قصص عن الغضب في الإسلام سوف نتحدث كذلك عن قصة رائعة عن الغضب وقصص عن كظم الغيظ ولماذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغضب؟ كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
قصص عن الغضب في الإسلام
كان في يوم من الأيام كان هناك صبي صغير وقد كان ذلك الصبي كثير الغضب والانفعال، وقد كان الصبي دائما ما يزعج كل من يتعامل معه، وفي يوم من الأيام قرر والد الطفل ان يعدل ذلك السلوك السيء، فجاء الاب بكيس من المسامير وطلب من الطفل انه في كل مرة يشعر بالغضب فيها فيمكنه ان ياخذ أحد المسامير ويقوم بدق ذلك المسمار في السور الخشبي الموجود امامه.
وفعلا اخذ الطفل ذلك الكيس وذهب به، وفي يومه الأول من الاتفاق دق الطفل في السور الخشبي حوالي 30 مسمار، ولكنه في نهاية اليوم وجد انه فعلا غضب كثيرا اليوم، وقرر الطفل ان يتحكم في غضبه وانفعالاته، واخذ الطفل يسيطر على نفسه وعلى نوبات غضبه، وفعلا في الأسبوع الأول من تلك التجربة استطاع الصبي ان يقلل عدد نوبات غضبه الى 25، وفي الأسبوع الذي يليه استطاع ان يقلله أيضا مرات عديدة، ومع الأيام استطاع الطفل ان يقلل من نوبات غضبه بشكل ملحوظ للغاية، كما ان ذلك اللوح الخشبي قد كان موضوع في حديقة المنزل، فقد كان يخرج في اليوم عدد كبير من المرات حتى يدق ذلك المسمار، وكان البرد قارس للغاية والامر صعب الخروج ودق المسمار، واستطاع الاب فعلا ان يقلل ن نوبات غضب طفله، ولكن الامر لم ينتهي.
عندما مر يوم ولم يدق مسمار في اللوح الخشبي ذهب وهو فرح للغاية واخبر والده انه لم يغضب اليوم ولا مرة، ولكن الدرس عند الاب لم ينته، فطلب الاب طلب اخر من الابن، انه في كل يوم لم يغضب فيه يذهب ليخرج مسمار قد دقه سابقا في اللوح الخشبي.
وبالفعل مرت الأيام والطفل متحكم بشكل كبير في غضبه بل انه لم يعد يغضب، وكان يذهب في كل يوم ليخرج مسمار من المسامير التي تم دقها، ومع مرور اكثر من ثلاث أسابيع بدون غضب، وقد اخرج الصبي كل المسامير التي تم دقها على اللوح الخشبي، ذهب الصبي مسرعا وهو فرح للغاية الى ابيه، وقال له انه استطاع ان يخرج كل المسامير التي تم دقها وانه لم يعد يغضب نهائي، ففرح الاب كثيرا بذلك الخبر واحتضن الصبي وقال له احسنت صنعا، ولكن دعنا نذهب الى اللوح الخشبي الذي يوجد في الحديقة، وعندما خرجوا الى حديقة المنزل قال الاب للطفل انظر الى اللوح الخشبي.
هل ترى تلك الندوب التي توجد في اللوح الخشبي اثر المسامير، قال الطفل نعم أرى الندوب، فقال له الاب ان تلك الندوب عادة ما كانت تذهب الى روح الشخص الذي يغضب عليه، وانه بغضبه يجرحه حتى مع الاعتذار بعد ذلك يصبح هناك اثر من غضبه، وطلب الاب ان يستمر في التحكم في نفسه حتى لا يجرح اشخاص اخرين ويتأثرون منه وينجرحون حتى بعد ان يعتذر، ففهم الصبي ذلك الدرس وطلب من والده ووالدته واخواته ان يسامحوه على نوبات غضبه السابقة وقال لهم انه لن يغضب مرة أخرى وانه فهم الدرس الذي قدمه لهم والده.
قصة رائعة عن الغضب
تدور أحداث القصة حول رجل كان عائد إلى منزله بعد يوم طويل من العمل، وفى الطريق أتصلت به زوجته لتطلب منه الذهاب إلى أحد الأسواق التجارية لشراء بعض الأطعمة والحلويات للأطفال، تضايق الرجل لأنه يريد الذهاب إلى المنزل لكي يتناول وجبة الغذاء وينام بعد يوم طويل من العمل.
وبعد مناقشة بين الزوجين استمرت ربع ساعة على التليفون قرر إرضاء زوجته وشراء متطلبات المنزل، وبعد عودته إلى المنزل كان يحمل داخل قلبه موجة بين الغضب والانفعال كاد يفجرها في زوجته، لكن زوجته قالت له الحمد لله أنك وصلت بألف خير وسلامة، الطعام جاهز، ونحن في انتظارك لنأكل معاً، أفتقدك كثيراً طوال اليوم، وآسفه على إرهاقك معي، إني لم أشتري هذه الطلبات بنفسي، بعد كلمات الزوجة نسى الزوج غصبه، وهنا تعلم الزوج أن الكلمة الطيبة تطرد الغضب خارجاً.
قصص عن كظم الغيظ
عفو يوسف
كان يعقوب – عليه السلام – يحب ابنه يوسف – عليه السلام – أكثر من إخوته، فحسده إخوته على هذا الحب، فقرروا أن يتخلصوا من يوسف، فاستأذنوا أباهم في أن يأخذوا يوسف معهم إلى المرعى ليلعب ويمرح، فوافق، وأوصاهم به، فأخذوه معهم، وهناك ألقوه في بئر .
ثم رجعوا إلى أبيهم في المساء يبكون، وأخبروه أن الذئب قد أكله، فحزن الأب على فراق يوسف حزنا شديدا، ومرت قافلة، فوجدوا يوسف، فأخرجوه وأخذوه معهم، وباعوه لعزيز مصر.
وتربى يوسف في قصر العزيز، ونتيجة لأخلاقه الحسنة، وعلمه الواسع، صار وزيرا لملك مصر، وفي أثناء ذلك، جاء إليه إخوته ليشتروا من مصر لأهلهم بعض الغذاء، فلما دخلوا عليه عرفهم، ولكنهم لم يعرفوه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وكانت فرصة ليوسف لينتقم من إخوته، لكنه عفا عنهم، وقال لهم :
” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” ( يوسف: 92 ) .
إن مرتبة العفو لا يصل إليها إلا من جرد نفسه لله، وجاهد نفسه، وكظم غيظه .
لماذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغضب؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند وفي صحيح الجامع. وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفرـ والعياذ بالله ـ أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم – يجلب له عداوة الآخرين.