هو عقوق الوالدين و أنواع عقوق الوالدين واسباب عقوق الوالدين وأضرار عقوق الوالدين، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
هو عقوق الوالدين
-في اللغة يأتي بمعنى الولد الذي يعق والديه عقاً وعقوقاً.
-وبحسب ما جاء في لسان العرب في معنى العقوق لابن منظور أنه يعبر عن قطع الوالدين، وكذلك ترك صلتهما، هذا وقد يشمل هذا اللفظ كل الرحم.
-هذا وقيل أنَّ العق لغة جاء من القطع، والشق، حيث أن العاق لوالديه يكون قد شق عصا الطاعة لوالديه، كما أنه يعقهما كذلك بقطع رحمهما.
-أما العقوق اصطلاحاً فقد جاء بمعنى ضد البر الذي قد أمرنا الله سبحانه وتعالى به في كتابه العزيز، حيث قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، كما جاء في الآية الأخرى قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).
-ويعتبر العقوق من كبائر الذنوب، التي يعجل الله لمن يرتكبها العذاب بالدنيا قبل الآخرة، هذا و يكون العقاب من جنس العمل، فمن ابتلي بعقوق الأبناء فهو للأسف كان قد سبقهم وعق والديه من قبل.
أنواع عقوق الوالدين
1- إبكاؤهما وتحزينهما : سواء بالقول أو الفعل أو بالتسبب في ذلك .
2- التأفف والتضجر من أوامرهما : وهذا مما أدبنا الله ـ عز وجل ـ بتركه فكم من الناس من إذا أمر عليه والداه صدر كلامه بكلمة “أف” ولو كان سيطيعهما، وما علم أن هذه الكلمة كبيرة من كبائر الذنوب إذا كانت في حق الوالدين .
3- الأمر عليهما : كمن يأمر والدته بكنس المنزل أو غسل الثياب، أو إعداد الطعام، فهذا العمل لا يليق خصوصا إذا كانت الأم عاجزة أو كبيرة، أو مريضة .
أما إذا قامت الأم بطوعها وبرغبة منها وهي نشطة غير عاجزة، فلا بأس في ذلك، مع مراعاة شكرها والدعاء لها .
4- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة : وهذا العمل فيه محذوران “أحدهما” : تعييب الطعام، وهذا لا يجوز فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط، إن أعجبه أكل، وإلا تركه .
5- ترك مساعدتهما في المنزل: سواء في الترتيب والتنظيم، أو في إعداد الطعام، أو غير ذلك .
بل إن بعض الأبناء ـ هداه الله ـ يعد ذلك نقصا في حقه وهضما لرجولته. وبعض البنات ـ هداهن الله ـ ترى أمها تعاني وتكابد العمل داخل المنزل فلا تعنيها ، بل إن بعضهن تقضي الأوقات الطويلة في محادثة زميلاتها عبر الهاتف تاركة أمها تعاني الأمرين .
6- قلة الاعتداد برأيهما : فبعض الناس لا يستشير والديه، ولا يستأذن منهما في أي أمر من أموره، سواء في زواجه، أو طلاقه، أو خروجه من المنزل والسكن خارجه أو ذهابه مع زملائه لمكان معين، أو سفره أو نحو ذلك .
7- إثارة المشكلات أمامهما: سواء مع الإخوان أو الزوجة، أو الأولاد أو غيرهم. فبعض الناس لا يحلو له معاتبة أحد من أهل البيت على خطأ ما إلا أمام والديه، ولاشك أن هذا الصنيع مما يقلقهما ويقض مضجعهما
8- ذم الوالدين عند الناس والقدح بهما وذكر معايبهما : فبعض الناس إذا أخفق في عمل ما ـ كأن يخفق في دراسته مثلا ـ تجده يلقي باللائمة والتبعة على والديه، ويبدأ يسوغ إخفاقه ويلتمس المعاذير لنفسه بأن والديه أهملاه ولم يربياه كما ينبغي، فأفسدا عليه حياته، وحطما مستقبله إلى غير ذلك من ألوان القدح والعيب، وربما كان هو السبب الأول في إخفاقه وفشله ولكن يقول ذلك تهربا من اللوم والمسؤولية .
