ما هي أسباب تلوث الهواء

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 19 مايو, 2022 2:28
ما هي أسباب تلوث الهواء

ما هي أسباب تلوث الهواء وكذلك نتائج تلوث الهواء، كما سنطرح حلول لمشكلة تلوث الهواء، وكذلك سنتحدث عن أنواع تلوث الهواء، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

ما هي أسباب تلوث الهواء

1- الأسباب البشرية:
– انبعاثات الوقود الأحفوري:
يُعدّ احتراق الوقود الأحفوري كالنفط والفحم أحد أهمّ أسباب تلوث الهواء في أيامنا الحالية، إذ تعتمد محطات الطاقة، والمصانع، ومحارق النفايات، والأفران، وغيرها بشكل رئيسي على احتراق الوقود الأحفوري، كما أنّ أجهزة التكييف وغيرها من الأجهزة التي تعمل بواسطة الكهرباء تحتاج إلى حرق كمية كبيرة من الوقود، فاليوم يتسبب قطاع الصناعة في انبعاث حوالي 21% من غازات الدفيئة في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يتسبب توليد الكهرباء في انبعاث ما نسبته 31%، وأظهرت دراسات أخرى في الولايات المتحدة عام 2013م أنّ وسائل النقل تتسبب في انبعاث أكثر من نصف كمية غاز أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين الموجودة في الهواء وما يُقارب من ربع قيمة الهيدروكربونات المنبعثة في الهواء.
وأظهر تقرير التقييم الخامس لللجنة الدولية للتغيّرات المناخية (بالإنجليزية: IPCC Fifth Assessment Report) عام 2014م، أنّ قطاع الصناعة يساهم بنسبة 21% من انبعاث الغازات الدفئية، فيما يتسبب قطاع إنتاج الكهرباء والحرارة ما نسبته 25%، أمّا النقل فيتسبب بانبعاث ما قيمته 14%.
– انبعاثات القطاع الزراعي:
تتسبب الآليات الزراعية المُستخدَمة لحراثة الأرض والحصاد والمُعتمِدة على حرق كميات من الوقود الأحفوري لتشغيلها في زيادة نسبة الملوثات في الهواء، كما تتسبب الحيوانات التي يتمّ تربيتها بأعداد كبيرة -كالمواشي- لأغراض غذائية في زيادة نسبة التلوث من خلال إطلاقها لغاز الميثان والذي يساهم في زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
– النفايات:
يؤدي إحراق النفايات في الأماكن المفتوحة، ووجود النفايات العضوية في مكبات النفايات إلى إطلاق كميات كبيرة من مركبات الديوكسينات (بالإنجليزية: Dioxins)، والفوران (بالإنجليزية: Furans)، والميثان (بالإنجليزية: Methane)، وجسيمات دقيقة مثل الكربون الأسود إلى الغلاف الجوي، الأمر الذي قد يزيد من تلوث الهواء في الغلاف الجوي، وبحسب بعض التقديرات فإنّ حوالي 40% من مجمل النفايات يتمّ حرقه في الهواء الطلق، وهذه المشكلة تعاني منها الدول المتحضرة والمتطورة بشكل كبير، إذ إنّ 166 دولة من أصل 193 تلجأ إلى حرق النفايات المحلية والزراعية في الهواء الطلق، لذا لا بدّ من تحسين طريقة جمع النفايات الصلبة، وفصلها، والتخلص منها؛ لتقليل الكمية التي يتمّ حرقها ودفنها لاحقاً في مكبات النفايات، أمّا النفايات العضوية، فلا بدّ من فصلها وتحويلها إلى سماد أو إلى طاقة حيوية لتحسين خصوبة التربة، وتوفير مصدر طاقة بديل، وعلى صعيد آخر يجب تقليل الأطعمة التي يتمّ التخلص منها لتحسين جودة الهواء في المدن.
– صهر المعادن:
تؤدي بعض الصناعات إلى إنتاج أنواع خاصة من الملوثات الضارة بالهواء، ومن هذه الصناعات عملية صهر المعادن، والتي تُعدّ أحد أهمّ القطاعات المسببة لإنتاج ملوثات الهواء كمعدن الرصاص، كما أنّ صناعة بعض أنواع الوقود للطائرات والتي يدخل فيها عنصر الرصاص تساهم أيضاً في زيادة تلوث الهواء بهذا العنصر.
2- الأسباب الطبيعية:
– الأنشطة البركانية:
وينتج عنها عدد من الغازات السامة مثل الكبريت، والكلور، وبعض الجسيمات مثل جزيئات الرماد، ولكن هذا النوع من مسببات التلوث يظل محصوراً في المنطقة التي تشهد نشاطاً بركانياً.
– الرياح وتيارات الهواء:
وتلعب دوراً مهماً في نقل الملوثات من اليابسة إلى مساحات شاسعة.
– حرائق الغابات:
وينتج عنها أول أكسيد الكربون وبعض الجسيمات الدقيقة الملوِّثة للهواء، والتي تحتوي بعض الملوثات العضوية مثل: الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات (PAHs)، وعلى الرغم من أنّ هذه الحرائق قد تؤثرعلى مناطق مهمة، إلّا أنّها تظل محصورة ويُمكن احتواؤها.
– عمليات التحلل الميكروبي:
يقصد بها العمليات التي تقوم بها الكائنات الحية الدقيقة (Microorganisms) الموجودة في أيّ بيئة والمسؤولة عن عملية التحلل الطبيعي للكائنات الحية والملوثات البيئية، الأمر الذي ينتج عنه إطلاق بعض الغازات مثل غاز الميثان.
– التحلل الإشعاعي:
وتتمثّل في تحلل القشرة الأرضية بفعل عمليات التحلل الطبيعية، وينتج عنها غاز الرادون (Radon) والذي يتجمع في الأماكن المغقلة خصوصاً في تسوية المباني.
– زيادة درجات الحرارة:
والذي يسبب زيادة في كمية الملوثات المتطايرة من التربة والمياه الملوثة إلى الهواء.

