كيف صنع المصريون القدماء ورق البردي نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل أسماء ورق الباردي لدى مختلف الثقافات على مر العصور وتاريخ ورق البرديثم الختام عيوب ورق البردي تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
كيف صنع المصريون القدماء ورق البردي
– ظلت تصنّعُ أوراق البردى منذ عصر القدماء المصريين في دلتا النيل وانتشرت انتشارًا واسعًا إلى أن تقلصت صناعتها فاقتصر مكانها على مصر العليا (الصعيد) وبعض المناطق في إثيوبيا وبلاد الشام، وبعض بلاد الغرب على البحر المتوسط، وضمُرت أماكن زراعتها حتى انتهت إلى بعض المناطق بالسودان. وأساس أوراق البردى هو قصب البرْدَى الذي عرَفه أول من عرَفه القدماء المصريين، كان يُزرع في مستنقعات مياه ضحلة لا يتجاوز عمقها الـتسعين من السنتيمترات، بينما كانت جذوره طويلةً غيرَ سميكةٍ تمتدُ إلى الخمسة أمتار تفترشُ في قاع الأرض بصورةٍ عرْضيّة، أما فرعه فهو بارتفاع حوالي المتر فوق سطح الأرض، على شكل مثلث أطرافه مستدقة.
-كانت تُصنع أوراق البردى عن طريق جمع سيقان قصب البردى، وكشط اللحاء الخارجي ليُستخدم في صناعة الحبال والقوارب والأشرعة، وجمع اللب المحشوّ داخل السياق ويقطع اللب الرخو الذي أخرج من السيقان ويرصص بحيث تتكون طبقتان متعامدتان فوق بعضيهما، وتُضغط بعد أن تبلل بالماء. ويكونُ سمك الورقة بقدر عدد الطبقات التي تُضغطُ بعضها فوق بعضٍ، وكلما زاد عدد الطبقات زادت قيمة الورقة وزاد ثمنها. كان طول الورقة الواحدة يمتد إلى الـ 30 من السنتيمترات، وعرضها إلى الـ 25 من السنتيمترات، ويسمي العربُ الورقةَ عند هذه المرحلة بـ “الصحيفة”، فإذا ما لُصقت بأوراق أخرى سميت بـ “اللفافة” أو “القرطاس” أو “الطومار” ، ويمتد طولها إلى ما بين 6 إلى 10 أمتار أو أكثر، وكانت تُلف هذه القراطيس على أقضبة من العاج، وتحفظُ في ما يشبهُ الأسطوانات.
أسماء ورق الباردي لدى مختلف الثقافات على مر العصور
– عند العرب
عند العرب تكثر أسماء ورق الباردي كثيراً فمِن العرب مَن كانوا يُطلقون عليه إسم بَردي أو بُردي وهو الإسم الذي الذي منه جاء الإسبانيون بالإسم Al-Bardin، كما كان يُسمونه تبعاً لمرحله نموه فقد كانوا يسمونه القنفجر ( بمعنى مصدر النباتات )، و السرير ( بمعنى أسفل الساق )، والرايزوم ( هو الجزء الذي ينتفخ حينما تنضج النباتات )، وقرطاس ( هذا الإسم مأخوذ مِن الكلمة اليونانية كارتا Charta) .
– عند القدماء المصريين
كان القدماء المصريين يطلقون على ورق الباردي أسماء كثيرة فقد كانوا يسمونه طبقاً لمرحلة نموه فقد كانوا يُسمونه محيت ( بمعنى الخطية )، وحا ( بمعنى نبات البردي )، وأخ وأج ( بمعنى الخضرة والنضارة )، كما كانوا يسمونه طبقاً لحالته فقد كانوا يسمونه كذلك شو وجماع ( بمعنى الجاهز للإستخدام ) وشفدو ( بمعنى لفافات البردي المخصصة للكتابة ).
– عند اليونانيين
إضافة لإسم بابيروس الذي منه جاء الإسم الإنجليزي Papyros فقد أطلق اليونانيون على ورق الباردي إسم بيلبوس Biblos ،وهو إسم الميناء الذي كانت تصل إليه أوراق البردي بعد تصنيعها.
تاريخ ورق البردي
-يعد ورق البردي من أقدم مواد الكتابة التي تم استخدامها في العالم فقد ظهر قبل الميلاد بحوالي 3000 عام، وقد ظهر ورق البردي وتم تصنيعه في مصر القديمة واستمر إنتاج أوراق البردي في مصر القديمة حتى عام 1100 بعد الميلاد تقريبًا.
