قصص قصيرة للاطفال عن الكذب

كتابة منيره القيسي - تاريخ الكتابة: 18 مارس, 2019 11:10
قصص قصيرة للاطفال عن الكذب

قصص قصيرة للاطفال عن الكذب مع اهم الدروس المستفادة من القصة من خلال هذا الطرح الشيق والمميز.

العصفور الكذاب


كان ياما كان في سالف العصر والأوان، كان هناك عائلة من العصافير الصغيرة تعيش فوق شجرة كبيرة داخل عش جميل وهادئ، تنعم بالسلام والأمان والمحبة فيما بينهم، وكانت العصافير الصغيرة يمرحون يومياً ويلعبون معاً في العش الصغير، وفي الصبح تذهب الأم مع الأب لإحضار الطعام إلي ابنهما الصغير في العش حتي يعودا سريعاً لإطعامه .
وكل يوم في الصباح تذهب الأم للعصفور الصغير تحذرة من الخروج من العش وحيداً حتي تعود مع والده من الخارج وتحضر له الطعام، وكان العصفور الصغير دائما يرد : حاضر يا أمي، لن أخرج أبداً من العش حتي تعودا من الخارج .
مرت الأيام والعائلة الصغيرة تعيش في سلام وأمان، وذات يوم بينما العصفور الصغير يجلس في العش ينتظر والداه ليعودا إليه من الخارج، بدأ يفكر قائلا لنفسه : تري ماذا يحدث إذا خرجت حتي العاب مع اصدقائي خارج العيش واعود اليه، لماذا تمنعني أمي من الخروج من العش في غيابهما، ماذا سيحدث إن خرجت وعدت قبل أن ترجع من الخارج ؟
وفعلاً دفع الفضول العصفور الصغير إلي الخروج من العش، خرج العصفور وبدأ يلعب لوقت قصير خارج العش ثم عاد بعد ذلك قبل وصول أمه وأبيه من الخارج، وعندما وصل الوالدان سألته الأم : هل خرجت من العش اليوم ؟ فكر العصفور الصغير قليلاً ثم هز رأسه في ثقة وقال لها : لا يا أمي لم أخرج من العش ولن أخرج أبداً وانت في الخارج، كذب العصفور الصغير علي أمه المسكينة وإستمر في كذبة وظل يخرج يومياً يلعب خارج العش ويرجع قبل أن تعود والدته وتسأله السؤال المعتاد، هل خرجت من العش اليوم ؟ وهو يكذب ويقول إجابته المعتاده ، لا يا أمي لم أخرج ولن أخرج أبداً .
وفي يوم من الأيام خرج العصفور الصغير كعادته من العش بعد خروج والداه لإحضار الطعام له، فقابله في ذلك اليوم طائر ضخم ومفترس حاول أن يضربه فأصبح العصفور يبكي ويصرخ حتي رأته باقي العصافير، فإتجهت العصافير مسرعة إلي والدا العصفور الصغير يخبراهما بما حدث لإبنهما، فتعجبت الأم وقالت في دهشة : ولكن إبني لا يخرج أبداً من العش حتي نعود وابني لا يكذب أبداً، ولهذا تجاهل الأب والأم إستغاثة العصافير وقررا الإستمرار في عملهما حتي إنتهيا وعادا إلي العش، فوجدا العصفور الصغير جريح يبكي من الألم والخوف .
غضبت الأم وقالت لصغيرها : هل خرجت من العش اليوم ؟ فقال لها العصفور وهو يبكي من الألم : سامحيني يا أمي نعم خرجت وكنت أخرج كل يوم وكنت أكذب عليكما ولكني نلت جزاء كذبي الآن، حزن الوالدان كثيراً لحال إبنهما ولكن قررا أن يساعداه لإنقاذة من الحالة التي أصبح عليها بعد مهاجمة الطائر المفترس له .. تأسف العصفور من جديد إلي والداه ووعدهما ألا يكذب عليهما مرة أخري أبداً ولا علي أى احداً آخر، فرحت الأم وقالت : سامحتك يا بني ولكني كنت أمنعك من الخروج وحيداً خوفاً عليك، فالذي يكذب يتعرض للمخاطر والأذي ويعاقبه الله عز وجل، إنما الصدق ينجي من كافة الأضرار والمصائب، قال العصفور الصغير : لن أكذب أبداً بعد ذلك وسأقول الصدق فقط من الآن فصاعداً إن شاء الله .