نتائج تلوث الهواء

– أمراض الجهاز التنفسي بما في ذلك انتفاخ الرئة وتهيج الخلايا المبطنة للقناة التنفسية، وتآكل الغشاء المخاطي مما يؤدي لاحتقان الأنف والسعال الشديد.
– تحسس العيون والغدد الدمعية وحدوث الصداع وتهيج الجلد بسبب الضباب الدخاني. يقلل من مناعة الجسم بحدوث اضرار بالجهاز المناعي والعصبي والغدد الصماء.
– أضرار في أدمغة الأطفال والكلى.
– إتلاف التربة والمحاصيل الزراعية، مما يؤثر على الاقتصاد الزراعي.
– ثقب طبقة الأوزون.
– اختلاف في المناخ؛ كأن يتساقط المطر بالصيف و احتباسه بالشتاء.
– يؤثر على صحة الحيوانات مباشرة أو بأكل ما هو ملوث بفعل الهواء، مما يؤدي إلى تآكل أسنانها وضعف قوتها، ونقص في كتلتها اللحمية وفي إدرار لبنها، وفي الحالات الصعبة من تلوث الهواء قد يؤدي لموتها.

حلول لمشكلة تلوث الهواء

1- الحلول الفردية لمشكلة تلوث الهواء:
– استخدام وسائل النقل العامة، أو الدراجة، أو المشي كلما أمكن ذلك.
– شراء المعدات المنزلية أو المكتبية الموفِّرة للطاقة، والتي تحتوي على ملصق نجمة الطاقة (Energy Star).
– اتباع التعليمات الخاصة بإعادة تعبئة الوقود في المركبات؛ والحرص على عدم انسكاب الوقود خارج فتحة التعبئة، وإحكام إغلاق فتحة تعبئة الوقود.
– شراء حاويات بنزين محمولة مقاومة للانسكاب إن أمكن ذلك.
– استخدام السماد الطبيعي أو النشارة.
– استخدام مدافئ الغاز بدلاً من تلك التي تعتمد على احتراق الخشب.
– المشاركة في البرامج التي تعقدها الجهات المحلية والمَعنيَّة بالحفاظ على الطاقة.
– تقليل عدد مرات استخدام المركبة من خلال شراء الحاجيّات دفعة واحدة.
– تجنب القيادة بسرعة بطيئة جداً؛ لأنّ ذلك سيستهلك كميات كبيرة من الوقود لمسافة معينة، مقارنة مع قطع نفس المسافة بالسرعة العادية.
– الصيانة الدورية للمركبات، مثل: تغيير الزيت والفلتر، والتأكد من نفخ الإطارات بشكل جيد؛ لتجنب استهلاك وقود أكثر أثناء السير لمسافة معينة يُمكن قطعها بوقود أقل في حال تمّت صيانة المركبة بشكل جيد.
– اقتناء السيارات الكهربائية أو الهجينة.
– استخدام الأدوات الزراعة اليدوية أو الكهربائية التي لا تعتمد على الوقود.
– استخدام الغسالة الكهربائية عند امتلائها بالملابس، واستخدام غاسلة الصحون عند امتلائها بأواعي الطبخ؛ لتقليل عدد مرات الاستخدام، وتقليل استهلاك الكهرباء.
– استخدام مواد التنظيف الصديقة للبيئة.
– استخدام الدهانات التي تحتوي على نسبة منخفضة من المركبات العضوية المتطايرة، أو الدهانات التي تعتمد على الماء بدل المذيبات.
– مناصرة الجهود المبذولة للتقليل من الانبعاثات الصادرة عن محطات الطاقة، وتأييد تطبيق المزيد من المعايير الدولية الصارمة على الانبعاثات الصادرة من المركبات.
– تشجيع المشاريع البحثية الممولة من الحكومة والقائمة على تطوير وسائل نقل تعمل بالكهرباء للتقليل من المركبات التي تعتمد على احتراق الوقود الأحفوري في عملها.
– تشجيع تطوير مصادر طاقة بديلة نظيفة ومتجددة وصديقة للبيئة، لتقليل استخدام الوقود الأحفوري.
– تطبيق نظام ائتمان الكربون (بالإنجليزية: Carbon Credit System) على الملوثات، مثل: أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والميثان؛ لتقليل نسبة الملوثات المسموح بها في الغلاف الجوي سنوياً.
