كيفية التعامل مع المراهق العدواني

كتابة ندى الهاجري - تاريخ الكتابة: 4 أغسطس, 2020 6:09
كيفية التعامل مع المراهق العدواني

كيفية التعامل مع المراهق العدواني وماهي افضل طرق التعامل مع المراهق العدواني من خلال هذه السطور التالية.

سلوك المراهق

مع التأكيد على الفروق الفردية بين المراهقين، والفروق الثقافية بين مجتمعٍ وآخر في التعامل معهم وتأثير ذلك على تشكيل هذه المرحلة، فإن المراهقة تشهد حالة فريدة دماغيًا وهرمونيًا، وحتى وقت قريب نسبيًا، كان يعتقد أن الدماغ يتطور بنشاط فقط أثناء الطفولة، ولكن في العقدين الأخيرين، أكد الباحثون أن الدماغ يمر بتغيرات هائلة في مرحلة المراهقة، سواء من حيث تركيبته، أو كيفية عمله.
وبسبب تطور دماغه يمكن أن تتغير حالته المزاجية بسرعة، لا يستطيع التعامل دومًا مع مشاعره المتغيرة ولا التحكم في ردود أفعاله تجاه الأحداث غير المتوقعة، وقد يؤدي هذا أحيانًا إلى حساسية مفرطة، وفي المقابل قد يؤدي إلى غضب وفظاظة، وهو كذلك يتعلم التعبير المستقل عن أفكاره، وهذا جزء أساسي من النمو، لكنه لا يزال يتعلم كيفية التعامل مع الاختلاف في الرأي.

كيفية التعامل مع المراهق العدواني

تعتبر تربية الأولاد من المهام الحياتية الصعبة والدقيقة، وتجد بعض الأمهات صعوبة كبيرة أحياناً بالتعامل مع أبنائهم بالأخص في سن المراهقة. ولكن ماذا عن المراهق العدواني؟ سنطلعك اليوم من عبر يومياتي على كيفية التعامل مع المراهق العدواني من خلال بعض الخطوات البسيطة التي ننصحك باتّباعها. تشكّل المراهقة مرحلة صعبة على الأولاد والأهل، لذلك من المهم أن تكتشفي معنا كيفية التعامل مع المراهق العدواني في حال كان ابنك يتصرّف في الفترة الأخيرة بعدائية وشراسة.

السلوك العدواني

هو أي شكل من أشكال السُّلوك يوجَّهه الفرد بِهدف إلحاق الضرر والأذى أو إيذاء كائن حي آخر تكُون لديه الدّوافع لِتجنب هذه المعاملة.
هو استجابة سلوكيّة انفعاليّة، قد تتوقَّف على انخفاض في مُستوى البصيرة أو التفكير، وغالباً ما يتبع بعض اأشخاص السُّلوك العِدواني، وعندما يُعانون ضُغوطا ًجسدية أومعنوية فيلجؤوا لِتأكيد الذّات من خلال مُمارسة القوة أو الإكراه ضدّ الآخرين.
هو رغبة ٌ أساسيةٌ للإِيذاء، ورغبة يتمّ التعبير عنها عن طريق استخدام الأفعال، إذ يتم إيذاءُ شخصٍ ما عن طريقِ شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، ويكون أكثر سيطرة وقوَّة وهم يقومون بهذا الاعتداء بلا مُبرّر، يتكرَّر هذا الاعتداء مع زياده كبيرة في الشُّعور بالاستمتاع والسعادة.

سلوكيات ومظاهر الغضب عند المراهقين

عادةً ما يرتبط تعبير الغضب من حيث مفهومه بالصراخ وإثارة الفوضى وإيذاء الآخرين والاعتداء على الممتلكات والتمرد على القوانين، لكن الغضب بمضمونه قد يحمل أشكال أخرى من ردات الفعل والتي قد لا تظهر بشكل مباشر يمكن ملاحظته، فالغضب هو شعور واحد ولكن الفعل الناتج عنه متعدد في أشكاله وفي أساليب التعبير عنه وبالتالي في مظاهره وسلوكياته، ومن هذه المظاهر على سبيل المثال:
– الإيذاء اللفظي أو البدني: وهذا الشكل من مظاهر الغضب المباشر والواضح، كأن يعتدي المراهق الغاضب على الأخرين بالكلام والشتائم وتوجيه الإهانات، أو يتبع سلوكيات عدوانية كالضرب والتهجم المباشر والإيذاء الجسدي.
– تحطيم وتكسير الأشياء: يحدث هذا عندما يشعر المراهق بضعفه أمام الموضوع الأساسي الذي أثار غضبه فيصب جام غضبه على الأشياء من حوله كالأواني أو أثاث منزله فيقوم بتحطيمه وتكسيره.
– الغضب الكاذب: ويستخدم المراهق هذا النوع من الغضب عندما يدرك أنه يستطيع من خلاله جعل الآخرين ينزلون عند رغباته ويسايرونه بهدف تحاشي غضبه أو ربما ليتنازلوا عن عقابه.
– الهروب من المدرسة: وهذا يعتبر من السلوكيات غير المباشرة، فهو قد يشعر بالكبت والضيق من معلميه ومدرسته الذين يجبرونه على اتباع أنظمة المدرسة وقوانينها، فتأتي هنا ردة فعله الغاضبة بالهروب من المدرسة.
– كبت المشاعر: في بعض الحالات لا يتمكن المراهق من التعبير عن غضبه لأسباب عديدة، وهذه الحالة تؤدي به إلى كبت مشاعر الغضب والحقد والكراهية ضد موضوع غضبه ومن تسبب به.
– الخروج من المنزل: وهو من السلوكيات الشائعة بين المراهقين، ويحدث عند شعور المراهق بأن ذويه في المنزل يحددون حركته ويقيدون تصرفاته ورغباته، فيرغب بالخروج من المنزل بدافع التمرد على سلطة ذويه ورغبته بالاستقلال والحصول على الحرية في شؤونه.
– الكذب: فعندما لا يتمكن المراهق من الانتقام بشكل مباشر من الأشخاص الذين أغضبوه قد يستخدم الكذب في إيذائهم كأن يلفق بعض التهم إليهم، أو يتحدث عنهم بطريقة تؤذي صورتهم، ويحدث هذا عادةً عندما يرتبط شعوره بالغضب مع غيرته من بعض الأشخاص.
– الانحلال الأخلاقي والتمرد على المجتمع: قد يصل شعور الغضب عند المراهق إلى مراحل متقدمة وخطيرة تصبح ردة فعله فيها أكثر تعميماً حتى تشمل المجتمع بأكمله، فيؤذي نفسه ويؤذي مجتمعه، وهنا قد يلجأ مثلاً إلى السرقة والكذب أو التدخين أو تعاطي المخدرات أو التمرد كلياً على القيم والنظم الاجتماعية.

