ماهي السعادة الحقيقية

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 19 مايو, 2020 11:32
ماهي السعادة الحقيقية

ماهي السعادة الحقيقية وماهو مفهوم السعادة وماهي طرق تحقيق السعادة سنتعرف عليها في هذ السطور.

ما هي السعادة ؟

هو سؤال كلاسيكي في الفلسفة ظهر مع بدايات ظهروها ولا زال حتى الآن قيد الإجابة بداية يرى الفلاسفة أن غاية العيش هي الوصول للسعادة ولكنهم يختلفون بالطريق الموصلة لها منذ القدم حتى أن بعض فلاسفة عصر النهضة وما بعده قرروا أن السعادة غاية لا تدرك بل وهي وهم يبقي الإنسان حيا لا أكثر وبالتالي هي خدعة الوجود . أما الفلاسفة الذين وضعوا نظريات للإجابة عن السؤال الفلسفي ما هي السعادة كانت إجاباتهم مختلفة ومتنوعة وسنتناول هنا بعض الأجوبة والتي قد تكون بالنسبة لشخص ما هي الإجابة التي تعنيه .
في الفلسفة القديمة ( فلسفة اليونان ما قبل أفلاطون ) كان من أشهر النظريات التي تعنى بالإجابة هي التي وضعها أبيقور وهو فيلسوف يوناني رواقي قال أبيقور بأن السعادة هي الاعتدال ودوام الصحة وفرق أبيقور بين السعادة اللحظية والسعادة الدائمة وقارن بينهما فوجد أنه يرى أن السعادة الحقيقية هي الدائمة فرأى أن الأسلم ليصل الإنسان لهذه السعادة هو طريق الإعتدال المائل للزهد فمثلا يشعر الإنسان بالسعادة عند تناول الخمور أحيانا ولكن سيلحق به ضرر إذا ما اعتاد تناولها على المدى الطويل وبالتالي بالنسبة لأبيقور فإن هذه السعادة هي سعادة خادعة وتتحول إلى تعاسة مع الزمن . أبيقور كان فيلسوفا يحب الجمال ويرى فيه سحرا ويمكن أن يصنف من فلاسفة الجمال إلا أنه كان أول من وضع مبدء أن السعادة هي ما يعود على الإنسان بالنفع وبناء عليه تم بناء فلسفة النفعية على الأسس الأبيقورية والتي تطورت فيما بعد لتبتعد تماما عن المبدء الجمالي بالحياة واهتمت بالمنفعة المادية الخالصة .
في فلسفة عصر التنوير كان أشهر فيلسوف يبحث في موضوع السعادة بتفصيل هو الفيلسوف ” ايمانويل كانط ” والذي هو من أهم الفلاسفة اطلاقا في تاريخ الفلسفة كله وقد بنى هذا الفيلسوف العبقري أبعادا أخرى للفسلفة غيرت وجهها تماما ويكاد يكون صاحب النقلة الخطوة الهامة في تغير تاريخ الفلسفة هذا الفيلسوف هو صاحب نظرية الواجب وهي نظرية فلسفية عميقة وفي جزئية السعادة رأى كانت أن الإنسان يصل إليها في حال ادى واجبه الإنساني كما يراه بحرية من خلال التزامه بمبدءه وعيشه وفقا له وبالتالي إنسان حر مسئول يمكنه أن يشعر بالسعادة لتمكنه من عيش الحياة وفقا لحريته .

السعادة الحقيقية

هي مزيج بين مدى رضاك عن حياتك (أن تجد غاية وسببا لعملك مثلا) ومدى إحساسك الجيد بصفة يومية، كلا الأمرين ثابت نسبيا كما أن العامل الوراثي يلعب دورا هاما في مدى سعادة الفرد. الخبر السار هو أنه بإمكانك تجاوز العامل الوراثي بالعمل المستمر، أنظر إلى الأمر كما تنظر إلى وزنك، إن أنت لم تتبع حمية غذائية ولم تكن نشيطا فإن وزنك سوف يزداد، وإن أنت اتبعت حمية غذائية وأكلت أقل مما أنت متعود عليه ومارست الرياضة بانتظام، فإن وزنك سينقص حتى ولو كنت بدينا بالوراثة، وإن حافظت على هذه العادات ومارستها بصفة يومية، فسوف تحافظ على وزنك في المستوى المثالي. ونفس الشيء ينطبق على السعادة، عليك المحافظة على العادات التي من شأنها أن تجعلك سعيدا وبصفة يومية.
بعبارة أخرى لديك القدرة على التحكم في مشاعرك، وبالعمل المستمر والمنتظم يمكنك تكوين عادات تحافظ بها على مستوى السعادة وتجعل حياتك ذات معنى.

