كيف تؤثر التكنولوجيا على التوظيف، وأثر التكنولوجيا على تطور بيئة الأعمال، وآثار التكنولوجيا السلبية والايجابية، وتأثير التكنولوجيا على حياتنا، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.
محتويات المقال
كيف تؤثر التكنولوجيا على التوظيف
1. التكنولوجيا تعيد تشكيل عالم العمل، ليس فقط بميكنة الإنتاج، بل أيضا بتيسير الاتصال والابتكار. وتحدث التغييرات التي تجلبها التكنولوجيا الرقمية على تكلفة رأس المال مقابل العمالة، وتكلفة المعاملات، ووفورات الإنتاج الكبير، وسرعة الابتكار، آثارا كبيرة في ثلاث نواح: الكم، والكيف، وتوزيع الوظائف. لنتناولها بالتفصيل.
2. إحلال العمالة البشرية، أي استبدال العمالة البشرية في بعض أو أغلب المهام بالتكنولوجيا، في الوقت الذي ستنخفض فيه نسبة رأس المال إلى العمالة. وتشير أكثر التكهنات قتامة إلى أن الماكينة ستحل محل عديد من الوظائف والمهن، وسيكون نزيف الوظائف هائلا. وتنذر أكثر التوقعات دقة بأن بعض المهن قد تتم ميكنتها بالكامل، إلا أن أغلبها قد تتم ميكنته جزئيا، أي جانب منها، أو يستبدل 9 في المائة من الوظائف و25 في المائة من المهام
3. لها تأثير إيجابي أيضا في إيجاد الوظائف، فهي ماكينة عظيمة لإيجاد الوظائف. ويساعد دخول الأسواق والحصول على الموارد، بفضل تقدم الاتصال، الشركات على النمو وتوفير الوظائف، أو جذب العمل إلى أسواق جديدة أكثر قدرة على المنافسة.
4. تفسح المنتجات المبتكرة، التي يتم استحداثها وتوزيعها باستخدام مختلف التكنولوجيات، المجال أمام صناعات وشركات ووظائف جديدة.
5. التكنولوجيا لا تزيد أو تقلص فرص العمل فقط، بل إنها أيضا تغير ظروف العمل. ومن الآثار الإيجابية في جودة الوظائف، أن الميكنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، لأنها تزيد إنتاجية العامل وقدراته. لكن الواقع أيضا أن العمال يتحملون مخاطر أكبر، لأن الأجور يمكن أن تتجمد أو تنخفض بسبب ما تتيحه التكنولوجيا لأرباب العمل من ميكنة أو من استبدال بعض المهام البشرية بالآلية.
6. التكنولوجيات الرقمية تفسد العلاقة التقليدية بين العمال وأصحاب العمل، حيث تأتي بأشكال جديدة من العمل التي تفك الارتباط بين العمال وأرباب العمل. لنتأمل اقتصاد الوظائف المؤقتة، الذي يتسم بهيمنة ترتيبات العمل مع العمالة المستقلة والوظائف المؤقتة. وتعني الاستعانة بالعمالة المستقلة لفترات قصيرة زيادة المرونة للعامل وصاحب العمل، لكنه قد يعني أيضا فقدان العمال كثيرا من المزايا الاجتماعية وإجراءات الحماية المتصلة عادة بالترتيبات التقليدية للتوظيف.
أثر التكنولوجيا على تطور بيئة الأعمال
إن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الرقمية يبقي العالم على اتصال. إنه أمر أساسي لتنمية المجتمع وعمله. تعتمد الاتصالات والتعليم والتجارة والعديد من الأنشطة البشرية والاقتصادية الحيوية اليوم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن المسلم به على نطاق واسع وعالميًا أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد غيرت بشكل أساسي الممارسات والهياكل في المجالات الاجتماعية والتجارية والتعليمية – الطريقة التي نعيش بها ونتعلمها ونتفاعل معها ونقوم بها. على الصعيد العالمي، يتيح التطوير والنشر المناسب لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات توفيرًا كبيرًا في التكاليف ومكاسب في الكفاءة في جميع القطاعات (العامة والخاصة).
