قصص عالمية قديمة

كتابة فايزة محمد - تاريخ الكتابة: 29 يونيو, 2018 1:50 - آخر تحديث : 8 يوليو, 2021 11:23
قصص عالمية قديمة

قصص عالمية قديمة نقدم اليكم متابعينا اروع القصص العالمية القديمة مكتوبة من خلال السطور التالية.

قصص عالمية قديمة مشهورة قصة حديقة

إني في غاية السرور لإعجابك بحديقتي؛ فإن كثيرين يرون أنها خالية لا تحوي شيئًا، وكل أزهارها بيضاء اللون كما ترين، وهم يقولون لي إن الحديقة تحتاج إلى الألوان الزاهية كي تجعل لها منظرًا، ولكنهم لا يعلمون لماذا أفضِّل الأزهار البيضاء.
ولكنك أظهرت كرمًا؛ فزرت امرأة عليلة تسكن في غرفة مظلمة عدة مرات، مع أن الشمس مشرقة في خارجها؛ ولذلك سأخبرك بما لم أخبره لأحد قط، وهو: لماذا كل حديقتي بيضاء اللون؟
إنها منظمة على نسق حديقة رأيتها منذ مدة في حلم، ولم يكن هذا بعد مدة طويلة من تاريخ خطبتي إلى كرستوفر، نعم كنت مخطوبة في يوم من الأيام. لقد كان شعري جميلًا إذ ذاك، مثل شعرك، وخداي موردين مثل خديك!
حقًّا كنت يا عزيزتي — ويمكنني أن أقول ذلك بغير غرور ولا خيلاء كاذب — فتاة أجملَ منك. لقد كان كرستوفر يقول دائمًا إني أجمل فتاة رآها! وقد كان يعرف كثيرات.
لا يمكنني أن أظن أنه كان لفتاة حبيب أحسن من ذاك، في مثل هذا اللطف وهذا الذكاء وهذا الحرص. إني عندما أقارنه إلى هؤلاء الشبان الذين أسمع عنهم الآن، وهم في عجلتهم الدائمة حتى عند مطارحة الغرام، لا أملك إلا أن أشفق على الفتيات اللاتي سيعشن معهم.
لم يكن هناك غير أمر واحد، كنا دائمًا على خلاف بشأنه، من يوم أن تعرفت به، وذلك كان شجاعته الجنونية أو جسارته الحمقاء، كما أسميها، فبعد أن اشترى سيارة لم أعرف دقيقة راحة واحدة، وقد صمَّم على أن يقودها بنفسه، ولم يكن يقنعه إلا سرعة فائقة عن الحد المقرر، وكان يصطحبني معه في بعض الأحيان، وإذ ذاك كانت روحي تكاد تزهق، وكنت أتوسل إليه والدموع في عيني ألا يخاطر بحياته، فكان يقول: «المخاطرة، إن الحياة لا تساوي شيئًا بدون مخاطرة، إني أفضل حياة قصيرة بشرط أن تكون سعيدة.»
ثم يستمر في سيره وهو يصفر، وإني لأذكر أنه نطق بنفس هذه الكلمات مرة أخرى ليلة أن حلمت حلمي الخاص بالحديقة.
لقد نمت مبكرة وأنا أفكر في كرستوفر، وقبلة المساء التي طبعها على فمي وهو يودعني، وأنا لا أذكر ما حدث عقب نومي، ولكن فجأة رأيت حديقة؛ لقد كانت أجمل مكان رأيته في حياتي، وخيِّل إليَّ أني واقفة فوق تلٍّ، وتحتي الحديقة كأنها زهرة في ضوء القمر، وكانت كلها بيضاء. وكان شكلها وأنا في موقفي كشكل حقل من زهر الزنبق، ولما كساها القمر بضوئه ظهرت كأنها قد اكتست بحلة فضية، ثم بدأت أنزل من فوق التل لا لسبب إلا لأني شعرت أنه يجب أن أدخل هذه الحديقة، ولكن يظهر أن الطريق كان طويلًا، وكان الممر في أسفل التل ضيقًا وكثير التعاريج، وكان يظهر دائمًا أن هناك شخصًا يسير أمامي في الطريق، ولم يمكنِّي أن أراه؛ لأن المنحنيات التي كانت في الطريق كانت تُخفيه، ولكني كنت أسمع وقع أقدامه، وقد وصل إلى الحديقة قبلي؛ فإني لم أكد أصل إلى آخر الطريق حيث ظهر ممتدًّا أمام ناظري وهو ناصع البياض في ضوء القمر، حتى سمعت الباب يغلق وراء شخص، وتلاشى صوت قدم بين الزهور، حتى إذا وصلت أنا إلى المدخل لم يظهر أثر لأيٍّ كان، وعرتني رعشة فجائية، وشعرت بالخوف من هذه الحديقة المنبسطة البيضاء في ضوء القمر.
وقد كانت حديقة الموت، وكانت زهرات الزنبق التي فيها هي القبور …
وكان الباب محكم الغلق؛ فلم أتمكن من الدخول، واستيقظت في الصباح التالي على صوت طرق على باب غرفتي وصوت يقول: «أسرعي! … مستر كرس … مستر كرست …»
وتلاشى الصوت بسكون …
ولكني علمت إذ ذاك من هو الذي سبقني في الدخول إلى الحديقة؟!
ولهذا كل حديقتي بيضاء.
عن «لويز هيلجرز‏»‏

