قصة كليلة ودمنة

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 13 مايو, 2022 9:55
قصة كليلة ودمنة

قصة كليلة ودمنة وكذلك معنى كليلة ودمنة، كما سنقوم بذكر تلخيص قصة كليلة ودمنة: الأسد والأرنب، وكذلك سنطرح تلخيص قصة كليلة ودمنة باب الحمامة المطوقة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

قصة كليلة ودمنة

– الغراب والثعبان”:
كان غراباً يسكن في عش على شجرة في وسط الجبل، وكانت الشجرة بها جحر ثعبان وكان كلما وضع الغراب بيضه جاء الثعبان متعمداً وأكله، فحزن الغراب حزناً شديداً لما يفعله الثعبان فذهب الغراب يشتكي إلى صديق له، وطلب منه النصيحة والمشورة في أمر يريد فعله.
فقال له صديقه وماذا تريد أن تفعل؟ فقال الغراب لقد عقدت العزم أن أنتظر الثعبان هذه الليلة حتى ينام فأنقر عيناه لكي يبتعد عني وأستريح منه، فقال له صديقه هذه الحيلة لن تجدي نفعاً ولن تخلصك من الثعبان وسوف تعرضك للخطر وسوف تصبح مثل الطائر الذي حاول قتل السرطانة فمات هو.
قال له هل لي أن أدلك على شيء إن استطعت أن تفعله ستتخلص من هذا الثعبان دون أن تعرض نفسك لمخاطر، قال الغراب ما هو؟ قال له انطلق وحلق بعيداً واخطف قطعة ثمينة من حلى النساء ثم ارجع ولكن احرص على أن تراك العيون حتى تصل إلى جحر الثعبان وتضع به الحلي، فيتتبعك الناس حتى يسترجعوا حليهم ويقتلوا الثعبان، وبهذه الطريقة تتخلص من الثعبان دون أن تخاطر بنفسك وتحافظ على سلامتك.
– القردة والطائر”:
كان هناك قديماً مجموعة من القردة تسكن في داخل الجبل وكان الليل بارداً والأمطار شديدة والرياح عاصفة، فأرادوا أن يوقدوا ناراً يستدفئون بها وعندما رأوا حشرة اليراعة التي تتوهج في الظلام اعتقدوا أنها شرارة نار وأسرعوا في جمع الحطب الكثير وأخذوا يلقونه على الحشرة وينفخون فيها نفخاً شديداً بأفواههم اعتقاداً منهم أنها سوف تشتعل وتكون لهم مصدراً للتدفئة في هذه الليلة الباردة.
ثم جاء طائراً وقف على شجرة قريبة منهم ورأي ما يفعلوه القردة وأخذ ينظر إليهم وقال لهم أن الشرارة التي رأوها ليست بنار وأنهم أتعبوا أنفسهم دون جدوي، فلم يصدق القردة حديث الطائر فقرر أن يهبط من على الشجرة ليكون قريباً منهم ويمنعهم مما يفعلوه.
وفي هذا الوقت رأي رجلاً الطائر وعلم ما يريد أن يقوله للقردة فنصحه قائلاً أن الشيء الصلب لا يمكنك تقويمه بسهوله ولا ينقطع بالسيوف فلم يستمع الطائر إلى كلام الرجل وذهب إلى القردة ليخبرهم أن الحشرة ليست شرارة نيران فأمسك أحد القردة بالطائر وضربه فمات، وهذه القصة تعبر عن عاقبة الشخص الذي لا يأخذ بنصيحة الآخرين.

