ماهي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 21 يونيو, 2021 9:25
ماهي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم

ماهي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم، وممنوعات الأشهر الحرم، وفضل الأشهر الحرم، وقصة النسيء، نتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

ماهي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم

أولًا: الأشهر الحرم
1. الأشهر الحرم هي أربعة أشهر هجرية، ثلاثة متتالية “ذو القعدة وذو الحجة ومحرم”، ويأتي منفصلاً شهر “رجب” هي الأشهر الحرم التي تتوقف فيها العرب عن القتال في فترات ما قبل الإسلام، إلا دفاعاً عن النفس والأرض.
2. كانت العرب قد أخذت العادة من سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين رفع القواعد للبيت العتيق، وأذن في الناس بالحج، لتنتقل لأكثر من أربعة آلاف عام، وسارت عليها العرب حتى ظهور الإسلام في مكة.
3. تشير كتب السير والتاريخ إلى أن بداية الأشهر ذو القعدة، وهو المسير نحو البيت، حيث يحط السلاح ولا يكاد يسمع له صوت، فلا سليل سيوف ولا صوت خيل ولا عدو راجلين في تلك الأشهر.
4. يأتي القرآن الكريم مصدقاً لهذه الأشهر الحرم بقوله: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم”.
ثانيًّا: سبب التسمية
سميت حرمًا؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛ فلهذا قيل لها حرم؛ جمع حرام.

ممنوعات الأشهر الحرم

للأشهر الحرم بعض القواعد الخاصة والممنوعات التي لا تنطبق على الأشهر الأخرى الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم ومنها:
1. أن يحظر محاربة العدو حيث حرم القتال أو البدء في القتال.
2. الحذر في تضاعف الخطيئة والتعمد في فعل المعاصي والذنوب.
3. مضاعفة الأجر و الحسنات، والسعي لاكتساب رضا الله والبعد عن المعاصي.
4. زيادة الديات.
– قد كانت الأشهر الحرم في شريعة إبراهيم عليه السلام واستمر حتى مجيء الإسلام وعظمها، وكان العرب يعظمونها أيضاً بها قبل الإسلام، حيث قاموا بتحريم القتال فيها ، حتى بدأ العرب في استخدام النسيء في تقويمهم ، مما أدى إلى تأخير الأشهر الحرم لتسريع حياتهم حيث أن التقويم مذكور في القرآن في شكل استنكار، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [9:37].
– حيث يجب مراعاة أهمية هذه الأشهر لأن الله قد منحها مكانة خاصة، والحذر من الوقوع في الخطيئة، وقد تم تعظيمها ولهذا حذرنا الله من ظلم الذات، مع أن قتل الذات محرم في كل الشهور (مما يعني ظلم النفس بما في ذلك الخطيئة).

فضل الأشهر الحرم

1. للأشهر الحرم فضائل عظيمة على الناس، وقد توارث الناس ديانة إبراهيم الخليل (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام)، إذ تبقى للناس من دين إبراهيم بعض المناسك ومنها الأشهر الحرم.
2. فكان العرب منذ أيام الجاهلية وقبل الإسلام يعظمونها، فلا يجرؤ أحد على أن يعتدي على أحد فيها، فكانت أيام سلام وهدنة وبيع وشراء ونكاح وتنقل آمن بين أرجاء الجزيرة العربية وخارجها، وعندما جاء الإسلام أكد على حرمتها وعلى تحريم القتال فيها.
3. فقال (صلى الله عليه وسلم): “ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السمواتِ والأرضَ السنةُ اثنا عشرَ شهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ثلاثةٌ مُتوالياتٌ ذو القعدةِ وذو الحجةِ والمحرمِ ورجبُ مضرَ الذي بين جمادى وشعبانَ.”
4. ثبت الإسلام هذا المفهوم في عقائد الناس المتبعين لهديه أن في أي وقت أو مكان يضاعف الله فيه السيئات يعظم فيه أيضًا من الحسنات.
5. للأشهر الحرم فضل في تسيير احتياجات الناس ومتطلباتهم فلها فضل أيضًا في تيسير عباداتهم، فهي مرتبطة بالعبادات ففيها الحج والعمرة اللذان يلزمهما أمان الطريق للحفاظ على الأنفس والممتلكات، فكانت فرصة للناس لأداء عباداتهم بيسر وسهولة وأمان.
6. هذا هو المقصود بنهي الله عن الظلم فيهن، فقال (تعالى): “فلا تظلموا فيهن أنفسكم”، فالمسلمون كالجسد الواحد فمن ظلم غيره فيعتبر كمن ظلم جزء من نفسه.
7. العشر الأوائل من ذي الحجة على فضلها الذي أقسم الله بها موجودة في الأشهر الحرم، وباقي مناسك الحج والعمرة في الأشهر الحرم سواء في رجب الذي تكثر فيها العمرات وأشهر الحج الثلاثة كلهم في الأشهر الحرم، وأعظم يوم في العام وهو يوم عرفة وما يليه من أيام عيد الأضحى كلها تقع أيضًا في الأشهر الحرم، فكانت الوصية بحفظ هذه الشهور وعدم الاجتزاء عليها.

قصة النسيء

1- يعد النسيء واحدا من محاولات خرق الأشهر الحرم في الجاهلية، ونقل شهر بدل شهر آخر، كما تذكر ذلك كتب التاريخ، فأول من نسأ الشهور هو جنادة الكناني، وكان يقف عند جمرة العقبة، ويقول: اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضع لا أعاب ولا أحاب، ويقول: اللهم إني أحللت أحد الصفرين وحرمت صفر المؤخر.
2- تعريف النسيء أن العرب تطول عليها المدة، فيقعدون ذي القعدة ويحجون ذي الحجة، وإذا رجعوا في بداية شهر محرم حللوا القتال فيه، وأخروا حرمة الشهر لصفر، كما تذكر بعض المراجع التاريخية.
3- من النسيء ينقل الشهر للعام المقبل، حيث يحلل محرم ويعوض مكانه صفر من العام المقبل، وهذا ما حرمه الإسلام، كما في قوله تعالى: “إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”.
4. يذكر المفسر البغوي في تفسيره أن النسيء استمر فيه العرب 40 عاماً، وربما يحجون في أشهر مختلفة، فحجوا في ذي الحجة عامين وفي محرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، حتى جاء الإسلام وحج الرسول في سنة 9 للهجرة في الشهر الذي شرع في الحج، وخطب خطبته الشهيرة في حجة الوداع وبين المواقيت والنسيء في تلك الحجة.



361 Views