسير في صفوف منتظمة، وأثناء سيرهم مروا على وادٍ يسكنه النمل، وكان النمل منهمك في مهامه إلا نملة وقفت تراقب مشهد سير نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده، وعندما اقتربوا من بيوت النمل صاحت النملة بأخواتها النمل أن أسرعوا وادخلوا إلى مساكنكم حتى لا يدوس عليكم نبي الله سليمان وجنوده دون أن يشعروا فهم قد اقتربوا منا.
– وهنا تجلت قدرة الله وعلمه الذي علمه لنبيه، فقد سمع سيدنا سليمان عليه السلام ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكاً من قولها، ثم أمر جنوده بالمسير ببطء، حتى يدخل النمل إلى بيوته ولا تصاب بأذى، ثم رفع سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يديه إلى السماء شاكراً الله تعالى على نعمه الكثيرة.

قصة النبي سليمان مع الجن

– كان سليمان يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين، والشهر والشهرين، وأقل من ذلك وأكثر، يَدخل طعامه وشرابه، فدخله في المرة التي مات فيها، وذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه، إلا تنبت فيه شجرة، فيسألها: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول لها: لأي شيء نبت، فتقول: نبت لكذا وكذا. فيأمر بها فتقطع؛ فإن كانت نبتت لغرس غرسها، وإن كانت نبتت لدواء قالت: نبت دواء لكذا وكذا، فيجعلها كذلك.
– حتى نبتت شجرة يقال لها الخروبة، فسألها ما اسمك؟ فقالت له: أنا الخروبة، فقال: لأي شيء نبتِّ، قالت: لخراب هذا المسجد، قال سليمان: ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس، فنـزعها وغرسها في حائط له ثم دخل المحراب، فقام يصلي متكئًا على عصاه، فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك، وهم يعملون له يخافون أن يخرج فيعاقبهم.
– كانت الشياطين تجتمع حول المحراب، وكان المحراب له كُوىً بين يديه وخلفه، وكان الشيطان الذي يريد أن يخلع يقول: ألست جلدًا إن دخلت، فخرجت من الجانب الآخر، فدخل شيطان من أولئك فمر، ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان في المحراب إلا احترق، فمر ولم يسمع صوت سليمان عليه السلام ، ثم رجع فلم يسمع، ثم رجع فوقع في البيت فلم يحترق، ونظر إلى سليمان قد سقط فخرج فأخبر الناس أن سليمان قد مات، ففتحوا عنه فأخرجوه ووجدوا منسأته، وهي العصا بلسان الحبشة قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا منذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا، فأكلت منها يومًا وليلة، ثم حسبوا على ذلك النحو، فوجدوه قد مات منذ سنة “.

صفات سليمان عليه السلام

كان سليمان عليه السلام يتصف بالذكاء وجودة الرأي في الحكم والقضاء، والصفات الخَلقيّة، فقد كان عليه السلام أبيضًا جسيمًا، كثير الشعر يلبس أبيض الثياب، ومن المعروف أنه ورث الحكم عن أبيه، حيثُ كان عمره في ذلك الوقت اثنتي عشرة سنة، ومما ساعد على ذلك ذكاءه وفطنته وسياسته وحسن تدبيره، فقد كان منذُ صباه يتّصف بالذكاء والحكمة وحسن القضاء، وقد كان أبوه نبي الله داوود يشاوره في أيام ملكه في أموره رغم حداثة سنه، وقد جاء في القرآن الكريم الحديث عن ذلك النبوغ والذكاء، ومنها قصة الزرع والحرث الّذي رعت فيه الغنم ليلًا، وله قصة أيضًا جاءت في الحديث النبوي الشريف وهي قصة المرأتين عندما أكل الذئب ابن إحداهما.



439 Views