كفارة الزنا الغير كامل وماهو مفهوم الزنا وكفارة الزنا كل ذلك من خلال مقالتنا اليوم كفارة الزنا الغير كامل.
محتويات المقال
الزنا
الزنا أو الفحشاء هو مصطلح يشير إلى إقامة علاقة جنسية بين شخصين بدون زواج، ويعتبر الزنا في عدة أديان فعلاً محرماً وغير أخلاقي ولا ديني، لكن ممارسة الزنا تتفاوت أهميتها ما بين الثقافات والمجتمعات، بينما هناك العديد من الأشخاص يعارضون استخدام هذا المصطلح ويفضلون استخدام مصطلح “الجنس خارج العلاقة الزوجية”.
حكم الزنا في اليهودية
مذكور في التوارة وصية لَا تَزْنِ الواردة في سفر الخروج 20 اية 14. ومذكور أيضا العديد من الايات عن الزنى هنا بعض منها :
وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ ٱمْرَأَةٍ، فَإِذَا زَنَى مَعَ ٱمْرَأَةِ قَرِيبِهِ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ ٱلزَّانِي وَٱلزَّانِيَةُ. (اللاويين سفر 20 اية 10)
لَا يَدْخُلِ ٱبْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ. حَتَّى ٱلْجِيلِ ٱلْعَاشِرِ لَا يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ. (سفر التثنية 23 اية 2)
حكم الزنا في الأديان الأخرى
هناك أديان أخرى تدين الزنا، فالهندوسية تدين الزنا، لكن هناك بعض الطوائف لا تعتبره خطيئة. وفي البوذية أيضاً تحرم الزنا وتعتبره فعلاً سيئاً مثل القتل والسرقة والكذب.
ما هو الزنا الأصغر
لقد حدَّث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أنواع مختلفة للزنا في الإسلام، وهي مراتب مختلفة تتفاوت فيما بينها من حيث العقوبة ومن حيث كونها كبيرة من الكبائر أم لا، وكلُّ هذا التفصيل كان في الحديث الشريف، فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام قال: “إن اللهَ كتب على ابنِ آدمَ حظَّه من الزنا، أدرك ذلك لا محالةَ، فزنا العينِ النظرُ، وزنا اللسانِ المنطقُ، والنفسُ تتمنى وتشتهي، والفرجُ يصدقُ ذلك كلَّه أو يكذبُه” .
وبناءً على هذا الحديث الشريف يمكن القول إنَّ الزنا الأصغر هو الزنا الافتراضي أو المجازي الذي لا يزني به الإنسان بشكل ملموس، أي بجماع حقيقي ينتج عنه الملامسة ودخول ذكر الرجل في فرج المرأة، إنَّما يكون بالنظر إليها أو بلمس يدها أو ما شابه ذلك، وقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: “إن ابن آدم قدِّرَ عليه نصيبه منَ الزِّنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيلهِ، أو بالمَس باليد؛ بأن يمسَّ أجنبيةً بيدهِ أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي”، والمقود الزنا الأصغر والله تعالى أعلم.
أسئلة وإجاباتها عن الزنا في الشريعة الإسلامية
ما هو الزنا المجازيّ؟
يشتمل تعريف الزنا على كل ما هو محرم سواء كان ذلك متمثلاً في لمس جسد المرأة أو تقبيلها أو إطلاق النظر أو طلب الحرام وغير ذلك من مخالطة الأجنبية والخلو بها بصورة غير شرعية، والدليل على ذلك هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كتب على ابنِ آدمَ حظُّه من الزنا فهو مدركٌ ذلك لا محالةَ، فالعينانِ تزنيانِ وزناهما النظرُ، والأذنانِ تزنيانِ وزناهما السمعُ، واليدان تزنيان وزناهُما البطشُ، والرِّجلانِ تزنيانِ وزناهُما المشيُ، والقلبُ يتمنى ويشتهي، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه”.
والجدير بالذكر أن الحدّ الذي يقع على الزاني لا يشمل إلا الزنا الحقيقي المشروط بإيلاج الفرج بالفرج من قبل المرأة حتى لو كان ذلك بوجود ساتر، أما عن تمتع الرجل بإمرأة لا تحل له بدون إيلاج الفرج بالفرج فإنه من الزنا الظاهر أو المجازي الذي لا يوقع الحد ولكن يوجب التوبة فوراً من هذا الفعل القبيح.
والعّلة من توقيع حد الزنا هو حفظ الأنساب ودرء الاختلاط بينهما ومنع انتشار المفاسد الناتجة عنها، وتوصف هذه الأعمال التي يقوم بها الرجل والمرأة في الزنا المجازي بـ “اللّمم” وهذا الذي يوجب التوبة وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى.
