قواعد اللغة العربية للمبتدئين

كتابة بدر العتيبي - تاريخ الكتابة: 12 نوفمبر, 2018 1:35 - آخر تحديث : 2 نوفمبر, 2021 12:20
قواعد اللغة العربية للمبتدئين

قواعد اللغة العربية للمبتدئين بطريقة سهلة ومبسطة حتى يسهل تطبيقها فعلياً مع طرح بعض الطرق المتنوعة التى تساعد على فهمها سريعاً.
لقد كان المبتدئون في تعلم قواعد اللغة العربية يتجشمون صعاباً في تعلمها ، ويقاسون عناءً في إدراكها لأن الكتب القديمة التي وضعت لهم قد طال على تأليفها الأمد واختلفت عليها دورات الزمان .
ولقد سطع في هذا العصر نور التجديد وألفت مباحث جديدة وتجارب سديدة بعثت في القلوب حب العربية وبينت أنها لم تكن لغزاً ولم تكن طلسماً ولم تكن شبحاً مخيفاً بل آيات بينات من اللسان العربي الشريف مهد عزهم ومصدر فخرهم ومجد وطنهم .

قواعد اللغة العربية


قواعد اللغة العربية أو ما يُعرف بعلم النحو يعتبر من أصعب العلوم التي تواجه طلاب العلوم العربية؛ حيث يجد الطلاب صعوبة كبيرة في استيعاب وفهم قواعد وأساسيات اللغة العربية؛ وذلك بسبب تشعبها وتعدد حالاتها وأوجه ضبطها، وقد تختلف علامة الضبط من كلمة إلى أخرى، فمثلاً نجد الكلمة الواحدة يختلف ضبطها من موقع أو جملة إلى جملة أخرى، وكذلك يختلف ضبط الكلمات الواقعة في نفس الموقع أو الجملة بحسب نوعها، وغير ذلك من أحوال الإعراب والبناء والتصرف والجمود وتركيب الجمل في اللغة العربية؛ مما يجعل تعلم النحو أو قواعد اللغة العربية أمرا عسيرا على متعلمي العربية بالمقارنة بكثير من اللغات الأخرى، ومساهمة منا في تيسير هذا الأمر على الطلاب والباحثين في هذا المجال سنحاول إلقاء الضوء على أهمية القواعد النحوية بالنسبة لمتعلمي اللغة العربية، وكذلك أهم النصائح المفيدة في تعلم أساسيات اللغة العربية.

نشأة علم النحو أو قواعد اللغة العربية


لا شك أن كلَّ لغة لها قواعدها وضوابطها التي يُرجَع إليها عند اللحن أو الوقوع في الخطأ، وكذلك اللغة العربية –كباقي اللغات- لها قواعدها الأساسية التي وُضعت لهذا الغرض، فقد وضع العلماء أهم الضوابط والقواعد الأساسية التي تحكم استخدام وتعلم اللغة العربية منذ حوالي أربعة عشر قرناً من الزمان، وقد كان العرب يمتلكون نواصي اللغة ويتوارثون الفصاحة وأساليب التعبير دون لحن أو خطأ، وعندما كثر اللحن مع انتشار الإسلام بين البلاد الأعجمية، ودخول كثير من الأجانب في الدين الإسلامي ورغبتهم في تعلم اللغة العربية؛ ومن هنا دعت الحاجة إلى وضع قواعد اللغة العربية وأساسيات علم النحو التي وضع حجر الأساس لها العالم أبو الأسود الدؤلي، ثم تلاه عدد من العلماء اللغويين الذين كتبوا وأبدعوا في هذا المجال من أشهرهم سيبويه وأبو اسحق والخليل الفراهيدي وغيرهم إلى عصرنا هذا.

أهمية قواعد اللغة العربية للمتعلمين


لا يمكن لطالب علوم العربية أن يستغني بأي حال من الأحوال عن تعلم القواعد النحوية التي يضبط بها كلامه وتمنعه من الوقوع في اللحن أو الخطأ، وقد قالوا قديما أن النحو بالنسبة للكلام كالملح في الطعام، فعلم النحو أو القواعد العربية هي التي تضبط اللغة وتمنح المتحدث الفصاحة والبيان والقدرة على الفهم والإفهام، ولا شك أن تعلم قواعد اللغة العربية يساعد على تلاوة وفهم ألفاظ القرآن الكريم؛ لأن قراءة القرآن دون فهم الضوابط الأساسية لعلم النحو وقواعده تجعل الشخص يقرأ القرآن دون أن يفهم الأحكام والمعاني المطلوبة، وبالتالي يجد القرآن جسدا بلا روح، ومن خلال علم النحو تستطيع فهم لغة الفصحاء من الشعراء والأدباء سواء بقراءة كتبهم أو الاستماع إلى برامجهم الثقافية، وأيضا يمكنك فهم لغة وسائل الإعلام الفصيحة سواء كانت مقروءة أو مسموعة، كما يمنحك علم النحو قدرة على التحدث بلباقة وفصاحة دون الخوف من الخطأ أو الزلل أثناء الكلام؛ لذلك أجمع علماء السلف على أحقية علم النحو بالتعلم قبل البدء في دراسة غيره من علوم الدين أو الدنيا.