معنى كليلة ودمنة

– كليلة ودمنة هي مجموعة قصص تعود إلى القرن الرّابع الميلادي، ألفّها الفيلسوف الهندي بيدبا باللغة السنسكريتية، ثم تُرجِمت إلى عدة لغات أهمّها الفارسية، والعربية. عُرِف بيدبا بالحكمة والرّزانة، ووصفه تلاميذه باللبيب الحكيم العاقل. عندما ألّف هذه المجموعة القصصية كان يقصد منها نشر الوعي، والحكمة، والفضائل بين النّاس على ألسنة الحيوانات والطيور البّرية؛ حتى يتصدّى لظلم الحاكم الطاغي آنذاك، ويوصل الهدف منها إلى مختلف شرائح المجتمع.
– في بلاد فارس القديمة، استدعى كسرى آنو شروان أحد المثقفين المستشارين لديه، وكان يعرف بـاسم بَرْزَوَيْه، وطلب منه ترجمة كتاب كليلة ودمنة، أو ما كان يُسمى في ذلك الوقت بالأبواب الخمسة، من اللغة الهندية أو السنكريتية إلى اللغة الفارسية القديمة، اللغة التي كانت تسمى الفهلوية. ولم يتوقف برزويه عند الترجمة إلى اللغة الفهلوية القديمة فقط، بل إنه جعل من كتاباته فصلاً آخر يُضاف إلى كليلة ودمنة، بمعنى أنّه أضاف حكايات أخرى لم تكن موجودة في كتاب كليلة ودمنة الأصلي.
– وصل كتاب كليلة ودمنة إلى بلاد الرافدين باللغة الفارسية القديمة في منتصف القرن الثامن الميلادي، أي في زمن الخلافة العباسية حين كانت بغداد مركز الحضارة ومنارة العلم، وقد حظي على مكانة مرموقة، وقلّما تجد كتاباً تصدّرعلى القائمة في ذلك الزمن، وصلت نسخة إلى يد الأديب عبد الله بن المقفع المشهور بثرائه الأدبي وذكائه اللّغوي حينها، والذي قام بترجمة تلك الفصول الخمسة أو ما تعرف بكليلة ودمنة، وأضاف إليها فصلاً أطلق عليه اسم (الفحص عن أمر دمنة).
– كتاب كليلة ودمنة كتاب هادف، فهو ليس مجرد سرد لحكايات على ألسنة حيوانات وهميّة، بل هو كتاب يهدف إلى نشر النصح الخُلقي، والإصلاح الاجتماعي، والتوجيه السياسي، فباب (الفحص عن أمر دمنة) والذي أضافه ابن المقفع، يتناول موضوع عبثية محاولات المجرم التهرّب من وجه العدالة، وأنه لابد أن ينال قصاصه العادل، كما يتناول هذا الباب واجبات السلطة القضائية. أما باب الحمامة المطوّقة فإنه يدعو إلى التعاون، وباب الأسد والثور يكشف عن خفايا السياسة الداخلية في الدولة، وصراع السياسين وتنافسهم، ويقدم باب إيلاذ وبلاذ وإيراخت توجيهات في أصول الحكم، ويتناول باب البوم والغربان وباب الجرذ والسنور السياسة الخارجية ويقدم التوجيهات في هذا الموضوع، أما أبواب القرد والغيلم، والناسك وابن عرس، والأسد وابن آوى، واللبؤة والأسوار والشّغبر، والناسك والضيف، والحمامة والثعلب ومالك الحزين، كلّها تُشير إلى عِظات أخلاقية فردية متنوعة المواضيع.

تلخيص قصة كليلة ودمنة: الأسد والأرنب

قصة الأسد والأرنب تأتي في الفصل الأول من فصول القصص في الكتاب، وتقع في الفصل الذي يحمل عنوان “الأسد والثور”، وملخّص القصة أنّ أسدًا كان يحكم غابة مليئة بالحيوانات الضارية والأليفة، وفي هذه الغابة يطارد الحيوانات كل يوم ليتخذ منهم فريسة يتناولها ويملأ معدته.
اتفقت الحيوانات فيما بينها على أن ينتخبوا منهم من يتحدث مع الأسد كي ينهي هذا الأمر، أي: أمر المطاردة المستمرة، فاقترحوا على الأسد أن يختاروا له كل يوم فريسة يقدمونها إليه ليتناولها ويقلع عن مطاردة الحيوانات وتخويفها.
ذات يوم وقع الاختيار على أرنب أنثى، فلم يعجب تلك الأرنب ما يحدث، فاقترحت على الحيوانات حلًّا يخلّصهم من الأسد شريطة أن يساعدوها، فطلب منهم أن تنتظر نحو ساعة قبل أن تذهب إلى الأسد، فانتظرت ساعة ثمّ انطلقت إلى الأسد ولمّا وصلت إليه أخبرته أنّ الحيوانات أرسلوا معها أرنبًا ليأكله، ولكنّ أسدًا اعترض طريقها وأكل الأرنب.
قال لها الأسد أين ذلك الأسد، فقالت له إنّه في البئر، وأخذت الأسد إلى بئر عميقة صافية الماء، فرأى الأسد انعكاس صورته على الماء فصار يشتم ويرى صورته تشتمه، فقفز في البئر ليقتل الأسد الوهمي فغرق في البئر ومات، وهكذا انتصرت الأرنب بذكائها وخسر الأسد الظالم.

تلخيص قصة كليلة ودمنة باب الحمامة المطوقة

تعتبر قصص كليلة ودمنة التي من ضمنها قصة “باب الحمامة المطوقة” التي قيلت على ألسن الحيوانات لإيصال العبرة المستفادة، ومما يميز قصص كليلة ودمنة هو مناسبتها لجميع الأزمة والأمكنة.
يحكى أنه كان في قديم الزمان شجرة ملتفة أغصانها، يسكنها غراب وفي أحد الأيام بصر الصياد يحمل معه شبكة وعصا خاف الغراب على نفسه كثيرًا فاختبأ في خفية نصب الصياد المحتل الشبكة ووضع فيها الحب للإيقاع بالحمامات مرت الحمامة المدعوة بالمطوقة هي وصديقاتها، فشرعن بالتقاط الحب فعلقن في الشبكة فرح الصياد كثيرا كانت كل حمامة تحاول الخروج ولم يستطعن.
فقالت المطوقة إذا تضامنا وتعاونا نستطيع الخروج كطائر واحد من هذه الورطة حاولت الحمامة المطوقة وصاحباتها الطيران حتى وصلن إلى جحر جرذ معروف بالوفاء والإخلاص فقطع الشبكة بأسنانه وانقذهن.



377 Views