ما هي شروط تحقق الزنا؟
حرص الإسلام على إقامة العدل بين الناس حتى الظالم منهم، ولم يسن الحدود والعقوبات كغاية وهدف ولكنه سنّها لتهذيب النفس ودرء المفاسدوالفتن التي قد تنتج عن إتيان الفواحش والتعدي على حدود الله، ومع توضيح الإسلام أن فعل الزنا محرم ومجرم كان من الواجب أن يبين شروط تحقق الزنا للخروج من دائرة الوهم والتشكيك، فشدّد العقوبات الواقعة على الزاني والزانية وستر الفعل ولو كان صريحاً ما لم يشهد عليه أربعة من العدول الثّقات، وقد أوضح الإسلام أن للزنا عدة شروط يجب توافرها حتى يتحقق:
تعمّد حدوث الإيلاج مع العلم بحرمانيته، ويشترط لتحقق هذا التعمد توافر عنصرين هامّين هما العلم بحلاله أو بحرامه وعقوبته وصوره وحدوده، والعنصر الثاني هو توافر الفعل والنيّة لتحقيقه والسعي مراراً في طلبه، وإذا اجتمع هذين العنصرين تكتمل أركان الشرط الأول للزنا.
وطء القُبَل، بالتحديد إدخال الحشفة في فرج الأنثى.
فإذا اجتمع هذين الشرطين تحقّق الزنا وأوجب الحد، أما إذا انتقض أحدهما فلا يقع الحد وذلك كأن يطأ رجل امرأة أجنبية ظنّ بالخطأ أنها زوجته أو العكس، ففي مثل هذه الحالات لا يتحقق الزنا لغياب الشرط الأول وهو الإرادة، وكذلك الحال إذا قصد الرجل وطأ امرأة أجنبية ولكنه عاد للمداعبة فقط دون الإيلاج فلا يتحقق الزنا لعدم حدوث الشرط الثاني.
ما هي عقوبة الزنا؟
فرّقت الشريعة الإسلامية عقوبة الزنا إن كان الزاني بكراً أو كان ثيّباً محصناً، وشدّدت العقولة على المحصّن، حيث قضى الشارع على المحصّن بالرجم بالحجارة حتى الموت وذلك سواء كان ذكراً أم أنثى، وقد ورد عن بعض الأئمة أن الزاني يُجلد قبل الرجم حتى الموت.
أما البكر فيُجلد فقط سواء كان ذكراً أم أنثى، وعدد الجلدات مائة جلدة بهدف الردع والتعزير من غير كسر أو إحداث علّة ما في المجلود، ويزيد بعض الأئمة في ذلك أنه يجب تغريب عام للذكر عن قريته أو مدينته، فيما أوردوا أنه يجب أن تغرّب الأنثى مسيرة ليلة واحدة خارج بيتها.
ووردت عقوبة الزنا في القرآن الكريم في قول الله تعالى: ” الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ”، وأتت هذه الآية ناسخة لآية عقوبة الحبس والإيذاء الموجودين في سورة النساء، فيما ورد أن المملوكة تُعاقب بنفس حدّ الحرة تحقيقاً لما ورد في سورة النساء في حدّ الأمة حيث قال الله تعالى: “إِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ”.
التوبة من الزنا
التوبة من الزنا نظرًا إلى أن الزنا من كبائر الذنوب، التي توعد الله فاعليها بأشد العقوبات ونهى عنها وحذر منها أشد التحذير، لذا يجب على المسلم أن يحرص دائمًا على اجتناب ما حرّمه الله عزّ وجلّ، والامتثال لأوامره ونواهيه على أفضل وجهٍ، فإن وقع في شيءٍ من ذلك، فإنّ عليه أن يبادر ويسارع إلى التوبة والاستغفار، وذلك حال من وقع في الزنا أيضًا فعليه أن يسارع إلى التوبة من الزنا ، لأنّ الزنا من الكبائر في دين الإسلام، وقد عدّ الله -عزّ وجلّ- الزنا؛ بأنّه فاحشةٌ كبيرةٌ، إلّا أنّه سبحانه فتح للعبد الزاني، أو الأمة الزانية، باب العودة و التوبة من الزنا ، والرجوع إلى الله تعالى، فإنّ من تاب إلى الله -تعالى- وبادر بفعل الأعمال الصالحة، رجاء مغفرة الله، غفر الله -تعالى- له، وبدّل سيئات العبد بحسناتٍ، برحمته وفضله، ودليل ذلك قول الله تعالى: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ».
التوبة من الزنا فإنّه ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا إذا شاء، سواءّ أكانت زنا أو ما سواها من الكبائر التي هي دون الشّرك، فإنّ مغفرة الله سبحانه وتعالى للذنوب، والتجاوز عنها يتحقّق على القول الصّحيح من خلال التّوبة منها، وكذلك الحال بالنسبة للزنا حيث يغفره الله تعالى من خلال التوبة من الزنا ، لأنّ من يتوب من ذنبه تاب الله عليه، والتّائب من الذّنب يكون كمن لا ذنب له.
التوبة من الزنا وعدم فعلها حتى الموت ، ففي في حال مات صاحب الكبائر وهو لم يتب منها بعد، فإنّه يرجع إلى مشيئة الله سبحانه وتعالى، إن أراد عذّبه وإن أراد غفر له، هذا في جميع الذّنوب ما عدا الشّرك، فإنّ من مات مشركًا بالله سبحانه وتعالى، فإنّه يكون مخلدًا في النّار، وذلك باتفاق علماء المسلمين، وقد ورد في التوبة من الزنا أنه قال الله سبحانه وتعالى: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى» الآية 82 من سورة طـه، ويقول سبحانه وتعالى عن التوبة من الزنا :«وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ» الآية 6 من سورة الرعد.