– استبدال مصابيح (LED) بالمصابيح الفلورية والمتوهجة، حيث إنّها أكثر كفاءة من المصابيح الفلورية بنسبة 50%، وأكثر كفاءة من المصابيح المتوهجة بنسبة 90%.
2- الحلول الجماعية لمشكلة تلوث الهواء:
– تهيئة بيئة وأماكن أكثر أماناً لقيادة الدراجات:
فالدراجات عبارة عن مركبات يدوية لا تعتمد إطلاقاً على احتراق الوقود، لذا لا بدّ من وضع استراتيجيات تُشجع أصحاب المركبات على استخدامها للتقليل من انبعاث أكاسيد النيتروجين والأوزون في الجو، وبحسب بعض الدراسات، إذا تمّ القيام بحوالي 14% من مجمل التنقلات باستخدام الدراجات بدلاً من المركبات، فإنّ نسبة أكاسيد النيتروجين في الجو ستقل إلى الثلث، وستقل نسبة الازدحام المروري في الشوارع، كما ستقل الانبعاثات الضارة في الهواء والناتجة عن المركبات.
– تحويل وسائل النقل العامة إلى مركبات تعمل بالكهرباء:
تعمل معظم وسائل النقل الحالية بالديزل، والذي يساهم بانبعاث نسب كبيرة من أكاسيد النيتروجين والجسيمات الصغيرة، لذلك تعمل بعض الدول حالياً على رفد قطاع النقل بالحافلات الهجينة التي تعمل بالديزل والكهرباء، ويتوقع أن تنخفض نسبة استهلاك الوقود، والانبعاثات بمقدار 40%.
– تحويل وسائل النقل الخاصة إلى مركبات تعمل بالكهرباء:
حيث تزيد المركبات الخاصة التي تعمل بالبنزين من نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة في الجو، ويتمّ التوجه الآن إلى استخدام المركبات التي تعمل بالكهرباء للتقليل من انبعاث هذه الغازات.
– التدخلات البيئية:
لوحظ بأنّ المناطق الحضرية تعاني أكثر من غيرها من تلوث الهواء، نتيجة ارتفاع عدد الأشخاص داخل المنطقة، وارتفاع معدل الكثافة المرورية، والمباني ذات الارتفاعات الشاهقة التي تساهم في محاصرة الملوثات وتمنع تفريقها في الهواء، لذا فإنّ أحد الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة هو التوجه إلى زراعة النباتات التي تنمو بشكل رأسي والتي قد تخفّض نسب أكاسيد النيتروجين إلى 40%، والجسيمات الصغيرة إلى 60%؛ وذلك لأنّ الغطاء النباتي يوفر سطحاً مناسباً لتراكم الملوثات عليه، كما تُعدّ النباتات مصفاة لتنقية الهواء من بعض الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، لذا ينصح بزراعتها في الأماكن التي تفصل الطرق الرئيسية عن المباني.
– اللجوء إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة:
إنّ التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، مثل: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الحرارية الجوفية (بالإنجليزية: Geothermal Energy) كبديل للوقود الأحفوري من أفضل الحلول المُستخدَمة للتخلص من تلوث الهواء.
– تبني المجتمع لعادات جديدة:
مثل اللجوء إلى استخدام أجهزة أكثر كفاءة تساهم في التقليل من استهلاك الطاقة.
– تفعيل مبدأ المباني الخضراء:
من خلال اللجوء إلى إنشاء مبانٍ صديقة للبيئة وفعالة بحيث تقلل من استخدام الطاقة، وذلك للحد من الانبعاثات الكربونية.
– سنّ القوانين والتشريعات للحد من التلوث:
وذلك في الدول الصناعية والمطالبة باستخدام أجهزة غسل الغاز (بالإنجليزية: Scrubber) في جميع المنشآت الصناعية التابعة لها، والمسؤولة عن انبعاث الملوثات إلى الغلاف الجوي.