الحمار الكذاب


خرجت البقرة السودَاء من بيتها في صَباح أحد الأيام وراحَت تتمشى بسعادة في أرجاء المزرعة وهي تمتع ناظريها بجمال الزّهور والرياحين ، وبينما كانت تسير فوجئت بمجْمُوعة من حبوب القمح ملقاة على الأرض ، فأخذت تجمَع الحبوب وهي تقول لنفسها بسعادة ، سآخذ هذا القمح إلى أصدقائي ، ونشترك معا في تناول وَجبة شهيّة .
انتهت البقرة من جمع الحبوب ، وانطلقت تُنادي أصدقاءها من الحيوانات . اجْتَمَعت حَيوانات المزرعة حَوْلَ البقرة فسألها الحصان : ماذا هناك أيّتها البقرة ؟ لماذا جمعتنا ؟ فأجابته البقرة : انظرْ مَاذا وَجَدت.. لقد عثرَث عَلى هذا القمح.. ما رَأَيكُمْ أن نشترك في أكله ؟ .
ضحكت الدجاجة بصوت مرتفع ، وقالت للبقرة : أيعقل هذا يا عزيزتي !!
كيف لنا نحن الحيوانات بعددنا الكبير أن نشترك بتناول بضع حبات من القمح ؟ إنها لا تكاد تشبع واحدا منا !
فوجئت البقرة بكلام الدجاجة ، ونظرت إلى حبات القمح بتمعن ثم قالت : معك حق أيتها الدجاجة . كيف غاب عن ذهني أن عدد حبات القمح قليل ، وهي بالفعل لا تكفي واحدا منا ؟ .
فقال الحصان : لدي فكرة جيدة ، ما رأيكم أن تساعدوني في زراعة هذه الحبوب ثم نعتني بها حتى تنمو وتصبح سنابل كبيرة فنقوم بحصادها وبذالك يصبح لدينا عدد كبير من حبات القمح تكفينا جميعا .
قال الخروف : فكرة رائعة : أليس كذلك يا أصدقاء ؟. أيّدَ الجميع فكرة الجصان ، وانطلقوا يزرعُون حبوب القمح بهمة ونشاط .
وبَعْدَ أن انتهوا من زراعة الحبوب و سقایتها  قال الحمار : ألا ينبغي أن نقومَ بحراسة الحبوب لکیلا يقومَ أحد بأكلها ، أو العبث بها بَعْدَ أن تنمو ؟؟.
أجاب الديك : لا أظنّ ذلك ضروري فالمكان هنا آمن . وليس هناك من قد يفعل ذلك ، فواقق الجميع على كلام الديك وانطلق كل إلى بيته .