قصص عالمية قديمة مكتوبة قصة الحطاب الصغير قصة مسلية ومثيرة

امتدت اشعة الشمس علي الغابة الكبيرة وكأنها اشتاقت الي ارضها السمراء التي حالت جذوع الاشجار الضخمة المتشابكة دون وصولها إليها، ويدخل الغابة ” عمر ” طفل صغير يحمل معه فأساً وحبلاً وما إلي ذلك من الأدوات التي يستعملها الحطاب. إن الغابة تعرفه جيدا فطالما دب على أرضها لاهيا بينما يقطع والده الأشجار ليحولها إلى أخشاب متناسقة يبيعها لأهل قريته الصغيرة ويقف عمر حائرا بعد أن تجول في الغابة بعض الوقت وهو يقول يا إلهي إن أشجار الغابة ضخمة جدا، ولم أقدر حتى الآن من انتزاع ولو فرع من فروعها كم كان والدي قوي، فقد كان يستطيع أن يقطع الأشجار ويحولها إلى أخشاب يشتريها أهل القرية وننتفع نحن بثمنها ولكنه مريض منذ أسابيع ولم يعد في البيت لقمة خبز واحدة، كنت أتمنى مساعدة أمي في قطع بعض الأخشاب وبيعها، فأحضر لها نقودا کي تشتري لي ولأخوتي طعاما، وتشتري لأبي الدواء الذي يساعده على الشفاء سريعا ولكن يبدو أن هذا ليس بالأمر اليسير…)
ويحاول عمر مرة أخرى ويتجول ويتجول داخل الغابة على أمل أن يجد ولو فروع صغيرة تساقطت من الاشجار ليأخذها ربما يكون ثمنها زهيداً ولكنه ينفعهم في أزمتهم .. وفي اثناء تجوله يلمح غزالاً صغيراً يجلس علي الارض لا يستطيع النهوض وكلما حاول الوقوف والسير وقع ثانية علي الارض، ذلك لأن ساقه فيها جرح لا يمكنه من السير .
ويفرح عمر لرؤية الغزال ويقول في نفسه (إنها فرصة عظيمة قد ساقها الله لي، سآخذ هذا الغزال الصغير وأداوي جرحه ثم أبيعه لأحد أثرياء القرية، نعم… لا شك أنه سيبذل لي في ثمنه الكثير، (فمنظره جميل ولطيف) ويسرع عمر إلى الغزال يطهرله الجرح ويربطه بالضمادات لقد علمه والده أنه لابد من حمل مثل هذه الإسعافات البسيطة المداواة أي جرح أو حادث قد يحدث له في أثناء عمله الشاق.
وها هوالغزال الصغير يقف ويستطيع السير بشيء من الصعوبة ويربطه عمر بحبل في رقبته ويبدأ في سحبه برفق ليرجع به إلى القرية، ولكنه لاحظ أن الغزال يخطو بعض الخطوات ثم يقف ويلتفت إلى الخلف ويتكرر منه هذا الفعل فالتفت عمرليرى ما الأمر، فإذا بغزالة كبيرة كانت تسير خلفهم ثم وقفت تنظر إليهم وهي تخشى الاقتراب، وفهم عمر الأمر وقال (لابد أن هذه الغزالة أم الغزال الصغير وقد شرد منها ثم جرح فلم يستطع العودة إليها وكانت تبحث عنه ولكني سبقتها إليه)