أشكال العدوان

العدوان المباشر: هو ذلك العُدوان الذّي يوجّه مُباشرة إلى الإنسان الذي سبّب الإحباط والتعاسة له.
العدوان غير المباشر: فيه يوجِّه المراهق عدوانهُ نحو شخص أو أي عامل آخر غير الذي تسبّب له في الإحباط، ذلك عندما يكون مصدر الإحباط مؤثّراً وقوياً، فينقل عدوانه إلى شيء آخر يكون أقل قوّة ومقاومة من الموضوع الأصلي الذي تسبّب له بالإحباط.
العدوان المؤقت: يُعبِّر هذا العدوان عن حالة من التوتر النفسي، وسرعان ما تنتهي حالة العدوان والغضب من خلال التّعبير عنها بالسُّلوك العدواني، الذّي يُفرِّغ من خلاله الشحنات الانفعالية الزائدة التي يعاني منها.
العدوان العام: هو العدوان الذي يتكرَّر في معظم المواقف، مع كثير من المراهقين والشباب، مثل الذي يحدث في جُنوح الأحداث، الذين يعتدونَ على أفراد المُجتمع ومُمتلكاتهم دون أن أيّ إحساس أو شعور بالذّنب.
العدوان الفردي: يتم هذا العدوان عندما يعتدي المُراهق على مراهق آخر بالسَّب، الشتم، الإيذاء الجسدي.
العدوان الجمعي: يتم هذا العدوان عندما تتجمع مجموعة من المراهقين ضد مُراهق واحد وغريب عنهم؛ لإبعاده والاعتداء عليه، إذ توجه مجموعة من المراهقين والشّباب عدوانها أيضاً ضِد أحد أفرادِها الضغيفين، حيثُ يُشكِّل هدفاً للآخرين من رِفاقه المراهقين.
العدوان على الذات: يتمثل هذا العدوان في قيام المُراهقين أو الشباب بإلحاق الأذى والضّرر بنفسهم، ذلك على شكل اعتداء بدني مثل تجرح الجسم، ضرب الرأس بالحائط، قص شعرهم، محاولة الانتحار، وقد يعتدي المراهق على نفسه لفظيّاً، ذلك من خلال ترديد وقول عِبارات سيئة بحق أنفسهم، مثل أنا مُهمل وغبي، أنا غير محبوب وغير مرغوب، أنا أكره نفسي، وغير ذلك من العبارات.

كيفية التعامل مع المراهق العدواني

لا تصرخي بوجهه
مهما حصل احرصي دائماً على أن تتمالكي أعصابك أمامه! لا يمكنك أن تتعاملي مع المراهق العدواني بالصراخ وأن تقابليه بالعدائية نفسها. تجنّبي هذا التصرّف كلياً معه تجنّباً لتفاقم المشكلة. فالمراهق العدواني يزداد شراسة في حال تمّ الصراخ عليه!
تواصلي معه دائماً وبهدوء
من المهم جدّاً أن تعززي لغة التواصل مع ابنك. فإذا أردت أن تخفّفي من عدائيته، يجب عليك أن تتواصلي معه كثيراً للدخول إلى قلبه واحرصي على أن تتحدّثي معه دائماً بهدوء ودبلوماسية.
دعيه يعبّر دائماً عن وجهة نظره
من الضروري أن تظهري له أن وجهة نظره مهمة وأن له رأي واعتبار. لذلك احرصي على منحه الحرية بالتعبير عما يفكّر به وكوني له آذان صاغية. لا تسخّفي أفكاره ولا تتعاملي معه على أنّك تفهمين أكثر منه!
خذي رأيه بعين الإعتبار
إجعليه يشعر أنك تأخذين رأيه بعين الإعتبار، بذلك سيشعر أن رأيه مهم وأنّك تسمعين له وبالتالي لن يتصرّف بعدائية.
لا تضغطي عليه
إذا أصبح ابنك عدوانياً في الفترة الأخيرة، فلا يجدر بك أن تضغطي عليه. حاولي أن تمنحيه مساحته الخاصة وأظهري له أنك تحترمين خصوصيته وبهذه الطريقة سيشعر أنك تثقين به وأنّك لا تضغطين عليه.
تعاطفي معه وكوني متفهّمة
يحتاج المراهق العدواني أن يشعر بأن ثمة شخص يفهمه ويدعمه ويتعاطف معه. فكوني أنت هذا الشخص الذي يتفهّم وضعه وأظهري له تعاطفك الكامل وسترين كيف ستخفّ عدائيته شيئاً فشيئاً!



719 Views