آثار التكنولوجيا السلبية والايجابية
أولًا: السلبية
1. إجهاد العين
الاستخدام المتكرر والدائم للأجهزة المحمولة والكمبيوتر يؤدي إلى مشاكل كبيرة في العيون، ومن أهمها عدم وضوح الرؤية، وجفاف العيون، والصداع المستمرّ والآلام في الرقبة والظهر، ويعود سبب هذه المشاكل إلى وهج الشاشة، والإضاءة السيئة، وسوء تقدير المسافة بين الجهاز والعيون.
2. مشاكل في العظام والعضلات
استخدام الهاتف المحمول لمدة طويلة يؤدي إلى مشاكل في الرقبة واليدين؛ إذ يكون الرأس في وضع غير مناسب مائل للأمام، ويكون الضغط كبيرًا على الرقبة والظهر والعمود الفقري، وتشير الدراسات إلى أنّ الاستخدام الطويل والمتكرر للأجهزة المحمول قد يؤدي إلى مشاكل في الأصابع والمعصمين.
3. مشاكل في النوم
تمادت التكنولوجيا وأصبحت تتسلّل إلى غرف نوم الكثيرين، وأصبح الكثيرون يسهرون عليها طويلًا دون تعب أو ملل، وتشير الدراسات أنّ الضوء الأزرق المنبثق من الأجهزة المحمولة كفيل بقطع الميلاتونين على الشخص، فلا ينام ولا يشعر بالنعاس طول اليوم، فقلة النوم لها مشاكل كبيرة وصحية تؤدي إلى خلل في أداء وظائف الجسم بأكمل وجه.
ثانيًّا: الإيجابية
1. التعرف على ثقافة جديدة فقد جعلت التكنولوجيا الأرض في مكان صغير، يسمح للبشر بالتخلص من الصعوبات وانتشارها إلى جميع أنحاء العالم، وفهم البلدان والثقافات الجديدة.
2. زيادة الأرباح إذ تعتبر التقنيات الجديدة باهظة الثمن ولكنها تزيد من الأرباح التجارية، وتزيد التقنيات من كفاءة السلع وطرق إيصالها وتوزيعها وبالتالي زيادة الأرباح.
3. تسهيل الوصول إلى المعلومات حيث في الماضي، كان الوصول إلى المعلومات يتطلب وقتًا طويلاً من القراءة والبحث، وقد يلزم أيضًا نقلها من مكان إلى آخر.
4. تقليل الوقت والطاقة إذ توفر التكنولوجيا للناس الكثير من الوقت والطاقة في مختلف المجالات، مثل الأعمال المنزلية التي لا تتطلب الكثير من الوقت باستخدام الأدوات الكهربائية، وتقصير وقت العمل من خلال الآلات بدلاً من العمل اليدوي.
5. تسهيل التعلم حيث تلعب التكنولوجيا وطرق التعلم الحديثة دورًا مهمًا في تعزيز التعليم لأنها تمكن الناس من دخول الجامعات البعيدة وإجراء التعلم عن بعد، ويمكنهم الوصول بسرعة وسهولة إلى المعلومات المختلفة عبر الإنترنت.
6. تعزيز التواصل الاجتماعي حيث تزود التكنولوجيا الناس بمجموعة متنوعة من الأخبار العالمية، بالإضافة إلى أن الشبكات الاجتماعية تزود الأشخاص بقنوات اتصال أوثق وتوفر فرصًا لإجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو مع الأشخاص في المناطق والبلدان النائية.
تأثير التكنولوجيا على حياتنا
استطاعت التكنولوجيا أن تحل كثيراً من المشاكل العالقة في حياتنا، فتطور الأدوات الطبية مثلاً أدى إلى سرعة التوصل إلى الأدوية المناسِبة لبعض الأمراض، ففي قديم الزمان كانت الإنفلونزا الموسمية تسبب وفاة عددٍ كبيرٍ من الأشخاص بينما حالياً تعد من أبسط ما يمكن أن يتعرّض له الإنسان ويشفى منه ولا يشعر بأعراضه، كما أنّ تطور وسائل المواصلات جعل من السهولة الانتقال من مكانٍ لآخر من دون تعبٍ أو الانتظار وقتاً طويلاً، فقديماً كان الإنسان يستخدم الدواب أو رجليه للانتقال من مكانٍ لآخر، وبعض الرحلات كانت تتطلّب منه مسيرة أشهرٍ بينما الآن أصبح الانتقال من بلدٍ لآخر لا يحتاج لساعاتٍ.