-وقد تم تصدير ورق البردي من مصر إلى جميع أنحاء العالم القديم، وكان البردي المصري هو أكثر المواد المستخدمة في الكتابة عند الرومان القدماء والإغريق، وحتى أن كلمة “بيبر” paper والتي تستخدم في اللغة الإنجليزية اليوم وتعني ورق كانت مشتقة من كلمة بردي.
-وفي مصر القديمة أطلق على ورق البردي عدة أسماء أهمها محيت، وحتى أن مملكة مصر الشمالية كانت تسمى تا محيت، وتعني أرض البردي.
-وبسبب أهمية هذا النبات الاقتصادية كانت الحكومة المركزية في مصر القديمة تشرف على زراعة وتصنيع نبات البردي، وكان العمال يقوموا بحصاده عن طريق قطع سيقانه من الأسفل بشفرة حادة، وربط سيقانه مع بعضها في حزم كبيرة، ثم نقله لاماكن تصنيعه.
-وكان المصريين القدماء يصنعون البردي من خلال ترتيب نبات البردي واحدة فوق الأخرى بزوايا قائمة وضغط الطبقات معًا حتى يتم تحرير الصمغ الذي يربط الشرائح ببعضها البعض.
-وكان ورق البردي في مصر القديمة يصنع بواسطة حرفيين ذي مهارة عالية، وكانوا يعملون على تصنيعه من سلالات من النبات تمت زراعتها بشكل خاص لإنتاج الورق عالي الجودة، وقد ساعد مناخ مصر الجاف على انتشار مزارع البردي في مصر القديمة.
-وبسبب القيمة الكبيرة لأوراق البردي لم يكن يسمح للكتبة والطلاب في مصر القديمة باستخدام أوراق البردي في الكتابة في بداية تعلمهم حتى لو كانوا من عائلات ثرية، بل كانوا يستخدمون ألواح خشبية للكتابة، وبمجرد أن يتقنوا الكتابة كان يسمح لهم بالتدرب على الكتابة على لفائف البردي.
-لكن مع تغير المناخ بدأ نبات البردي يختفي ببطء، واختفت أيضًا صناعة ورق البردي، وظل هذا الفن ميتًا لآلاف السنين، ومع ذلك فقد حافظ مناخ مصر على آلاف من أوراق البردي التي تحمل آلاف من النصوص القديمة التي توثق الكثير عن العصور القديمة مثل الرسائل والسجلات الحكومية والتي تعطي نظرة كبيرة عن الحياة في مصر القديمة.
-ومن أشهر البرديات التي عثر عليها بردية إبيرس وهي بردية طبية طولها 20 متر تقريبًا (110 صفحة)، وتوضح تلك البردية بجانب عدد من البرديات الأخرى البردي الأخرى مثل بردية كاهون لأمراض النساء ، وبرديات لندن الطبية وبردية إدوين سميث على سبيل المثال لا الحصر براعة المصريين القدماء في مجال الطب.
عيوب ورق البردي
-على الرغم من أن ورق البردي كان وسيلة مهمة لتوثيق عدة أحداث تاريخية مهمة مثل كتابة المخطوطات المستخدمة في تسجيل المعلومات القانونية في الحضارة المصرية أولاً لتنتقل فيما بعد إلى رومانية وباقي دول العالم الأخرى، وأصبحت الوسيلة الأولى والوحيدة في الكتابة في معظم دول العالم ولفترة طويلة، إلا أنه هناك بعض العيوب التي واجهها المؤرخون في السابق
-وهي حاجتها الكبيرة إلى الماء والبيئة الدافئ، مما يجعل زراعتها وحصدها استخراج اللب المستخدم في صناعة الورق صعب ويحتاج إلى وقت طويل، والأماكن الوحيدة التي تتوفر فيها نباتات البردي بكميات وفيرة هي المستنقعات والبرك
-وحوافي الجداول والأنهار، وفي فصل الشتاء تتعرض الكثير من نباتات البردي إلى التلف، بسبب طول قامتها الذي يجعلها أكثر عرضة للتلف أثناء الصقيع والمطر، وبالتالي فأن إمكانية الحصول على هذا النبات في أي وقت يعتبر صعب أو مستحيل.