ما هي انواع الخلايا العصبية، والخلية العصبية ومكوناتها، ووظيفة الخلايا العصبية، وهل الخلايا العصبية تتجدد، والخلايا العصبية في الدماغ، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.
محتويات المقال
ما هي انواع الخلايا العصبية
1. الخلية العصبية الحسية
هي الخلايا المسؤولة عن تحويل المحفزات الخارجية من البيئة المحيطة إلى محفزاتٍ داخليةٍ مماثلةٍ، حيث تضمن المُدخلات الحسية بقاءها نشطةً وإرسال المتغيرات إلى بقية عناصر النظام العصبي، لتصل في نهاية المطاف المعلومات الحسية إلى الدماغ أو الحبل الشوكي، وعلى خلاف الخلايا العصبية الحركية تُحَفَّز الخلايا الحسية من خلال المُحفّزات الفيزيائية كالضوء المرئي والصوت والحرارة، والمحفزات الكيميائية كالرائحة والمذاق، وتتميز معظمها أنها وحيدة القطب؛ مما يعني أنها تحتوي على محور عصبي يتفرع منه امتدادين الأول متصل بالتشعبات العصبية التي تستقبل المعلومات الحسية، والثاني المسؤول عن نقل تلك المعلومات إلى الحبل الشوكي.
2. الخلية العصبية الحركية
وهي خلايا عصبية موجودة في الجهاز العصبي المركزي وتصل محاورها العصبية إلى خارجه لتتحكم بالعضلات بطريقةٍ مباشرةٍ، حيث تتفاعل الخلايا العصبية الحركية مع الألياف العضلية من خلال مشابك خاصةً تُدعى الموصلات العصبية العضلية، وتتميز الخلية العصبية الحركية أنها متعددة الأقطاب مما يعني أن الواحدة منها تحتوي على محورٍ عصبيٍ وحيدٍ وتشعباتٍ عصبيةٍ متعددةٍ.
3. الخلية العصبية الداخلية
هي خلايا متعددة الأقطاب ولا تُصنّف ضمن الخلايا الحسية ولا الحركية، بل تُعتبر بمثابة خلايا وسيطة تعمل كصلة وصلٍ بين النوعين السابقين، وتوجد ضمن الجهاز العصبي المركزي، حيث تتصل محاورها العصبية بالخلايا القريبة منها الحسية أو الحركية، وتختصر هذه الخلايا الوقت من خلال إرسال الرسائل إلى الحبل الشوكي وتلقيها منه بدلًا من إرسالها إلى الدماغ.
الخلية العصبية ومكوناتها
العَصَبُون (باللاتينية: Neurone أو Neuron) أو الخلية العصبية (بالإنجليزية: nerve cell) هو خلية قابلة للاستثارة كهربائياً ويُمكنها معالجة ونقل المعلومات عبر إشارات كهربائية وكيميائية، وتنتقل تلك الإشارات بين العصبونات عبر المشبك العصبي (بالإنجليزية: Synapse)، الذي هو عبارة عن روابط متخصصة تربط العصبون مع الخلايا الأخرى، كما تتصل العصبونات مع بعضها البعض لتشكّل شبكات عصبونية (بالإنجليزية: neural networks)، والعصبونات هي المكونات الأساسية للمخ (الدماغ) والنخاع الشوكي (بالإنجليزية: Spinal cord) للجهاز العصبي المركزي، وهي أيضاً المكونات الأساسية للعُقَد العصبية (بالإنجليزية: ganglia) للجهاز العصبي الطرفي، وتكون مكوناتها كما يلي:
1. جسم الخلية (Cell body) حيث يحمل جسم أو جسد العصبون المعلومات الوراثية الأساسية، وهو عبارة عن صميم أو لُب الخلية المسؤول عن الحفاظ على شكل أو بنية العصبون وجلب الطاقة اللازمة لإتمام الأنشطة المنوطة بالعصبون للقيام بها، وكما هو حال الخلايا الأخرى، فإن جسم العصبون يحتوي على عضيات ونواة متخصصة، كما ان هنالك غشاء يحيط بجسم العصبون لحمايته وتسهيل تواصله مع الأشياء المحيطة به.