9- إدخال المنكرات للمنزل : كإدخال آلات اللهو والفساد للبيت، مما يتسبب في فساد الشخص، وربما تعدى ذلك إلى فساد إخوته وأهل بيته عموما فيشقى الوالدان بفساد الأولاد، وانحراف الأسرة .
10- مزاولة المنكرات أمام الوالدين : كشرب الدخان أمامهما ـ وخاصة أمام الأم الضعيفة ـ أو استماع آلات اللهو بحضرتهما، أو النوم عن الصلاة المكتوبة، ورفض الاستيقاظ لهما إذا أيقظاه، وكذلك إدخال رفقة السوء للمنزل ، فهذا كله دليل على التمادي في قلة الحياء مع الوالدين وعدم احترامهما وتقديرهما .
11- تشويه سمعة الوالدين : وذلك باقتراف الأعمال السيئة، والأفعال الدنيئة التي تخلَّ بالشرف، وتخرم المروءة، وربما قادت إلى السجن والفضيحة فلا شك أن هذا من عقوق الوالدين، لأنه يجلب لهما الهم والغم، والخزي والعار .
اسباب عقوق الوالدين
-الجهل: فالعديد من الأبناء يجهلون آثار وعقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة، فإذا جهل الولد عواقب العقوق تساهل في فعلها، وقاده ذلك إلى العقوق والتمرد على والديه والابتعاد عن برّهما.
-سوء التربية: فإذا لم يربي الآباء أبنائهما على التقوى ومخافة الله تعالى في كل أمورهما، ومعرفة المكانة العظيمة للوالدين وجزاء برهما، فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.
– الصحبة السيئة: فالصحبة السيئة هي سبب رئيسي من أسباب العقوق، إذ تؤثر الصحبة السيئة في إضعاف دور الأهل من قدرتهم على السيطرة على ابنهم، وبالتالي عصيانه وعقوقه لهما.
-عقوق الوالدين لوالديهم: فإذا كان الوالدان عاقان لوالديهما فإن جزاء ذلك سيكون حتمًا بعقوق أبنائهما لهما.
– التفرقة في المعاملة بين الأبناء: فالكثير من الأهل يفرقون في معاملة أبنائهم، مما يورث في نفوسهم البغضاء والكره لوالديهم، فتسود الكراهية التي تؤدي في النهاية إلى تمرد الأبناء وعقوقهم لوالديهم.
أضرار عقوق الوالدين
-إن عقوق الوالدين له أضرار كبيرة في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق، ولا منان…”.
-كذلك العاق لا يغفر الله تعالى له ذنوبه ومعاصيه، فيحرمه الله تعالى من النظر إليه، ففي الحديث: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه…”.
-هذا فضلًا عن عقوبات الدنيا من تضييق الرزق، وعدم استجابة الدعاء، وفعل أبناء العاق به مثل فعله بوالديه، وسوء الخاتمة عافانا الله وإياكم.
-إن عقوق الوالدين مما يخالف أخلاق الأنبياء، فقد كان نبي الله إبراهيم بارًا بأبيه على الرغم من شركه بالله، وإيذائه إبراهيم عليه السلام، ومع ذلك فلم يكن سوى بارًا به حتى في كلامه معه، فكان يقول له “يا أبت”، وهو ألطف نداء، وكذلك كان يحيى عليه السلام وعيسى ابن مريم، قال تعالى: “وبرًا بوالديه”، و”وبرًا بوالدتي”، لذلك علينا الحذر من عقوق الوالدين لنتجنب سوء العقاب، ونكون مع الأنبياء.