ما هو الشعر العمودي

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 30 مايو, 2022 2:38
ما هو الشعر العمودي

ما هو الشعر العمودي وكذلك شعر عمودي جميل، كما سنقوم بذكر مكونات الشعر العربي، وكذلك سنتحدث عن مميزات الشعر العمودي، كما سنوضح أغراض كتابة الشعر، وكذلك سنقدم شعر عمودي للمتنبي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

ما هو الشعر العمودي

هو أحد أنواع الشعر العربي، والذي تتمّ كتابته بناءً على قَواعد العروض التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ حَيث يهتمّ بالحفاظ على وزن الشعر واتّصاله كوحدة واحدة من بداية القصيدة وحتى نهايتها. يتكوّن الشعر العمودي من شطرين؛ حيث يُسمّى الشطر الأول بالصدر، والشطر الآخر بالعجز، ومجموع الشطرين يُطلق عليه اسم بيت. الشعر العمودي هو أقدم أنواع الشعر والأساس الذي بُنيت عليه جميع أنواع الشعر؛ حيث استمرّ الشعراء في كتابة الشعر العمودي إلى حين ظهور مدارس الشعر الحديثة، مع الإشارة إلى أنّ العديد من الشعراء في العصر الحديث يُفضّلون الكتابة على طريقة الشعر العمودي، ويُشترط في كتابة هذا النوع من الشعر اللغة العربية الفصحى، ويلتزم الشاعر فيه ببُحور الشعر الستة عشر التي وضعها الفراهيدي.

شعر عمودي جميل

أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي
فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي
مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه
وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ
ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ
وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت
لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ
ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ
جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ

مكونات الشعر العربي

1- القصيدة:
هي مجموعة أبيات من بحر واحد متفقة في الحرف الأخير بالفصحى وفي الحرف الأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد في الشعر النبطي، وفي عدد التفعيلات؛ أي الأجزاء الّتي يتكون منها البيت الشعري، وأقلّها ستة أبيات وقيل سبعة وما دون ذلك يسمّى قطعة.
2- القافية:
هي آخر ما يعلق في الذهن من بيت الشعر أو بعبارة أخرى الكلمة الأخيرة في البيت الشعري.
3- البحر:
هو النظام الإيقاعي للتفعيلات المكررة بوجه شعري وفي الشعر النبطي يعرف بالطرق أمّا الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزا على البيت الكامل وبحره ولحنه.
4- الفرق بين البحر والوزن:
البحر يتجزأ إلى عدّة أجزاء من الوزن الشعري كلّ جزء يمثّل وزنًا مستقلاً بذاته حيث التام وهو ماستوفى تفعيلات بحره والمجزوء هو ما سقط نصفه وبقي نصفه الآخر، والمنهوك هو ماحذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل إلاّ على تفعيلتين اثنتين.

مميزات الشعر العمودي

– شعر موزون له قافية واحدة على طول القصيدة.
– ينتهي كل بيت من قصائده بصوت موسيقي واحد يسمى حرف الروي.
– لا يحتوي على الرمزية.
– عدد تفعيلات البحر الشعري ثابتة.
– شكله واضح ومضمونه غير غامض. يتكون من شطرين؛ عجز وصدر.
– يحتوي العديد من المواضيع ويعالجها.
– كلماته فصيحة، وبعض كلماته صعبة تحتاج إلى تفسير وشرح لفهمها.
– يستخدم فيه أسلوب البلاغة لإظهار مهارة الشاعر في البيان والبديع.
– اتخاد القصيدة شكلاً عموديًا موحدًا. القصيدة الشعرية العمودية هي بناء مترابط، إذ تعرض الأفكار بتسلسل مرن وجذاب، وفي نفس الوقت يمكن الاستغناء عن أحد أبيات الشعر العمودي دون ملاحظة الفرق في المعنى بالقصيدة، فكل بيت مستقل في معناه ويتشارك مع بقية الأبيات في تشكيل المعنى العام للقصيدة.
– الإكثار من التشبيهات، واستعمال الصور الجزئية.
– كثرة استخدام الأمثال في القصيدة.
– الاعتماد الكبير على حروف المد والشدة والموسيقى الداخلية للأبيات الشعرية.
– له ميزان شعر؛ كوحدة الوزن والقافية، مثل قول الشاعر طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ويأتيك بالأخبار من لم تزود.

أغراض كتابة الشعر

– الوصف وهو وصف البيئة المحيطة للشاعر أو وصف الزمن أو وصف المكان الذي يعيشه وما يحتويه من أجمل المناظر الطبيعية حوله.
– ومن أغراض الشعر هو الفخر حيث يقوم الشاعر في شعره بتمجيد لقبيلته أو للحاكم أو التغني بالبطولات والإنجازات أو الشهامة، ويتم تقسيم الفخر إلى الشخصي والفخر القبلي.
– الهجاء وهو أيضًا إحدى أغراض الشعر وهو عكس الفخر بل أنه يذكر فيه عيوب الناس أو الأشياء من حوله، أو الأعداء وغالبًا ما تكون ألفاظ هذا البيت متنوعة ما بين التهديد والوعيد.
– المدح وهنا يقوم الشاعر بمدح ما يختص به موضوع شعره وهو قريب من الفخر حيث يتم مدح شخص معين أو الافتخار به أو اعترافَا بجميل شخص ما أما حبَا في العطاء أو المدح فيه.
– الرثاء وهو غرض للشعر يعبر فيه الشاعر عن الحزن والاسى لفقدان شخص عزيز على الشاعر أو على القبيلة أو على الوطن.
– الاعتذار وهو من الأشعار التي تعبر عن الندم أو على فعل حدث ما ومحاولة إصلاحه من خلال مدحه والغزل فيه.

شعر عمودي للمتنبي

قصيدة عذل العواذل
عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ

وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ
يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ

وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ
وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي

أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ
إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ

مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ
ألشّمسُ مِنْ حُسّادِهِ وَالنّصْرُ من

قُرَنَائِهِ وَالسّيفُ مِنْ أسمَائِهِ
أينَ الثّلاثَةُ مِنْ ثَلاثِ خِلالِهِ

مِنْ حُسْنِهِ وَإبَائِهِ وَمَضائِهِ
مَضَتِ الدّهُورُ وَمَا أتَينَ بمِثْلِهِ

وَلَقَدْ أتَى فَعَجَزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ



280 Views