2. المحور (Axon) حيث يتمتع العصبون الواحد بمحور عصبي واحد عادةً، ويتخذ المحور شكلًا شبيهًا بالذيل الطويل، وهو يرتبط مع جسم العصبون في منطقة أو وصلة تُدعى ببروز المحور Axon Hillock، ويُمكن لمجموعة من المحاور العصبية أن تنعزل ضمن مادة دهنية تُدعى بالمايلين Myelin، التي تُساعد المحاور العصبية على توليد السيالات أو الإشارات الكهربية.
3. التغصنات (Dendrites) وتتفرع التغصنات أو الشجيرات أو الزوائد الشجيرية العصبية من أجسام الخلايا العصبية، وهي تُشكل ما يُشبه قرون الاستشعار القادرة على استقبال ومعالجة الإشارات القادمة من المحاور العصبية الخاصة بعصبونات أخرى، ويُمكن للعصبون الواحد أن يمتلك أكثر من بوتقة واحدة من التغصنات العصبية، ويعتمد عدد التغصنات الموجودة في العصبون على ماهية الدور الذي يقوم به العصبون أصلًا.
وظيفة الخلايا العصبية
1. وظائف استقبالية
حيث أن الخلايا العصبية تتلامس مع خلايا عصبية أخرى في منطقة المشابك العصبية، التي يحدث فيها تلامس بين زوائد الخلايا العصبية، وبالتالي تنجح عملية التواصل واستقبال الإشارات.
2. وظائف تكاملية
أي تكامل الإشارات الواردة وتحديد المعلومات التي ينبغي نقلها، وتوجد هذه الوظائف في جسم الخلية وفي التشعبات التي تعرف باسم المكونات المستقبلة.
3. إرسال الإشارات
ذلك عن طريق انتقال جهد العمل الكهربائي الذي ينتج من سريان الأيونات داخل وخارج غشاء الخلية العصبية، ويتم تحفيز جهد العمل من خلال المشابك الكيميائية والمشابك الكهربائية.
هل الخلايا العصبية تتجدد
لا تجدد الخلايا العصبية في المخ نفسها، فهي لا تنقسم على الإطلاق. وهناك استثناءات نادرة جدًا لهذه القاعدة، حيث يوجد مكانان خاصان فقط في المخ يمكنهما تكوين خلايا عصبية جديدة، إلا أن المخ في أغلب مناطقه لا يستطيع أن يستعيد الخلايا العصبية الميتة، وهذا الأمر على وجه التحديد مثير للقلق لأن الخلايا العصبية خلايا غاية في الحساسية، وتموت تحت جميع الأسباب والظروف، لأنها غير قادرة على التغلب على التحديات التي تواجهها، وأغلب هذه التحديات هي عمليات كيميائية معقدة. مثل مرض باركنسون (الشلل الرعاش) والزهايمر.
الخلايا العصبية في الدماغ
الدماغ هو عضو يعمل كمركز للجهاز العصبي في جميع الفقاريات ومعظم اللافقاريات، يقع في الرأس، يكون قريبًا من الأعضاء الحسية للحواس مثل الرؤية. وهو العضو الأكثر تعقيدًا في جسم الفقاريات، في الإنسان حيث تحتوي القشرة المخية على ما يقرب من 14-16 مليار خلية عصبية، ويقدر العدد التقديري للخلايا العصبية في المخيخ بـ 55-70 مليار، كما أن كلّ خلية عصبيّة مرتبطة بواسطة السنابس إلى عدّة بالآلاف الخلايا العصبيّة الأخرى، وتتواصل هذه الخلايا العصبية في ما بعضها عن طريق ألياف طويلة تسمى المحاور، ومن الناحية الفسيولوجية، يمارس الدماغ سيطرة مركزية على أعضاء الجسم الأخرى، حيث يعمل على باقي الجسم عن طريق توليد أنماط من النشاط العضلي وعن طريق زيادة إفراز مواد كيميائية تسمى الهرمونات، ويسمح هذا التحكم المركزي بالاستجابات السريعة والمنسقة للتغيرات في البيئة.