نظر عمر إلى الغزال الصغيرفرق له قلبه، وقد بدأ يفحص برجله في الأرض ويحمحم بصوت ضعيف وكأنه يناديها، وتذكر عمر والده المريض وأمه وأخوته الذين هم في أشد الحاجة لثمن هذا الغزال، وهم أن يأخذه وينصرف، | ولكنه لم يستطع فقد رفق بحال هذا الصغير وأمه، فانتزع الحبل من رقبته وأطلقه فأسرع الغزال إلى أمه ووقف بجوارها فأخذت تمسح برأسها على جسده، ثم أخذته وانصرفت، وانصرف عمر أيضا عائدا إلى بيته، ولكنه سار وساروجد في المسير دون أن يخرج من الغابة .. ذاك أنه ضل الطريق ووقف حزيناً حائراً يقول : ماذا افعل طرقات الغابة جميعها متشابهة لا اعرف من اي طريق قدمت ولا من اي طريق اعود، لقد اخطأت كان يجب أن اطيع امي عندما نصحتني عندما الذهاب الي الغابة وحدي، لقد فعلت كما فعل الغزال الصغير تماماً ولكنه وجد من ينقذه أما أنا فمن ينقذني الآن؟ لقد أوشك النهار أن ينقضي وبعد قليل سيحل علي الظلام وأنا هنا وحدي فماذا أفعل ؟..
وجلس عمر يبكي وهو يقول سامحيني يا أماه وليسامحني الله فهو يعلم أني كنت أود مساعدتك ولم أقصد عصيانك، ولكنه ينتفض واقفا عندما يسمع صوت غريبة يقترب منه، إنه دبيب حيوان قادم، ويسرع عمر بحمل فأسه الصغير كي يدافع عن نفسه ولكنه يعيده إلى الأرض مره أخرى لأنه أكتشف أنها الغزالة الأم، لابد وأنها قد وضعت صغيرها في مكان آمن ورجعت التطمئن على عمر لقد فهمت أنه ضل الطريق وها هي تقف امامه تشير إليه برأسها كي يتبعها وبالفعل يحمل عمر ادواته ويسير خلفها وتستطيع الغزالة الأم ان توصله الي خارج الغابة وها هي قريته الصغيرة تلوح في الافق من بعيد .
ويلتفت عمر ليشكر الغزالة الطيبة التي حفظت له جميله وصنعه الطيب مع صغيرها ولكنها لم تنتظر فقد انطلقت كالسهم عائدة إلى صغيرها، ويواصل عمر السير عائدا إلى قريته وعلى مشارف القرية يجد أمه مع جماعة من جيرانها قد خرجن للبحث عنه بعد أن اكتشفت تغيبه الطويل عن البيت.
ويعتذر عمر لأمه لخروجه من دون إذنها لأنه كان يريد مساعدتها في الإنفاق على البيت ريثما يتماثل والده للشفاء تبسمت الأم قائلة، لا عليك يا صغيري لقد سامحتك على ألا تعود لمثلها. ولتعلم أن الله لا ينسى عبده أبدا، لقد جمع لنا جيراننا بعض المال يكفينا حتى شفاء والدك إن شاء الله فجزاهم الله عنا كل خير، ويبتسم عمر ويعود مع والدته ليحكي لها عما حدث له داخل الغابة… إنه يوم لن ينساه أبدا.



456 Views