الإصرار على التعلم


إن الإصرار على تعلم قواعد العربية والمواظبة على حضور الدروس والاستماع إليها من الأسباب المهمة لفهم أساسيات اللغة العربية، كما يُفضَّل الالتزام بالتتلمذ على يد أحد معلمي اللغة العربية وشيوخها النابغين الذين يُعرَف عنهم الاهتمام بتدريس قواعد اللغة العربية وعلوم النحو العربي مع قدرتهم على الفهم والإفهام، ويجب أن تعلم أن دراسة النحو العربي على يد أحد المعلمين الذين يتميزون بالانضباط وإتقان اللغة يساعدك على الالتزام في الدروس وممارسة التمارين وحل الواجبات بصورة منتظمة دون إهمال أو تقاعس؛ مما يؤدي إلى تعجيل فهمك لها واستيعابك لقواعد وأساسيات اللغة العربية، ويُمكنك الاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال لترشيح المعلم المناسب الذي يساعدك على ذلك، ولا تنس دورك في طاعة المعلم واتباع التعليمات وحل الواجبات والتكليفات بعناية واهتمام مع الانتباه الجيد لشرح المعلم واتخاذ الموضوع بصورة جادة؛ حتى تحصل على الفائدة المرجوة.

التدرج من البسيط إلى الصعب


من القواعد والإرشادات المهمة في تعلم أساسيات النحو أو قواعد اللغة العربية أن تبدأ بتعلم القواعد البسيطة والسهلة متدرجاً في الوصول إلى المسائل الصعبة والأكثر تعقيداً، ولا يجب أن يقودك الفضول لتسبق المعلم محاولا استذكار بعض الدروس الصعبة أو التي تعتبر موضع خلاف؛ حتى لا يصيبك السأم أو اليأس أو اختلاط وتضارب القواعد مع بعضها البعض، فيؤدي ذلك إلى ترك الدروس أو العجز عن إكمال مهمتك في تعلم النحو العربي وأساسيات اللغة؛ فتفقد الكثير من المنافع والفوائد التي لا يعرف قيمتها إلا مَن أتقن وأجاد هذا العلم، وتمكنت الفصاحة من لسانة، وتملكت العربية عليه جنانه؛ فأصبح مُولعا باستخدامها في حِله وترحاله، كما يحرص كل الحرص على استخدام قواعد اللغة العربية وأساليبها البلاغية أثناء حديثه وكتابته، فاحرص على البدء بالأساسيات البسيطة كإتقان القواعد الإملائية كالهمزات في أول ووسط وآخر الكلمة، وكذلك الهاء المربوطة والتاء المربوطة وغير ذلك بالإضافة إلى علامات الترقيم، ثم دراسة أقسام الكلام ونوعي الجملة ومكوناتها والمكملات وغير ذلك من القواعد والأساسيات الأخرى.
التطبيق العملي
من الوسائل المفيدة في تعلم أساسيات اللغة العربية أن يتم التطبيق العملي للقواعد المدروسة على النصوص وبعض أبيات الشعر وكذلك آيات القرآن الكريم؛ حيث يمكنك تمثل القواعد أثناء قراءة المقالات أو القصائد الشعرية أو القرآن الكريم والبحث عن أركان الجملة ومواضعها بكل عناية، وإذا واجهتك صعوبة ما في الوصول أو تفسير بعض الكلمات ومعرفة موقعها الإعرابي يَحسُن الرجوع إلى المعلم والاستعانة برأيه؛ لتصل إلى التفسير والحل السليم، كما أن المواظبة على تطبيق قواعد اللغة العربية أثناء القراءة تنمي السليقة والمهارة اللغوية وتمنحك القدرة على التحدث بأسلوب بليغ متميز.
التعلم بالاستماع
إن اللسان يألف ما تعودت الأذن على الاستماع إليه؛ لذلك يُنصح بالإكثار من الاستماع إلى القرآن الكريم والتعود على تلاوته، وكذلك الاستماع إلى البرامج الإعلامية الفصيحة الهادفة، أو بعض القصائد الشعرية الفصيحة التي تُلقى بصورة سليمة، أو متابعة بعض الدروس المبسطة لبعض العلماء أو المعلمين الذين يشرحون أو يتحدثون بأسلوب فصيح بليغ يعمل على تطبيق القواعد النحوية أثناء الحديث.



1580 Views