أنواع تلوث الهواء

1- تلوث الهواء الخارجي:
– يحدث هذا النوع في الأماكن المفتوحة، وكان سائداً قبل ثمانينيات القرن العشرين، ومن الملوثات الرئيسية لهذا النوع: أكاسيد النيتروجين، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز الأوزون، وغاز أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكربون، والرصاص، والجسيمات العالقة، والملوثات السامة.
2- تلوث الهواء الداخلي:
– يحدث هذا النوع داخل الأماكن المغلقة، وقد بدأ الاهتمام به خلال ثمانينيات القرن العشرين، ومن الملوثات الرئيسية لهذا النوع من التلوث: الفورمالديهايد (بالإنجليزية: Formaldehyde)، والملوثات البيولوجية، وغاز الرادون (بالإنجليزية: Radon)، والمركبات العضوية المتطايرة، والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية الاحتراق مثل: غاز ثاني أكسيد النيتروجين، وغاز أول أكسيد الكربون، وغاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز ثاني أكسيد الكبريت، والهيدروكربونات.
– تلوث التربة وتآكل المواد الموجودة فيها.
– التسبب بمشاكل صحية خطيرة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
– قلة إنتاج المحاصيل الزراعية، بسبب الخلل في عملية التنفس الخلوي.
– التسبب بمشاكل تؤثر على صحة الحيوانات، وقد تودي بحياتها.



282 Views