طرق وخطوات الوصول للسعادة الحقيقية

-الإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى وحده، وأنّ كل شيء في هذه الحياة بيده، وليس بيد أي مخلوق في الكون أجمع، والإيمان التام بقدرته على فعل كل شيء، والتقرّب إليه بالعمل الصالح والطاعات، وذكره كثيراً؛ لأنّ ذكر الله سبب للسعادة، وراحة القلب، وطرد الهم والغم.
-تقديم يد العون والمساعدة للآخرين، للتخفيف وانقاص من آلامهم وهمومهم مما يشعر الإنسان بالسعادة الغامرة.
-السعي لطلب العلم، وفهم الكون، والاشتغال بالعلوم المفيدة والنافعة؛ لأنّ العلم يمنح النور للبصيرة، ويجعل القلب بعيداً عن القلق، والتفكير بالمنغصات، ويلهيه بتعرف ما هو مفيد، ويساعد في تقدم البشرية وسعادتها.
-عدم التفكير بالماضي ومنغّصاته وذكرياته مهما كانت، والتفكير بتعرف ما هو آتٍ، وبذل النفس للعمل بإصلاح اليوم، واستغلال الوقت الحاضر على أكمل وجه، والعيش لحظةً بلحظة.
-عدم مقارنة النفس بالآخرين، ومن هم أعلى منه منزلة، وأكثر غنى، واحسن وأفضل حالاً، فمن يُكثر من مراقبة الناس تكثر همومه وغمومه، ويفتقد الشعور بالرضى والراحة، فمن أراد السعادة عليه أن ينشغل بنفسه وحياته فقط.
-التفكير بحلول مناسبة ومنطقية وواقعية للمشاكل وعيوب اليومية، والسعي بكل جد لتحقيق الأهداف والبحث عمّا يُدخل السرور للنفس، والبعد عن ما يُسبّب الكدر والحزن والمشاحنات مع الآخرين.
-شحن القلب بالطاقة الإيجابية والتفاؤل، وحب الحياة، ومجالسة الأشخاص المتفائلين محبي المرح، وعدم الاستسلام للوهم والخيال، والأفكار السوداوية، والاقتناع التام “أَنَّ مَا أَصَابَنَا لَمْ يَكُنْ يُخْطِئُنَا، وَمَا أَخْطَأَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنَا”.
-التوكل التام على الله مع ضرورة الأخذ بالأسباب، وحسن الظن بالله وبالآخرين، والثقة بالنفس، وإقناعها بقدرتها على أداء المهمات.
-الحفاظ على نمط حياة صحي، وطعام متزن، وجسم رياضي ورشيق؛ لأنّ السعادة لا تكتمل لجسدٍ عليل مليء بالأمراض، والمحافظة على هندام أنيق ونظيف للحصول على شخصيّة جذابة يحبها الآخرون؛ فمحبة الناس مكسب، وسبب من ما هى اسباب السعادة.

السعادة الحقيقية فنٌّ يجب اتقانه

لا تشغل نفسك بما يفكر به الآخرون تجاهك
الحياة أكثر تعقيداً وإزعاجاً مما يمكن أن نتخيل، وبغض النظر عن الطريقة التي ننجز بها المراحل المهمة في حياتنا، غالباً ما يأتي الشعور بالرضا والقناعة في وقت متأخر. ولكن، ما الذي يمكن أن يحدث إذا انتبهنا أكثر إلى صياغة بنيتنا الداخلية، بنية عقلنا؟
إن نوعية حياتنا تعتمد بشكل رئيسي على معتقداتنا وأفكارنا، فهي حقيقة تكتب نصوص رواية حياتنا. فما الذي تخبرنا به؟ وهل أفكارك هي حليفة لك، أم هل تحد قدراتك أو ما هو أسوأ من ذلك كأن تعمل على التقليل من شأنك؟ وما الذي تؤمن به حول نفسك مقارنة بالآخرين؟ هل تشغل نفسك كثيراً بما يفكر به الآخرون بشأنك؟ فإذا كان الأمر كذلك، فإن تقديرك لذاتك ليس كما يجب أن يكون، وبالتالي سيمنعك ذلك من الشعور بالسعادة الحقيقية.
ما الذي تخبرك به أفكارك؟
هل تقلق بشأن ارتكابك الأخطاء؟ هذا الخوف سوف يمنعك من أن تختبر ذبذبات الحياة حقيقة. كيف تنظر إلى نفسك في نطاق علاقاتك المقربة جداً؟ هل تشعر بالارتياح لكونك هشاً وتكشف عن حقيقة ذاتك؟ هل تحدد نفسك على أنك ترضي الناس أو أنك أكثر ميلاً إلى التصرف بغضب؟
إنّ المواقف الدرامية والصراعات التي نواجهها غالباً ما تكون انعكاساً لعلاقتنا مع ذاتنا. أن تشعر بأنك عالق أمر شائع في المجمل ولكن ليس من الصحيح أن تبقى عالقاً. وإذا تعلمنا تطوير تفكيرنا وتخلصنا من الأفكار السامّة في ذهننا التي تحدُّ من تفكيرنا والمشاعر المرافقة لذلك فسوف نكون أكثر وعياً ويقظة. وهذا المستوى المتنور من الوعي سوف يمكّننا من الاستمتاع بحياة جيدة في الوقت الذي توجه فيه بنيتنا الداخلية رحلتنا في الحياة وترشدها.
إن تجربتك الداخلية هي العدسات التي ترى من خلالها وبالتالي تختبر حياتك، وعليك أن تركز أكثر على عملياتك الداخلية وسوف يعتني عالمك الخارجي بذاته تلقائياً.



607 Views