قصة عن الكذب للأطفال


رُويِت قصة عن الكذب حدثت في إحدى القرى الصغيرة، حيث كان هناك شاب في مقتبل العمر يدعى سامر، وكان والده يعمل في الزراعة، وكان سامر يساعد والده في ري المزروعات وتقليمها، ويذهب مع والده إلى السوق كي يبيعوا ما زرعوه في أرضهم الصغيرة ويتمكّنوا من الحصول على بعض المال كي ينفق والد سامر على أسرته الصغيرة، وكان سامر شابًا مطيعًا لوالده وصادقًا وأمينًا، وكان بارًّا بوالديه وحريصًا على عائلته.
وفي أحدِ الأيام بينَما سامر مع والده في السوق رأى سامر لعبة على شكل سيف يشبه تلك السيوف التي يحملها الأبطال الخارقون الذي يشاهدهم سامر في مسلسله الكرتوني المفضل، فعزم على شراء هذا السيف، ولم يستطع أن يخبر أباه عن رغبته بذلك، فقد كان والده عصبي المزاج، وحادّ الطباع، وخشي إن طلب منه شيئًا أن يوبخه أشد التوبيخ.
وكان سامر ووالده على وشك أن يقطفوا محصول الذرة في الجانب الآخر من أرضهم المقسمة إلى نصفين، وكان سامر يعرف السوق جيدًا، فقد ذهب مع والده مرارًا، ويعلم الكيفية التي يتم بها بيع البضاعة من أجل الحصول على الأموال، فعزم على أن يذهب إلى الأرض ويقطف جزءًا من المحصول ويبيعه في السوق كي يتمكن من شراء السيف الذي حلم به لفترة طويلة.
وفي صبيحةِ يوم مشمس استيقظ سامر قبل والده، وذهب إلى الأرض وقطف بعض حبات الذرة ووضعها في حقيبة صغيرة وذهب إلى السوق وباعها وحصل على بعض المال وعاد إلى المنزل قبل أن يستيقظ والده من النوم، وبعد أن استيقظ والده اصطحبه معه إلى الأرض ولاحظ أن محصول الذرة فيه بعض النقص وأن أحدهم قد نزل إلى الأرض أو سرقها، وهنا توجه والد سامر إلى سامر بالسؤال إن كان يعلم شيئًا عمَّا حدث للأرض وعن النقص الحاصل في المحصول الزراعي فأجاب سامر بأنه لا يعلم شيئًا عن هذا الأمر، وهنا بدأت قصة عن الكذب بطلها سامر.
وبعدَ يومين ذهب سامر مع والده لبيعِ محصول الذرة وعند عودتهم من السوق رأى سامر السيف الذي طالما حلم به فاشتراه وعاد به إلى المنزل، وفي الطريق مرّ سامر ووالده من فوق جسر أسفله بركة وحل كبيرة، وكان سامر يلعب بالسيف وإذ بالسيف ينزلق من يد سامر ويسقط في بركة الوحل، وهنا حزن سامر حزنًا شديدًا وعلم أن حبل الكذب قصير، وفي ظل هذه الحالة التي كان يقاسيها سامر احتضنه والده وأخبره بأنه سيشتري له سيفًا من بيع النقود التي سيحصلون عليها من بيع المحصول القادم.
وهنا انفجرَ سامر بالبكاء وأخبر أباه بأنّه هو الذي نزل إلى الأرض وأخذ جزءًا من المحصول وباعه ليحصل ذلك السيف، وهنا ابتسم والده وأخبره أن للكذب عواقبَ وخيمة، وأنه لو صارحه بما أراد لما بخل عليه ولأحضر لك ذلك السيف دون أي يلجأ إلى النزول إلى الأرض وأخذ المحصول وبيعه دون إذنه، وهنا اعتذر سامر لوالده عمّا بدر منه ووعده بأن لا يكرر فعلته، وهذا انتهت قصة عن الكذب بعودة سامر إلى صوابه واعترافه بالخطأ الذي ارتكبه.
الدروس المستفادة من هذه القصة أن حبل الكذب قصير، وأن الإنسان مهما حاول إخفاء الحقيقة فلا بد أن يأتي يوم تظهر فيها الحقيقة أمام الجميع، ورغم أنها قصة عن الكذب إلا أنه يُستفاد منها أيضًا أن الشاب كان بارًا بوالده، وكان يساعده في إنجاز كل شيء، وهذا يؤكّد على أهمية بر الوالدين والإحسان إليها وطاعتهما في كل ما يأمران به ما لم يكن في ذلك معصية لله تعالى، فإن كانت في طاعتها معصية الله فلا طاعة لهما في ذلك، وكما قال: “إذا كانَ الكذبُ يُنجي فالصدقُ أنجى”.

الأخ الكذاب


كان عمر وندى ، ابنا المزارع ، أخوين يحب كل منهما الآخر كثيرا ، ولكن نظرا لفرق السن فقد كان عمر البالغ من العمر اثنتا عشرة سنة يسخر من أخته البالغة من العمر خمس سنوات ويحكي لها حكايات كاذبة .
كان يستغل براءة أخته التي كانت تصدق كل ما يقوله لها ، على الرغم من أن والده كان ينهره باستمرار ولكنه لم يتوقف عن هذا واستمر في خداع أخته كلما سنحت له الفرصة للقيام بذلك لأنه كان يتسلى بهذا .
وذات مساء كان عمر يُري لأخته عملة نقدية ذهبية فسألته :
كيف يتم تصنيع هذه العملات الجميلة جدا ؟
وبدلا من أن يقول لها الحقيقة ، حكى لها أكذوبة من أكاذيبه فقال لها :
يتم زرع هذه العملات وتُروى الأرض بعد ذلك فتنمو أشجار وتطرح هذه العملات .
وفي اليوم التالي ، قال عمر إن عملاته الذهبية قد اختفت .
ردت عليه أخته بهدوء شديد :
لم يسرق أحد عملاتك ، فقد قمت بزراعتها لأنك قلت لي إنها تطرح عملات .
قال عمر : أين زرعتها  ؟ – حيث أراد أن يعرف مكانها بسرعة .
قالت أخته ندى : في كل الأماكن .. هنا .. وهناك
كان عمر الخائف الغاضب على وشك أن يضرب أخته ولكن والده الذي كان يضحك مما سمعه ، منعه من القيام بذلك وقال له :
ليس من حقك أن تغضب من أختك لأن ما حدث أنت السبب  فيه . اعتقدت أختك أنها تخدمك بزراعة العملات . يجب أن تبحث عنها الآن في الأرض . عسى أن يكون هذا درسا لك ولا تكذب مرة أخرى حتى ولو كان بقصد التسلية .



744 Views