ما هي الأشهر الحرم، ولماذا سميت الأشهر الحرم، وخصائص الأشهر الحرم، والاشياء المحرمة في الأشهر الحرم، ومعاني أسماء الشهور الحرم، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
ما هي الأشهر الحرم
1- إن دلالة تحديد الشهور باثني عشر شهرًا وتحديد الأشهر الحرم بأنها أربعة لأن العرب كانت قبل الإسلام تتلاعب بهذه الشهور وتغير وتبدل فيها كيفما شاءت، فكانوا يعمدون إلى التغيير في الأشهر الحرم وفق أهواءهم لتحقيق مصالح فئات من القبائل التي تسيطر على الحرم المكي في بيت الله الحرام مما كان يسمى بالنسيء وقد حرمه الله.
وقال فيه (سبحانه): “إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.” التوبة: 37
2- في الجاهلية كان كثير من القبائل تعيش على القتال والإغارة على بعضها البعض بما يسمى قطع الطريق، فكانت الجزيرة العربية كما كان الكون أجمع أشبه بالغابة، لذا كان من الضروري أن تكون لكل قبيلة قوة تحميها لأن أي قبيلة إذا ضعفت أكلها جيرانها فأغاروا عليها، فيقتلون رجالها وينهبون أموالها ويسبون نساءها وأطفالها، فتصبح المرأة جارية عند المغيرين ويصبح أطفالها عبيدًا بينما يُقتل الرجال الأقوياء القادرين على الحرب والقتال، وأما الضعفاء فيتخذونهم عبيدًا أيضًا.
3- تشريع الأشهر الحرم كان من قبل ظهور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فهو مما ترسب في عقائد الناس من عهد إبراهيم (عليه السلام) وسار عليه المؤمنون وعموم العرب من بعده لمدة تقترب من أربعة آلاف عام حتى بعد عبادتهم للأصنام فقد كان فيهم آثار من ديانة سيدنا إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام).
4- فشرع لهم الأشهر الحرم ليأمن الناس فيه من القتال، فكان الرجل فيها يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يملك أن يفعل به شيئًا لأنه في الأشهر الحرم، وكانت هذه الشهور للحج والتجارة حتى يستطيع الناس أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم إذا خرجوا للحج أو خرجوا للتجارة خلالها.
لماذا سميت الأشهر الحرم
– سُميت الأشهر المحرمة بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى حرم فيها القتال، وكان ذلك في الجاهلية، فتلك الأربعة أشهر هي أشهر حرم لأن الناس يقصدون بيت الله عز وجل من ذو القعدة إلى محرم للسفر إلى البيت، ثم الحج في شهر ذو الحجة، ولذلك تلك الأشهر يُحرم فيها القتل، ويُحرم فيها الظلم، حيث أمر الله تعالى أيضًا بتجنب ظلم النفس، فقال، فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، ( التوبة: 36).
– أما بخصوص الصيد في الأشهر الحرم، فهو جائز إلا في مكة والمدينة وإذا كان المسلم محرما للحج، والدليل على ذلك أن الصحابة قاتلوا الروم ولم يُذكر عنها أنها تركوا القتال في الأشهر الحرم، والدليل سرية الصحابي عبدالله بن جحش كانت في رجب، حين استعظمت قريش ذلك وقالوا ” استحل محمد وأصحابه القتال في الشهر الحرام؛ فأنزل الله تعالى قوله: يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله “البقرة:217”.
خصائص الأشهر الحرم
1- فيها يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.
2- حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ…} [البقرة: 217].
3- تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {…فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم…} [التوبة: 36].
4- اشتمالُ الأشهر الحرُم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج على المشهور.
الاشياء المحرمة في الأشهر الحرم
للأشهر الحرم بعض القواعد الخاصة والممنوعات التي لا تنطبق على الأشهر الأخرى، ومنها:
1- حرم القتال أو البدء في القتال خلال تلك الأشهر إلا للدفاع عن النفس والأرض والعرض.
2- الحذر في تضاعف الخطيئة والتعمد في فعل المعاصي والذنوب.
3- تغليظ أو زيادة «دِّيَة» القتل، فمن المعلوم أن القتل الخطأ يترتب عليه الكفارة والدية، لكن هذه الدية تغلظ بزيادة ثلثها إذا حدث القتل في الأشهر الحرم، فقد ورد عن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: «من قتل في الأشهر الحرم أو ذا رحم أو في الحرم؛ فعليه دية وثلث» رواه البيهقي وانظر «التلخيص الحبير» (5/ 67). وعلى هذا الرأي كثير من العلماء من المذهب الشافعي وغيره.
4- تغليظ تحريم الظلم.
معاني أسماء الشهور الحرم
1- شهر ذو القعدة
يرجع تسمية شهر ذو القعدة بهذا الاسم لأن العرب اشتهرت بالقعود فيه عن القتال فيه أو الترحال واستعدادهم للسفر لأداء فريضة الحج، وهو الشهر الحادي عشر من السنة الهجرية العربية.
2- شهر ذو الحجة
يرجع سبب تسمية شهر ذو الحجة بهذا الاسم لأنه شهر الحج الأكبر الذي يأتي فيه الناس من كل بقاع العالم لأداء مناسك الحج الشهر إلى بيت الله الحرام، وبالتالي ينشغل الناس بأداء المناسك، وهو الشهر الأخير في شهور السنة الهجرية، والشهر الثاني من الأشهر الحرم.
3- شهر محرم
يرجع سبب تسمية شهر محرم بهذا الاسم، لأن العرب قديما كانوا يحرمون فيه القتال وعندما نزل الإسلام حرم فيه القتال أيضا، ومن أجل عودة الحجاج والتجار سالمين إلى ديارهم، وهو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية.
4- شهر رجب
جاء شهر رجب بمعنى شهر التعظيم حيث كان العرب قديما يغيرون مواعيد الشهور على حسب حالة الحرب والسلام ولكن كانت قبيلة مضر لا تغيره بل تجعله في وقته، ومعني كلمة رجب أي التعظيم والترجيب، وهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية.